كلمة فضيلة الشيخ : سليمان بن محمد المنها - حفظه الله - الرئيس المساعد لمحاكم مكة المكرمة لقد قيض الله - عز وجل - لهذه الأمة المحمدية ، في جل أعصارها ، رجالا أفذاذا ، وعلماء ربانيين ، يجددون لها ما خلق في قلوب العباد من أمور الدين ، ويعيدون فيها بناء ما اندرس من معالم الشريعة ؛ يحملون راية التوحيد والسنة ، ويكشفون عوار الشرك والضلالة والبدعة ، يحيون فيها رسالة المرسلين وميراث النبيين ، من الدعوة إلى الله ونصح المسلمين ، والقيام على حدود الله والذب عن حرمات الدين . تخلقوا بأخلاق النبوة وتأدبوا بآداب الشريعة ، فدعوا العباد إلى الله تعالى بأقوالهم وأفعالهم ، فهم العدول حيث ورد في الحديث قوله : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين " . والحديث عن سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز - كما أحسبه ولا أزكي على الله أحدا - حديث عن هذا الصنف المبارك من تلك الصفوة المذكورة ، التي أرادها الله أن تكون منارا للمسترشدين ، ومثلا حيا للمتخلقين بأخلاق القرآن . ومهما سطر اليراع من القوافي والمنثور ، في وصف حاله ، وذكر فضائله ، فهو مقصر فقلد طوفت الآفاق ، وسارت بها الركبان ، وشهد بها القاصي والداني . فجدير بشباب الأمة ، وجمهور المتعلمين أن يستفيدوا من تلك الخلال ، ويقطفوا الثمرة من تلك الأقوال والأفعال بالملازمة والطلب ، والجثي على الركب . وحسبنا من المكافأة على الصنيع لما أسداه سماحته في البذل لهذا الدين ، أن ندعو المولى العظيم بأن يرزقه العمل السديد في العمل الرشيد ، وخاتمة على التوحيد ثباتا على الحق حتى الممات ، إنه سميع مجيب .