كلمة معالي الدكتور : راشد الراجح الشريف عضو مجلس الشورى ورئيس النادي الأدبي بمكة الحمد لله ولي من أطاعه واتقاه ، ومذل من خالف أمره وعصاه ، والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير ، نبينا وسيدنا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه . وبعد : - فإن سماحة الوالد الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، مفتي عام المملكة العربية السعودية شخصية إسلامية بارزة ، ليست في حاجة إلى تعريف ، كما قيل " المعرف لا يعرف " فهو العالم العلامة ، والحبر الفهامة ، نشأ - حفظه الله - في بيئة إسلامية ملتزمة مستقيمة ، وطلب العلم صغيرا ، على أيد جهابذة فضلاء ، وأساتذة علماء ، وعلى رأسهم سماحة مفتي الديار السعودية - سابقا - الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - طيب الله ثراه - ، وغيره من الفقهاء ، والعلماء والمشايخ الأفذاذ ، المتخصصين في علوم العقائد والشريعة واللغة ، ولقد أحسن الأخذ . والفهم ، واطلع على كثير من كتب العقائد والتفاسير ، وتراجم الرجال ، وعلوم الحديث والمصطلحات ، كما تتبع أقوال العلماء والفقهاء ، في مظانها ، وخلص بذلك إلى استنباطات بديعة ، واختيارات فقهية راجحة ، مستنبطة من الكتاب والسنة ، اللذين هما المصدران الرئيسان والوحيدان لهذه البلاد ومحاكهما - حرسها الله من كل سوء - . وسماحة الشيخ إلى جانب ذلك كله يقوم - أمده الله بعونه - برئاسة هيئة كبار العلماء ، ورئاسة مجالس الرابطة الإسلامية ، وغير ذلك من الأعمال الصالحة - جزاه الله خيرا - . إن الشيخ عبد العزيز بن باز شيخ جليل ، وعالم فاضل ، اتسم بسعة الاطلاع ، وحسن الفهم ، وجلاء البصيرة ، رزقه الله خلقا فاق الكثير من أمثاله ، وكرم نفس عز في هذا الزمان ، بابه مفتوح للكبير والصغير ، للغريب والقريب ، لا يرد طالبا ، ولا ينهر سائلا . تشرفت بالإنصات إلى كثير من محاضراته القيمة ، ودروسه المفيدة ، وإجاباته الشافية ، فكانت بلسما يداوي الجراح ، من يد نطاسي يشخص الأدواء ، ويصف لها الدواء الناجع ، بارك الله في حياته وأمد في عمره . ولقد صدق ذاك حينما قال : العلم مؤنسه والله يحرسه ما كان مجلسه للقيل والقال حفظ الله شيخنا الجليل سماحة الوالد الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، وأمد في عمره ، معلما وداعية ، إلى الحق ، ومدافعا عن حياض الشريعة الغراء ، والله من وراء القصد .