- على الرغم من ان الظروف غيرت كثيرا من شخصيتي الاجتماعية في حب الزيارات وحضور الأفراح والماتم .. وذلك بسبب الزواج ومذاكرة الاولاد وامتحانات الأولاد .. ومشاجرات الأولاد .. ومراهقة الأولاد ..و ذعري على الاولاد الا انى حرصت دائما مهما ضاق الوقت ان احضر الأفراح لانها بتجمع كل الناس التي حرمت من رويتهم وصحبتهم و جلسة النميمة معهم. لذا قمت بتاجير فستان سوريه وتزينت كأحسن ما يكون في حدود تجاهل تلك التجاعيد الخفيفة جدا جدا تحت العين وذهبت إلى الفرح ..وكلى شوق للصديقات الغائبات والتي تلهت كل واحده منهم مثلى تماما فى ذلك الإخطبوط المسمى بالأولاد .. و الذي يستنزف من عمرنا كل عمرنا . في قاعة الفرح جلست منفعلة كلما تظهر واحدة وقفت لها وأخذتها بالأحضان .. و اربع قبلات وكلمات بها شوق ونظرات تستطلع فستان الصديقة ومعدل الزيادة او النقصان فى ذهبها عن المناسبة السابقة ظهرت إيمان وسط الفرح وقمت اليها بشوق حقيقى .. فهى من اعز الناس على قلبى .. لان ايمان من النوع النقي الذى تجدها فى عمرك مرة او اتنين على الاكثر .. فانا اشتاقها جدا ..اشتاق ابتسامتها الطيبة.. فعلى الرغم من حبى لها لا اسال عليها ولا اتذكرها الا كلما رايتها.. ربما لان ايمان لا تحب النميمة فكنت اوفر الوقت الفارغ الذي يمكننى فيها ان اجرى مكالمة تليفون لاحدى صديقات النميمة .. لانى فى مكالمة واحده كانت اعرف كل اخبار باقى الستات . عندما وصلت عند ايمان فتحت ذراعى بحب كبير لاحتضنها وابثها شوقى الصادق .. ولكن شيئا... غريب اشعر به .. فايمان تمد يد واحدة للسلام وتصد برفق جسدي المندفع بيدها الاخرى وقبلتها والابتسامة تموت على شفتي.. و فى ضغطة يدها صد لطيف شعرت به على الرغم من حرارة كلمات الترحيب منها ..والتى ضاعت منى مع احساسى بصدها الرقيق عندما اندفعت إلى حضنها تصدني عن حضنها !!! لما ؟؟؟؟؟ ولما هذه النظرة الباهتة والابتسامة الشاحبة وكان السلام اجراء يجب ان تقوم به فتصنعه بالحد الأدنى من اللياقة. انسحبت وعدت الى مكانى وكان احدهم افرغ دش ساقع على راسى .. ومكان ضغطة يدها الرقيقة على ذراعي لصد حضني يولمنى كلدغة ناموسه. بعد قليل جاءت اخريات وجلسوا معى .. ونسيت ايمان فى الحكى عن الازواج والاسعار ..وبنات الفيديو كليب.. وعملية الحقن الاخيرة التى قامت بها الممثلة الشهيره لشفتها العلوية سمعت واحده تقف وتقول: ايه ده؟ .. ايمان هنا .. انا مشفتهاش ووفقت لتنادى عليها فالتفتت انا بظهري حتى لا اوجه ايمان بوجهى عندما تاتى ..وتذكرت الصد اللطيف الصادر منها فعاودني شعور الغيظ والتساول . وفى نفس اللحظه وبصوت منخفض نبراته ضائعة وسط ضوضاء الفرح قالت نفس الصديقه : يا عينى ..من ساعة ما عملت العملية فى صدرها وهى بتلبس واسع. دقت الكلام فى راسى كمعاول فاعل .. ورنت فى قلبى فتفتت مائة قطعة .. والتفتت بكل جسدي أملا عيني بايمان .. و اقاوم الدموع التى تجمعت بين رموشى واحبسها بقسوة .. وفى روحي انتشرت موجة شجن عميقة.. شجن من اكتشف فجاه عبثية الابتسام وقداسة الصمت في محراب صراخ الشهوات و الأمنيات لا يبدو عليها شى .. الفستان واسع ولا احد يمكنه ان يستنتج أبدا..ماتحته .......,.,,.. ضاعت منى بهجة الفرح تماما وبقيت صامته لا اتكلم .. اتابع فقط ايمان بعينى وارصد ما جد عليها ولم أجد إلا أنها أكثر هدوءا .. وأكثر صفاء.. واكثر حزن.. ويديها تصد كل الأحضان وتضغط تلك الضغطة الخفيفة جدا على من تسلم عليها . أثناء الليل حلمت انى ارضع ابني الأكبر.. ولم اجد لبن فى ثدي .. بل لم اجد ثدى ..والولد يصرخ على يدي من الجوع.. وفجاه اندفع اللبن غزيرا .. وشرب ابني.. وضحك .. ثم صمت فجأة وخمدت أنفاسه. وصرخت فزعة وانا استيقظ من الحلم.. ووجدت الصمت يلف الكون من حولي فبل صلاة الفجر بساعة.. وزوجى نائم لم يستيقظ على اثر صرختي ركنت راسي على السرير وانا الهث من الحلم وانظر إلى زوجى وأتساءل هل ستحبنى لو مرضت بمرض فى صدرى ؟؟؟ ولم يسمعنى .. انه فى نوم عميق فى الصباح جلست امام الكمبيوتر وعلى صفحة جوجل كتبت كلمتين فى محرك البحث : سرطان الثدي وجاء زوجى الحبيب من خلفى ولم اراه ولكنى سمعت صوته يقول ...... ليه بتكتبى الكلمة دى فوقفت وكلى رهبه وقلق واخذنى هو فى حضنه ودموعى تنساب ......