الفيلم الكردى حى خيال المآتة يشبه الشعوب العربية بخيال المآتة

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : نجلاء أبوالنجا | المصدر : www.almasry-alyoum.com


 
المخرج حسن على أثناء الندوة
واصلت السينما العراقية، تحديدا الكردستانية، عروضها ضمن مسابقة الأفلام العربية بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فقد عرض يوم الجمعة بمركز الإبداع فيلم « حى خيال المآتة» وأعقب العرض ندوة حضرها مجموعة من المسؤولين والسياسيين العراقيين ومنهم سفير العراق فى القاهرة نزار الخير الله وملا ياسين رؤوف، مسؤول مكتب الاتحاد الوطنى الكردستانى فى مصر، وأحمد حسين، الملحق الثقافى فى سفارة العراق، بالإضافة لعدد من الفنانين والإعلاميين المصريين، ومنهم سهير المرشدى وأحمد عبدالوارث وسامح يسرى ولويس جريس وأدارتها الصحفية باكينام قطامش، بينما كان المخرج العراقى حسن على وأبطال الفيلم عبدالله شوكت ووليد معروف والمنتج محسن محمد على رأس الحاضرين.


كان انطباع الحاضرين أن السينما العراقية بعد سقوط نظام صدام توجهت بشكل كبير للناحية السياسية وانتقادات المجازر الوحشية لنظام صدام ضد العراقيين، خاصة الأكراد، وفيلم «حى خيال المآتة» هو الفيلم العراقى الكردى الثانى، الذى يندد بوحشية نظام صدام ضد الأكراد وذلك بعد عرض فيلم «ابن بابل» الذى يدور فى سياق سياسى مشابه.

أسئلة معظم الحاضرين للندوة دارت فى البداية حول سر اختيار المخرج لقصة الفيلم، والتى كتبها الروائى العراقى شيرزاد حسن فى أواخر الثمانينيات، والتى تحمل طابعاً تجريدياً أكثر منه روائيا، وأجاب المخرج بأنه أعجب بالقصة التى كتبها الكاتب العراقى لأنها أجابت عن سؤال مزعج كان يؤرقه وهو «لماذا يدفع الأبرياء من النساء والأطفال ثمن الحروب فى كل أنحاء الوطن العربى ولماذا يتعرض الملايين منهم للقتل؟» وقد أجابت الرواية عن هذا السؤال باختصار بأن الشعوب العربية لا تواجه الفاسدين والحكام الديكتاتوريين بل تقف مثل خيال المآتة فى وجه الأزمات ولا تحاول حل أى مشكلة حتى تتفاقم وتصبح كارثة يدفع ثمنها الأبرياء والعجزة والأطفال. يتعرض لحكاية إقطاعى ظالم يملك قرية صغيرة ويستخدم أهلها فى خدمته حتى الأطفال الصغار الذين يستغلهم فى توفير المحاصيل للجيش، وأمام كل هذا الذل يقف الناس عاجزين، فيزداد القهر ويتحولون لما يشبه «خيال مآتة».

فوجئ الحاضرون بأن الفيلم إشارة واضحة لصدام ونظامه، وهنا أجاب المخرج «إن الفيلم لا يمثل صدام حسين فقط وإنما يمثل كل أنواع الديكتاتورية والظلم والقهر التى تواجهها المجتمعات العربية ولا تتخذ موقفاً إيجابياً مناهضاً لتلك الأحوال المذرية، وقد أوضح صناع الفيلم سبب تعريف أنفسهم والفيلم بأنه فيلم كردى وليس عراقياً،
وقال مخرج الفيلم حسن على إن الفيلم فى الأساس فيلم عراقى إلا أنه ناطق باللغة الكردية وليست العربية، لذلك يجب تعريفه بأنه كردى نسبة إلى لغته وليس لجنسيته، وحتى يفرقه الناس عن الأفلام العراقية الناطقة باللغة العربية، أما الممثل عبدالله شوكت، أحد أبطال الفيلم، فقال إنه يتمنى أن تظل العراق دولة واحدة دون تقسيم وأن تكون مثل مصر، لأن مصر أعرق حضارة على وجه الأرض ووحدتها مثال للشعوب فى رفض أى تقسيم فى الأرض أو القومية فى أى بلد عربى، بينما عبر الممثل وليد معروف عن اعتزازه بأنه كردى فى البداية والنهاية، وأنه يرى أن من حقه ذلك كما للمصريين حق فى الاعتزاز بأنهم مصريون.

وعن ظروف إنتاج الفيلم قال المنتج محسن محمد إنه من إنتاج وزارة الثقافة فى إقليم كردستان العراقى، وإنه كان ضمن خطة للوزارة تعمل على إنتاج أكثر من خمسة أفلام خلال العام بدعم كامل من الوزارة، وقد تكلف حوالى «٣٠٠ ألف دولار» بينما أوضح المخرج أن وزارة الثقافة العراقية اشترطت توفير عدد كبير جدا من الحمام والغربان للتصوير، لأن القصة الأصلية يلعب فيها الحمام والغربان دورا رئيسيا، ولذلك استغرق ثلاثة أشهر من أجل توفير تلك الطيور من أجل الفيلم، كما تم بناء ديكور قفص كبير بمساحة ٢٥٠٠ متر مربع وبارتفاع ١٥ مترا حتى يحافظ عليها، واستمر التصوير أكثر من شهرين، وتمت الاستعانة بعدد كبير من الأطفال وتم اختيارهم من قرى العراق.