حياة الناس تنقلب رأساً على عقب في رمضان، فيتحول الليل إلى نهار، وتبقى الأسواق عامرة بالناس حتى الفجر، وفي النهار تكاد تخلو الشوارع من المارة، وهذا يجعل الناس في حياة متغيرة تماماً، حتى إذا ما انقضى رمضان مضى عليهم فترة حتى يتكيفوا مع الحياة الجديدة العادية، لا بد لسماحة الشيخ من توجيه، كيف يكون الناس في رمضان حتى تبقى حياتهم مستمرة؟
السنة في رمضان في العشرين الأول أن ينام ويقوم، يصلي ما تيسر وينام، أما السهر فلا وجه له، فلا ينبغي السهر ينبغي أن ينام ما تيسر حتى يتقوى بذلك على العمل بالنهار، وعلى حاجاته، وعلى عمله ووظيفته، فلا ينبغي السهر، فالمشروع أن ينام بعض الشيء في العشرين الأول ويقوم. أما في العشر الأخيرة فالسنة فيها إحياء الليل لمن قدر بالعبادة والقراءة والصلاة كما كان النبي يفعل -عليه الصلاة والسلام-، قالت عائشة -رضي الله عنها-: (كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقض أهله) شد مئزره: أي شمر للعبادة، هذا هو الأفضل في العشر الأخيرة إحياء الليل بالعبادة بالقراءة بالصلاة بالذكر، أما العشرين الأول فالسنة فيها أن ينام ويقوم كفعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، وبهذا تصلح الأمور، وبهذا ينشط المؤمن على العمل بالنهار وتكون حياته شبيهة بحياته الأولى، بخلاف إذا سهر بالليل فإنه إذا قام في النهار سقط في الغالب؛ لأن الإنسان ضعيف يحتاج إلى النوم، كما قال الله –عز وجل-: وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا[النساء: 28]، والله المستعان.