شعر الأستاذ الدكتور ناصر بن سعد الرشيد

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : ناصر بن سعد الرشيد | المصدر : www.binbaz.org.sa

شعر الأستاذ الدكتور
ناصر بن سعد الرشيد
أُنهنِهها صبراً وأنّى لها الصبرُ *** ولو ذرفت دماً لكان لها عذر
عجبت لعين لم تجد بدموعها *** فإن دموع العين من حرِّها حُمر
وإن عيوناً لا تفيض دموعها *** على الشيخ لهْي القفر أو دونه القفر
أنهنِه نفسي أن يزل بها الجوى *** فإن دموع العين من فقده نهر
وأكبح عيني أن يزيد بها اللظى *** فإن بكاء الصالحين لها جمر
وأزجرها لما تزايد دمعها *** كأن بها ضُرا فما نفع الزجر
لعلّ عيوناً غالبتني بحزنها *** تفيض دموعاً لا يكون به وزْر
رضينا بحكم الله إن قضاءه *** علينا لماض لا يرد له أمر
ولكننا نرثيه بالشعر أسوة *** فإن رثاء الصالحين به أجر
إمام جليل لا يقوم بحقه *** من القول نثر أو يقوم به شعر
لقد جمّعت فيه الفضائل كلها *** ففي قلبه زهد وفي ثوبه طهر
وبالسنة البيضاء يرفع رأسها *** بكل مكان كي يكون لها نشر
على البدعة البيضاء يدمغ رأسها *** بكل مكان كي يكون لها نشر
تجافى عن الدنيا وهام بضدها *** ومن يعشق العلياء فالجنة المهر
من الزاهدين الوارثين لأحمد *** وما ورّثوا مالاً وليس لهم تبر
وهم ورّثوا علماً وذكراً ودعوة *** ألا نعم إرث الصالحين لنا الذكر
لقد شهدتْ ساح الحرام جنازة *** كأن زحام الناس من حولها الحشر
كأن وجوم الناس من حول نعشه *** وجوم ثكالى لا عزاء ولا ستر
كأن وجوه القوم حفّوا بقبره *** حزون قفار شحّ من فوقها القطر
كأن رجال العلم يوم وفاته *** نجوم سماء خرّ من بينها البدر
أتته جموع الصالحين تجلّه *** إلى الحرم المكي والبدو والحضر
وإن شهود الصالحين شهادة *** ومن يحبب الرحمن يشهد له كثر
فلله من بالعدل من علم ثوى *** فكيف الجبال الشم يوسعها قبر
به العدل يزهو مثلما كان يزدهي *** به العدل ، إن العدل يكبره الحَبرُ
هو المبصر الخرِّيت في سبل الهدى *** وأيّ سبيل لا يُهدّي له وعر
يؤمُّ بنا درب النجاة كأننا *** على الدرب عُميٌ والطّخى حولنا بحر
يقود سفين الرشد في لجة الدجى *** بنور فؤاد يستوي البحر والبر
وإن عيوناً لا ترى الدرب لاحباً *** فإن بها وقراً ، وليس بها وقر
فصبراً على هول المصاب تجلداً *** فبعد ظلام الليل ينبلج الفجر
ولا يأس إن جل المصاب وإنه *** جليل فإن العسر يعقبه اليسر
إذا مات منا عالم قام عالم *** عليم بما قال الإله ، له قدر
وإن غاب فينا كوكب شعّ كوكب *** فغاربنا صدرٌ ، وشارقنا صدر