نَسيتُ وَما أَنسى عِتابًا عَلى الصِدِّ

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : أبو الطيب المتنبي | المصدر : www.alsh3r.com

نَسيتُ وَما أَنسى عِتابًـا عَلـى الصِـدِّ"

"وَلا خَـفَـرًا زادَت بِــهِ حُـمـرَةُ iiالـخَــدِّ

وَلا لَـيــلَــةً قَـصَّـرتُـهــا بِـقَــصُــورَةٍ"

"أَطالَت يَدي في جيدِها صُحبَةَ iiالعِقـدِ

وَمَـن لـي بِيَـومٍ مِـثـلِ يَــومٍ iiكَرِهـتُـهُ"

"قَرُبـتُ بِـهِ عِنـدَ الــوَداعِ مِــنَ البُـعـدِ

وَأَلا يَـخُـصَّ الـفَـقـدُ شَـيـئًـا iiفَـإِنَّـنـي"

"فَقَدتُ فَلَـم أَفقِـد دُموعـي وَلا iiوَجـدي

تَــمَــنٍّ يَــلَــذُّ الـمُـسـتَـهـامُ بِـمِـثـلِــهِ"

"وَإِن كـانَ لا يُغنـي فَتيـلًا وَلا iiيُجـدي

وَغَيظٌ عَلى الأَيّامِ كَالنارِ فـي iiالحَشـا"

"وَلَكِـنَّـهُ غَـيـظُ الأَسـيـرِ عَـلـى iiالـقِــدِّ

فَــإِمّــا تَـريـنــي لا أُقــيـــمُ iiبِـبَــلــدَةٍ"

"فَآفَةِ غِمـدي فـي دُلوقـي وَفـي حَـدّي

يَحُـلُّ القَـنـا يَــومَ الطِـعـانِ بِعَقـوَتـي"

"فَأَحرِمُـهُ عِـرضـي وَأُطعِـمُـهُ iiجِـلـدي

تُـبَـدِّلِ أَيّـامــي وَعَـيـشـي iiوَمَـنـزِلـي"

"نَجائِبُ لا يُفكِرنَ في النَحسِ وَالسَعدِ

وَأَوجُـــهُ فِـتـيــانٍ حَــيــاءً iiتَـلَـثَّـمـوا"

"عَلَيهِـنَّ لا خَوفًـا مِـنَ الحَـرِّ iiوَالـبَـردِ

وَلَيسَ حَياءُ الوَجهِ في الذِئبِ iiشيمَةً"

"وَلَكِـنَّـهُ مِــن شيـمَـةِ الأَسَــدِ الـــوَردِ

إِذا لَـــم تُـجِـزهُـمْ دارَ قَـــومٍ iiمَــــوَدَّةٌ"

"أَجازَ القَنا وَالخَـوفُ خَيـرٌ مِـنَ iiالـوُدِّ

يَحيدونَ عَن هَزلِ المُلوكِ إِلـى الَّـذي"

"تَوَفَّـرَ مِـن بَيـنَ المُلـوكِ عَلـى iiالـجِـدِّ

وَمَن يَصحَبِ اسمَ ابنِ العَميدِ iiمُحَمَّـدٍ"

"يَسِـر بَيـنَ أَنيـابِ الأَســاوِدِ وَالأُســدِ

يَـمُـرُّ مِــنَ الـسُـمِّ الـوَحِــيِّ iiبِـعـاجِـزٍ"

"وَيَعـبُـرُ مِـــن أَفـواهِـهِـنَّ عَـلــى دُردِ

كَفانـا الرَبيـعُ العـيـسَ مِــن بَرَكـاتِـهِ"

"فَجاءَتهُ لَم تَسمَع حُداءً سِوى iiالرَعدِ

إِذا ما استَجَبنَ الماءَ يَعـرِضُ iiنَفسَـهُ"

"كَرِعـنَ بِسَبـتٍ فـي إِنـاءٍ مِـنَ iiالـوَردِ

كَـأَنّـا أَرادَت شُكـرَنـا الأَرضُ عِـنــدَهُ"

"فَلَـم يُخلِنـا جَــوٌّ هَبَطـنـاهُ مِــن iiرِفــدِ

لَنـا مَذهَـبُ العُبّـادِ فـي تَــركِ iiغَـيـرِهِ"

"وَإِتيـانِـهِ نَبـغـي الرَغـائِـبَ iiبِـالـزُهـدِ

رَجَونـا الَّـذي يَرجـونَ فـي كُـلِّ جَنَّـةٍ"

"بِأَرجـانِ حَتّـى مـا يَإِسنـا مِـنَ الخُلـدِ

تَـعَــرَّضُ لِـلــزُوّارِ أَعـنــاقُ iiخَـيـلِــهِ"

"تَعَرُّضَ وَحـشٍ خائِفـاتٍ مِـنَ iiالطَـردِ

وَتَلقـى نَواصيـهـا المَنـايـا iiمُشيـحَـةً"

"وُرودَ قَطًـا صُـمٍّ تَشايَـحـنَ فــي iiوِردِ

وَتَنسُـبُ أَفـعـالُ السُـيـوفِ iiنُفوسَـهـا"

"إِلَيـهِ وَيَنسُبـنَ السُيـوفَ إِلـى iiالهِـنـدِ

إِذا الشُـرَفـاءُ البـيـضُ مَـتّـوا بِقَـتـوِهِ"

"أَتـى نَسَـبٌ أَعلـى مِــنَ الأَبِ iiوَالـجَـدِّ

فَتىً فاتَتِ العَدوى مِنَ النـاسِ iiعَينُـهُ"

"فَمـا أَرمَــدَت أَجفـانَـهُ كَـثـرَةُ iiالـرُمـدِ

وَخالَفَـهُـم خَلـقًـا وَخُلـقًـا iiوَمَوضِـعًـا"

"فَقَد جَلَّ أَن يُعْدَى بِشَـيءٍ وَأَن يُعـدي

يُغَـيِّـرُ أَلــوانَ اللَيـالـي عَـلـى الـعِــدا"

"بِمَنشـورَةِ الرايـاتِ مَنصـورَةِ iiالجُنـدِ

إِذا ارتَقَبوا صُبحًـا رَأَوا قَبـلَ iiضَوئـه"

"كَتائِبَ لا يُردِي الصَبـاحُ كَمـا iiتَـردي

وَمَـبـثـوثَــةً لا تُــتَّــقــى iiبِـطَـلـيـعَــةٍ"

"وَلا يُحتَـمـى مِنـهـا بِـغَـورٍ وَلا iiنَـجـدِ

يَغُـصـنَ إِذا مــا عُــدنَ فــي iiمُتَفـاقِـدٍ"

"مِنَ الكُثرِ غـانٍ بِالعَبيـدِ عَـنِ iiالحَشـدِ

حَثَـت كُـلُّ أَرضٍ تُـربَـةً فــي غُـبـارِهِ"

"فَهُـنَّ عَلَـيـهِ كَالطَـرائِـقِ فــي iiالـبُـردِ

فَـإِن يَكُـنِ المَهـدِيُّ مَـن بــانَ iiهَـديُـهُ"

"فَهَـذا وَإِلّا فَالهُـدى ذا فَـمـا iiالمَـهـدي

يُعَلِّلُـنـا هَــذا الـزَمــانُ بِـــذا الـوَعــدِ"

"وَيَخـدَعُ عَمّـا فـي يَـدَيـهِ مِــنَ النَـقـدِ

هَلِ الخَيرُ شَيءٌ لَيسَ بِالخَيرِ iiغائِـبٌ"

"أَمِ الرُشدُ شَيءٌ غائِبٌ لَيسَ iiبِالرُشـدِ

أَأَحـــزَمَ ذي لُـــبٍّ وَأَكـــرَمَ ذي iiيَــــدٍ"

"وَأَشجَـعَ ذي قَلـبٍ وَأَرحَــمَ ذي iiكِـبـدِ

وَأَحـسَــنَ مُـعـتَـمٍّ جُـلـوسًـا وَرِكـبَــةً"

"عَلى المِنبَرِ العالي أَوِ الفَرَسِ iiالنَهـدِ

تَفَـضَّـلَـتِ الأَيّـــامُ بِالـجَـمـعِ iiبَـيـنَـنـا"

"فَلَمّـا حَمِدنـا لَـم تُدِمنـا عَلـى iiالحَـمـدِ

جَـعَـلـنَ وَداعـــي واحِــــدًا iiلِـثَـلاثَــةٍ"

"جَمـالِـكَ وَالعِـلـمِ الـمُـبَـرِّحِ iiوَالـمَـجـدِ

وَقَد كُنـتُ أَدرَكـتُ المُنـى غَيـرَ iiأَنَّنـي"

"يُعَيِّـرُنـي أَهـلـي بِـإِدراكِـهـا iiوَحـــدي

وَكُلُّ شَريكٍ فـي السُـرورِ iiبِمُصبَحـي"

"أَرى بَعـدَهُ مَـن لا يَـرى مِثلَـهُ iiبَعـدي

فَجُـد لــي بِقَـلـبٍ إِن رَحَـلـتُ iiفَإِنَّـنـي"

"مُخَلِّفُ قَلبي عِندَ مَـن فَضلُـهُ iiعِنـدي

وَلَـو فارَقَـت نَفـسـي إِلَـيـكَ iiحَياتَـهـا"

"لَقُلـتُ أَصابَـت غَيـرَ مَذمومَـةِ iiالعَهـدِ