الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. أما بعد : انتشر استخدام الماسنجر بين الشباب والنساء كذلك حتى أصبح استخدامه كاستخدام الهاتف , ومن خلال استخدامي لهذا البرنامج رأيت بعض الأخطاء التي نفعلها مع بعضنا بدون قصد ، فأحببت التنبيه إليها .. وكذلك أحب أن ألفت الانتباه لبعض النصائح التي أرى أن نطبقها في استخدامنا لهذا البرنامج .
1- الإضافة : عندما تريد أن تضيف شخصا ما إلى قائمة أصدقائك فإن عليك أن تنتبه لأمرين مهمين : الأول : أن يكون من تضيفه رجلا إذا كنت رجلا ، وامرأة إذا كنتِ امرأة .. فإنه لا يحسن بالرجل أن يتحدث مع المرأة في الماسنجر وذلك درء للفتنة التي قد تحدث بسبب ذلك . وإن كانت هناك حاجة ملحة لهذه المحادثة فلتكن على قدر الحاجة فقط (2). الثاني : البعض يتضايق من الإضافة التي لا يسبقها استئذان ، ولهذا يفضل أن ترسل رسالة لمن تريد إضافته معك فتستأذنه في إضافته إلى قائمتك .
2- السلام : كثيرا ما ننسى أن نبدأ من نحدثه بـ " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ! وهذا ليس من أدب المسلم ، فإن من الأدب أن تبدأ من تحدثه بتحية الإسلام .. وإن كنت صديقا لم تحدثه منذ فترة فلا بد أيضا من السؤال عن حاله . بعض الاخوة يدخل علي في الماسنجر وأكون لم أحدثه منذ شهر أو أكثر ، فيبدأ كلامه بـ " هل قرأت ما كتبه فلان ؟ " , أو " هل أجد عندك الموقع الفلاني ؟ " وينسى أن يبدأ بالسلام . وكذلك عند إنهاء المحادثة يفضل أن تختتم بالسلام أيضا ، وإن كانت في الليل فإنه من الأفضل أن تضيف للسلام عبارة " تصبح على خير " وغير ذلك من عبارات المجاملة التي تسر من تخاطبه بها .
3- عدم التطويل في السلام : قلنا أنه من الأدب أن نسلم على من نتحدث معه , ولكن من الأدب أيضا أن يكون السلام بطريقة معقولة . بعض الاخوة يدخل علي فيقول : - " السلام عليكم " - وعليكم السلام - " كيف الحال " - الحمد لله - " وش الأخبار" - الحمد لله تمام - " وش العلوم " - تمام - " وشلون الدنيا بكم " - الحمد لله - " وش أخبار الشباب عندكم " - الحمد لله - " وشلون المشايخ عندكم " طيبين - " وشلون الشباب في المنتديات " - ما عليهم .. ماشيين - " وشلونك أنت " - الحمد لله - " وكيف الأهل ؟ " - والله طيبين ما عليهم خلاف - " وشلون ... كيف ... وش أخبار ..............إلخ " وهكذا سيل من الأسئلة التي تذكرك بالتحقيقات العسكرية والتي لا تجد عليها ردا سوى أن تقول " الحمد لله " ، " تمام " ، " بخير " . وهذا السلام بهذه الطريقة يدخل السآمة على نفس من تكلمه فلا تطل في سلامك بهذه الطريقة . فلا الأول الذي لا يسلم فعله صحيح , ولا هذا أيضا فعله صحيح . فالسؤال عن الأحوال يكفيك فيه عبارة أو عبارتين فقط .
4- لا تضيع وقت محدثك : بعض الشباب أوقاتهم من ذهب والبعض الآخر أوقاتهم من تراب أو أقل من ذلك . والمفترض بالمسلم ألا يضيع وقته فالوقت من ذهب ، وبدلا من إضاعة الوقت فيما لا فائدة منه فإنك تستطيع أن تستفيد من وقتك في الآخرة ، وإن لم تفعل فلا أقل أن تستفيد منه في أمور الدنيا . فإن دخلت على أحد إخوانك في برنامج الماسنجر : إذا كان عندك موضوع معين فاطرحه .. وناقش أو خذ رأي محدثك فيه , أما أن يكون الماسنجر بالنسبة لك أداة لتضييع الوقت .... فعليك حينئذ أن تبحث عن شخص مثلك لا يقدر ثمن هذا الوقت المهدر ليضيع وقته معك . ولا أعني أن تكون جميع المحادثات جدية ، فهذا شاق على النفس .. إنما أعني بهذا أن لا تكون عادتك أن تستخدم هذا البرنامج لمجرد إضاعة الوقت .. وأن تسأل من تحدثه إن كان عنده وقت يضيعه معك أم لا ، فربما يكون محدثك ممن يخجل من التصريح بأنه مشغول .
5- احترم رغبة الطرف الآخر : كثيرا ما تجد أن بعض الاخوة قد وضع علامة " مشغول " , وبعض الشباب هداهم الله لا يحترمون رغبة هذا الأخ فتجد الواحد منهم يدخل عليه ويقول : - " أعرف أنك مشغول ولكن عندي موضوع أريد أن أخبرك به " - " أنت مشغول صحيح ، ولكني أريدك دقيقة " وهكذا .. فأين نحن من قوله تعالى { وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا } ؟؟!!! وهل نفترض أن من وضع علامة " مشغول " وضعها لكي تدخل عليه وتتحدث معه أم حتى يقول لك : لا تزعجني لو سمحت ؟! والغريب في الموضوع أن بعض الاخوة ( قد ) يغضب ويعاتب إذا لم ترد عليه ، ولكنه لا يلوم نفسه على عدم احترامه لوقتك !
6- أحسن الظن باخوتك : في بعض المرات يقول لي أحد الاخوة : " بالأمس تحدثت معك أكثر من مرة ولكنك لم ترد علي " ، أو غير هذا من التعليقات التي لم تفعلها أنت عامدا . والعجيب أن البعض يجزم بأنك عرفت ماذا يريد وأن كلامه وصلك , وأنك لم تُرِدْ أن تَرُد عليه ! لماذا لا نحسن الظن بإخواننا خصوصا وأن خطوط الهاتف بطيئة جدا ، وكثيرا ما تحصل مثل هذه الحالات ؟ وكثيرا ما تخرج من هذا البرنامج ولكن اسمك يبقى وكأنك ما زلت متصلا بالإنترنت . ولهذا علينا أن نحسن الظن بالاخوة وبدلا من أن تقول : " كلمتك ولم ترد علي " ... قل : " هل وصلك كلامي أم لم يصل ؟ " .
7- استأذن قبل أن تدخل ثالثا : تكون في بعض المرات تتكلم مع أحد الاخوة , وفجأة وإذا بثالث معكم في المحادثة .. فهل هذا تصرف صحيح من هذا الأخ ؟؟ أرى أن الاستئذان هنا واجب , فقد يكون أخوك الذي تحدثه لا يريد الأخ الثالث .. بل ربما قد ينحرج وتضعه في موقف لا يحسد عليه إن كان الأخ الأول قد وضع الأخ الثاني في قائمة " المحظورين " .. ولهذا استأذن قبل إدخال ثالث معكما في نفس المحادثة .
8- للناس خصوصيات فلا تتدخل في خصوصياتهم : وأعني بهذا أن لا يكون الواحد منا فضوليا يحب أن يعرف كل شيء , سواء أكان هذا مهما أو تافها .. فلا تسأل محدثك عن مهنته أو بلده أو عمره أو اسمه أو غير هذا وتكرر وتلح عليه بالطلب فقد يكون لا يريد أن يعرفه أحد .. أما إن رأيت أنه موافق أو غير مهتم فهنا لا بأس ..
أخيرا أقول : أرجو أن تعلم أخي القارئ أنني لا أعني بكلامي الصداقات الخاصة التي لا تتقيد بهذه القيود أو أغلبها ، فللصداقة بعض التجاوزات التي تخرج عما ذكرناه سابقا . ثم إن الخطأ والزلل يحدث من الجميع ، و " من طلب أخا بلا عيب صار بلا أخ " .