علوم الفضاء و الفلك في الوطن العربي - نظرة بين الواقع و المستقبل

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : أ.د. حميد النعيمي | المصدر : astronomysts.com

أ.د. حميد النعيمي


 
هذه المادة تم نقلها بتصرف من الكلمة الافتتاحية للدكتور / حميد مجول النعيمي - رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء و الفلك رئيس كلية العلوم بجامعة الشارقة - أثناء انعقاد المؤتمر العربي التاسع لعلوم الفضاء و الفلك في مدينة الخرطوم بالسودان في الفترة من 17 - 19 نوفمبر 2009م .


 
×××


" غير خافٍ على أحد ما يحققه العالم المعاصر من إنجازاتٍ وكشوفٍ متلاحقة ومتسارعة في أيامنا هذه ، تلك الإنجازات أضافت إلى حقل الاختصاص العام وفروعه الدقيقة إضافات معرفية هائلة ، وعدلت وقومت مفاهيم علمية كثيرة حتى فاقت كثرتها التصور.

ومن المؤسف جداً ، أن عدداً لا بأس به من العلماء العرب ، تعثروا في مواكبة هذا التطور ، ولم تكن أسباب تعثرهم مقصورة على نوع واحد أو في اتجاه واحد ، بل اعترضت طريقهم أسباب جمـّة كان من أبرزها :
تشتت جهود العلماء العرب ، وانكفاء بعضهم على نشاط فردي منعزل ، وانشغال البعض الآخر بأمور الحياة اليومية مرغماً ، فضلاً عن الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة والتي كان لها الأثر السلبي في البحث العلمي الرصين ، وكذلك غياب الجسم الهيكلي العلمي العربي الموحد.

وإننا إزاء مواكبة ما وصل إليه العالم من تطور متسارع ، ودقة في البحث العلمي الذي تنتج عنه تطبيقات علمية عظيمة لها مردودها الإيجابي على الكون كله لا بد لنا من اتخاذ الخطوات الآتية :

أولاً : الحرص على اللقاء العلمي المتكرر والمتمثل بعقد مثل هذه المؤتمرات لعلماء التخصصات المتقاربة ، من أجل وضع اليد باليد لتحقيق الهدف الأسمى منها في الربط بين ماضي هذه الأمة وحاضرها من خلال مد الجسور المتينة بين التراث العلمي العربي وإنجازات واختراعات العالم المعاصر المتقدم ، لأن هذه اللقاءات شعار وحدتنا ، وتأريخ الأمة يحدثنا أن وحدة الكلمة ووحدة الرأي ووحدة العمل كانت من أهم نجاحها في الحياة العلمية والعملية ، لأنهم أدركوا أن الفرقة والتمزق معولان يهدمان صرح كل تقدم ، وقبل هذا وذاك ربنا جلّ جلاله قال : { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } . نسعى بكل جهودنا لتلك الوحدة بانين إياها على أساس الإيمان الراسخ بشرف هذه المهمة وسمو الجهاد من أجل الحفاظ عليها ، مصحوبة بالثقة بالنفس ، وبإمكانات الأمة الحضارية ، كي نصل بها إلى مسقبل مشرق يضع لها قدما راسخة في مجال العلوم والتكنولوجيا الحديثة على مختلف المستويات .

ثانياً : إن أبرز وسيلة تقدمت بها الدول اهتمامها البالغ بعلم الفضاء والفلك ، وترجمة ذلك الاهتمام إلى واقع عملي من خلال غزو الفضاء ، واكتشاف ما أودع الله فيه من بعض الأسرار ، فإذا أردنا مناهضة تلك الدول كان لزاما علينا مضاهاتهم بما يفعلون ، وعالمنا العربي مليء – بحمد الله – بالكفايات الفلكية والفضائية ، كفايات علمية وفنية ، فإذا تعاضدت هذه النخبة من المتخصصين استطاعت أن تقدم لأمتها وجها مشرقا في حقل الفضاء والفلك يقف بعنفوان وشموخ أمام إنتاج الأمم الأخرى في هذا المجال .

ثالثاً : إن هناك رجالا منّ الله عليهم بسعة ذات اليد أغدق عليهم المدد المادي فأغناهم من فضله ، وقد أشربت قلوبهم حب الفلك والفضاء ، وحالهم تتلهف إلى كل عمل يسعى إلى رفعة مكانة الأمة العربية والإسلامية عاليا في هذا العلم ، وهم على استعداد للبذل والعطاء لمن يذكِّرهم ويرشدهم إلى خدمة هذا العلم ، وإن من أبرز عملنا نحن – الفلكيين – أن ندل هؤلاء الرجال على مسالك ما يحققون به رغبتهم في حب الفلك والفضاء .

رابعاً : ينبغي أن لا ننسى أن عالمنا العربي مليء أيضا بشباب وهواة يتفانون بحب هذا العلم ، ويشتاقون إلى أيّ عمل يقربهم منه ، كما أن هناك طلاب دراسات عليا قادهم شغفهم العميق للفلك والفضاء إلى أن يتجهوا بدراستهم نحو التعمق بهما ، مدركين صواب اتجاههم ، هؤلاء وأولئك بحاجة ماسة منا إلى أن نرعى شؤونهم ، وأن نلهب فيهم جذوة حبهم لهذا التخصص ، لأنهم بناة المستقبل ، وعليهم تعقد الأمة آمالها ، فأنتم أيها المؤتمرون الكرام والعلماء الأفاضل شموس علم الفلك والفضاء وهم أقمارها ، والشمس لا يخلفها إلا القمر.

خامساً : أرجو أن لا ننسى شروط الأرصاد الفلكية الممتازة التي تنعم بها بعض المواقع و المرتفعات الجبلية الموجودة في بعض البلاد العربية لبناء المراصد الفلكية والخالية من المتلوثات الضوئية و الصناعية و الجوية ، فضلاً عن إمكانية رصد السماء الشمالية والجنوبية فيها ، ومثل هذه المواقع تجعل المراصد الفلكية مثالية لرصد الكون و محتواه بالدقة المطلوبة .

فإذا تمكنا من جمع شتات العمل و أصبحنا علماء متحدين في عملنا ، متعاونين متشاورين في علمنا ، ورعينا هواة الفلك والفضاء من الأغنياء والشباب وطلبة الدراسات العليا استطعنا أن نؤسس وكالات فضاء وفلك آمل أن تكون أقوى من ( ناسا وإيسا ) بأضعاف مضاعفة .

و لتحقيق ذلك ينبغي على كل من يستطيع العمل أن يدلي بدلوه، ومن هنا كان على المجلس الأعلى للاتحاد العربي لعلوم الفضاء و الفلك السعي بجد إلى تكاتف الأيدي ولـمّ الشمل ومفاتحة الحكومات للنهوض بهذا النوع من التقدم الناجم عن تطوير الفلك والفضاء في الوطن العربي.

إن العديد من النشاطات الفلكية والفضائية بدأت تظهر على الساحة العربية بشكل واضح ومكثف ، مثل بناء المراصد والمشاريع الفلكية والفضائية وعقد المؤتمرات و الندوات و اللقاءات وورش العمل ، فضلاً عن إنشاء المراكز والجمعيات و المجموعات الفلكية و الفضائية ، وهذا يدل على قوة جهودكم وجهود زملائنا النبيلة والمخلصة ، لإحياء مجد تراثنا الفلكي العربي والإسلامي على المستويين العربي و الدولي .

أما المراصد و المراكز الفلكية فنجد أن بعض الدول العربية بدأت تفكر وتباشر بجدية في بنائها وإنشاء الأقسام والبرامج الفلكية والفضائية في المدارس والجامعات وتأسيس المجموعات و الجمعيات الفلكية، وعلى سبيل المثال: -

أمرت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً بإنشاء مرصد فلكي مناسب ، ومركز فلكي وفضائي تعليمي و تثقيفي وتدريبي فيها ، وقد انتهت الدراسات الأولية لهذا ، وبدأ فريق عمل مختص في البحث عن الموقع المناسب للمرصد ، ودعت الدولة كل من له علاقة في مجال الفلك والفضاء في الإمارات إلى الإسهام بهذا العمل و فاتحت المختصين و الجهات ذات العلاقة لتقديم مقترحاتهم وملحوظاتهم بشأنه ، على أن تنتهي المراحل الأولى من المشروع في ثلاث سنوات من الآن .

بدأت المملكة العربية السعودية ببناء مرصد فلكي بقطر مترين ، وهي في طور الفحوصات الموقعية للحصول على موقع مناسب .

بدأت دولة قطر في إنشاء مركز فلكي وفضائي باسم المزرعة الفلكية ، وهي في طور إنهاء الدراسات المتكاملة ،إذ نبعت فكرة المزرعة الفلكية تحت مظلة مؤسسة قطر التعليمية مشروعا رائدا يهدف إلى الارتقاء بمستوى الأبحاث العلمية في مجال علم الفلك داخل وخارج دولة قطر, وذلك بتوفير التقنيات العلمية الحديثة العملية والنظرية لدفع عجلة العلم والتعليم إلى الأمام.

في جمهورية مصر العربية هناك مرصد (القطامية ) بقطر مترين الذي تم بناؤه عام 1965، وتم تحديثه مؤخراً من لدن إخوتنا علماء الفلك في مصر . و المرصد الآن في حالة جيدة جداً و مستخدم في الأرصاد الفلكية ، وبإمكان أيٍ من الزملاء علماء الفلك و المختصين استخدامه بعد حصول الموافقات الأصولية من المسؤولين عن المرصد .

في الجماهيرية الليبية جهود زملائنا الفلكيين و المهندسين واضحة في متابعة بناء المرصد الفلكي الروبوطي بقطر مترين .

في الجزائر ، جهود واضحة لإقامة مرصد فلكي في إحدى قمم جبل شيليا بالأوراس الذي يعتبر أعلى جبل بشمال الجزائر. وهو مشروع مشترك بين كل من جامعة باتنة، مدرسة دكتوراه في الفيزياء الفلكية بجامعة قسنطينة ومركز الأبحاث في الفلك الفيزياء الفلكية و الجيوفيزياء (CRAAG) بالجزائر العاصمة. ويشرف على المشروع وزارة التعليم العالي .وسيزود المرصد في المرحلة الأولى بتلسكوب من طراز 50 سم ، إلى أن يلحق به فيما بعد تلسكوب من طراز مترين. وسيحتضن المرصد آلات أخرى في إطار الشراكة مع دول أخرى وبخاصة مشروع Flare مع جامعة كيوتو (Kyoto Univ.) هذه المدرسة هي شراكة بين جامعتي باتنة وقسنطينة ومؤسستي البحث مرصد بوزريعة (CRAAG) بالجزائر العاصمة والمركز الوطني لتقنيات الفضاء بأرزيو (Arzew). يلتحق به طلبة الفيزياء بعد مسابقة وطنية، ويتمثل في تحضير الماجستير أولا ، ثم الدكتوراه، وهي حاليا في سنتها الثالثة من العمل، والطاقم التدريسي متكون من طلبة مقيمين وزوار من بلدان مختلفة.

في العراق الجهود تتجه الآن إلى إعادة بناء المرصد الفلكي العراقي في (جبل كورك) شمال العراق على ارتفاع 2200 متر في موقع فلكي ممتاز(وكان محتوى المرصد تلسكوبين بصريين 3.5 متر و 1.25متر و راديوي مليمتري قطر صحنه 30 متراً مع مختلف الأجهزة الملحقة الفوتومترية والطيفية والتصويرية ، فضلاً عن مختبرات تحليل البيانات و الصور ، إلا أنه مع الأسف دمر خلال الحربين التي خاضها العراق) .

في دولة الكويت هناك مرصد العجيري الفلكي الذي يحتوي على تلسكوب بصري بقطر 50 سم وأن الجهود واضحة لتطويره ، إذ يستخدم حالياً لرصد بعض الكواكب و النجوم اللامعة فضلاً عن تدريب الشباب و الهواة على الرصد الفلكي ، ومن المحتمل أن ينتهي النادي الكويتي العلمي من بناء مرصد فلكي راديوي بقطر 5 متر .

هناك مبادرات وأفكار ومقترحات عديدة في بعض الدول العربية الأخرى مثل : الأردن وسوريا ولبنان وعُمان.....الخ.

بدأ عدد من الدول العربية بطرح المناهج الفلكية و الفضائية في المدارس و الجامعات .

باشرت بعض الدول العربية بتصنيع وشراء الأقمار الصناعية والتكنولوجيا الفضائية و تحليل الصور الفضائية، وبعضها أطلقت أو في طريقها إلى إطلاق أقمار صناعية، مثل: الجزائر و مصر و الإمارات و السعودية.

وبناءً على ما تقدم فإن الجهود العربية واضحة في تطوير الفلك والفضاء في الوطن العربي بما فيها حل إشكاليات مطالع الأهلة و تحديد بدايات الشهور العربية ومواقيت الصلاة مع أخذ أحكام الشريعة الإسلامية و الحسابات الفلكية الدقيقة بعين الاعتبار.

و المطلوب منا جميعا الآن نحن - علماء وباحثين ومهندسين وهواة وشبابا في علوم الفضاء والفلك والجو - أن نتعاون ونكثف الجهود لتقديم المساعدات والخبرات لكل من يحتاج إليها، بهدف تطوير علوم الفلك والفضاء في الوطن العربي والإسلامي.

ولدينا في المستقبل القريب عدد من المشاريع والمؤتمرات واللقاءات ، علينا أن نسهم فيها بشكل أو آخر ، ويلتقي بعضنا بعضاً ، ونتناقش في هذه الموضوعات بروح أخوية صادقة ونبيلة ، لإزالة بعض الإشكالات والحساسيات الفردية - إن وجدت - ونعزز التعاون وتبادل الخبرات والآراء للوصول إلى تحقيق الأهداف المطلوبة منا التي تصب في تطوير هذه العلوم المهمة جداً للإنسانية و إحياء التراث العلمي العربي والإسلامي المجيد .

أرجو من الجميع محاولة المشاركة الفعالة في المشاريع والنشاطات ، لنلتقي ونتحدث و نتحاور في موضوعات في غاية الأهمية تتعلق بمستقبل العلوم الفلكية والفضائية في الوطن العربي ، ونحاول كذلك اكتشاف المواهب والقدرات الشبابية لنساندها وندعمها في تحقيق الطموحات العربية المستقبلية ورفع اسم وطننا العربي والإسلامي عالياً .

ونحن في الاتحاد العربي لعلوم الفضاء و الفلك نرحب أجمل ترحيب بكل من ليس عضواً فيه لينتمي ويكون عضوا فيه ، وفي لجانه الدائمة والمؤقتة ويسهم بأفكاره و خبراته في تحقيق أهداف الاتحاد و تطوير العلوم الفلكية والفضائية .

و نرجو من زملائنا أساتذة الجامعات حث طلبتهم للمشاركة في المؤتمرات و اللقاءات التي يعقدها الاتحاد أو أي مؤسسة عربية بورقة أو بالحضور للمنفعة العامة ، وهذا يساعد على إيجاد جيل جديد يتقن هذا العلم من المنتسبين إلى الاتحاد ، وزيادة فرص البحث العلمي في جميع مجالات الفضاء و الفلك والجو .

ويسرنا أن نغتنم الفرصة لنؤكد على ضرورة وأهمية التنسيق بين الجهات العربية المعنية والمهتمة بعلوم الفضاء والفلك عن طريق الاتحاد و جامعة الدول العربية ، أو من خلال مؤسساتهم التي ينتمون إليها . وذلك لوجود مراصد ومختبرات فلكية مقفلة لا تعمل، وقد صرف عليها المبالغ الكبيرة جداً ، لعدم توافر العناصر البشرية اللازمة لتشغيلها ، بينما نجد في بلاد عربية أخرى فئة شبابية و طلابية متحمسة و مولعة بالفلك والفضاء ، ولكن ليس لديها التجهيزات اللازمة ،الأمر الذي يضطرها أن تكمل عملها نظرياً فقط ، وهنا لابد من التنسيق لتشغيل الأجهزة غير المستخدمة بالشكل الأمثل والمساعدة لمن يرغب في استخدامها .

وفيما يأتي بعض الأفكار و المشروعات التي هي بحاجة إلى مناقشات مستفيضة في لقاءاتنا القادمة ، وقد سبق أن طرحنا بعضها في مناسبات سابقة :

1- إنشاء وكالة فضاء عربية.
2- التشجيع والمساعدة على إنشاء الجمعيات والمجموعات والأندية الفلكية و الفضائية في الدول التي ليس فيها تلك الجمعيات أو الأندية.
3- استعمال المراصد الفلكية المتوافرة في الوطن العربي استعمالا أمثل في استخدامها و إجراء البحوث فيها .
4- الطلب من وزارات التعليم العالي تخصيص منح دراسية في علوم الفضاء و الفلك ( داخل الوطن العربي وخارجه) والمساعدة في بناء المراصد الفلكية لأهداف بحثية و تربوية وعلمية متقدمة .
5- التوجه الجاد والطلب من الحكومات العربية لتدريب الشباب المتميز بهدف إرسال رواد فضاء عرب ، وإجراء التجارب الفضائية العربية مع تأسيس مختبرات لهم .

ونحن في الاتحاد مستعدون لسماع آرائكم القيمة وملحوظاتكم البناءة . علماً أن الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك يعتبر هيئة عربية متخصصة في مجالات الفضاء والفلك والجو، وكل ما يتعلق بهذه التخصصات من علوم أساسية وتطبيقية ، وهو عضو مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول العربية ، وعضو الاتحاد الفلكي الدولي ، وقد تأسس عام 1998 باجتماع بسيط بين أربعة شخصيات فلكية فيزيائية معروفة هي حميد النعيمي و منير حمدي و خليل قنصل و شوقي الدلال فكان مقره عمان / الأردن .

والجدير بالإشارة إليه أن الاتحاد من خلال مؤتمراته ونشاطاته الفلكية والفضائية المستمرة أصبح ذا هوية واضحة إقليمياً وعالمياً ، يعنى بتطوير علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك ، وكل ما يتعلق بهما من علوم أساسية وتطبيقية تصب في تقدم هذه المجالات التي أصبحت غذاء ً علمياً وتكنولوجيا لتقدم الأمم والشعوب .



وفق الله الجميع لما فيه الخير والرفعة والسؤدد لأمتنا المجيدة

داعيا الحق جلّ جلاله أن يرعاكم ، ويكلل مساعيكم بالتوفيق والنجاح لما فيه الخير للوطن العربي والإسلامي.

شاكرين جهودكم ومساهماتكم الفلكية والفضائية خدمة لتعزيز تقدم العلوم والتكنولوجيا عامة و الفضاء والفلك خاصة.


×××


ُعقد المؤتمر العربي التاسع لعلوم الفضاء و الفلك خلال السنة الدولية للفلك(2009م) ، إذ تحتفل جميع المؤسسات الفلكية العالمية بمناسبة مرور 400 أربعمائة عام على تصنيع أول تلسكوب فلكي من لدن غاليليو غاليلي الذي غيّر وجهة نظر العالم حول السماء والكون. ويُعًد هذا المؤتمر أيضاً أول نشاط علمي يعقده الاتحاد بالتعاون مع وزارتي التعليم العالي و البحث العلمي ، و العلوم و التقانة في جمهورية السودان ، ويشارك في تنظيمه المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة و العلوم .

ولاقى المؤتمر نجاحاً باهراً ضمن كل المقاييس العلمية والفنية والتنظيمية ، إذ شمل إضافة إلى جلسته الافتتاحية جلسات علمية وثقافية عديدة مثل :

- المراصد والأجهزة الفلكية العربية.
- البحوث العلمية الرصينة في الفلك والفيزياء الفلكية والفضائية في موضوعات الكون ومحتواه من الأجرام السماوية المختلفة بما في ذلك المجموعة الشمسية والشهب و النيازك و الفوهات النيزكية.
- جلسة علوم و تكنولوجيا الفضاء وتحليل الصور الفضائية.
- جلسة التراث العلمي العربي في الفلك والجو.
- جلسة التربية والتعليم و المناهج التعليمية في تخصصات الفلك والفضاء.
- جلسة القباب الفلكية و استخداماتها في التعليم والتعلم و المعرفة الفلكية والثقافية للطلبة والعامة من الناس.
- جلسة ابتكارات فلكية وفضائية عربية.
- جلسة الهواة والشباب ونشاطاتهما و كذلك الجمعيات الفلكية والفضائية العربية.
- الجلسة الختامية التي كانت هي الأخرى فريدة من نوعها و بموضوعاتها.
- التوصيات و تكريم الشخصيات التي قدمت خدمات متميزة للاتحاد و لتطوير الفلك والفضاء في الوطن العربي .

وتضمن المؤتمر أيضا محاضرتين افتتاحية ، إحداها للأستاذ الدكتور عماد البرغوثي من جامعة القدس ، تحدث فيه عن نتائج أبحاثة في مجال فيزياء الفضاء التي نشرت في السنوات الأخيرة في أرقى مجلة عالمية معرفة ، و الثانية للأستاذ الدكتور معاوية شداد من جامعة الخرطوم تحدث فيها عن النتائج العلمية العالمية لأشلاء النيزك الذي سقط في صحراء السودان في 7 أكتوبر 2008 ، والجدير بالإشارة أن هذا النيزك يُعًد أول نيزك في التاريخ العالمي يتم متابعته من قبل دخوله الغلاف الجوي الأرضي لغاية سقوطه على أرض السودان .

ومن الموضوعات البارزة التي نفذت في المؤتمر هو دورة تدريبية مكثفة لرصد الشهب و التي انتهت برصد شهب الأسديات التي جاءت ذروتها في يوم 17 نوفمبر ، إذ انتقل المشاركين في المؤتمر مع بعض من طلبة جامعتي الخرطوم و أم درمان إلى الصحراء شرق الخرطوم وتم رصد شهب الأسديات خلال ذروتها."

أ . د . حميد مجول النعيمي
رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك
رئيس اللجنة العلمية المنظمة للمؤتمر .

الخرطوم / السودان
17 – 19 / نوفمبر / 2009م .