قد تؤكد دراسة أسترالية خرافة شائعة حول تأثير القمر المكتمل على البشر وتحويلهم إلى "ذئاب" أو كما يعرف بـ"المستذئبين" werewolf، كما صورت أفلام الرعب، بعد أن سجل بحث زيادة ملحوظة في تغير سلوكيات مرضى واتسامها بالعنف. وحددت الدراسة، ونشرت في "الدورية الطبية لأستراليا"، عدد المرضى الذين أدخلوا مستشفى "كالفاري ماتر نيوكاسل" بعد أن انتابتهم نوبات عنف واضطرابات سلوكية حادة، بـ91 مريضاً، خلال الفترة من أغسطس/آب إلى يوليو/تموز 2009. وقالت ليوني كالفر، وهي ممرضة مختصة في الأبحاث السريرية لعلم السموم، إن ما يقرب من ربع الحالات (23 في المائة) وقعت ليلة اكتمال القمر، وهو ضعف الحالات التي وقعت أثناء مراحل تغير القمر الأخرى. ولفت التقرير الذي أوردته "أسترليان أسوشيتدبرس" AAP، أن حالات جميع المرضى استدعت تخديرهم وتقييد تحركاتهم لحماية أنفسهم والآخرين. وأضافت كالفر: "بعض هؤلاء المرضى هاجموا الموظفين مثل الحيوانات.. وذلك بالعض والبصق والهرش." وأردفت: "يمكن للمرء مقارنتهم بما عُرف في الماضي بالرجل الذئب (المستذئب) الذي يقال إنه يظهر مع اكتمال القمر." ويذكر أن المستذئب من أقدم وأشهر الأساطير في تاريخ البشرية، فهو رجل طبيعي يتحول تحت ضوء القمر المكتمل (البدر) إلى مخلوق مخيف يشبه الذئب، بشعر كثيف يكسو جسده وله أنياب طويلة ومخالب قوية، ويعوي كالذئب كلما رأى البدر. وشرحت كالفر أن أسطورة المستذئب تحكي بأن على الناس فرك "مرهم سحري" على بشرتهم أو استنشاق أبخرة كانت مكوناتها الأساسية في السابق من "البلادونا" belladonna و"عنب الثعلب" nightshade، لتحفيز التحول من رجل إلى وحش. وقالت إن تلك المكونات قد ينجم عنها الهذيان والهلوسة ووهم تحول الجسد إلى مسخ، وأضافت ساخرة بأن "المستذئب العصري" يفضل الكحول والعقاقير المحرمة للتحول إلى وحش. واشارت إلى أن أكثر من 60 في المائة من الحالات كانت تحت تأثير الكحول أو المخدرات، ونوهت: "لا نعلم أيهما أكثر متعة... المخدرات والكحول تحت ضوء القمر المكتمل أو أن هذه الاضطرابات السلوكية بتأثير مباشر من القمر." واختتمت بالقول: "نتائجنا تدعم فرضية أن الأفراد تنتابهم الاضطرابات العنيفة والحادة في السلوك ومن المرجح إدخالهم إلى قسم الطوارئ.. عند اكتمال القمر."