الجاذبية الارضية قبل 200 مليون سنة

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : bat man 16 | المصدر : forum.roro44.com

حين كانت الديناصورات تعمر الأرض، كانت جاذبية كوكبنا تفوق ما هو عليه الحال راهنا بثلاث مرات، وهو ما يعني أن تلك المخلوقات ربما كانت ترى في السماء أنوارا عجيبة متعددة الألوان أثناء الليل وذكر بحث نشرته مجلة ساينس أنه تسنى التعرف على قوة الجاذبية في زمن الديناصورات من خلال تقنية بحث جديدة، يمكن أن تمنح العلماء فهما أفضل لحالة الأرض في العهود الغابرة، وكيفية تصرف باطنها المنصهر منذ ملايين السنين ويشار إلى أن الحقول المغناطيسية تتفاعل مع الجزيئات القادمة من الشمس، مما يجعلنا نحصل على الضياء الجنوبية والشمالية كما توفر الحقول المغناطيسية الحماية من أشعة الشمس الضارة، ولذلك فإنه ربما سيكون بوسع العلماء التنبؤ بالأضرار المحتملة لتقلب الجاذبية إذا ما تمكنوا من فهم نظام عملها، ومعرفة إذا ما إذا كان من الممكن أن تندثر بشكل مؤقت.
تقلبات القطبين
ومن المعروف على سبيل المثال أن القطبين المغناطيسيين للأرض تزحزحا من مكانهما مرات عديدة في الماضي. وربما لو أننا استخدمنا بوصلة منذ مئة مليون عام لاستدار عقربها إلى الجنوب بدل الشمال وتكمن أدلة التحولات القطبية في جزيئات مغناطيسية عالقة في الصخور الحديثة. ذلك أن الحُمَم البركانية تتجمع وتبرد حول تلك الجزيئات التي تتراص في ما بينها مكونة حقلا مغناطيسيا وتوجد في أعماق المحيطات طبقات شاسعة من الصخور التي تبرز ملامح التحولات الطارئة في القطبين الشمالي والجنوبي، وهي تظهر كيف أن الصخور المتكونة على أطراف البراكين تتمدد مع مرور الزمن مكونة قعر البحر كما تؤرخ أعمار الطبقات الصخرية للتحولات الكبرى التي طرأت على المجال المغناطيسي الأرضي ويقول البروفسور جون تاردونو، أستاذ الجيوفيزياء في جامعة روتشيستر الأمريكية: إننا نعلم الكثير عن اتجاهات المجال المغناطيسي للأرض، لكن لمعرفة كيفية عمل هذه الحقول، يتعين إدراك قوة الحقل في الماضي .
تقنية جديدة
ويعود تاريخ اكتشاف الأسلوب التقليدي لقياس قوة جاذبية الأرض في الماضي السحيق إلى أربعة عقود مضت، وهي تقوم على تسخين قطعة من الصخر البركاني، ثم تبريدها داخل محل يكون خاليا من أي جاذبية مغناطيسية خارجية وبهذه الطريقة يمكن الكشف عن القوة المغناطيسية للصخرة، ويصبح بوسع العلماء مضاعفة الحقل المغناطيسي وقياس مدى الجاذبية التي يمكن أن تحملها الجزيئات. غير أن العلماء يرون أن هذه الطريقة غير دقيقة تماما لأن الحقل المغناطيسي ربما يكون تعرض لجاذبية أخرى وللخروج من هذا التردد عمد علماء من جامعة روتشستر إلى استخدام جهاز يدعى سكويد، يعتمد على الكمبيوتر، وهو شديد الحساسية لأدنى حقل مغناطيسي ويقول البروفسور تاردونو: مع جهاز سكويد توصلنا إلى أنه بمقدورنا قياس المجال المغناطيسي في البلورة الواحدة بدلا من صخرة كاملة، وهذا يمكننا من استخدام عينات لم يسبق أن تأثرت بجاذبية مغناطيسية أخرى وقد نجحت التجارب التي أجرِيتْ على الفلدسبار، وهو أكثر المعادن انتشار على وجه الأرض. ويتوفر هذا المعدن على ذرع مايكروسكوبي يحيط بالبلورة المغناطيسية التي تحميه من التأثر بمجالات مغناطيسية أخرى ويضيف البروفسور تاردونو قائلا: يمكننا الآن أن نقيس الجاذبية السابقة للأرض في أماكن لم يكن لنا أن نقيس فيها أي شيء في الماضي، والنتائج التي توصلنا إليها أكثر وثوقا من ذي قبل وقد أجرى العلماء في هذا السياق اختبارات على صخور في الهند يعود تاريخها إلى مئة مليون عام. ويصب العلماء اهتمامهم بشكل خاص على هذه الصخور نظرا لأنها تعود إلى حقبة لم يكن المجال المغناطيسي للأرض يتعرض لأي تغيرات وقد ظهر أن ذلك المجال كان يبلغ ثلاثة أضعاف توقعات التقنيات المعتمدة سابقا ويقول الباحثون إن ذلك القدر من الجاذبية ربما كان يمنح الديناصورات مناظر أفضل لأنوار القطبين الشمالي والجنوبي، زيادة على أن القوة المغناطيسية تفصح عما كان يقع في باطن الأرض المنصهر.