المرأة المسلمة في الحج
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
الطريق إلى الحج
| المصدر :
www.alshamsi.net
المرأة المسلمة في الحج
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أما بعد :
فالحج ركن من أركان الإسلام ..تهفو إليه القلوب المسلمة ، وتلبي له الأفئدة المؤمنة الموحدة .. على اختلاف أجناسها وتعدد ألوانها واختلاف قبائلها وأنسابها قائلة: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ..إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك .. مستجيبة لذلك النداء الذي أذن به أبونا إبراهيم عليه السلام فجاءت قوافل المؤمنين من كل فج عميق ليطوفوا بالبيت العتيق ..
أرى الناس أصنافا ومن كل بقعة *** إليك انتهوا من غربة وشتات
وأنت أيتها الأخت المسلمة .. هنيئاً لك هذه الاستجابة ، وإقدامك على هذه الطاعة وقد تركت خلفك الأهل والأصحاب والأولاد والأحباب طمعاً بما عند خالقك الوهاب التواب .. ورغبة في نيل عظيم الأجر والثواب ، وأملاً في التخلص من الذنوب والأوزار كما أخبر بذلك النبي المختار صلى الله عليه وسلم فقال : (( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه )) و(( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) ).
ألا ما أعظمها من عبادة يمحو بها الله الخطيئات ويهدم ما قبلها من السيئات ، ويرفع بها الدرجات !! وما أجلها من طاعة وفريضة ينبغي أن تحرص المسلمة على أدائها بالكيفية التي شرعها الله – عز وجل – وكما أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال : (( خذوا عني مناسككم) ) .
وعوناً لك – أيتها الأخت – في حج مبرور موافق للسنة أحببنا أن نلخص لك بعض أحكام الحج التي تتعلق بالمرأة: وقد قمنا بجمعها وترتيبها من مصادر عدة ، قد يصعب على الكثيرات من النساء الرجوع إليها أو فهم عباراتها ولهذا خصصناك بهذه الرسالة بأسلوب بسيط وعبارة سهلة الفهم ، مكتفين بما تمس الحاجة اليه ، وما يتكرر السؤال عنه ، منبهين على بعض الأمور التي يحسن بالمرأة المسلمة أن تتنبه إليها .
أسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم صالح أعمالنا ، ويغفر ذنوبنا وأن يجعل حجنا حجاً مقبولا وسعياً مشكوراً إنه شكور غفور .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
مازن عبد الكريم الفريح
غرة شهر شوال لعام 1415هـ
الرياض
الرسالة الأولى : قبل الشروع بالحج
أولاً :
هناك أمور لا بد من مراعاتها قبل الشروع بالحج :
1- استئذان الزوج :
(أ)
يستحب للزوجة أن تسأذن زوجها في حجة الفريضة ، فإن أذن لها وإلا خرجت بغير إذنه . ولا يجوز للرجل أن يمنع زوجته من حج الفريضة إذا تمت شروطه وتيسر لها فعله ؛ لأن الحج يجب على الفور ولا يجوز تأخيره مع القدرة .
أما في الحج النفل (أو التطوع ) فللزوج أن يمنع زوجته من ذلك ولا يجوز لها الحج تطوعاً إلا بإذنه .
(ب)
وليس للوالد أو الأم منع ابنتهما من حج الفرض ، وليس للبنت طاعة والديها في ترك فرض الحج إذا تيسر لها وكان لها محرم .
2- وجود محرم :
من شروط وجوب الحج على المرأة وجود محرم لها ؛ إذ يحرم على المرأة أن تسافر بدون محرم، يستوي في ذلك المرأة الشابة والعجوز ، والجميلة والشوهاء ، وسواء كانت ستسافر في طائرة أم في سيارة ؛ لحديث ابن عباس إنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (( ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم)) متفق عليه.
تنبيه : المرأة المعتدة لوفاة زوجها لا تخرج للحج لأن الله نهى المعتدات عن الخروج من بيوتهن .
التوبة النصوح :
أيتها الأخت .. اعلمي أن الله لا يقبل الأعمال إلا من المتقين (( إنما يتقبل الله من المتقين )) ولا تقوى لمن أصر على الذنوب والمعاصي فابدئي رحلتك مع الله بالتوبة النصوح وأقبلي عليه فإنه يفرح بتوبة عبده وأمته فرحا وصفه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم فقال (( لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة " أي في صحراء قاحلة " فانفلتت " هربت " منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطج في ظلها " انتظاراً للموت هلكاً " فبينما هو كذلك فإذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح ) متفق عليه .
وأن من تمام توبتك أن تحرصي على اجتناب المحرمات القولية ..والفعلية كالغيبة والنميمة والتبرج وسماع ما حرم الله عليك سماعه من الأغاني وغيرها ...
الإخلاص :
فكما أنه سبحانه لا يقبل الأعمال إلا من المتقين ، فهو سبحانه لا يقبلها إلا إذا كانت خالصة لوجهه الكريم ..
فمن جاءت إلى الحج سمعة ورياءً فقد أحبطت أجرها وباءت بإثمها. يقول الله يوم القيامة (( اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون)) .
الوصية :
اكتبي وصيتك قبل أن تسافري إذا كان لك ما توصين به . قال بعض أهل العلم (( إذا كان على المرأة ديون أو ودائع أو حقوق واجبة وليس هناك ما يثبتها إلا الوصية فيجب كتابتها . أما الوصية من مالها فيستحب أن توصي بما لا يتجاوز الثلث .
تعلم أحكام الحج :
وهذا أمر مهم يغفل عنه الكثير من الناس عند اداء المناسك وهم يجهلون أحكامها مما يؤدي إلى إرتكاب المحظورات والوقوع في البدع والمخالفات .. وهذا التعلم لأحكام الحج واجب على من وجب عليه الحج بناءً على قاعدة ( ما لايتم الواجب إلا به واجب ) والعلم يمكن أن يتم بالسؤال لأهل العلم أو القراءة في كتب مناسك الحج أو الاستماع لبعض الدروس والمحاضرات التي توضح الطريقة الصحيحة لأداء فريضة الحج .
التطعيم :
يجب على المسلمة أن تتوكل على الله في جميع أمورها صغيرها وكبيرها والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين ، ومع هذا التوكل ينبغي أن تتخذي الأسباب التي جعلها الله سبباً في الوقاية من الأمراض والأوبئة ومن ذلك التطعيم ضد الحمى الشوكية وغيرها من الأوبئة التي ينصح الأطباء بأخذ التطعيمات ضدها .
ثانيا :
حاجات يفضل اصطحابها معك .
هناك أشياء ننصحك باصطحابها معك في رحلة الحج نظرا لأهميتها ولحاجتك إليها ومنها :
مصحف :
ليمكنك من قراءة وردك في المخيم أو في السيارة وخير ما يستغل فيه الوقت أثناء هذه الرحلة الإيمانية هو القراءة من كتاب الله عز وجل .. كل حرف لك فيه حسنة والحسنة بعشر أمثالها ..
مسجل صغير مع بطاريات :
ليمكنك من الاستماع إلى المحاضرات من خلاله في أوقات فراغك أو عند تنقلك بين المشاعر .
أشرطة للقرآن الكريم والمحاضرات الإسلامية المفيدة .
كتب مفيدة :
ولا بد أن يكون معك كتاب عن مناسك الحج حتى تتمكني من الرجوع إليه عند الحاجة .
فوط صحية :-
اصطحاب ما تحتاجين إليه من الأدوية ولا سيما إذا كنت مصابة ببعض الأمراض المزمنة كالسكري والضغط والصداع النصفي .
الرسالة الثانية : محظورات المرأة في الإحرام
محظورات قبل الإحرام وبعده !!
هناك أمور محرمة على المحرم وغير المحرم ولكن حرمتها على المحرم أغلظ وآكد فيجب عليه أن يبتعد عنها ويتحرز عنها وأن يتحرز الوقوع فيها مثل الغيبة والنميمة والكذب وقول الزور وسماع المحرمات والنظر إلى المحرم والمشاتمة والمخاصمة والجدال – في غير إحقاق الحق- والفسوق وصدق الله العظيم إذ يقول:( فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ) البقرة، الآية :197 ، لذلك يستحب للمرأة قلة الكلام إلا فيما ينفع صيانة لنفسها عن اللغو والوقوع في الكذب وما لا يحل فإن من كثر كلامها كثر سقطها وفي الحديث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )) متفق عليه؛ ولذا فإن المرأة المسلمة تشتغل بالتلبية وذكر الله تعالى وقراءة القرآن أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو تعليم لجاهل وإن تكلمت بما لا مأثم فيه فهذا مباح ولكن لا تكثر ..
محظورات الإحرام :
إزالة شعر الرأس بحلق أو غيره كبعض المواد المزيلة للشعر لقوله تعالى (( ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله )) البقرة الأية :196 وألحلق جمهور أهل العلم شعر بقية الجسم بشعر الرأس وعلى هذا فلا يجوز للمحرمة أن تزيل أي شعر كان في بدنها.
تقليم الأظافر:
فقد أجمع العلماء على أن المحرم ممنوع من تقليم أظافره فإن إنكسر الظفر فله إزالته قال ابن المنذر: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم،على المحرم أن يزيل ظفره بنفسه إذا أنكسر لأن بقاءه يؤلمه .
التطيب في البدن والثوب :
لقوله صلى الله عليه وسلم ( (لا تلبسوا من الثياب شيئا مسه الزعفران ولا الورس )) متفق عليه ... قال ابن عبد البر (( لا خلاف في هذا بين العلماء )) وقال في المحرم الذي وقصته راحلته وهو واقف بعرفة ((ولا تقربوه طيبا )) فدل هذا على أن المحرم ممنوع من قربان الطيب ولا يجوز للمحرم شم الطيب عمدا ولا خلط قهوته بالزعفران الذي يؤثر في طعم القهوة أو رائحتها ولا خلط الشاي بماء الورد ونحوه مما يظهر فيه طعمه أو ريحه
لبس النقاب والقفازين:
لقوله صلى الله عليه وسلم (( لا تتنقب المرأة الحرم (أي المحرمة ) ولا تلبس القفازين )) رواه البخاري .
عقد النكاح :
فلا يجوز تزويج المحرمة لقوله صلى الله عليه وسلم :(( لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب )) رواه مسلم .
ومتى تزوج المحرم أو تزوجت المحرمة فالنكاح باطل .
الجماع ومقدماته
من لمس بشهوة أو تقبيل أو غيره .. والجماع في الفرج قبل التحلل الأول يوجب فساد حج الرجل والمرأة جميعا .
التعرض لصيد البر بالقتل أو الذبح أو الإعانة عليه:
لقوله تعالى (( يا أيها الذين أمنو لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم )) المائدة، الآية: 95 عام في النوعين الرجال والنساء .
تنبيه :
يجوز قتل كل ما فيه إيذاء للناس في أنفسهم وأموالهم.. بدليل ما روت عائشة رضي الله عنها قالت : أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل خمس فواسق في الحل والحرم : الحدأة والغراب والفأرة والعقرب والكلب العقور ) متفق عليه
إذا فعلت المرأة شيئا من محظورات الإحرام :
إذا أرتكبت المرأة المحرمة شيئاً من المحظورات فلها ثلاث حالات :
أن تكون ناسية أو جاهلة أو مكرهة أو نائمة فلا شيء عليها لا إثم ولا فدية ولا فساد نسك لقوله تعالى (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) البقرة، الآية : 286.
لكن متى زال العذر فعلمت الجاهلة وذكرت الناسية واستيقظت النائمة .. وجب عليها التخلي عن المحظور .
أن ترتكب.. المحظور متعمدة ولكن لعذر فعليها ما يترتب على فعل ولا إثم عليها لقوله تعالى (( ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله ، فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية صيام أو صدقة أو نسك ) ) البقرة ، الآية : 196.
أن تفعل المحظور عمداً بلا عذر يبيحه فعليها ما يترتب على فعل المحظور مع الإثم .
أقسام المحظورات باعتبار الفدية :
تنقسم محظورات الإحرام بإعتبار الفدية إلى أربعة أقسام :
أولاً:
ما لا فدية فيه وهو عقد النكاح
ثانيا :
ما فديته بدنة أو بقرة وهو الجماع في الحج قبل التحلل الأول ( الجماع قبل التحلل الأول يترتب عليه أربعة أمور:
فساد الحج .
وجوب الفدية وهي بدنة أو بقرة .
إتمام الحج الذي جامع فيه .
قضاؤه من السنة القادمة بدون تأخير .
ثالثا :
ما فديته جزاؤه أو ما يقوم مقامه وهو قتل الصيد
رابعا :
ما فديته صيام أو صدقة أو نسك ( بالنسبة لبقية المحظورات غير الثلاثة السابقة )
كما في قوله تعالى (( ففدية من صيام أو صدقة أو نسك )) والصيام مقداره ثلاثة أيام والصدقة مقدارها ثلاثة أصعة من الطعام لستة مساكين ( لكل مسكين كيلو ونصف تقريباً ) أما النسك فهو ذبح شاة .
الرسالة الثالثة : لباس المرأة المحرمة
قال ابن المنذر : أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن المرأة ممنوعة مما منع الرجال منه ( يعني محظورات الاحرام إلا لبس اللباس ) وهذه بعض الأحكام التي تتعلق بلباس المرأة المحرمة :
المرأة تحرم بما شاءت من الثياب إذ ليس للإحرام بالنسبة للمرأة ملابس مخصوصة كما تظن بعض النساء ولكن يجب أن تتصف ثيابها بالصفات الشرعية : كأن تكون فضفاضة غير ضيقة ، ومتينة غير شفافة ، والأفضل أن تكون غير لافته للنظر أي ليست بثياب زينة منعاً للفتنة عندما تختلط بالرجال في بعض المناسك .
يحرم على المرأة المحرمة لبس القفازين والنقاب لما رواه أبو داود (( المحرمة لا تتنقب ولا تلبس القفازين )) ولكن إن مر بها الرجال الأجانب وجب عليها تغطية وجهها بغطاء الرأس لعموم الأدلة على وجوب ستر المرأة وجهها حال وجود الرجال الأجانب بالقرب منها كما كانت نساء السلف يفعلن قالت عائشة (( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (محرمات) فإذا حاذونا (أي قابلونا ) سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه أخرجه أبو داود وغيره .
يحرم على المرأة المحرمة لبس الثياب المطيبة ، لما رواه البخاري عن عائشة قالت – وهي محرمة – (( لا نتلثم و لا نتبرقع ولا نلبس ثوبا بورس ولا زعفران )).
يجوز للمرأة المحرمة أن تلبس ما شاءت من ألوان الثياب كالأسود والأحمر والأصفر وليس للون الأخضر مزية على غيره من الألوان .
للمرأة المحرمة أن تغير ثيابها التي أحرمت بها أو استبدالها بأخرى نظيفة .
من تبرقعت في الإحرام جاهلة للحكم أو ناسية للإحرام فلا شيء عليها وحجتها أو عمرتها صحيحة إنما الفدية على المتعمد العالم بالحكم الذاكر له .
يجوز للمرأة أن تلبس الجوارب وهي محرمة بل هي أفضل للمرأة وأستر لقدميها .
الرسالة الرابعة : كيف تعتمر المرأة وتحج ؟
في هذا المبحث عرض لثلاثة أمور :
أولا :
ذكر مجمل الخطوات التي تتبعها المرأة التي تريد الحج (التمتع)
ثانيا :
تلخيص لأعمال المتمتعة على شكل مخطط توضيحي .
ثالثا :
تلخيص لأعمال (المفردة) و(القارنة) على شكل مخطط توضيحي .
وإليك – أيتها الأخت – هذه الأمور بالترتيب :
أولا : مجمل الخطوات التي تتبعها المرأة التي تريد الحج متمتعة .
ملحوظة :
نسك التمتع هو أفضل الأنساك لو لم يسق الهدي لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث عليه وأمر به أصحابه وقال صلى الله عليه وسلم (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ) رواه مسلم أي لم يمنعه من التحلل إلا سوق الهدي وإلا لكان متمتعاً.
يستحب للمرأة قبل إحرامها بالعمرة أو الحج :
الاغتسال : ولو كانت المرأة حائضاً أو نفساء لقوله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس حين نفست في ذي الحليفة في حجة الوداع : ( اغتسلي وأاستثفري بثوب وأحرمي ) رواه مسلم .
التطيب في البدن : فقد كانت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يتطيبن قبل إحرامهن وكان يراهن النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينكر عليهن ذلك قالت عائشة : ( كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فنضمخ جباهنا بالمسك المطيب عند الإحرام فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراها النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهاها )
التنظف : بقص الأظافر ، ونتف الإبط ، وحلق العانة .
الخضاب : تخضب يديها بحناء .
وكل ذلك مستحب وليس بواجب قال ابن المنذر : (( أجمع أهل العلم على أن الإحرام جائز بغير اغتسال وأنه (أي الاغتسال للإحرام ) غير واجب .))
وتحرم المرأة – بعد ذلك – بلباسها المعتاد فلها أن تحرم بما شاءت من الثياب المباحة ويحرم عليها تغطية وجهها بنقاب أو خمار أو ثوب وكذلك لا تلبس القفازين ( وهو غطاء اليدين ) ولكن يجب عليها ستر وجهها عند وجود رجال أجانب بخمارها أو بثوب تسدله من على رأسها على وجهها درءً للفتنة كما كانت تفعل عائشة رضي الله عنها ونساء السلف .
وتحرم المرأة – كالرجل – من أماكن متعددة في الشرع لا يجوز تجاوزها لمن أرادت الحج أو العمرة إلا وهي محرمة و هذه الأماكن تسمى بالمواقيت ( المكانية ) وهي : ذو الحليفة – رابغ ( وكانت قديما الجحفة ) – يلملم – قرن المنازل – ذات عرق .. والمرأة التي منزلها دون هذه المواقيت تحرم لحجها من منزلها مثل اهل مكة وجدة وأهل مكة يحرمون للعمرة من أدنى الحل خارج مكة .
تنبيه :
السنة أن تحرم المرأة من الميقات فإن أحرمت من قبل الميقات فإحرامها صحيح و لا شئ عليها ولكنها تركت السنة .
من جاوزت الميقات بدون احرام رجعت وأحرمت من الميقات ولا شيء عليها فإن أحرمت بعد أن تجاوزت الميقات ولم ترجع إليه فعليها دم ( شاة تذبح ويوزع لحمها على فقراء الحرم )
يستحب أن يكون الإحرام عقب صلاة فرض أو تطوع ( كسنة الوضوء أو الضحى أو الوتر وتحية المسجد ..) والنية بالأحرام بالقلب .
ثم تنطق بما نوت من الأنساك فتقول التي أرادت التمتع ( لبيك عمرة ) ثم تبدأ بالتلبية ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ) .ويستحب الإكثار من التلبية ولكن لا ترفع صوتها بها إلا بقدر ما تسمع نفسها ورفيقتها التي بجانبها لأن أمور المرأة مبنية على أساس الستر لها وخفض الصوت هو الذي يتفق وهذا الأساس .
وبمجرد الدخول في الإحرام يحرم عليها عدة أمور تسمى محظورات الإحرام وقد ذكرناها في مبحث (محظورات الإحرام)
فإذا وصلت المحرمة الى المسجد الحرام قدمت رجلها اليمنى في الدخول ودعت بدعاء دخول المسجد ( بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفرلي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ) فإذا وصلت إلى الكعبة قطعت التلبية قبل أن تشرع بالطواف .
ثم تأتي الحجر الأسود فتستلمه إن تيسر لها استلامه فإن لم تستطع بدأت بالطواف بمحاذاته وتشير إليه قائلة ( بسم الله والله أكبر ) ثم تجعل البيت عن يسارها وتطوف سبعة أشواط .
وإذا وصلت الركن اليماني استلمته إن تيسر لها استلامه وإلا مضت دون أن تشير إليه بيدها وتقول بين الركنين ( اليماني والحجر الاسود ) ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار ) البقرة، الاية :201 وتدعو في سائر الأشواط بما أحبت ولو قرأت القرآن أو رددت بعض الأذكار فلا بأس .
إذا أكملت المحرمة طوافها جاءت إلى مقام إبراهيم وصلت ركعتين تقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة (قل يا أيها الكافرون ) وفي الثانية بعد الفاتحة (قل هو الله أحد) فإن لم يتيسر لها صلاة الركعتين خلف المقام ففي أي مكان في المسجد .
تنبيهات حول الطواف :
يشترط لصحة الطواف الطهارة ( الكبرى والصغرى ) فلا يجوز للمرأة أن تطوف بالبيت وهي حائض أو نفساء أو بغير وضوء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة وقد حاضت وهي في الحج ( افعلي كما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري ) متفق عليه .
لا ترمل المرأة في الطواف ولا تضطبع ويستحب لها أن لا تدنو من البيت حال طواف الرجال وازدحامهم .
لا ينبغي للمرأة المسلمة أن تزاحم الرجال عند الحجر الأسود ولا يجوز لها أن تكشف وجهها أمام الرجال الأجانب لتقبيل الحجر لأن في ذلك مفسدة عظيمة وفتنة كبيرة .
من أعظم المنكرات والكبائر والموبقات تبرج النساء في الطواف والسعي وسائر الحرم بالتعطر وإظهار الحلي وما فيه من الشهرة من اللباس وكشفهن لوجوههن وخاصة عند استلام الحجر وتقبيله فإن الفتنة من أعظم الإلحاد والإفساد في الحرم قال تعالى (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) سورة الحج الاية : 25 والإلحاد هو الميل عن الحق قصدا فالسيئة معظمة في الحرم بمكة فرب امرأة طافت تبتغي الغفران فخرجت بسبب تبرجها وفتنتها محملة بالأوزار حيث أستحوذ عليها الشيطان ((استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله )) المجادلة ، الأية : 19 .
تجتهد المراة في الطواف في الأوقات التي تقل فيها زحمة الرجال بقدر الإمكان .
ثم تذهب إلى المسعى فإذا وصلت الصفا قرأت ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو أعتمر فلا جناح عليه أن يّطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم ) ولا تقرؤها إلا في هذا الموضع ثم تستقبل الكعبة وترفع يديها فتحمد الله وتدعو بما شاءت . وكان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم الله أكبر (ثلاثا ) لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ) ثم تتجه ماشية إلى المروة فإذا وصلت إلى المروة تكون قد أكملت شوطا وتستمر في سعيها بين الصفا والمروة سبعة أشواط وفي أثناء سعيها تقول ما أحبت من ذكر وقراءة قرآن ودعاء .
تنبيه :
لا يشترط الطهارة لصحة السعي ولكن تستحب .
لا تركض المرأة بين العلمين أو الميلين الأخضرين لأنها مأمورة بالاستتار .
وبعد الانتهاء من السعي تقصر المرأة شعرها قدر أنملة ( أي سنتمتر واحد تقريباً ) من جميع ضفائرها وبهذا تتحلل من عمرتها وتحل لها جميع محظورات الإحرام .
تنبيه :
لا يجوز للمرأة أن تكشف شعرها أمام الرجال الأجانب من أجل أن تقصر من شعرها بل يجب أن تذهب إلى مكان لا يراها فيه الرجال كي تقصر من شعرها .
أعمال الحج :
في ضحى يوم التروية – وهو اليوم الثامن من ذي الحجة – تحرم المرأة بالحج من المكان الذي هي فيه وتفعل قبل الإحرام بالحج ما فعلته قبل إحرامها بالعمرة من الاغتسال والتطيب والتنظيف ثم تلبي بالحج وتقول : لبيك حجا ثم تبدأ بالتلبية : (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ).
ثم تذهب الى منى إن كانت خارجها – فتصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قاصرة الصلاة الرباعية من غير جمع لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا .
فإذا طلعت الشمس من يوم التاسع ( يوم عرفة ) سارت من منى إلى عرفة ويسن لها أن تنزل بنمرة إلى الزوال إن تيسر ذلك ثم تتحول منها إلى عرفة وإلا مضت إلى عرفة ابتداءً فتقف فيها حتى الغروب وتصلي هناك الظهر والعصر جمعاً وقصراً ( إذا أذن الظهر صلت الظهر ركعتين ثم أقامت لصلاة العصر وصلتها ركعتين أيضاً )
تنبيه :
الجمع والقصر لجميع الحجاج حتى أهل مكة .
لا يشترط للوقوف بعرفة الطهارة وقد وقفت عائشة بعرفة وهي حائض .
ثم تتفرغ للدعاء والذكر وقراءة القرآن والدعاء في يوم عرفة خير دعاء لقوله صلى الله عليه وسلم ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ) وتراعي في دعائها :
استقبال القبلة ، رفع اليدين
حضور القلب ، إلالحاح في الدعاء وعدم الاعتداء فيه
ويجب الوقوف بعرفة حتى تغرب الشمس لفعله صلى الله عليه وسلم هذا ولمخالفة أهل الجاهلية الذين كانو يدفعون (أي يغادرون) إلى مزدلفة قبل الغروب .
تنبيه :
من غادر عرفة قبل الغروب فعليه دم أي ذبح شاة كفارة تركه واجب البقاء بعرفة إلى غروب الشمس .
فإذا غربت الشمس غادرت عرفة متجهة نحو مزدلفة ملبية ذاكرة لله عز وجل فإذا وصلتها صلت المغرب والعشاء فيها قصراً وجمعاً ( تقيم فتصلى المغرب ثلاث ركعات ثم تقيم وتصلي العشاء ركعتين ) .
الوقوف بمزدلفة مشروع في حق النساء كما هو مشروع في حق الرجال ولكن رخص للمرأة ان تخرج من مزدلفة بعد منتصف الليل إلى منى لترمي جمرة العقبة قبل الزحمة لحديث عائشة قالت : (استأذنت سودة ( أم المؤمنين ) رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة تدفع قبله – أي تخرج من مزدلفة قبل طلوع الفجر – وقبل حطمة الناس – أي زحمتهم – وكانت امرأة ثبطة فاذن لها ) ( ومعنى ثبطة : أي بطيئة الحركة لعظم جسمها )
لا بأس بخروج محارم المراة ومن معه ضعفه ( كالصبية أو المرضى وكبار السن ) من مزدلفة قبل طلوع الفجر لحديث ابن عباس قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضعفة من جمع (أي مزدلفة ) بليل ) رواه مسلم .
ما يفعله بعض العامة من لقط حصى الجمار من حين وصوله إلى مزدلفة قبل الصلاة واعتقاد كثير منهم أن ذلك مشروع فهو غلط ولا أصل له والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أن يلتقط الحصى إلا بعد انصرافه من المشعر إلىى منى ومن أي موضع لقط الحصى أجزأه ذلك ولا يتعين لقطه من مزدلفة بل يجوز لقطه من منى والسنة التقاط سبع في هذا اليوم يرمي بها جمرة العقبة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم أما في الأيام الثلاثة فيلتقط من منى كل يوم إحدى وعشرين حصاة يرمى بها الجمرات الثلاث ولا يستحب غسل الحصى بل يرمى بها من غير غسل لأن ذلك لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا يرمى بحصى قد رمي به .
فإذا وصلت المرأة منى في يوم العاشر من ذي الحجة ويسمى يوم النحر وهو يوم العيد – أتت جمرة العقبة ( الجمرة الكبرى ) فرمتها بسبع حصيات الواحدة تلو الأخرى سبع مرات ويستحب أن تكبر مع كل حصاة فتقول ( ألله أكبر وتقطع التلبية مع ابتداء الرمي .
بعد رمي جمرة العقبة تنحر هديها – إن تيسر – وإلا وكلت محرمها أو غيره ولها أن تؤخر الذبح لأن مدة الذبح يمتد إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق في أصح أقوال أهل العلم فتكون مدة الذبح يوم النحر وثلاثة أيام بعده .
ثم تقصر من شعرها مقدار انملة (سنتمتر واحد تقريبا ) لتحذر المرأة من أن تكشف شعرها أمام الرجال الأجانب من أجل التقصير لأن ذلك محرم عليها بل تستتر في مكان لا يراها فيه الرجال الأجانب .
وبأدائها لهذا النسك تكون حل لها كل شئ من محظورات الإحرام إلا الجماع وهذا يسمى بالتحلل الأول .
ثم تذهب إلى مكة فتطوف بالبيت طواف الإفاضة وتصلي ركعتين خلف المقام وإلا في أي مكان في المسجد وتسعى بعد ذلك سعي الحج .
تنبيه :
إن حاضت المرأة قبل طواف الإفاضة أو كانت حائضاً ولم تطهر فإنها تنتظر حتى تطهر لأنه لا يجوز للحائض أن تطوف بالبيت فإن اضطرت للرجوع الى بلدها ولا تتمكن من البقاء والرجوع مرة أخرى الى مكة جاز لها أن تطوف وهي حائض للضرورة كما افتى شيخ الاسلام ابن تيمية وقد ذكرناه مفصلا في مبحث الحائض في الحج فليراجع )
ثم ترجع إلى منى مرة أخرى إذ يجب المبيت بمنى في الليلة الاولى والثانية من أيام التشريق أما ليلة الثالث عشر من ذي الحجة فالمسلم مخير بين التعجل – وعندئذ لا بد في مغادرة منى قبل غروب شمس اليوم الثاني عشر – وبين التاخر فيبيت ليلة الثالث عشر وهذا أفضل أجرا لأن النبي صلى الله عليه وسلم تأخر .
وفي أيام التشريق الحادي عشر والثاني عشر (والثالث عشرلمن تاخرت ) ترمى المراة الجمرات الثلاث بعد الزوال كل جمرة بسبع حصيات تكبر مع كل حصاة ويستحب لها أن تدعو بما شاءت بعد رميها للجمرة الصغرة والوسطى .. أما إذا انتهت من رمي جمرة العقبة فإنها تمضي ولا تدعو عندها ، هكذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ويجب رمي الجمرات بالترتيب (الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى )
تنبيه :
تلتقط الحصى لرمي الجمار من منى
ينبغي أن تحرص المرأة على اختيار الوقت الذي تقل فيه الزحمة مثل الرمي في المساء.
إن أحبت المرأة التعجل رمت الجمار في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة وغادرت منى قبل غروب الشمس من ذلك اليوم .
تنبيه :
فإن غربت شمس يوم الثاني عشر وهي في منى لم تخرج منها حتى ترمي من غد ( اليوم الثالث عشر ) بعد الزوال .
بعد انتهاء أيام الرمي سواء للمتعجلة أم المتأخرة يجب أن تأتي مكة فتطوف طواف الوداع إلا أنها إذا كانت حائضا أو نفساء سقط عنها طواف الوداع ولا شئ عليها .. فتنصرف راجعة إلى بلدها .
وبهذا تنتهي أعمال الحج للمتمتعة .
ثانيا : تلخيص أعمال المتمتعة :
أعمال العمرة
الإحرام من الميقات في أشهر الحج
وتقول عند إحرامها لبيك اللهم عمرة
عندما تصل مكة تطوف بالبيت سبعة أشواط مبتدئة بالحجر الأسود ثم تصلي بعد الطواف ركعتين خلف المقام .
السعي بين الصفا والمروة سبعة اشواط مبتدئة بالصفا .
التقصير : تقصر من شعرها قدر انملة (1 سنتميتر تقريباً )وبهذا تتحلل وتنتهي اعمال العمرة .
أعمال الحج :
يوم الثامن من ذي الحجة ( يوم التروية ) الإحرام بالحج من المكان الذي هي فيه وتقول : لبيك اللهم حجاً .
يوم التاسع ( بعد الزوال ) الوقوف بعرفة حتى غروب الشمس .
يوم التاسع (ليلة العاشر من ذي الحجة ) البقاء في مزدلفة حتى منتصف الليل ( للنساء والضعفة )
يوم العيد ( يوم النحر )
رمي جمرة العقبة بسبع حصيات ، ذبح الهدي
التقصير من الشعر قدر أنملة
طواف الإفاضة مع سعي الحج .
المبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر ( لمن أرادت التعجل ) وليلة الثالث عشر ( لمن أردات التأخر ) مع رمي الجمار الثلاث في تلك الأيام بعد الزوال كل جمرة بسبع حصيات .
طواف الوداع :
( المرأة الحائض يسقط عنها طواف الوداع )
انتهت مناسك حج التمتع .
ثالثا : تلخيص أعمال الحج لمن أرادت نسك "الإفراد" أو القرآن
لا تختلف أعمال " المفردة " عن أعمال "القارنة " الإ في أمرين :
النية : فتقول من أرادت الحج ( مفردة ) عند إحرامها : لبيك حجا أما القارنة فتقول عند إحرامها : لبيك عمرة وحجا أو أنها تحرم بالعمرة ثم تدخل عليها الحج قبل طواف العمرة .
الهدي : يجب على القارنة أن تذبح هديا فإن لم تستطع فتصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعت إلى أهلها إن لم تكن من أهل مكة .
أما المفردة فليس عليها هدي
وإليك أيتها الأخت مجمل أعمال الحج لهذين النسكين :
الإحرام عند الميقات :
تقول القارنة : لبيك اللهم حجاً وعمرة
تقول المفردة : لبيك اللهم حجاً
طواف القدوم .. والسعي لمن أرادت أن تقدم سعي الحج (والبقاء على الإحرم وعدم التحلل منه حتى يوم العيد..)
يوم التاسع (بعد الزوال) الوقوف بعرفة حتى الغروب .
يوم التاسع (ليله العاشر ) من ذي الحجة البقاء في مزدلفة حتى منتصف الليل (للنساء والضعفة )
يوم العيد .. ( يوم النحر ) العاشر من ذي الحجة .
رمي جمرة العقبة بسبع حصيات
ذبح الهدي ( للمتمتعة )
التقصير من الشعر قدر انملة .
طواف الافاضة مع سعي الحج للتي لم تسع مع طواف القدوم .
المبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر ( لمن أرادت التعجل ) وليلة الثالث عشر ( لمن أرادت التأخير ) مع رمي الجمار الثلا ث في تلك الايام بعد الزوال كل جمرة بسبع حصيات .
طواف الوداع .
( المرأة الحائض يسقط عنها طواف الوداع )
انتهت مناسك الحج للقارنة والمفردة .
الرسالة الخامسة : المرأة الحائض في الحج
لا تقلقي أيتها الأخت عند نزول دم الحيض وأنت في الحج فهذا شيء قد كتبه الله على بنات آدم .. وديننا
–
ولله الحمد
– دين يسر ورفع للحرج ، وقد شرع للحائض أحكاماً تتناسب مع حالتها ووضع مناسك مراعاة لظروفها فلله الحمد والمنة .. وإليك جملة من الأحكام والفتوى قد تحتاجين إليها في حال حيضتك :
القاعدة التي ينبغي أن تعرفها كل امرأة هي : أن الحائض تفعل ما يفعله الحاج في جميع مناسك الحج إلا الطواف بالبيت فلا تطوف حتى تطهر .
ودليل ذلك ما أخرجه البخاري في قصة عائشة رضي الله عنها عندما حاضت وهي في طريقها إلى الحج . قالت : فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال : ما يبكيك قلت لوددت أني لم أحج هذا العام قال : لعلك نفست (أي حضت ) قلت : نعم قال : فان ذلك شئ كتبه الله على بنات آدم . فافعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري ) .
لا حرج على المرأة أن تحرم بالحج والعمرة وهي حائض إذ أن الحيض لا يمنع انعقاد النية بالنسك.
يستحب أن تغتسل الحائض عند الإحرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس لما نفست بعبد الرحمن بن أبي بكر ( اغتسلي واستثفري )
لا حرج على المرأة الحائض أن تلبي وتقرأ الأدعية المكتوبة في كتب مناسك الحج ولا بأس أن تقرأ القرآن عن ظهر قلب ( أي دون أن تمس المصحف ) لأنه لم يرد نص صحيح صريح يمنع الحائض والنفساء من قراءة القرآن وإنما ورد في الجنب خاصة بأن لا يقرأ القرآن وهو جنب لحديث علي بن أبي طالب أما الحائض والنفساء فورد فيهما حديث ابن عمر ( لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القران ) ولكنه حديث ضعيف ( أي لا يصلح حجة الأحتجاج به في منع الحائض والنفساء من قراءة القرآن ) كما يجوز لها
–
للحائض والنفساء
– ان تقرأ في كتب التفاسير وكتب الأحكام من باب أولى .
إن أحرمت امرأة بالعمرة وحاضت قبل أن تطوف فإنها تبقى على إحرامها بالعمرة فإن طهرت قبل اليوم التاسع ( يوم الوقوف بعرفة وأمكنها إتمام عمرتها أتمتها ثم أحرمت بعد ذلك بالحج وذهبت الى عرفة لإكمال بقية المناسك فإن لم تطهر قبل يوم عرفة فإنها تدخل الحج على العمرة فتقول ( اللهم إني أحرمت بحج مع عمرتي ) فتصير قارنة وتقف مع الناس و تكمل بقية المناسك – كما يفعل الحاج – غير أنها تؤخر الطواف والسعي يوم العيد حتى تطهر فإن طهرت طافت طواف الإفاضة وسعت سعي الحج ويكفيها ذلك عن طواف وسعي المعتمرة وعليها هدي قران كما على المتمتع.
إذا حاضت المراة قبل طواف الوداع سقط عنها طواف الوداع أما إذا حاضت قبل طواف الإفاضة فعليها أن تنتظر حتى تطهر فتطوف بالبيت وهي طاهر ولا يسقط عنها طواف الإفاضة باي حال من الأحوال .
تنبيه :
إذا حاضت قبل طوافها الإفاضة فيجب عليها البقاء بمكة حتى تطهر وتكمل حجها ، فإن لم تستطع البقاء في مكة فلا مانع من سفرها مع محرمها إلى بلدها أو غيره ثم ترجع مع محرمها بعد الطهر لكي تكمل مناسك حجها .. ولكن لا يجوز لزوجها أن يقربها حتى تطوف طواف الإفاضة ( التحلل الثاني )
إذا حاضت المراة قبل طواف الإفاضة ولا تستطيع الإنتظار ولا العودة مرة أخرى إلى مكى .. فماذا تفعل ؟
قال الشيخ ابن عثيمين ( إذا كان الأمر كما ذكر : امرأة لم تطف طواف الإفاضة وحاضت ويتعذر أن تبقى في مكة أو أن ترجع إليها لو سافرت قبل أن تطوف ففي الحالة يجوز لها أن تستعمل واحداً من أمرين : فإما أن تستعمل إبراً توقف هذا الدم وتطوف وإما أن تتلجم بلجام يمنع سيلان الدم إلى المسجد وتطوف للضرورة وهذا القول ذكرناه هو القول الراجح وبه قال شيخ الإسلام ابن تيمية ) .
لا حرج في استعمال المرأة حبوب منع العادة الشهرية في أيام الحج لأن فيها فائدة ومصلحة حتى تطوف مع الناس وحتى لا تتعطل رفقتها بشرط السلامة من الضرر .
يجوز للمرأة الحائض أن تجلس في المسعى انتظاراً لرفقتها لأن المسعى لا يعتبر المسجد الحرام .
النفساء كالحائض فيما ذكرناه من الأحكام .
الرسالة السادسة : زينة المرأة في الحج
لوحظ في هذه الأيام ما تفعله بعض النساء من الاهتمام بزينتهن أثناء فترة الحج ونظراً لما قد يقع من مخالفات ومحظورات في هذا الأمر نسوق هذا المبحث ولكن قبل ذكر بعض الأحكام المتعلقة بالزينة لا بد ان تعلم المرأة المسلمة أنها جاءت إلى هذه البقاع الطاهرة المقدسة لكي تنشغل بعبادة الله والتقرب إليه بأداء مناسك الحج وغيرها من الطاعات والقربات .. وقد قال تعالى ( واذكروا الله في أيام معدودات ) البقرة الاية :203وقال ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات) الحج الاية 28( فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا ) البقرة الاية 200مما يعني أن المرء ينبغي أن يكون متصلا بالله عز وجل مشغولا بما يقربه من مولاه .. وقد قال بعض أهل العلم أن المستحب أن يبقى الحاج أشعث واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً ) .. وقال النووي رحمه الله : يستحب لها : ترك الترف والزينة في سفرها وترك الشبع المفرط إذا ثبت هذا فإليك أيتها الأخت بعض الأحكام المتعلقة بزينة المرأة في الحج التي يجب على المرأة الألتزام بها:
يحرم على المحرمة أن تقص شيئا من شعرها ( سواء كان شعر الرأس أو غيره من شعر البدن فهي سواء في الحرمة )
يحرم على المحرمة أن تتطيب أو تلبس الملابس المطيبة أو تدهن بدنها بدهن مطيب كما يحرم على المرأة المحرمة وغير المحرمة أن تتطيب ثم تخرج لتختلط بمجامع الرجال الأجانب في مناسك الحج وغيرها من الأمكنة لما يترتب على ذلك من فتنة وفساد عظيم . وإذا كانت المرأة المسلمة قد نهيت من الخروج الى المسجد وهي متطيبة فما بالك بالخروج للأسواق .. فلا شك أن الحرمة أعظم و النهي في ذلك أشد اما في حالة كونها غير محرمة وهي في معزل عن الرجال الأجانب فلها أن تتطيب كما فعلت عائشة رضي الله عنها .
للمحرمة أن تدهن بدنها بدهن لا طيب فيه قال ابن المنذر : أجمع عوام أهل العلم على أن للمحرم أن يدهن بدنه ..
يجوز للمرأة أن تحرم وبيدها أسورة ذهب أو خواتم ونحو ذلك ويشرع لها ستر ذلك عن الرجال غير المحارم خشية الفتنة بها وقد روى الإمام أحمد في المناسك عن عائشة أنها قالت : تلبس المحرمة ما تلبس وهي حلال من خزها وقزها وحليها
ومع هذا إلا أن بعض أهل العلم قد قال بكراهية الحلي والزينة للمرأة في الحج لما فيه من منافاة ما ينبغي أن تكون عليه المسلمة في هذه العبادة من تجرد عن زخرف الحياة الدنيا ومتاعها ؛ ولذلك قال ابن المنذر رحمه الله لا يجوز المنع منه – يقصد الحلي ونحوه – بغيرحجة ويحمل كلام أحمد والخزفي في المنع على الكراهية لما فيه من الزينة
لا بأس بنظر المرأة المحرمة في المرآة ونقل ابن المنذر عدم الكراهية عن ابن عباس وأبي هريرة وطاووس والشافعي.
وقال بعض أهل العلم : بكراهة ذلك إلا للضرورة .
للمرأة أن تختضب بالحناء عند الإحرام لما روي عن ابن عمر أنه قال من السنة أن تخضب المرأة يديها بالحناء ولأنه من الزينة فاستحب عند الإحرام كالطيب و لا بأس بالخضاب في حال إحرامها فقد قال عكرمة : كانت عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم يختضبن بالحناء وهن حرم .
يكره للمحرمة أن تكتحل بالاثمد أو الاسوداد لورود بعض الآثار في كراهية اكتحال المحرمة بهما إلا لحاجة أما من أجل الزينة فينبغي للمحرمة أن تتجنبه .. فإن اكتحلت المحرمة بهما فلا فدية عليها .
الرسالة السابعة : المرأة وأطفالها في الحج
قد تصطحب بعض النساء أطفالهن معهن إلى الحج ولذلك أحببت أن نلخص جملة الأحكام المتعلقة بحج الصغار واعتمارهم .
من هم الصغار ؟
نقصد بالصغار الأطفال من الذكور والإناث الذين لم يبلغوا الحلم أي لم يبلغوا سن البلوغ .
يصح حج الصبي والصبية ولكن لا يجزئهما عن حجة الإسلام . وفي حديث ابن عباس( أن امرأة رفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم صبيا فقالت ألهذا حج ؟ قال نعم ولك أجر ) رواه مسلم قال الترمذي . أجمع أهل العلم على أن الصبي إذا حج قبل أن يدرك سن البلوغ فعليه الحج إذا بلغ ولا تجزئ عنه تلك الحجة حجة الإسلام المفروضة عليه .
يفعل بالصغير في الإحرام ما يفعله الكبير في إحرامه فيجرد الصغير مما لا يجوز لبسه بالنسبة للرجال إن كان ذكرا وتجرد مما لا يجوز لبسه بالنسبة للنساء إن كانت أنثى .
يصح الاحرام عن الطفل ( ذكراً كان أم انثى ) من قبل وليه ولو كان الولي محرما وسواء حج عن نفسه أو لم يحج بعد حجة الأسلام الواجبة عليه .
كل ما يمكن للطفل فعله من أعمال الحج بنفسه لزمه فعله ولا ينوب غيره عنه فيه كالوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ونحوهما وما عجز عنه قام الولي نيابة عنه مثل التلبية والرمي .. قال جابر رضي الله عنه ( حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا النساء والصبيان فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم ) رواه أحمد .
ولكن من أراد اأن يرمي عن الصبيان فلا بد أن يرمي عن نفسه أولا ثم يرمي عنهم ثانيا .
بالنسبة للطواف إن أمكن للصغير المشي مشى وطاف بنفسه وإلا طيف به محمولاً أو راكباً ولا فرق بين أن يكون الحامل له محرما أو غير محرم أسقط الفرض عن نفسه أم لم يسقطه .
تنبيهات :
لا يترك الصغار يلعبون في ساحات الحرم وأروقته حت لا يتسبب ذلك في إزعاج المصلين وبهذا يأثم الولي لأن الصغار لا يدركون تأثير تصرفاتهم .
الأطفال غير المميزين والذين لا يستطيعون قضاء حاجاتهم في الحمامات يجب على المرأة ان تقوم بتحفيظهم حفاظا على طهارة سجاد الحرم وساخاته .
الرسالة الثامنة : محظورات شرعية
احذري ....
من التبرج ولتكن ثيابك سابغة ساترة بدنك . ومتى ما مر بك رجال أجانب وجب عليك ستر الوجه ولو كنت محرمة .
احذري ..
الاختلاط بالرجال الأجانب في جميع مناسك الحج –قدر الإمكان – واجتهدي في أداء المناسك في الأوقات التي يقل فيها الزحام نسبياً مثل الرمي في المساء .
احذري ..
الابتداع في الدين وتقليد الجهلة في أخطائهم وعليك أن تتعلمي أحكام النسك الذي تريدين أداءه قبل القيام به وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( خذوا عني مناسككم )) ولذا ننصحك باقتناء أحد كتب المناسك .
احذري ..
الغيبة والنميمة والمراء والجدل وكثرة الكلام في امور الدنيا ، خاصة وأنت في هذه البقاع الطاهرة والأيام الفاضلة فأكثري فيها من الذكر والدعاء .
احذري ..
استفتاء العوام من الناس ممن ليست لهم معرفة بالعلم الشرعي وليكن سؤالك عما أشكل عليك من الاحكام الشرعية لأهل الذكر الذين أمرنا الله تعالى بسؤالهم قال تعالى (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) الأنبياء، الآية 7.
احذري ..
الطواف بالبيت وأنت على غير طهارة . كما يحرم عليك دخول المسجد وأنت حائض أو نفساء أو جنب ولا يمنعك حياؤك أن تخبري محرمك بذلك .
احذري ..
إضاعة الوقت فيما لا ينفع ولا تكثري من التجول في الأسواق فإن كان و لا بد للحاجة فاحرصي على قضائها بأسرع وقت وليكن محرمك معك .
احذري ..
التكبر على أخواتك المسلمات والسخرية منهن وتعرفي على النساء الصالحات معك في المخيم ( أو الحملة ) وطدي صلتك بهن لكي يكّن عوناً لك على طاعة الله قال صلى الله عليه وسلم (( المرء على دين خليله )) .
احذري ..
التسخط والتبرم والتشكي من متاعب المناسك ومصاعب الحج واعلمي أنك في جهاد تؤجرين عليه بتكفير السيئات ورفع الدرجات . قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها في عمرتها ( إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك ) الحديث صحيح رواه الحاكم وقال صلى الله عليه وسلم ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه ) متفق عليه .
احذري ..
الاغترار بما اديت من الطاعات والتفاخر بما عملت من القربات واعلمي أن الرياء محبط للعمل قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر : الرياء يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم (( اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء )) الحديث صحيح .
الرسالة التاسعة :دروس تربوية ونصائح إيمانية
أيام الحج .. فرصة كبيرة لطرح هذه النصائح الايمانية والتذكير ببعض اللفتات التربوية في مجالس النساء ومخيماتهن يقول الله جل جلاله ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) الذاريات، الآية :55 وإليك أيتها الأخت هذه النصائح لتستفيدي منها لنفسك ولتوجهي بها غيرك :
الدرس الأول : كيف تقضي المرأة وقتها في بيتها ؟
الدرس الثاني : كيف تكون زيارتك هادفة ؟
الدرس الثالث : توجيهات في تربية الأبناء
الدرس الرابع : احذري الشرك
الدرس الأول : كيف تقضي المرأة وقتها في بيتها ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أيتها الأخت المسلمة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛ وبعد :
فاعلمي أن الوقت نعمة لمن شغله بالصالحات ونقمة لمن جعله سياحة في دنيا المنكرات والمحرمات ، وحجة على من هدره بالسفاسف والترهات ، حيث قضى الليالي والأيام في أجتماعات اللهو الآثمة وسماع الأغاني الماجنة ورؤية الأفلام المحرمة .
والمسلمة تدرك بلا شك أنها مسؤوله بين يدي ربها عز وجل عن وقتها وعن شبابها وتسمع هاتفا في قلبها في كل يوم يقول : ( يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني بعمل صالح رشيد فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة ) ولذا فإن الأخت المسلمة حريصة أشد الحرص على استغلال وقتها وحسن استثماره كما قال الحسن البصري : ( أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم )
واعلمي – حفظك الله – أن كثيراً من النساء لا يحسن استثمار أوقات فراغهن وهن في البيوت ؛ بل ربما عصت ربها برؤية مسلسلة هادمة أو قراءة مجلة فاسدة أو غيبة ونميمة عبر مكالمة هاتفية تافهة ؛ ولذا أحببت أن أذكر ببعض الوسائل التي تستثمرين بها وقتك في بيتك ومنها :
أولا : المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها والإكثار من السنن والنوافل . وقد قال الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم عند فراغه ( فاذا فرغت فانصب و إلى ربك فارغب ) . وقال صلى الله عليه وسلم ( من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة ) حديث صحيح
ثانيا : القيام بالواجبات الزوجية وتأدية المسئوليات الأسرية ومن أهمها :
طاعة الزوج بالمعروف والقيام على خدمته
تربية الأولاد تربية إيمانية مكينة ( انظري : الدرس الأول )
القيام بحق الوالدين والإحسان اليهما .
ترتيب المنزل وحسن تدبير شؤونه .
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها )
ثالثا : القراءة في الكتب الإسلامية للتفقه في الدين وعبادة الله تعالى والدعوة إليه على بصيرة .
رابعاً : المتابعة لأحوال المسلمين في العالم من خلال الاطلاع على بعض المجلات ذات الصبغة الإسلامية مثل ( الدعوة ، المجتمع ، الإصلاح ..) ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم .
خامساً : الاستماع إلى تلاوة كتاب الله ودروس المشايخ والدعاة من خلال الشريط الإسلامي وإذاعة القرآن الكريم .
سادساً : العكوف على كتاب الله حفظاً وتفسيراً مع الالتحاق – إن استطعت – بمدارس تحفيظ القرآن المسائية بالاتفاق مع أخواتك الطيبات ليكون ذلك عونا لك على الاستمرار في الحفظ .
سابعا : صلة الأرحام بواسطة الهاتف والسؤال عن أحوالهم وإدخال السرور إلى قلوبهم بالكلمة الطيبة لتقوى الألفة وتتوثق عرى المحبة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه ) البخاري ومسلم .
ثامنا : إتقان بعض فنون التدبير المنزلي . وأهمها الطبخ والخياطة ، فالمرأة الصالحة ( ربة بيت ) تحسن القيام بشؤون بيتها وتتقنها وقد كانت فاطمة بنت محمد – رضي الله عنها – تطبخ وتنظف وتستسقي بالقربة حتى أثر ذلك في بدنها .
عاشراً : إعداد المسابقات الثقافية والتربوية المفيدة ومن ثم طرحها على الأخوات أو الأبناء لتستجم النفوس وتنبسط القلوب .
وبعد ؛ فهذا غيض من فيض وسائل استثمار الوقت في البيوت وقليل من النساء من توفق للعمل بها فكوني أنت أيتها الأخت المسلمة من هذا القليل . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ )) حديث صحيح .
أسأل الله أن يجعلنا وإياكن من الذين وفقهم الله للعمل بطاعته وجنبهم معصيته والحمد لله رب العالمين ..
الدرس الثاني : كيف تكون زيارتك هادفة ؟
إن الكثير من اللقاءات بين النساء تحولت إلى مباريات في أفضل طعام يقدم وأحسن بدلة ترتدى وأجمل حلي يلبس إضافة إلى ما يدور في تلك اللقاءات من غيبة ونميمة ولغو وثرثرة ناشئة من الفراغ وضعف الإيمان وهذا وغيره – لا شك – يجر إلى مفاسد عظيمة من إضاعة للاوقات وهدر للجهود والطاقات وتبديد للأموال وتضييع للأمانات ولذا أضع بين يديك – أيتها الأخت المسلمة – بعض الوسائل والأساليب التي تجعل من زيارتك هادفة :
أولا :
المناصحة في مجال تربية الأبناء والاستفادة من الخبرات والتجارب العملية في ذلك فاما أجدر الأخوات المسلمات أن يعرضن في لقاءاتهن موضوعات تدور حول كيفية تربية الأبناء تربية إسلامية .
( كتب مقترحة : تربية الاولاد لعبدالله علوان . دور البيت في تربية المسلم لخالد شنوت . بصمات على ولدي )
ثانياً
الإصلاح بين المؤمنات .. فإذا حصلت جفوة بين القلوب جاءت الزيارة الهادفة كي تصلح بين القلوب المتنافرة وتغسل ما أصابها من نزغات الشيطان بالتذكير بأجر من كظم غيظه وعفا عن الناس قال الله تعالى ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) النساء،الآية :114 .
ثالثا :
القراءة في بعض كتب أهل العلم .. فيخصص جزء من وقت اللقاء للقراءة على ( الزائرات) بعض الفوائد الإيمانية والنكات العلمية .
رابعاً :
المناصحة والمشاورة في أمور الدعوة .. فالمرأة المسلمة ينبغي أن يكون لها دور بارز في الدعوة في صفوف النساء ولذا فإن عليها أن تتعاون مع بعض أخواتها على عقد لقاء دوري يتشاورن في كيفية الدعوة وسبل نشرها وتطوير وسائلها وتقويم أساليبها .
خامساً :
المسابقات الثقافية والتربوية : من أفضل الوسائل لاستغلال أوقات اللقاءات وخصوصا المسابقات الإيمانية وطرح الأسئلة التربوية على الزائرات .. والأخوات اللاتي يتعذرن بضيق الوقت للإعداد لمثل هذه المسابقات يمكن أن ينتقين بعض المسابقات المعروضة في المكتبات وهي على شكل بطاقات أو على شكل كتب جاهزة ( مسابقات جاهزة )
سادسا :
الاستماع الى محاضرة مسجلة ثم النقاش في عناصر هذه المحاضرة مع إهداء شريط مناسب ليكون محل نقاش اللقاء القادم
استضافة بعض الأخوات الداعيات اللاتي عندهن المقدرة على إلقاء كلمة وموعظة .
ثامنا :
الاطلاع على المجلات ذات الصبغة الإسلامية ؛ لأن العديد من المجلات خصصت بعض صفحاتها لعرض موضوعات تخص النساء ؛ لذا يمكن للأخوات أن يخصصن جزءاً من وقت زيارتهن لإلقاء الضوء على موضوعات مثل هذه المجلات ( من هذه المجلات : المجتمع / الدعوة / النور / الأسرة /الإصلاح ) .
تاسعا :
المناصحة في شئؤون البيت وطرق تنظيمه وترتيبه واكتساب الخبرة في حسن تدبيره مع التحذير من الإسراف والترف والتفاخر والغرور بمتاع الدنيا .
عاشرا :
المناصحة في طرق العلاقات الزوجية وما ينبغي أن تكون عليه المرأة المسلمة في تعاملها مع زوجها مع التحذير من كشف أسرار الزوج ونشر عيوبه .
أيتها الأخت المسلمة هذه بعض الوسائل والأساليب التي تجعل من زيارتك هادفة ، والحرة تكفيها الإشارة ومما تجدر الإشارة إليه ويتأكد التنبيه عليه أن هذه الوسائل والأساليب لن تؤتي ثمارها وتحقق أهدافها إلا إذا أعددت لها عدتها قبل موعد الزيارة .. فعليك أن تهتمي بما ستنفعين به أخواتك المؤمنات في اللقاء أهتماما يفوق أهتمامك بجمال فستانك وأناقة مظهرك .
أسأل الله أن يحفظك ويرعاك ويثبتنا وإياك على الحق والحمد لله رب العالمين .
الدرس الثالث: توجيهات في تربية الأبناء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ؛ وبعد :
أيتها الأخت المسلمة : إن تربية الأبناء مهمة جليلة وأمانة عظيمة ستسألين عنها بين يدي ربك عز وجل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .. والمرأة راعية في بيت زوجها وولده ) متفق عليه ولهذا فإنا نهديك هذه التوجيهات لعلها تكون عوناً لك في أداء هذه الأمانة :
كوني قدوة صالحة لأبنائك فإذا وعدت فانجزي وإذا قلت فاصدقي .عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا وأنا صبي فذهبت أخرج لألعب فقالت أمي : يا عبد الله تعال أعطيك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه ؟ قالت : أعطيه تمراً قال صلى الله عليه وسلم أما أنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبه ). السلسلة الصحيحة للألباني .
تفرغي لتربية أبنائك وقومي بجميع مسؤلياتك وواجباتك نحوهم و لا تنشغلي عنهم بالحفلات المسائية والمكالمات الهاتفية والتجول في الأسواق التجارية وإياك وتركهم للخادمات .. قال القائل :
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلاً
إن اليتيم من تلقى له أمّا تخلت أو أباً مشغولا
بادري في تقويم سلوك أبنائك وتأديبهم منذ نعومة أظفارهم حتى لا يشبوا على مساوئ الأخلاق فيصعب علاجها بعد ذلك وقد درجوا عليها .
قد ينفع الأدب الأولاد في صغر وليس ينفعهم من بعده أدب
إن الغصون إذا عدلتها اعتدلت ولا يلين ولو لينته الخشب
طهري لسانك من السباب والشتم واللعن واعلمي أن أبناءك سيحفظون تلك العبارات وسيرددون تلك الكلمات قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي ) رواه الترمذي باسناده حسن .
احذري الدعاء على الأبناء عندما يقعون في الخطأ وليكن دعاؤك لأبنائك بالهداية هو ديدنك واعلمي أن الدعاء على الأولاد منهي عنه شرعا قا ل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تدعوا على أولادكم .. لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم ) رواه مسلم
الضرب إنما جاز لضرورة فاستخدميه بقدر الضرورة ولا تجعليه وسيلة لشفاء غيظك وتنفيس غضبك سئل الإمام أحمد – رحمه الله – عن ضرب المعلم الصبيان فقال على قدر ذنوبهم ويتوقى بجهده الضرب وإن كان صغيرا لا يعقل فلا يضربه .. ا هـ ( الآداب الشرعية لابن مفلح )
وجهي أبناءك حال فراغهم وساعديهم في الإفادة من أوقات الفراغ بالنافع المفيد والعمل الصالح الرشيد ( كحفظ كتاب الله والتدرب على المهارات العلمية والأدبية وأدركي جيدا قول القائل :
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
ونقترح عليك هذه الأمور :
كوني لهم مكتبة منزلية تضم كتباً إسلامية في العلوم الشرعية والأدبية والفكرية لتطوير ملكاتهم الثقافية مع تشجيعهم على القراءة والبحث .
شجيعهم على الإلتحاق بحلق تحفيظ القرآن في المساجد مع رصدك مكافأة للمجد والمحاسبة للمقصر .
شجعيهم على التسجيل في مكتبات المساجد حيث الصحبة الصالحة والبرامج النافعة والتوجيه القويم.
أرشدي أبناءك لصحبة الخيار وحذريهم من صحبة الأشرار واعلمي أن الصحبة لها أثر كبير في صياغة شخصية الأبناء وسلوكاتهم فالمرء على دين خليله والصاحب ساحب .
أبعدي عن أبنائك المجلات الساقطة والأفلام الهابطة والأغاني الماجنة مع متابعتك الدائمة لما يقرؤونه أو يسمعونه أو يشاهدونه عبر وسائل الإعلام المختلفة لتوجيههم ونصحهم .
اعدلي بين أبنائك في المعاملة والمي أن تخصيص أحدهم بالهبات دون بقية إخوانه يغرس في نفوسهم الحسد والبغضاء وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجور في معاملة الأبناء .
الدرس الرابع :احذري الشرك !!
المرأة المسلمة .. تشهد أن لا إله إلا الله وتعمل بمقتضاها وتتجنب نواقضها .. ومن النواقض .
الاستهزاء بشيء من دين الله :
إذ أن الاستهزاء بالله ورسوله أو سنة رسوله ( كالحجاب أو اللحية على سبيل المثال ) كفر وردة يخرج الإنسان به من الإسلام .. ولو كان على سبيل المزاح لقوله تعالى ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) التوبة الآيتان : 65 ، 66
المراة المسلمة .. توالي من والى الله وتعادي من عادى الله ورسوله والمؤمنين .. وتحب أهل الطاعة لطاعتهم وتبغض أهل المعصية بقدر معصيتهم .
( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )
والناس عند الأخت المسلمة ثلاثة : ( من رسالة الولاء والبراء للفوزان )
القسم الأول :
من يحب محبة خالصة لا معادة معها وهم المؤمنون الخلص من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين
القسم الثاني :
من يبغض ويعادي بغضا ومعاداة خالصين لا محبة معهما وهم الكفار الخلص على مختلف أجناسهم .
القسم الثالث :
من يحب من وجه ويبغض من وجه : وهم عصاة المؤمنين .
المرأة المسلمة .. تعتقد وتؤمن بأن الأمة لو أجتمعت على أن تضرها بشيء لم تضرها إلا بشئ قد كتبه الله عليها ولو إجتمعت على أن تنفعها بشئ لم تنفعها إلا بشئ قد كتبه الله لها .
( إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ، وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير) لأنعام الآية : 17
لذا فإذا حلت بدارها مصيبة أو نزلت بساحتها شدة لجأت إلى الحي القيوم لأنها تعلم بأنه لا يكشف ضرها أحد الا الله .
لم تلجأ إلى كاهن أو ساحر أو مشعوذ لأنها تعلم أن ( من آتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) والحديث صحيح .
المرأة المسلمة .. تتجنب ما ينافي التوحيد من التمائم الشركية والرقى غير الشرعية .. لقوله صلى الله عليه وسلم ( من علق تميمة فلا أتم الله له ) وفي رواية ( من علق تميمة فقد أشرك ) حديث صحيح .
وتعتقد أن الذي يحبب المرأة الى زوجها هو الله وحده وهو وحده بيده قلوب بني ادم يقلبها كيف يشاء .. وأما ما يصنعه المشعوذون والسحرة من أشياء يزعمون أنها تحبب المرأة الى زوجها فهذا شرك والعياذ بالله ..
ولذلك قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( إن الرقى والتمائم والتوله شرك ) حديث صحيح
الرسالة العاشرة : إنه الخوف من عدم القبول
أيتها الأخت الفاضلة
.. إنها والله نعمة عظيمة أن وفقك الله لأداء فريضة الحج والإقبال عليه بالذكر والدعاء في هذه البقاع المقدسة والأيام الفاضلة .. ولكن هناك ثمة هم يعتلج في قلوب المؤمنين .. ألا تعرفين ما هو ؟ … إنه الخوف من عدم القبول !!
فكم من الناس ليس له من حجه إلا المشقة والتعب ؟! .. وكم منهم من قال لبيك اللهم لبيك .. فقيل له لا لبيك ولا سعديك .. وحجك مأزور لا مأجور .. ولهذا كان السلف يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل أم لا ؟ ولهذا قال علي رضي الله عنه : كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل . ألم تسمعوا قول الله تعالى ( إنما يتقبل الله من المتقين ) المائدة ، الاية :27
أختي في الله :
أن من أهم علامات قبول العمل :
التوبة النصوح من جميع الذنوب الماضية والعزيمة الصادقة على الاستقامة على الطاعة في الأيام القادمة فما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها .. وما أقبح السيئة بعد السيئة تمحقها إثرها ..
أيتها الأخت الكريمة :
إنك اليوم تتقلبين في عز الطاعة .. فاحذري أن تتردي غدا في ذل المعصية وتسقطي في هوان الغفلة .
يا حفيدة عائشة :
أنت أرفع قدراً من موضة وافدة وأسمى منزلة من تمثيلية هابطة وأجل شرفاً من مجلة ساقطة .. كما إن سمعك والله أطهر من أن تلوثه نغمات موسيقية أو نزغات شيطانية ..
يا حفيدة عائشة :
أبناؤك أمانة في عنقك فربيهم على الإيمان واغرسي فيهم حب الله ورسوله .. وجنبيهم المنكرات وحذريهم من رفقة السوء .
وكوني لهم قدوة في طاعتك لربك وحسن خلقك .
يا حفيدة عائشة :
إن زوجك يحب أن يراك زوجة صالحة .. إذا نظر إليك سررته وإذا أمرك أطعته كما أن من حقه عليك أن تأمريه بالمعروف وتدليه عليه وتنهيه عن المنكر وتحذريه منه .
يا حفيدة عائشة :
إن الصاحب ساحب .. فاحسني اختيار من تصحبين ولتكن من الصالحات العابدات واحذري صحبة العابثات الغافلات ولو كن أقرب الناس إليك وألصقهن بك فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل أو كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام . .
وأخيراً :
أتركك في رعاية الله وحفظه .. فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين ، سائلا الله عز وجل أن يتقبل منك حجك ويثيبك على سعيك وأن يغفر ذنبك والحمد لله رب العالمين .
أحكام تختص بالمرأة في الحج والعمرة
الحج إلى بيت الله الحرام كل عام واجب كفائي على أمة الإسلام ويجب على كل مسلم توفرت فيه شروط الحج أن يحج مرة في العمر وما زاد عن ذلك فهو تطوع ، وهو ركن من أركان الإسلام و نصيب المرأة المسلمة من الجهاد لحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال : ( نعم عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة ) . رواه أحمد وابن ماجة .
للحج شروط عامة للرجل والمرأة وهي الإسلام والعقل والحرية والبلوغ والاستطاعة المالية.
1- المحرم:
وتختص المرأة باشتراط وجود المحرم الذي يسافر معها للحج وهو زوجها أو من تحرم عليه تحريماً أبدياً بنسب: كأبيها وابنها وأخيها أو بسبب مباح كأخيها من الرضاع أو زوج أمها أو ابن زوجها.
والدليل على ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب: (يقول لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ولا تسافر إلا مع ذي محرم ) .
فقام رجل فقال يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا فقال له صلى الله عليه وسلم : ( انطلق فحج مع امرأتك) متفق عليه .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تسافر المرأة ثلاثاً إلا مع ذو محرم ) متفق عليه.
والأحاديث في هذا كثيرة تنهى عن سفر المرأة للحج وغيره بدون محرم لأن المرأة ضعيفة يعتريها ما يعتريها من العوارض والمصاعب في السفر لا يقوم بمواجهتها إلا الرجال وهي مطمع للفساق فلا بد من محرم يصونها ويحميها.
ويشترط في المحرم الذي تصحبه المرأة في حجها :
العقل والبلوغ والإسلام فإن أيست من وجود المحرم لزمها أن تستنيب من يحج عنها.
2-
وإذا كان الحج نفلاً اشترط إذن زوجها لها بالحج ، لأنه يفوت به حقه عليها، وللزوج حق في منعها من حج التطوع .
3-
يصح أن تنوب المرأة عن الرجل في الحج والعمرة باتفاق العلماء كما يجوز أن تنوب عن امرأة أخرى سواء كانت بنتها أو غير بنتها .
4-
إذا اعترى المرأة وهي في طريقها إلى الحج حيض أو نفاس فإنها تمضي في طريقها وتكمل حجها وتفعل ما تفعله النساء الطاهرات غير أنها لا تطوف بالبيت فإن أصابها ذلك عند الإحرام فإنها تحرم لأن عقد الإحرام لا تشترط له الطهارة .
5-
وتفعل المرأة عند الإحرام كما يفعل الرجل من حيث الاغتسال والتنظيف بأخذ ما تحتاج إلى أخذه من شعر وظفر ولا بأس إذا تطيبت في بدنها مما ليس له رائحة ذكية من الأطياب لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : ( كنا نخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنضمد جباهنا بالمسك عند الإحرام فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراها النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهانا ) رواه أبو داود .
6-
عند نية الإحرام تخلع المرأة البرقع والنقاب إذا كانت لابسة لهما قبل الإحرام ؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تنتقب المرأة المحرمة ) رواه البخاري. وتغطي وجهها بغير النقاب والبرقع بأن تضع عليه الخمار أو الثوب عند رؤية الرجال غير المحارم لها وكذا تغطي كفيها عنهم بغير القفازين بأن تضع عليهما ثوباً لأن الوجه والكفين عورة يجب سترها عن الرجال الأجانب في حالة الإحرام وغيرهما.
7-
يجوز للمرأة حال إحرامها أن تلبس ما شاءت من الملابس النسائية التي لا زينة فيها ولا مشابهة لملابس الرجال وليست ضيقة تصف حجم أعضائها ولا شفافة لا تستر ما وراءها وليست قصيرة تنحسر عن رجليها أو يديها بل تكون ضافية كثيفة واسعة.
وأجمع أهل العلم على أن للمحرمة لبس القميص والدروع والسراويلات والخمر والخفاف ولا يتعين عليها أن تلبس لوناً معيناً من الثياب كالأخضر وإنما تلبس ما شاءت من الألوان المختصة بالنساء أحمر أو أخضر أو أسود ويجوز لها استبدالها بغيرها إذا أرادت.
8-
يسن للمرأة أن تلبي بعد الإحرام بقدر ما تسمع نفسها وإنما كره لها رفع الصوت مخافة الفتنة بها ولهذا لا يسن لها أذان ولا إقامة والمسنون لها في التنبيه في الصلاة التصفيق دون التسبيح.
9-
يجب على المرأة في الطواف التستر الكامل وخفض الصوت وغض البصر وعدم مزاحمة الرجال وخصوصاً عند الحجر الأسود أو الركن اليماني وتطوف في أقصى المطاف لأن المزاحمة حرام لما فيها من الفتنة وأما القرب من الكعبة وتقبيل الحجر فهما سنتان مع تيسرهما ولا ترتكب محرماً لأجل تحقيق سنة. والسنة في حقها أن تشير إلى الحجر إذا حاذته من بعيد.
10-
وطواف النساء وسعيهن مشي كله وأجمع أهل العلم أنه لا رمل على النساء حول البيت ولا بين الصفا والمروة وليس عليهن اضطباع.
11-
أما عن ما تفعله المرأة الحائض من مناسك الحج وما لا تفعله حتى تطهر. فإن الحائض تفعل كل مناسك الحج من إحرام ووقوف بعرفة ومبيت بمزدلفة ورمي الجمار ولا تطوف بالبيت حتى تطهر يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري. ولا تسعى المرأة الحائض بين الصفا والمروة لأن السعي لا يصح إلا بعد طواف النسك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسع إلا بعد الطواف. وقال جمهور العلماء أن الحاج لو سعى قبل الطواف لم يصح سعيه .
تنبيه :
لو طافت المرأة وبعد أن انتهت من الطواف أصابها الحيض ؛ فإنها في هذه الحالة تسعى ، لأن السعي لا تشترط له الطهارة .
12-
يجوز للنساء أن ينفرن مع الضعفة من مزدلفة بعد غيبوبة القمر ويرمين جمرة العقبة عند الوصول إلى منى خوفاً عليهن من الزحمة.
13-
المرأة تقصر من رأسها للحج والعمرة من رؤوس شعر رأسها قدر أنملة ولا يجوز لها الحلق. والأنملة هي رأس الإصبع.
14-
المرأة الحائض إذا رمت جمرة العقبة وقصرت من رأسها فإنها تحل من إحرامها ويحل لها ما كان محرماً عليها بالإحرام إلا أنها لا تحل للزوج إلا بعد طواف الإفاضة. فإن مكنته من نفسها قبل ذلك وجبت عليها الفدية وهي ذبح شاة في مكة وتوزيعها على فقراء الحرم.
15-
إذا حاضت المرأة بعد طواف الإفاضة فإنها تسافر متى أرادت ويسقط عنها طواف الوداع لحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : (حاضت صفية بنت حيي بعد ما أفاضت ، قالت : فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أحابستنا هي ؟ ، قلت : يا رسول الله إنها قد أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة قال : ( فلتنفر إذن ) متفق عليه .
وعن ابن عباس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس بأن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض والنفساء .
خاتمة
اللهم يا حي يا قيوم وفق بناتنا وأخواتنا ونسائنا لما يرضيك عنا وعنهم واجمعنا بهم في دار الكرامة يا أرحم الراحمين .
30 نصيحة للمرأة المسلمة في الحج والعمرة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد, وعلى آله وصحبه, ومن اتبع هداه إلى يوم الدين وبعد:
أيتها الأخت المسلمة القاصدة بيت الله العتيق للحج والعمرة : اعلمي أنه لكي أن تحصلي على الأجر كاملاً, وتفوزي بالحج المبرور , عليك الالتزام بما شرع الله تعالى والبعد عما حرم والحرص على أداء المناسك عن علمٍ وبصيرةٍ .. استمعي لهذه النصائح واعملي بها, تكوني من الفائزين إن شاء الله تعالى:
النصيحة الأولى:
لا تنسي إخلاص النية لله تعالى قبل خروجك من بيتك, حتى يقبل الله منك عملك.
النصيحة الثانية:
لا تخرجي من بيتك متعطرة ً أو متزينةً فإن هذا حرام ولا يليق بالسفر الذي خرجت من أجله في هذه الرحلة العظيمة.
النصيحة الثالثة:
احذري السفر من غير محرم, فإن هذا حرام ويكون حجك غير صحيح عند بعض العلماء , والذين قالوا بصحته لا يعفونك من الإثم العظيم بسبب الخروج بدون محرم لسقوط الحج أصلاً عند عدم وجود المحرم ، والمحرم لا بد أن يكون عاقلاً بالغاً , فالمجنون والصغير لا يكفي أن يكون محرماً
النصيحة الرابعة:
إذا كنت عاجزة عن الحج لكبر سن أو لمرض لا يرجى برؤه أو لصعوبة الوصول للبيت الحرام , وكنتِ قادرة بمالك يلزمك أن تنيبي من يحج ويعتمر عنك.
النصيحة الخامسة:
لا تلبسي ثياب إحرام بيضاء كما تفعل بعض النساء عند الخروج للحج والعمرة , فإنها لا تستر كما ينبغي, وليست من لباس نساء السلف وفيها مشابهة لملابس الرجال.
النصيحة السادسة:
يجوز لك أن تستعملي حبوب منع الحيض في وقت الحج للضرورة, وذلك لأداء جميع المناسك إذا لم يكن فيها مضرة ويفضل استشارة الطبيبة أولاً قبل أخذها , لتقرر حالتك الصحية.
النصيحة السابعة:
إذا كنت حاملاً وتخافين من النفاس أن يصيبك في أيام الحج فلك أن تشترطي عند الإحرام بأن تقولي:"إن حبسني حابس فلي أن أحل"
فإذ أصابك النفاس فأنت بالخيار إن شئت أحللت من الحج وليس عليك شيء , وإن شئت استمريت.
النصيحة الثامنة:
إذا مررت بالميقات, و كنت حائضاً فعليك الإحرام (حيث لا يشترط للإحرام طهارة) ويسن لك ما يسن لغيرك من النساء من الغسل في الميقات ,والتنظف عموماً, وتقليم الأظافر, ونحو ذلك وتبقين على إحرامك حتى تطهرين وتغتسلين غسل الحيض,ثم تطوفي بالبيت.
النصيحة التاسعة:
إذا كانت حيضتك بعد الطواف وقبل السعي تكملين بقية المناسك , فتسعين ولو كان عليك الحيض, وتقصرين من رأسك وتنهين العمرة, لأن السعي لا يشترط له الطهارة.
النصيحة العاشرة:
احرصي على أن تكوني مستترةً كما أمرك الله, ساترةً لجميع بدنك, واحذري كشف الوجه أو الكفين أمام الرجال الأجانب, فإنه لا يجوز, لكن إذا كنت في وسط النساء فاكشفي الوجه والكفين إذا أمنت أن لا يراك أحد من الرجال, واجتنبي الثياب الشفافة التي تظهر شيئاً من جسدك والضيقة التي قد تصف بدنك, وكذلك احذري مما تفعله بعض النسوة من كشف ثديها أمام الأجانب حجة إرضاع الطفل أو غير ذلك.
النصيحة الحادية عشر:
اجتنبي ما تفعله النسوة من الزغردة عند الخروج للحج, أو الرجوع منه, أو رؤية عرفة, أو نحو ذلك فإنه لا يجوز.
النصيحة الثانية عشر:
احفظي لسانك طوال الحج أو العمرة مما تقع فيه أكثر النساء من كثرة اللغو,والغيبة, والنميمة,وملاحظة النساء والرجال من حولها, وما يتبع ذلك من إطلاق اللسان فيما حرم الله تعالى وليكن الحج بداية للتخلص من هذه العادات المحرمة والتوبة منها.
لا ترفعي صوتك في التلبية عند النسك, بل يكون منخفضاً جداً, ولا يسمعك الرجال.
النصيحة الثالثة عشرة:
تفقهي في أمور دينك, واسألي العلماء فيما يشكل عليك من أمور العبادات, وكيفية أداء النسك للمرأة, وكيفية التصرف عند نزول دم الحيض, أو النفاس, واحذري من الطواف وأنت حائض, فإن كثيراً من النساء تستحي من إخبار وليها أو زوجها بحيضتها, وتطوف وهي على تلك الحالة, بل وترجع إلى بلدها, ولم تخبر وليها أو زوجها, ولا شك أنها ترتكب ذنباً عظيماً ستسأل عنه إذا فعلته.
النصيحة الرابعة عشرة:
احذري دائماً من الاختلاط بالرجال الأجانب في الخيام, أو عند الحمامات , وغيرها بالشكل الذي يخدش حياؤك أو يوقعك فيما حرم الله تعالى, فبعض أفواج الحجاج تضع النساء مع الرجال الأجانب عنهم في خيمة واحدة, وفي هذا من الفساد ما لا يعلمه إلا الله.
النصيحة الخامسة عشرة:
لا تمكنين زوجك من نفسك وأنت في العمرة إلا بعد التحلل منها, وفي الحج إلا بعد التحلل الثاني أي بعد جمرة العقبة, وطواف الحج, وسعيه.
النصيحة السادسة عشرة:
احذري المزاحمة في الطواف, حتى لا تقعي في معصية الله, أو تتسببي لغيرك فيها, واجتنبي ملامسة الرجال أو مزاحمتهم لأجل تقبيل الحجر فتقعين في الحرام لأجل عمل سنة, وكذلك التزاحم في المسعى بل احرصي على تجنب ملامسة الرجال بالسير في الأماكن الخالية من الرجال, وكوني متصفة بالحياء الواجب في حق المرأة المسلمة, وتفكري في مدى حرمة هذه المزاحمة والتلاصق والتلامس خصوصاً في أيام الحج والعمرة.
واحذري كذلك رمي الحجار في أوقات الزحام الشديد الذي قد تنتهك فيه كرامتك, أو تتمزق ثيابك, أو تجدين ما تكرهينه بسبب الزحام الشديد, بل قد تتعرضين للهلاك.
النصيحة السابعة عشرة:
احذري من الرمل وهو الإسراع في المشي عند الطواف والسعي, فإنه لا يجوز للنساء بل هو خاص بالرجال فقط, وقد يتسبب في انكشاف عورتك وفتنة غيرك.
النصيحة الثامنة عشرة:
احذري قص شعرك أمام الناس عند المروة وقت التحلل, إذا هذا لا يتم إلا بكشف الشعر, لأنه لا يجوز كشف الشعر أمام أحد من الأجانب.
النصيحة التاسعة عشرة:
لا يجوز لك التوكيل إذا خفت على نفسك في مناسك الحج والعمرة إلا في الرمي فقط.
النصيحة العشرون:
إذا كانت حيضتك يوم عرفة أو قبله أو بعده فإنك تستمرين في الحج, وتفعلين ما يفعله الحاج, ولا تطوفين بالبيت حتى تطهرين, فإذا استمر معك الحيض حتى انتهاء أيام الحج واضطررت للسفر, فإما أن تبقين على إحرامك وتعودين مرة أخرى, لتكملة المناسك وأداء الطواف وأما إذا كنت لا تستطيعين العودة لمغادرتك المملكة وصعوبة عودتك فقد أجاز العلماء عند الضرورة أن تتحفظي جيداً وتطوفين طواف الحج وتغادرين مكة بعدها.
النصيحة الواحدة والعشرون:
احذري ما يقع فيه بعض النسوة من افتراش الطرقات والأرصفة والنوم عليها, فإن هذا لا يليق بالمرأة المسلمة, وكذلك فإنه مظنة انكشاف العورات خصوصاً أثناء النوم, وكما شاهدنا من نسوة قد انكشفت أبدانهن أثناء نومهن في الطرقات, وتحت الجسور العلوية, وفي المساجد, بل ومنهن من تنام في وسط الرجال الأجانب ولا حول ولا قوة إلا بالله وهذا كثير ومشاهد عند مسجد الخيف, ومسجد نمرة, وتحت الجسور العلوية, وقد تلتصق المرأة بهم فيكون في ذلك من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله, وهذه المخالفة من أقبح المخالفات التي تقع في الحج.
النصيحة الثانية والعشرون:
احذري رفع صوتك أثناء كلامك مع محرمك أو مع النساء الأخريات سواءً في المسجد أو في الطريق, أو في المخيم الذي تنزلين فيه, أو على أبواب دورات الجماعية, فكل هذا لا ينبغي للمرأة المسلمة, ويؤدي إلى مفاسد كثيرة ولا يليق بمقام الحج والمشاعر المقدسة.
النصيحة الثالثة والعشرون:
احذري أن تكوني مصدر فتنة للرجال بالخضوع بالقول, أو تليين الصوت, وتعمد جذب انتباه الرجال بأي صورة من الصور, فإن هذا حرام جداً, ولا سيما في أوقات الحج والعمرة هذه وفي هذه المشاعر العظيمة.
النصيحة الرابعة والعشرون:
احذري أن تضيعي وقتك في أيام منى بالتجول بين الباعة, والمساومة على الثياب, والهدايا, وأدوات الزينة, وتقطعين في ذلك ساعات طويلة بل اجعلي ذلك في أضيق الحدود, فإن هذه الأوقات أثمن من أن تضيع في مثل ذلك.
النصيحة الخامسة والعشرون:
إذا كنت قد حججت حج الفريضة, واعتمرت عمرة الإسلام, فإن مكوثك في بيتك, وحفظك لعرضك, أفضل والله أعلم من تكرار الحج ومن العمرة في مواسم الزحام إذا كان يترتب على ذلك اطلاع الناس عليك, ومزاحمتهم لك, وما يحدث في الحج والعمرة من المفاسد بسبب كثافة وجود النساء, لا يعلمه إلا الله ولا ينكره منصف عاقل, وكم شاهدنا من حرمات تنتهك في الزحام, ومن أناس تفسد عبادتهم بسبب مزاحمة النساء لهم, ومشقة كبيرة يتعرض لها ولي الأمر بسبب محاولته حمايتها من الزحام, ومن ملامسة ضعاف القلوب, أو بسبب مساعدته لها عند اشتداد الحر والزحام ونحو ذلك, ولا تكاد توجد امرأة لا تتعرض لملامسة الرجال لها سواء في الطواف أو السعي, أو رمي الجمار, أو دخول المساجد و الخروج منها, فذهاب المرأة للحج الواجب أو العمرة أمر لا بد منه. وأما التنقل بما زاد عن ذلك, وإذا كان لا يتم إلا بالوقوع في الحرام, وإحداث تلك المفاسد,فإن دفعها أولى ولا شك من نوافل العبادات.
النصيحة السادسة والعشرون:
احذري أن ترتدي النقاب والقفازين أثناء إحرامك لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين) ولكن عليك أن تستري وجهك إذا مررت بالرجال غير المحارم, ولا تكشفي وجهك, أما من حجت واعتمرت سابقاً ًوهي متنقبة جاهلة بالحكم فإن حجها أو عمرتها صحيحة.
النصيحة السابعة والعشرون:
احذري أن تصطحبي معك في الحج خادمة بدون محرم لها, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم).
وأنت بأصطحابها معك تعينها على الإثم وتشاركينها فيه.
النصيحة الثامنة والعشرون:
لا تخرجي للحج إذا كنت في عدة الوفاة حتى وإن توفر المحرم للسفر فلا يجوز لك أن تخرجي للحج وأنت في العدة.
النصيحة التاسعة والعشرون:
احذري من الإفتاء بغير علم, لأنه يحدث كثيراً في أيام الحج من يسأل عن أحكام الحج فإما أن ترشديه إلى أقرب مكان للعلماء أو إعطائهم كتيبات عن أحكام الحج أو تمتنعين عن الرد أحوط, وخروج من الإفتاء بغير علم أما إذا كنت متيقنة من الحكم فواجبك أن ترشدي غيرك من النساء للأحكام الشرعية الصحيحة .
النصيحة الثلاثون:
احذري الاستماع إلى الغناء والموسيقى في أثناء الحج- أو قبل الحج أو بعده- فإن بعض النساء يصطحبن معها أثناء الحج المسجلات والراديو بل والتلفاز, أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة لتضييع الوقت, ولا شك أنهن ارتكبن محظوراً خطيراً عليهن لا ينبغي تضييع مثل هذه الأوقات بل استثمارها في الدعاء, والدعوة إلى الله, والعمل الصالح, والأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, ونشر التوحيد, والعقيدة الصحيحة بين الحجاج .
واسأل الله أن يهديك إلى سواء السبيل, وأن يبصرك بأرشد أمرك, إنه ولي ذلك والقادر عليه.
المصادر المستخدمة في إعداد هذه الصفحة :
+ 30 نصيحة للمرأة المسلمة في الحج والعمرة - دار القاسم
+ أحكام تختص بالمرأة في الحج والعمرة - من إعداد طلال بن أحمد العقيل
+ رسائل إلى المرأة في الحج - من إعداد مازن عبد الكريم الفريح