وجوب الحج وشروطه
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
الطريق إلى الحج
| المصدر :
www.alshamsi.net
وجوب الحج وشروطه
الحث على وجوب أداء فريضة الحج
وشروطه
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وأدوا ما فرض
الله عليكم من الحج الى بيته الحرام حيث استطعتم الى ذلك سبيلا فان الله تعالى قال
في كتابه
(
ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه
سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الاسلام
أن تشهد الا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم
رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا
)
وأخبر النبي صلى
الله عليه وسلم ان الاسلام بني على هذه الدعائم الخمس فلا يتم اسلام عبد حتى يحج
ولا يستقيم بنيان اسلامه حتى يحج و(عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال
(
حين كان خليفة على المسلمين لقد هممت ان أبعث رجالا الى هذه
الامصار فينظروا كل من له جدة أي كل من كان غنيا ولم يحج فيضربوا
عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين
)
ان فريضة الحج
الى بيت الله ثابتة بكتاب اله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وباجماع المسلمين
عليها اجماعا قطعيا فمن أنكر فريضة الحج فقد كفر ومن أقر بها وتركها تهاونا فهو على
خطر فان الله تعالى قال بعد ذكر ايجابه على عباده قال
(
ومن كفر فان الله غني عن العالمين
)
كيف تطيب نفس
المؤمن ان يترك الحج مع قدرته عليه بماله وبدنه وهو يعلم أنه ركن من اركان الاسلام
و فرائضه ؟
كيف يبخل الإنسان بماله على نفسه في أداء هذه الفريضة وهو ينفق
الكثير من ماله في هوى نفسه ؟
كيف يوفر نفسه عن التعب في الحج وهو يرهق نفسه
بالتعب في امور دنياه؟
كيف يتثاقل فريضة الحج وهو لا يجب في العمر الا مرة
واحدة؟
كيف يتراخى في أداء الحج ويؤخره وهو لا يدري فلعله لا يستطيع الوصول اليه
بعد عامه ؟
فاتقوا الله عباد الله وأدوا ما فرض
الله عليكم من الحج تعبدا لله تعالى ورضا بحكمه وسمعا وطاعة لأمره ان كنتم
مؤمنين
(
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله
أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا
)
ان المسلم اذا أدى الحج والعمرة بعد بلوغه مرة واحدة فقد
أسقط الفريضة عن نفسه وأكمل بذلك أركان دينه ولم يجب عليه بعد ذلك حج ولا عمرة الا
أن يوجبه على نفسه بالنذر فانه يلزمه الوفاء بما نذر لقول النبي صلى الله عليه وسلم
من نذر أن يطيع الله فليطعه.
شروط أداء فريضة الحج
إن من
تمام رحمة الله ومن بالغ حكمته أن جعل للفرائض حدودا وشروطا لتنضبط بذلك وتتحدد
المسؤولية وجعل هذه الشروط في غاية المناسبة للفاعل الزمان والمكان ومن هذه الفرائض
التي جعل الله لها شروطا الحج الى بيت الله الحرام
فان
الحج له حدوداً و شروطاً لا يجب على المسلم الا اذا توافرت هذه أن يكون الإنسان بالغاً
ويحصل البلوغ في
الذكور بواحد من أمور ثلاثة انزال المني بشهوة أو تمام خمس عشرة سنة أو نبات شعر
العانة أما في الإناث فانه يحصل بذلك وزيادة أمر رابع وهو الحيض فمتى حاضت المرأة
ولو لم يكن لها الا عشر سنوات فانها بالغة اما من لم يبلغ من ذكور واناث فلا حج
عليه ولو كان غنيا ولكنه لو حج صح حجه تطوعا وله أجره فاذا بلغ أدى الفريضة لان حجه
قبل البلوغ لا يسقط به الفرض فانه لم يفرض عليه فهو كما لو تصدق بمال ينوي به
الزكاة قبل أن يملك نصابه وعلى هذا فمن حج ومعه أبناءه أو بناته الصغار فان حجوا
معه كان له أجر ولهم ثواب الحج وان لم يحجوا فلا شئ عليه ولا عليهم وينبغي في هذه
الحال أن ينظر الاصلح والاوفق فاذا كان يشق عليهم وعليه أن يحرموا بالحج أو العمرة
فانه لا داعي لذلك لئلا يشق عليهم وعلى نفسه لانكم تعرفون أن الناس في هذه العصور
كثروا كثرة عظيمة لم يوجد لها نظير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فاذا كان يشق
عليكم أو على أولادكم من بنين أو بنات أن يحرموا بالحج فانه لا داعي
لذلك
ومن شروط وجوب الحج ان يكون الإنسان مستطيعا
بماله وبدنه
لقول الله تعالى
(
من استطاع اليه سبيلا
)
فمن لم يكن مستطيعا فلا حج عليه
والاستطاعة بالمال أن يملك الانسان ما يكفي لحجه زائدا عن حوائج بيته وعن ما يحتاجه
من نفقة وكسوة له ولعياله وعن أجرة سكن وعن قضاء ديون حالة فمن كان عنده مال يحتاجه
لما ذكر لم يجب عليه الحج ومن كان عليه دين حال لم يجب عليه الحج حتى يوفيه والدين
كل ما ثبت في ذمة المرء من قرض وثمن مبيع وأجرة وغيرها فمن كان في ذمته شئ بسبب هذه
الامور أو غيرها فهو مدين ولا يجب عليه الحج حتى يبرأ من دينه كله لان قضاء الدين
مهم جدا حتى ان الرجل لو قتل في سبيل الله شهيدا فان الشهادة تكفر عنه كل شئ الا
الدين فانها لا تكفره وحتى ان الرجل ليموت وعليه الدين فتعلق نفسه بدينه حتى يقضى
عنه ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اتى اليه بميت ليصلي عليه سأل هل عليه
دين له وفاء فان قالوا نعم صلى عليه وان قالوا لا لم يصلي عليه وأمرهم أن يصلوا
عليه وترك الصلاة عليه هو بنفسه وهذا يدل على عظم الدين خلافا لما يفعله بعض الناس
اليوم يتهاونون بالديون عليهم يتهاونون بوفائها اذا تعلقت بذممهم ويتهاونون في
استحصالها .أما الدين المؤجل فان كان موثقا برهن يكفيه لم يسقط وجوب الحج اما اذا
لم يكن فيه رهن فان كان الانسان يستطيع أن يوفيه عند حلول الاجل وعنده في وقت الحج
ما يحج به فانه يحج به لانه مستطيع اما الاستطاعة بالبدن فان يكون الانسان قادرا
على الوصول الى مكة بنفسه بدون مشقه فان كان لا يستطيع الوصول الى مكة أو يستطيع
الوصول ولكن بمشقة شديدة فاننا ننظر ان كان يرجو الاستطاعة في المستقبل انتظر حتى
يستطيع ثم يحج فان مات حج عنه من تركته وان كان لا يرجو الاستطاعة في المستقبل
كالكبير و المريض والميئوس من برءه فانه يوكل من يحج عنه من اقاربه أو غيرهم فان
مات قبل التوكيل عنه حج عنه من تركته واذا لم يكن للمرأة محرم ليس عليها حج بل ولا
يحل لها أن تحج لانها لا تستطيع الوصول الى مكة لانها ممنوعة من السفر شرعا بلا
محرم
قال ابن عباس رضي الله عنهما سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم يخطب يقول( لا يخلون رجل بامرأة الا ومعها ذو محرم ولا تسافر امرأة
الا مع ذي محرم فقام رجل فقال يا رسول الله ان امرأتي خرجت حاجة واني اكتتبت في
غزوة كذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم انطلق فحج مع امراتك
)
فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يحج بامرأته أن يحج مع امرأته وان
يدع الغزوة التي كتب فيها ولم يستفصل النبي صلى الله عليه وسلم هل كانت امراته شابة
هل كان معها نساء هل هي آمنة وهذا دليل على أن المرأة يحرم عليها السفر على أي حال
وعلى أي مركوب كان سواء كانت على طائرة أو على سيارة أو في سفينة أو غير ذلك لا يحل
لها ان تسافر الا بمحرم والمقصود من المحرم أن يكون حافظا لها صائنا لها عما يمكن
أن يكون عليها في هذا السفر أيها المسلمون من رأى من نفسه أنه قد استكمل شروط وجوب
الحج فليبادر به ولا يتأخر فان أوامر الله ورسوله على الفور بدون تأخير قال ابن
القيم رحمه الله وهو من العلماء المشهورين ومن أكبر تلاميذ شيخ الإسلام بن تيمية
قال رحمه الله من ترك الحج عمداً مع القدرة عليه حتى مات أو ترك الزكاة فلم يخرجها
حتى مات فان مقتضى الدليل وقاعد الشرع تقتضي أن فعلهما بعد موته لا يبرئ ذمته ولا
يقبل منه قال والحق أحق أن يتبع وما قاله رحمه الله فانه وجيه الا في الزكاة لان
الزكاة يتعلق بها حق الغير فاذا مات ولم يخرجها فانها تخرج من تركته ولكنه يبوء
بإثمها حيث أخرها في حياته بدون عذر أيها المسلمون إن الإنسان لا يدري ماذا يحصل له
في المستقبل وان الله قد يسر لنا ولله الحمد في هذه البلاد ما لم ييسره لغيرنا من
سهولة الوصول الى البيت وأداء المناسك فقابلوا هذه النعمة بشكرها وأدوا فريضة الله
عليكم قبل أن يأتي أحدكم الموت فيندم حين لا ينفع الندم واسمعوا قول الله عز
وجل
:
(
وأنيبوا الى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم
العذاب ثم لا تنصرون* واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب
بغتة وأنتم لا تشعرون* أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن
الساخرين* أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين* أو تقول حين ترى العذاب لو أن
لي كرة فأكون من المحسنين
)