ولدى الطلب منه تحديد ماهية هذه الضوابط، قال عبدالجواد: "الوصول إلى إعلام هادف يفيد الشعوب العربية، مثل مراعاة التوازن في تغطية التطورات السياسية دون عنصرية أو إثارة، وتجنب الإساءة للأديان وإثارة الكراهية، وعدم التحيّز بنقل الوقائع، وهذه أنا أعتبرها معايير للنجاح بشكل عام."
وأضاف: "وفي نهاية المطاف فإن أي منبر لا يخلو من الهفوات، ونحن نقر أنه نتيجة لهفوات معينة تعرضنا لما تعرضنا له، ولكن قدمنا الأوراق التي تضمن عدم الوقوع في الخطأ مستقبلاً، خاصة لجهة التعامل بين الأديان والمذاهب، كي لا نكون أمام إعلام مغرض."
وبدوره، أكد عبدالجواد أن قنوات شركة "البراهين" وعلى رأسها "الناس" ستحافظ بعد عودتها على "التنسيق التام مع هيئة الاستثمار، والالتزام بكامل بنود لوائحها احتراماً لقوانين الحكومة المصرية."
ولم يغلق عبدالجواد الباب أمام تغيير بعض وجوه القناة، قائلاً: "لن نبدل مقدمي البرامج أو سياستنا، لكن سنراعي مبدأ التخصص. وعموماً، فإن معظم من هم معنا تنطبق عليهم هذه المعايير ولديهم موافقة من الجهات الحكومية بما يمارسونه. أما من ليس لديه موافقات مماثلة، فلن نتمكن من التعاون معه مستقبلاً."
وكانت شركة "النايل سات" قد أوقفت في 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بث 12 قناة تليفزيونية بصورة مؤقتة، وأنذرت 20 أخرى، لأسباب تفاوتت بين "الحض على الفتنة الطائفية ومس العقائد والأديان وإثارة النعرات الطائفية والترويج للشعوذة والخرافات والإباحية،" إلى جانب مخالفة بعضها للتصاريح التي صدرت بناء عليها.
وقد وصف وزير الإعلام المصري، أنس الفقي، ما جرى بأنه إجراء تصويبي تجاه القنوات المتطرفة."
وقال الفقي، إن حرية الإعلام "لا تعني التجاوز،" مضيفا أن هذه القنوات "تعمل على نشر آراء دينية متطرفة، وتحض على عدم التسامح بين أطراف الأمة المصرية،" بحسب ما نقله موقع الإذاعة والتلفزيون الرسمي على موقعها.
ولفت الفقي إلى أن القنوات المعنية "لم يقتصر دورها على أهل السنة فقط، بل امتدت إلى الفكر الشيعي أيضا، ووصل إلى حد الدعوة الصريحة في إحدى المناسبات إلى القتل."
وكانت إدارة "نايل سات" قد أوقفت قبل ذلك بأيام مجموعة من القنوات، بينها "الناس" و"الحافظ" و"الخليجية،" وذلك في وقت تستعر فيه المنطقة بالخلافات المذهبية والدينية، والتي باتت القنوات التلفزيونية ميداناً رحباً لها، بحسب مراقبين.
فعلى الصعيد المصري الداخلي، تنشغل القنوات الدينية بالحديث عن موقف الرجل الثاني في الكنيسة المصرية، الأنبا بيشوي، الذي أورد أمورا تتعلق بالقرآن وتاريخ المسلمين في مصر، ما أدى لردود فعل غاضبة من الجانب الإسلامي، الذي أثار أيضاً قضية امرأة تدعى "كاميليا" قيل إنها كانت قبطية فأسلمت، ثم سلمت للكنيسة مجدداً.
أما أقليميا، فتنشغل القنوات الدينية السنّية، بحملات تحت عنوان "الدفاع عن أم المؤمنين عائشة"، بعد ما اعتبر "إساءة لها" من قبل رجل الدين الشيعي ياسر الحيبب، الذي أسقطت الكويت جنسيتها عنه مؤخراً.
ويشير قانون الترخيص بالمنطقة الحرة المصرية إلى "عدم جواز الترخيص بالعمل لقنوات ذات صبغة دينية أو طائفية أو تدعو للعنف،" إلى جانب "الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي" الذي يدعو لعدم التعرض للأديان والعقائد والعرقيات والجنسيات بأي إساءة.
يذكر أن المجلس الأعلى للاتصالات في قطر كان قد وقّع قبل فترة على عقد لإطلاق قمر صناعي يحمل اسم "سهيل" مع شركة "يوتلسات" الفرنسية، حيث سيدخل القمر مرحلة التشغيل أواخر 2012، على أن يقوم بتغطية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات التلفزيونية، ما سيجعله في منافسة مباشرة مع قمر "نايل سات."