صنعاء ـ سبأنت : محمد السياغي عاد مهرجان صيف صنعاء السياحي في دورته السنوية الخامسة، تحت شعار " لابد من صنعاء وإن طال السفر".. ليستقبل زواره كواحد من أهم التظاهرات السياحية التي يشهدها اليمن حاليا. وبات المهرجان يمثل حلقة وصل حضارية وثقافية هامة ودعوة مفتوحة لجميع محبي وعشاق اليمن من دول الخليج العربي والعالم،للاستفادة مما يقدمه اليمن ضمن منتجه السياحي الفريد والمتنوع. وما يميز مهرجان صيف صنعاء أنه سيقدم ضمن منتج سياحته العائلية أنشطة وعروض تجارية مغرية جعلت من السوق اليمنية الأقل كلفة والأنسب على مستوى المنطقة، بحيص يستوعب سياحة الفرد والعائلة معا. ويعد المهرجان طريقة جديدة للترويج للمنتج السياحي بمختلف مجالاته وتعدد أصنافه، فأنه يشكل جزءا من توجه حكومي جديد نحو أحياء سياحة المهرجانات والاستفادة من الموروث الحضاري والثقافي والتاريخي اليمني الغني في تنمية واستثمار حركة السياحة العربية الوافدة لليمن سيما من دول الخليج العربى والمملكة العربية السعودية التي أحتلت المرتبة الاولى بنسبه 70 % من إجمالي عدد زوار اليمن خلال العام الماضي، وفق الاحصاءات الرسمية. وفي حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) قال وزير السياحة نبيل حسن الفقيه أن مهرجان صيف صنعاء الذي دشنت فعالياته قبل أيام يعد فاتحة لسلسلة مهرجانات سياحية تنظم على مستوى المحافظات اليمنية في كل من حضرموت وعدن وإب والمهرة وابرزها مهرجان البلدة ومهرجان النخيل ومهرجان الخريف ومهرجان عدن للتسوق. وأضاف الوزير الفقيه أن مهرجان صيف صنعاء بدأ يأخذ بعدا عربيا وإقليميا وربما دوليا بالنظر لمستوى برامجه وفعالياته التي تم الاعداد لها منذ وقت مبكر من قبل وزارة السياحة بما يوظف مختلف جوانب التاريخ والتراث والطبيعة. وبحسب الوزير الفقية يسعى المهرجان بدرجة اساسية الى تنشيط حركة السياحة البيئية من خلال استقطاب المزيد من الزوار العرب خاصة من دول الخليج والجزيرة الى جانب الزوار الأجانب، بالاضافة إلى تحفيز المغتربين اليمنيين لزيارة بلدهم خلال العطلة الصيفية.. لافتا إلى أن هناك اكثر من خمسة ملايين مهاجر ومغترب يمني فى مختلف بلدان العالم جميعهم يمكن أن يشكلوا قوة سياحية غير عادية رافدة لاقتصاد اليمن. كما يهدف المهرجان المتضمن العديد من الانشطة والفعاليات السياحية والثقافية والترفيهية والرياضية والاستعراضية بمشاركة فرق عريبة واجنبية إلى أبراز المقومات السياحية التي تزخر بها البلاد وتسليط الضوء على تاريخها وتراثها الغني والمتنوع. ودشن المهرجان فعالياته بعدد من الفعاليات التراثية والفلكلورية والكرنفالية ، على عكس المهرجانات السابقة التي كان أخرها مهرجان صيف صنعاء الرابع الذي انطلق من باب اليمن إلى ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء بمسيرات كرنفالية وبمشاركة المواطنين والعارضين ممن جسدوا الفنون الشعبية المتنوعة بالأزياء التقليدية وأبرز المعالم المنتشرة في مدن اليمن التاريخية عبر مجسمات حملتها عربات تجرها الخيول. وخلال المسيرات الكرنفالية كان ينشد عشرات الأطفال تتقدمهم الفرقة الموسيقية العسكرية عددا من الأغاني والأناشيد وسط هالة من الألعاب البهلوانية والرقصات الفلكلورية والاستعراضية والأهازيج التي عكست مدى الفرحة وثراء التراث اليمني كما أضفت المدينة القديمة بطابعها المعماري التاريخي سحرا خاصا على الاحتفال.. لكن مهرجان صيف صنعاء الخامس جاء مختلفا حسب المسئولين كنوع من التغيير. وتتنوع فعاليات مهرجان صيف صنعاء الذي صممت برامجه بحيث تلبي رغبة اكبر عدد من الزوار العرب والأجانب وتشمل على 500 فعالية تقام على مدى شهر كامل تتوزع على الحفلات الغنائية والموسيقية التي يشارك في أحيائها عدد من نجوم الغناء والطرب في اليمن، إلى جانب معارض للفنون التشكيلية والصناعات الحرفية اليدوية التي تشتهر بها صنعاء وحفلات موسيقية في الهواء الطلق تحييها فرق موسيقية من آسيا وأوروبا إلى جانب عروض للسيرك المصري والروسي واستعراضات مظلية وطيران شراعي تقدمها فرق ألمانية وفرنسية ومسابقات ومعارض لرسوم الأطفال والألعاب الشعبية ومسرح الدمى وبازارات بمشاركة سفارات عربية وأجنبية وقرية تراثية تجسد جوانب مختلفة من الممارسات والطقوس الشعبية. وسيكون زوار صنعاء على موعد خلال هذه الفترة مع برامج سياحية وترفيهية متميزة ينعمون خلالها بأفضل الخدمات، كما أعلنت وزارة السياحة عن برنامج سياحي للقادمين من دول الخليج مدته أسبوع كامل مقابل مبلغ 320 دولاراً فقط للشخص الواحد، شامل سعر تذكرة السفر ويتضمن زيارات إلى عدد من المواقع السياحية والأثرية والمتاحف بالإضافة لحضور الفعاليات المقدمة في إطار المهرجان.. إضافة إلى عروض الأسعار والتخفيضات والمسابقات التي تقدمها عددا من المولات والمراكز التجارية في صنعاء لزوار صنعاء. وكان اليمن شهد على مدى السنوات الخمس الماضية زيادة ملحوظة في عدد السياح العرب، فمن أصل 273 الف سائح زار اليمن العام الماضي كان هناك 178 الف زائر عربي اغلبهم من دول الجزيرة والخليج والمملكة العربية السعودية العام الماضي. وساعد على زيادة معدل تدفق السياح من الدول العربية إمكانية السفر برا وبالسيارات الخاصة وتقديم المزيد من التسهيلات للزوار في المنافذ البرية الحدودية بالإضافة إلى انخفاض كلفة الخدمات في المرافق السياحية مقارنة مع الدول الأخرى، فضلا عن تأثيرات أحداث الحادي عشر من سبتمبر في تنشيط السياحة البينية. ووفق المسئولين فأن اختيار مدينة صنعاء لإقامة المهرجان يأتي لعدة اعتبارات أهمها اعتدال جوها في عز فصل الصيف وكونها تضم اكبر قدر من الخدمات والأمن، كما أنها أيضا مدينة تاريخية ذات خصوصية ثقافية وتراثية تمثل متحفا تاريخيا وتراثيا حي إلى جانب المتاحف والأسواق التقليدية ومعارض منتجات الحرف اليدوية. ولا يزال اليمن يعلق على المهرجان في موسمه السياحي الخامس التسويق لليمن كوجهة سياحية مهمة بعد أن تراجعت معدلات السياحة في اليمن خلال السنوات الماضية لأسباب مختلفة أبرزها التحدي الأمني.. تماما كما يعول عليه تنشيط حركة الاستثمارات وتحسين مستوى المعيشة والدخل العام وخلق المزيد من فرص العمل وتوفير المزيد من العملات الصعبة.