[08/يوليو/2010]
صنعاء – سبأنت: أقيمت اليوم على رواق بيت الثقافة بصنعاء ندوة سياسية حول التحديات والمخاطر التي تهدد اليمن ووحدته وتعيق تنميته، نظمتهما وزارة السياحة في إطار فعاليات مهرجان صيف صنعاء السياحي الخامس. وفي الندوة التي حضرها وزير السياحة نبيل الفقيه وعدد من الوكلاء والمسؤولين وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي بصنعاء، تحدث عضو مجلس الشورى الأمين العام المساعد للمنظمة اليمن أولاً الدكتور عبد الوهاب راوح حول المخاطر والتحديات التي تهدد اليمن ووحدته وتنميته، والتي لخصها في ثلاثية فتنة التخريب والتمرد بصعدة، وتنظيم القاعدة الإرهابي، وعناصر التخريب الانفصالية في بعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية. وقال راوح :"إن تلك المخاطر وجودية تنال من الأنا اليمنية وتنال من التربة اليمنية وتنال من البيت اليمني وتنال من المرجعية الأم اليمنية"، مستعرضاً أثر فتنة التمرد بصعدة وأبعاد الخطاب المذهبي والمناطقي للمتمرد الحوثي والذي يبرز من خلال تصريحاته.. معتبرا ذلك الخطاب جاهلي ومناطقي وطائفي يذكي ويعكر تمهيداً ليصطاد. وأشار إلى ما يمثله تنظيم القاعدة من خطر على مستقبل اليمن وتنميته، من خلال الأفكار الضالة والمنحرفة التي يسعى للترويج لها ورؤيته بتكفير كل من لم ينتمي للقاعدة، فضلاً عن تكفيره الدستور اليمني باعتباره يدعو إلى الدساتير الدولية، منبها من مخاطر هذا الفكر الضال الذي ينتهج العنف ويبيح سفك دماء الأبرياء، ويستهدف إعاقة مسيرة التنمية والتطوير في الوطن.. مستعرضاً تاريخ ونشأة تنظيم القاعدة ومراحل تواجد عناصره في اليمن، والتي تبنت مؤخرا تأسيس القاعدة في جزيرة العرب،وما تحمله من أفكار ضالة وخطط إجرامية تستهدف بالمقام الأولى مصادر الطاقة والإنتاج والتنمية. وتطرق إلى دعوات العناصر الانفصالية المأجورة في بعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية التي بدأت في عام2005م تحت غطاء المطالب الحقوقية التي تم معالجتها من قبل الدولة لتنتهي إلى إعادة طرح مشروع الانفصال وتتبني مشروع استعماري يتنكر للهوية اليمنية تحت مسمى"الجنوب العربي" في محاولة لإعادة تشطير وتقسيم الوطن اليمني الواحد والعودة إلى السلطنات. وانتقد الدكتور راوح الخطاب السياسي لدى بعض أحزاب المعارضة وخصوصا أحزاب "اللقاء المشترك"..مذكرا بأن التنظيمات السياسية هي إحدى ثمار التجربة الديمقراطية في اليمن خلال عشرين عام, وتمثل النواة التاريخية وعلى أكتافها يجب أن ترقى وأن تتأصل التجربة الديمقراطية التعددية.. وقال: لا يمكن أن نتهم هذه التنظيمات, بأنها لا تعي وظيفتها ودرها التاريخي الرائد في التجربة الديمقراطية,ولكنها تحدو مشاعر المناكفات السياسية، فتراجعت عن وظيفتها ودورها،وأصبحت تحمل هما كبيراً وهو أين موقعها من النظام القائم، متناسية رسالتها في إرساء التجربة الديمقراطية". وأضاف: واليوم تتحالف بدون مرجعية تحالف, ولذا فهي رسالة عتاب أوجهها للأخوة في المشترك بأن رسالتهم أكبر من أن يتماهى خطابهم مع تنظيم قاتل ومع عناصر انفصالية، كون هذه الأحزاب أكبر من ذلك ولكن المناكفات السياسية للأسف تعمي وهذا العمى السياسي متى ما ابتلينا به فقدنا معالم العمل السياسي". وأكد بأنه لابد أن يكون الولاء لليمن، فوق كل الولاءات الأخرى سواء الولاء للعشيرة أو القبيلة أو التنظيم، منوهاً بهذا الصدد بما تتبناه منظمة اليمن أولاً، من أهداف تصب في مجملها إلى الصدارة لليمن أولاً. من جهته أكد رئيس الدائرة السياسية لمنظمة اليمن أولاً، أحمد الصوفي أنه بالرغم من التطور الكبير الذي شهدته اليمن منذ فجر الثورة اليمنية المباركة، وبعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وما تحقق من الإنجازات كبيرة في مختلف المجالات،لا تزال غير كافية لترجمة طموحات وغايات شعبنا في الرخاء والتقدم. وأكد الصوفي أن منطق الحياة الإنسانية لا يمكن أن يتوقف عند الإنجاز مهما كان حجمه، وقال" ما أنجز كثيراً ولكنه غير كاف, فالثورة بحاجة إلى ثورة أكثر نبض وأكثر صواب والوحدة بحاجة إلى وحدة أكثر عمقا والإنجازات والتطورات بحاجة إلى تطوير أكثر". وأضاف: إننا نحن من نصنع أعدائنا لأننا تركنا شعار الثورة في يافطة وشعار ورمز ونشيد، بينما الثورة هي منظومة قيم وثقافة تتجدد في أرواح الناس ومجموع علاقات ترسم خارطة وجدان المجتمع. وتطرق الصوفي إلى جملة من المقترحات والمعالجات التي يراها لتصحيح الوضع في بلادنا في مختلف المجالات التعليمية والتنموية والسياسية، ومكافحة الفساد،وتعزيز الولاء الحقيقي للوطن، مشيراً إلى الأهمية التي تمثلها منظمة اليمن أولاً كمبادرة تهدف المساهمة في تنظيم الجهود لحماية المقدرات الوطنية والتصدي لكل من تسول له نفسه الإساءة لهذا الوطن ومكتسباته الوطنية أو تمس وحدته الوطنية ونسيجها الاجتماعي.. منوهاً بالمهام الكبيرة التي تنطلق منها منظمة اليمن أولاً، بهدف بناء اليمن المعاصر وما يتطلبه من تنميته حقيقية،على رأسها الاهتمام بالتعليم والتربية والأنشطة المدرسية، باعتبار التعليم الوسيلة الوحيدة لتحقيق المردود الإنتاجي وصناعة واستقرار الشخصية الوطنية والانطلاق نحو المستقبل والحفاظ على الثورة. وأثريت المحاضرتان التان أدارها وكيل وزارة السياحة عبد الجبار سعيد بعدد من المداخلات والتعقيبات من قبل الحاضرين من الناشطين السياسيين والباحثين الكتاب والمثقفين والمهتمين بالشأن السياسي في اليمن.