الفلبين

راجا سليمان Rajah Sulayman آخر حكام مملكة مانيلا الإسلامية
عرفت الفلبين الإسلام أول ما عرفته عن طريق التجار الصينيين المسلمين
وعن طريق بعض الدعاة القادمين من سومطرة مثل الداعية راجا باغندا
الذى جاء إلى منطقة سولو في عام 1390م داعيا إلى الإسلام ووجد
استجابة واسعة
وأعقبه داعية آخر ثم ثالث يدعى أبو بكر من يالمبانغ وتزوج ابنة راجا
باغندا ولما توفى راجا باغندا صار أبو بكر سلطانا وأسس سلطانه على
النظام الإسلامي العربي
أما مينداناو فقد ادخل فيها الإسلام الداعية الإسلامي الشريف كابو نغسوان
وفي وسط الفلبين (جزر الفيزاياس) انتشر فيها الإسلام كما تنتشر النار في
الهشيم وأصبح دين الحق يحتل السيادة ويتربع على معظم الجزر المأهولة
وقبل مجي الأسبان كان الإسلام قد وصل إلى مانيلا في جزيرة لوزون
الشمالية أكبر جزر الأرخبيل الفلبيني وأصبحت مانيلا نفسها دارا إسلامية
وكان راجا سليمان حاكم مانيلا ذا نسب يربطه بسلطان بورنيو


طلائع الاحتلال الأسباني والمواطنون الأصليون يراقبون بحذر

لكن قدوم الأسبان إلى الفلبين حال دون انتشار الإسلام في الجزر الأخرى
الزعيم الفلبيني راجا سليمان كان آخر حاكم مسلم لمملكة مانيلا الإسلامية
ودافع عن مملكته الواقعة جنوب دلتا نهر الباسيغ pasig river ببسلة وشجاعة
فاثقة ضد الاحتلال الأسباني عند قدومهم في عام 1570م بقيادة مارتن دي
غويتي martin de goiti و خوان دي سالكيدو Juan de salcedo وقد ذكرته
المصادر الأسبانية القديمة باسم rajamora أي أمير المسلمين وكان متزوجا من
قريبة سلطان بروناي المسلم وكان يحكم مانيلا مع عمه raja matanda
في عام 1564م ولم يكن سكان مانيلا متخلفون بل كانوا يستخدمون الأسلحة
الشائعة في ذلك الزمن مثل البارود والمدافع والمنجنيق وصناعة الأسلحة الحربية
التي تعلموها من خلال حروبهم مع الصينيين الذين كانوا يهددون مانيلا باستمرار
بغرض الاستيلاء عليها ويصدونهم في كل مرة بشجاعة


بقايا قصر راجا سليمان القديم في الحي الأسباني القديم في مانيلا intramuros
كانت الأسلحة تخزن في بيت راجا سليمان لاستخدامها عند الضرورة

هذا القصر القديم يعتبر متحفا وطنيا ويؤمه العديد من الزوار والمواطنين

أرسل الأسبان جنودهم لاحتلال الفلبين بقيادة ليجازبي ligazpi من المكسيك
التي كانت تعرف بأسبانيا الجديدة في ذلك الوقت وقد كان الهدف تنصير الشعب
الفلبيني المسلم والاستيلاء على ثرواته والانتقام منهم لقتلهم المستكشف ماجلان
عام 1521م ووصلت الحملة في 13 فبراير 1565م إلى جزيرة سيبو cebu
وأسسوا المستعمرة الأسبانية الأولى في الأرخبيل سمع الأسبان عن الثروة والغنى
الموجود في مانيلا من بعض السكان المحليين فقرروا ضمها لهم

للمزيد من المعرفة عن البطل الفلبيني المسلم الذي قتل ماجلان
انقر الرابط التالي
www.erap.malware-site.www/plog: ط§ظ„ط¨ط·ظ„ ط§ظ„ظپظ„ط¨ظٹظ†ظٹ ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ… ط§ظ„ط°ظٹ ظ‚طھظ„ ظ…ط§ط¬ظ„ط§ظ†



الأسطول الأسباني القديم يعتبر سلاحا فتاكا في ذلك الوقت


عندما وصلت البعثة الأسبانية لأول مرة عام 1570م بقيادة مارتن دي غويتي
لم يسمح لهم راجا سليمان بالهبوط من السفينة وأصدر أمرا بأن يقابلهم عند
الشاطئ وجاء لمقابلتهم بكل كبرياء وجرأة اعتبرها الأسبان غطرسة وتكبرا


راجا سليمان آخر حكام مملكة مانيلا الإسلامية كما تخيلها الرسام

وقال لهم كلاما تحمل تحذيرا وهو أنه يرحب ويرغب في عمل سلام مع
وأن شعبه أقوى من شعب pinados في إشارة إلى أخوانه في جزر الفيزاياس
وسط البلاد التي قدم إليها ماجلان وقتله الزعيم المسلم الفلبيني لابو لابو
وأن شعبه ليس ذليلا ولا يهابون الموت عند تعرضهم لأي إساءة أو غطرسة
من الأسبان أو التعرض لشرفهم ونساءهم ثم غادرهم بدون أن يدعوهم لزيارة
البلدة ووقف الأسبان مشدوهين و متفاجئين من جرأة وشجاعة راجا سليمان
واعتبروها غطرسة ووقاحة منه ويجب تأديبه لتطاوله عليهم وأنه عدو وليس
صديق لهم وفي الظهر تم عقد الاجتماع الأول مع الأسبان وبالتحديد يوم الرابع
من يونيو 1570م وقام رجال راجا سليمان بتفتيش الأسبان وتجريدهم من
أسلحتهم على الشاطئ وكان رجال راجا سليمان مسلحون وقد ربطوا أيديهم
بحبال رفيعة تعني استعدادهم للقتال والحرب دفاعا عن وطنهم

وشعر الأسبان بالإهانة والمرارة ولكنهم حافظوا على هدوءهم من أجل السلام
كما يزعمون ولكنها في الحقيقة من أجل الاحتلال وبعد اجتماعات عديدة بين
راجا سليمان وعمه راجا ماتاندا ومارتن دي غويتي وتم الاتفاق على معاهدة
السلام والاعتراف من حكام مانيلا بملك أسبانيا ودفعهم للضريبة له (جزية)
تؤخذ من سكان مانيلا وتم الاتفاق أن يكون لمانيلا حاكمين أحدهما أسباني
والآخر من أهل البلد

الأمير راجا سليمان لم يكن راضيا عن هذا الاتفاق واعتبر دفع الضريبة أو
الجزية للأسبان إهانة له ولشعبه ولكنه رضوخا لعمه راجا ماتاندا والآخرين
لم يستطع عمل أي شيء


القائد مارتن دي غويتي

في صباح اليوم التالي أرسل مبعوثا إلى القائد الأسباني غويتي ومعه رسالة
بأنه لا يسمح للأسبان بالدخول بسفنهم إلى نهر مانيلا pasig طالما أنهم
يريدون فرض الضريبة علينا وعلى الفور سأل غويتي عن موعد الاجتماع
الآخر الهام وذهب فورا إلى اليابسة ودخل الحصن واجتمع مع حكام مانيلا
وناقش معهم شروط وبنود السلام وجرى تعديلها بأن تصبح مانيلا مستوطنة
أسبانية وإلغاء الضرائب المفروضة عليهم تم الانتهاء من عقد الحلف الجديد
بعد الظهر وبالطبع لم يعجب ذلك راجا سليمان وكانوا خائفين من ردة فعله
وعلى أهبة الاستعداد لأي ظرف طارئ وجاءتهم الأنباء والأخبار من
جواسيسهم بأن راجا سليمان يحشد رجاله ومحاربوه لمواجهة عسكرية ولكن
الطلقات ستتجه إلى الهواء وذلك كنوع من الاحتجاج لكن الأسبان كانوا خائفين
وسرت بينهم إشاعة صاحبها شك كبير بأن راجا سليمان سينتظر هطول المطر
وعندها لن تستطيع بنادق الأسبان أن تطلق الرصاص ثم يهجم عليهم بجنوده
ويقتلهم وأن راجا سليمان طلب من الشعب الثورة على الأسبان وأنه أطلق أول
رصاصة على سفينة غويتي وأحدث فيها ثقبا على جانبها هذه الرواية ذكرها
المأسورون عند الأسبان الذين كانوا يقاومون الاحتلال وحلفائهم


القصر القديم لراجا سليمان في الحي الأسباني القديم

سلاح الأسبان وبنادقهم كانت متفوقة في ذلك الزمن وأسلحة المواطنين المسلمين متخلفة
ولن تتفوق عليهم إلا في حالة هطول المطر وخشوا أن تتعطل بنادقهم عند هطول المطر
فسارعوا في صباح اليوم التالي 24 مايو 1570م وقت معركة Battle of Bangkusay
بين آلاف المواطنين المحليين العزل و300 مقاتل أسباني مدجج بالسلاح الحديث في
شمال مانيلا ((حي توندو حاليا )) وهاجم المحتلون الأسبان مانيلا وأحرقوها
ومات العديد من السكان المحليون وتحول قصر راجا سليمان إلى رماد وأسروا
الحكام الثلاثة وانهزم بقية الثوار إلى الغابات المجاورة ونظموا أنفسهم وشنوا
حربا على الأسبان وحاصروا المستوطنة الأسبانية ومركزهم في المدينة القديمة
((تعرف حاليا ب intramuros)) لعدة شهور وكن الأسبان تمكنوا من صدهم
بعد عدة شهور واستسلم الثوار للحاكم ليجازبي بعد وصوله بقليل


((السكان الأصليون من مسلمين وصينيين هربوا إلى Bagumbayan field
يقع حاليا في حي مالاتي في المنطقة التي يقع بها منتزه راجا سليمان ومنتزه
ريزال rizal park وتسمى أيضا luneta park المقابلة لكورنيش مانيلا ((

وكان من عادة القوات الأسبانية أن يتحصنوا في القلاع خوفاً من انقضاض
سكان المستعمرات عليها، لذلك بنوا في داخل مدينة مانيلا مدينة أخرى
أحاطوها بأسوار ضخمة وأطلقوا عليها اسم [انترامورس] أي المدينة المسورة
وجعلوها مقراً لحكومة الاحتلال((سميت بالمسوَرة لأنها داخل سور عالي جدا))


قلعة سانتياغو الشهيرة في الحي الأسباني القديم في العاصمة مانيلا

في عام 1571م قدم لمانيلا ميجيل لوبيز دي ليجازبي Miguel Lopez de Legazpi
قائدا للبعثة الأسبانية الثانية التي أرسلها ملك أسبانيا فيليب الثاني لترسيخ الاحتلال الأسباني
وأصبح غويتي رئيس أركان الجيش


القائد الأسباني ميجيل لوبيز دي ليجازبي

ولم يرحب فيه راجا سليمان ولكنه خضع لضغط وتوبيخ أعمامه raja matanda
و lakan dula الذين اقتنعا بكلمات ليجازبي المعسولة وذهب معهم بعد تردد وشكوك
للتحالف مع القائد الجديد و عقدوا معه اتفاقية جديدة من أهم بنودها السماح للأسبان بالإقامة
والسكن في الموقع القديم من البلدة المحروقة في مانيلا ((الحي الأسباني القديم والمعروف
حاليا باسم intramuros )) ولهم الحق في جمع الضرائب من السكان ويستثنى من ذلك
حكام مانيلا وأحفادهم فلا يدفعونها وتكوين مجلس للمدينة يتكون من عمدتين و12 عضوا
وسكرتير وأصبح ليجازبي حاكما رسميا على البلاد وبقى الحكام المحليين مخلصين له
وفي نهاية عام 1571م ذهب راجا سليمان مع عمه لاكان دولا lakan dula إلى
محافظة بامبانغا pampanga شمال مانيلا مع البعثة الأسبانية للعمل كمترجمين
و تهدئة الثوار الغاضبون في المحافظة وبعد ذلك بقليل أخبر الحاكم raja matanda
الأسبان بأن ابن أخيه راجا سليمان هو وريثه الشرعي في حكم مانيلا وزعامتها لأنه
كان عقيما ولم ينجب أولادا وبعد مدة فصيره مات راجا ماتاندا وأصدر الحاكم الأسباني
ليجازبي قرارا رسميا باسم ملك أسبانيا بأن راجا سليمان هو وريث عمه الميت
وأصبح حاكما لمانيلا بعد الموافقة الأسبانية في أبريل عام 1572م


المدفع القديم في قصر راجا سليمان كان سلاحا فتاكا أمام هجمات الصينيون
على مانيلا ولكنه فشل أمام الأسبان لأن أسلحتهم متطورة في ذلك الزمن

بعد سنتين من موت ليجازبي وبالتحديد في عام 1574م قاد راجا سليمان
ولاكان دولا ثورة وطنية في بلدات شمال مانيلا (حي توندو حاليا) بعد أن
قام الأسبان بالاستيلاء على بعض أراضي المواطنين وجعلهم يعملون بالإيجار
في نظام استعماري أسباني يسمى خدمة الأرض أو encomenderos
ونقضوا عهدهم ونكثوا بوعدهم في اتفاقية السلام السابقة وأهملوا حقوق المواطنين
وتمت مفاوضات بين القائد العسكري الأسباني فراي حيرونيمو ماريان واثنان
الزعماء المحليين انتهت بصلح أولي بينهم لم يتقبله راجا سليمان واعتبره عير عادل
وأخذ رجاله ومحاربوه إلى قرية أخرى واستعد للقتال وأصبح أعظم مشكلة يواجهها
الأسبان نتيجة ظلمهم واستبدادهم وسارعوا بالاتصال ب lakan dula بمساعدة
خوان دي ساسيدو وتصالحوا معه وأقنعوه بأنهم سيتصالحون مع راجا سليمان قريبا
وأن حقوق الثوار المحليين وشكاويهم سوف يعاد النظر فيها من قبل الحكومة الأسبانية
بعد هذه الحادثة لم تذكر المصادر التاريخية الأسبانية اسم راجا سليمان واختلف
المؤرخون في تحديد مصيره فمنهم من يقول أنه بقي ملازما لليجازبي حتى عام 1588م
حيث قامت ثورة أخرى ومات فيها والبعض يقول أنه قتل في الثورة السابقة التي ورد
ذكرها آنفا ولازال الخلاف قائما وتاريخ وفاته مجهولا بين مؤرخي الوقت الحاضر


لا ينافس محبة الفلبينيون لبطلهم الشهير راجا سليمان إلا البطل المسلم الأشهر ((لابو لابو))
الذي قتل ماجلان وهزم الأسبان قبل 50 سنة من احتلال مانيلا
وبالرغم من أن لابو لابو من جزيرة ماكتان القريبة من سيبو في جزر الفيزاياس
إلا أن له تمثالا ونصبا كبيرا في منتزه لونيتا luneta park في مانيلا

سؤال أوجهه للقراء الأعزاء هل سمعتم يوما بهؤلاء الأبطال المسلمون ؟ بالتأكيد.. لا
والتقصير ليس من عندكم ولكن من مناهجنا التربوية وإعلامنا العزيز وكتابنا الموقرون
ولو كان راجا سليمان شخصا أبيض وشعره أصفر لسمعنا عن بطولاته في كل مكان



الفلبينيون نصارى ومسلمون يفتخرون كثيرا بأبطالهم التاريخيون الذين وقفوا مناضلين
أشداء في وجه الاستعمار الأسباني البغيض كراجا سليمان والبطل المسلم لابو لابو
وقد أقاموا لهم نصبا تذكارية عديدة في مانيلا وسيبو ونحن العرب والمسلمون آخر من يعلم


منتزه راجا سليمان من أكثر المنتزهات شعبية وبطلنا الكبير يمتشق سيفه باتجاه البحر

وفي قلب مانيلا العاصمة يوجد منتزه راجا سليمان في حي مالاتي بجوار الكورنيش
وهو منتزه شعبي فيه نصب تذكاري (تمثال) لراجا سليمان ووجهه مقابل البحر
ونافورة كبيرة وجميلة تشع بالأضواء الخلابة في الليل تعرف بنافورة راجا سليمان
كما توجد أكبر مدرسة ثانوية للتعليم المهني وتحمل اسمه أيضا تخليد لذكراه
وفندق وجمعيات خيرية وثقافية واجتماعية كلها تحمل اسم بطلنا المسلم