11.10.2010 آخر تحديث [17:16]
دعا الرئيس الروسي دميتري مدفيديف الى الاستفادة من خبرة الامريكان في مكافحة الفساد. واشار مدفيديف اثناء لقاء جمعه برجال اعمال امريكيين في مركز "سكولكوفو" بضواحي موسكو الاثنين 11 اكتوبر/تشرين الاول الى "ان الفساد يعتبر مشكلة عامة"، واضاف "مشكلتنا ما تزال تكمن في ان الفساد لم يصبح بعد شيئا مخجلا بل اضحى امرا اعتياديا. لذا فالفرق هنا شاسع، ويجب علينا تجاوزه". واعتبر الرئيس الروسي ان "المسألة لا تكمن في سن القوانين، وانما وللاسف، ان هذه المشكلة صارت كالعرف، وهنا يوجد ما نستطيع تعلمه، حيث ان الامريكيين عانوا في اوقات معينة من هذه المشكلة ولكنهم استطاعوا تجاوزها". وفي موضوع آخر اعلن مدفيديف ان مركز "سكولكوفو" سيساعد في انشاء مراكز وشركات الابتكارات والتكنولوجية التحديثية، وان هذه التجربة يجب ان تنتشر في كافة انحاء البلاد. وقال "آمل ان النظام الذي سيتم تشغيله في المركز سيحوله الى مشروع ذي تحديث سريع وفعال"، واوضح مدفيديف انه يعتبر بـ "النظام" كل ما يتعلق بالنواح القانونية والادارية الخاصة وكذلك ما يخص الضرائب والجمارك بما فيها اعفاء من الضريبة على الارباح وعلى ممتلكات المنظمة والضريبة العقارية وكذلك تسهيل نظام دخول الخبراء المختصين في هذا المجال الى روسيا. من جهته اكد حاكم ولاية كاليفورنيا الامريكية ارنولد شوارزنيغر، الذي شارك ايضا في اللقاء، الاستعداد لتقديم المساندة لروسيا في تطوير التقنيات العالية. وقال "اعتبر ان الرئيس مدفيديف يملك نظرة معينة حول تطوير روسيا بما يخص تنويع مصادر اقتصادها، وسنكون سعداء بمساعدتكم على هذا الطريق". واضاف شوارزنيغر "تعتبر كاليفورنيا الاولى في مجال التقنيات العالية الا اننا لا نريد اخفاء هذه المهارات. يجب علينا التعاون، وهنا نرى اليوم مهمتنا". وقال شوارزنيغر "متأكد من ان شركاتنا ستقيم علاقات شراكة مع زملائهم الروس.. ومتأكد من ان الزيارة الحالية ستصبح مفيدة كما لكاليفورنيا وكذلك لروسيا".
شوارزنيغر يرحب بمشروع سكولكوفو الروسي على نمط "وادي السيليكون" الامريكي
وكان دميتري مدفيديف وأرنولد شوارزنيغر قد بحثا خلال لقائهما بموسكو يوم الاثنين قبل توجههما إلى "سكولكوفو" آفاق التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في مجال التكنولوجيا الحديثة، وذلك في اطار زيارة شوارزنيغر الى روسيا بهدف دفع التعامل الثنائي في مجال التكنولوجيات الراقية الى الامام.
يذكر ان هذا هو ثاني لقاء بين شوارزنيغر ومدفيديف الذي استضافه حاكم ولاية كاليفورنيا اثناء زيارة الرئيس الروسي الى "وادي السيليكون" الامريكي الصيف الماضي. وشدد شوارزنيغر بعد مباحثات اجراها في موسكو على ان مدفيديف "شخصية توجد لديه رؤية لتنمية روسيا اللاحق". وتعليقا على آفاق تطوير مشروع "سكولكوفو" في ضواحي موسكو الذي تخطط السلطات الروسية لجعله مركزا مطورا للابتكارات والأبحاث على نمط "وادي السيليكون" الأمريكي قال شوارزنيغر "كان يطيب لي ان اتعرف على خطتكم لاقامة مركز في سكولكوفو على غرار "وادي السيليكون"، وانا مقتنع من ان الخبراء الروس الذين يعملون على استحداث ابتكارات حديثة سيكون بامكانهم وبدعم من الشركاء الامريكيين تحقيق نتائج مذهلة".
بدوره هنأ مدفيديف حاكم كاليفورنيا لكون ولاية كاليفورنيا "تجاوزت في الحقيقة ازمة المديونية"، وقال مخاطبا شوارزنيغر "أعتقد ان هذا هو انتصاركم".
شوارزنيغر يأمل في تنمية التعاون مع روسيا في مجال التكنولوجيا العالية
وأكد أرنولد شوارزنيغر في حديث لقناة "روسيا 24" يوم 11 اكتوبر/تشرين الاول انه يأمل في تنمية التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في مجال التكنولوجيا العالية. وشدد حاكم كاليفورنيا على ان "روسيا تتمتع بامكانيات هائلة للنمو الاقتصادي، والآن حان الوقت الانسب لنمو قدرات روسيا الاقتصادية"، مضيفا قوله "نأمل بأنه سيتسنى لنا تقديم المساعدة الى روسيا، وعلى وجه الخصوص في مجال التكنولوجيا العالية والتقانة الأحيائية". وقال شوارزنيغر ان كاليفورنيا ترصد مبالغ كبيرة لاجراء دراسات علمية وبرامج لتطبيق التكنولوجيا الحديثة، مجددا تأكيده على انه يأمل تطوير التعاون مع روسيا.
هذا واضاف شوارزنيغر انه زار روسيا مرات عديدة، وكان لهذا البلد أثر في مصيره، موضحا "ان حبي لروسيا بدأ منذ طفولتي، حيث شاهدت عام 1961 منافسات بطولة العالم في رفع الاثقال التى دمر الرياضيون السوفييت المشاركون فيها منافسيهم". وذكر شوارزنيغر ان الرياضيين يوري فلاسوف وليونيد جابوتينسكي المشهورين تركا اثرا كبيرا في نفسه، حيث كانا بالاضافة الى قدراتهم البدنية رجلين مثقفين، وقرر شوارزنيغر حينذاك انه "يود ان يصبح مثلهم".