قد لا يعى كثير من شباب اليوم حقيقة تطورات معارك 1973، فنتيجة تطوير القتال للتخفيف عن الجبهة السورية حدثت الثغرة فى منطقة الدفرسوار، فمساء 17 أكتوبر استطاعت بعض القوات الإسرائيلية تحت قيادة شارون أن تعبر لغرب القناة.. واندفعت بعضها فى اتجاه الإسماعيلية، ولما فشلت عادت للاندفاع جنوباً باتجاه السويس!!
سقوط السويس كان يعنى قطع خطوط الإمداد عن الجيش الثالث وحصاره.. كان يعنى موقفاً تفاوضياً سيئاً.. وفى 22 أكتوبر وافقت مصر وإسرائيل على قرار وقف إطلاق النار، ولكن الإسرائيليين لم يلتزموا، وبدأوا التقدم باتجاه السويس، وكان واضحاً من طريقة قصف الطائرات الإسرائيلية للمدينة وتركهم تدمير الطرق المؤدية إليها ومداخلها أنهم قد قرروا اقتحامها.. ولكن السويس العظيمة كانت مستعدة.. كيف؟!..
عقب نكسة 1967 تكونت «منظمة سيناء العربية» من العديد من المدنيين أبناء السويس ومدن القناة، وتم تدريبهم تدريبا رفيع المستوى بمعرفة المخابرات، وقاموا بالعديد من العمليات خلف خطوط العدو.. أما داخل المدينة فكانت هناك أيضا جماعة «أصوات الهداية» بقيادة الشيخ حافظ سلامة، وتركز نشاطها فى رفع الروح المعنوية ومجال الإسعاف المدنى.. وفى فجر 24 أكتوبر بدأت القوات الإسرائيلية دخول السويس، فكان أبناء السويس الأبطال ومعهم عدة آلاف من جنود الجيش الثالث فى انتظارهم.. فماذا حدث؟