مهارات التفكير كثيرة و أنماطه عديدة و في غمرة المشاغل اليومية يغفل الكثير من الناس عن الاستفادة من هذه المهارات و تلك الأنماط، لذلك يلجأ المفكرون المهتمون بهذا المجال من العلوم إلى ابتكار أدوات تساعد على تفعيل هذه المهارات والأنماط. و تقنية أو أداة القبعات الست للتفكير ما هي إلا واحدة من هذه الأدوات. ابتكرها أول مرة الدكتور إدوارد دوبونو، وهو من رواد تأصيل علم التفكير. و هي تعمل على تفعيل ستة أنماط مختلفة من أنماط التفكير بهدف الوصول إلى نتيجة متوازنة من عملية التفكير.
الأنماط الستة :
الأنماط الستة التي تهتم بها تقنية القبعات الست هي التالية:
1- التفكير المحايد ويرمز له بالقبعة البيضاء
2- التفكير الإيجابي ويرمز له بالقبعة الصفراء
3- التفكير التشاؤمي ويرمز له بالقبعة السوداء
4- التفكير العاطفي ويرمز له بالقبعة الحمراء
5- التفكير الإبداعي ويرمز له بالقبعة الخضراء
6- التفكير الشمولي ويرمز له بالقبعة الزرقاء
سنتحدث لاحقا عن المغزى الرمزي للألوان ولكن أين الزمن في الموضوع حتى الآن، نحن سمينا هذه التقنية بالقبعات الست + الزمن. أصل التقنية التي طورها دوبونو يشتمل على الأنماط الستة السابق ذكرها ولكن وجدت عند التطبيق العملي أن هناك بعدا آخر لا ينبغي إغفاله لما له من دور كبير وهو الزمن ونمثله بخط الزمن عمليا. التقنية الأصلية تهتم بستة أنماط للتفكير مجردة عن الزمان ولكن عملية التفكير تتم دائما ضمن إطار زمني، فلو كنت على سبيل المثال تفكر في إنشاء مشروع تجاري جديد وفكرت ضمن الأنماط الستة في إطار زمني محدد فلو تبين أن الفكرة غير مناسبة للتطبيق حاليا فماذا عن تطبيقها بعد سنة أو اثنتين أو عشرا؟ هل ستتغير النتيجة بناء على استحداث هذا البعد الجديد. إذن إدخال عنصر الزمن يفتح لنا آفاقا جديدة للتفكير في تطبيقات الفكرة ضمن أطر زمنية مختلفة.
ولنعد الآن إلى مغزى الألوان في هذه التقنية.
سر الألوان الستة :
تم اختيار ألوان الأنماط الستة لتضفي نوعا من الجو النفسي على عملية التفكير. فقد ثبت علميا ما للألوان من تأثير نفسي على البشر من خلال تجارب عملية تبين من خلالها دور الألوان في استثارة مشاعر نفسية مختلفة. وقد ارتبطت بعض الألوان في لا وعي كثير من الناس على مر العصور بمشاعر محددة. فالأحمر يرمز إلى الحب ولذلك اختير ليدل على التفكير العاطفي، أما الأصفر فقد ربط بالتفكير الإيجابي وهو مأخوذ من لون الشمس الصفراء لما لها من دور عظيم في عملية الحياة والنمو على سطح الأرض فهي مصدر جميع أنواع الطاقة، أما الأسود فارتباطه بالتفكير التشاؤمي واضح ولا يحتاج لمزيد بيان، واللون الأبيض يرمز إلى النقاء والصفاء ولذلك جعل رمزا على التفكير المحايد الذي لا يحمل أية توجهات مسبقة لا إيجابية ولا سلبية، أما الأخضر فيرمز إلى التفكير الإبداعي وهو لون النباتات لما فيها من عظيم بديع خلق الله الظاهر للعيان، وأخير الأزرق يرمز للتفكير الشمولي وهو لون السماء الزرقاء المحيطة بالأرض كما أنه لون البحر المحيط باليابسة.
و نختم حديثنا في هذه المقالة بسر القبعات، المعاني المجردة عسيرة على الفهم والاستيعاب ولعل أنماط التفكير يصح عليها مثل هذا التشبيه ويصح عليها كذلك كنتيجة لهذه السمة أن يصعب على المفكر أن يلتزم نمطا معينا منها إن كان لا يراها. و حتى تصبح شيئا ملموسا أو على الأقل مرئيا بالعين تمثل على شكل قبعة تلبس على الرأس مما يعطي الشعور للمفكر أنه يعيش نمطا معينا ويساعده على التزام هذا النمط حتى يحين موعد تغيير القبعة.
عن منتدى التدريب العربي لـ المدرب محمد سعيد العولقي