NLP وأسأله عن الشر مخافة أن يدركني 3
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
أم عمار
| المصدر :
clickclick.maktoobblog.com
NLP
وأسأله عن الشر مخافة أن يدركني 3
بقلم : أم عمار
تعرفنا في المقالتين السابقتين 1،2 على جوانب من أنواع الشرور التي قد تتفشى في مجتمعاتنا المسلمة دون أن ينتبه لها كثيرون ، بل قد يتقبلونها ويعتقدونها لأن الشيطان لبّس باطلها بالحق . ونحن في هذه الحلقات نتبع خطى الصحابي الجليل
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
الذي كان يقول : "
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وأسأله عن الشر مخافة أن يدركني
" فهدف السؤال توضيح حقيقة الشر لتكون النتيجة التعوذ منه ، والتحرز منه فلا يدركنا
تساؤلنا الأول
كان عن
أسس الديانة الطاوية التي يمارسها كثير من المسلمين مع غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى دون أن يدركوا أنهم يمارسون الطاوية؟
و
السؤال الثاني
كان
جهاز الطاقة في الإنسان الذي يدعي وجوده الصينيون ( الطاويون ) ومن تبعهم من مروجي تطبيقاتهم الصحية والرياضية والروحية ، ماهي حقيقته ؟ وكيف يعمل ؟
وسؤال اليوم مرتبط بموضوع جهاز الطاقة ، إذ أنهم يزعمون أن هذا الجهاز موجود ليس في أجسامنا البدنية وإنما في أجسامنا الأثيرية ! ومن هنا فسؤال موضوعنا اليوم :
ما حقيقة هذا الجسم الأثيري ؟ وما رأي العلم الصحيح في فكرة الأثير ؟ وهل أثبت الصينيون والهنود مزاعمهم ؟
ذكرنا عند شرح فكرة جهاز الطاقة المزعوم أن أديان الشرق بعامة تعتقد بوجود ما أسموه "الجسم الأثيري " الذي هو- كما يزعمون – أحد أجسادنا السبعة، وله التأثير والهيمنة على سائر الأجساد !! ففيه يقع جهاز الطاقة المسؤول عن تدفيق الطاقة الكونية فينا .
ومن هنا نتساءل : من أين أتى هؤلاء بفكرة
الجسم الأثيري
؟ وعند البحث عن الإجابة تصيبنا الدهشة من مروجي هذه الفكرة في عصر العلم والمعرفة ، إذ أن فكرة الجسم الأثيري فكرة قديمة منذ ما يقارب 500 سنة قبل الميلاد ، عندما كانت وسائل المعرفة متواضعة جداً ، والعقول أقل تفتحاً ، عندها فكر بعض من يسمون (الحكماء) في الكون والحياة ، وأرادوا فهم لغز الحياة وليس لهم أثارة من علم النبوات ، فكانت نتيجة التفكير مبنية على ملاحظاتهم التي توصلوا من خلالها أن الصوت ينتقل في الهواء ، بينما الضوء ينتقل حتى لو لم يوجد هواء ، عندها حاولوا البحث عن حقيقة الشيء الموجود الذي يملأ الفراغ الخالي من الهواء . ولما لم يجدوا طائل من وراء بحثهم ( لأن الضوء ينتقل في الفراغ كما أثبت في العلم الصحيح ) ،
قالوا بوجود مادة اصطلحوا على تسميتها الأثير ! وقالوا أن الأثير هو الذي يملأ الفراغ وهو منبثق عن الكل الواحد الذي وجد منه الكون ويحمل خصائصه القوية
(الإلهية)
، فهو يحوي قوة طاقة الحياة !! وبناء على هذا الاستنتاج الخاطئ بنوا فكرة الجسم الأثيري ، فزعموا أن كل إنسان يزود فور ولادته بجسم أثيري يرتبط به بحبل فضي من مكان السرة ، وعلى صحة هذا الجسم الأثيري وعلى فعالية جهاز الطاقة فيه تكون صحة كل إنسان البدنية والعقلية والروحية والعاطفية وغيرها !
ولما كانت الفكرة غير مقبولة اليوم في عصر تطور العلم ووسائل الكشف على المواد التي لا ترى بالعين المجردة فقد حاول الذين ينظرون بعين التقديس لأولئك ( الحكماء ) أن يثبتوا فكرة وجود مادة الأثير المزعوم ، ووجود الجسم الأثيري لإثبات فكرة "
قوة طاقة الحياة
" ومن هنا انطلقوا ليبحثوا من منطلق بحثي خاطئ المنهج ، نتيجته وتطبيقاته مسلمة عندهم وإن كانت غير مثبتة ، بل متناقضة مع العلم ! وفرحوا ببعض الملاحظات مثل بقاء رائحة الإنسان في مكان ما بعد مغادرته له ، ومثل وجود طاقة كهربية في جسم الإنسان .
ومن هذه الحقائق حاولوا إثبات مزاعمهم دون وجود رابط من عقل أو نقل على العلاقة بين المشاهدات والاستنتاج الذي يريدون ؟
ومن العجيب أنهم استغلوا جهل العامة بالتصوير "الثيرموني" الذي يستخدم لكشف الجرائم فيصور أثر الشخص الذي قد غادر المكان لتوه ؟ وبتصوير التفريغ الكهربائي للاستدلال على فكرة الجسم الأثيري ، فزعموا أن ما يصور هو الجسم الأثيري !
والحق أن ما يصور غير ذلك … ففي
التصوير "الثيرموني"
؛ حقيقة ما يصور هو بقايا إفرازات جسم الإنسان من تنفسه وتعرقه ومن إفرازات البكتيريا الموجودة على جلده التي انتشرت في الهواء واتحدت ببعض الجزيئات . وفي تصوير التفريغ الكهربائي والمسمى تجارياً بتصوير "كيرليان " أيضاً فإن ما يصور هو التسرب الناتج من شحن الجسم بفرق جهد كهربائي والمتغير بحسب ميتابوليزم الجسم ودرجة الرطوبة وغيرها . وهي أمور علمية مشاهدة لا علاقة لها بالجسم الأثيري المزعوم .
هذه هي حقيقة خرافة طاقة قوة الحياة . وهذه حقيقة التصوير الذي يزعمون أنه
تصوير الأورا "الهالة" الدالة على الجسم الأثيري
.
وفي الحلقة القادمة سنجيب عن سؤال :
ماهي التطبيقات المتعلقة بإثبات الجسم الأثيري ، والشكرات ، والطاقة ؟ وكيف دخلت إلى بلاد المسلمين ؟