أنصت : قيل "إننا أعطينا أذنين و فماً واحداً فقط، لكي ننصت ضعف ما نتحدث، وأن الإنصات أصعب بكثير من التحدث. وإن وجود اللسان داخل فم مغلق بالأسنان و الشفاه، وأذنين مفتوحتين بشكل دائم لهو إشارة إلى أهمية الإنصات".
هناك فرق كبير بين الإنصات و الاستماع، فالاستماع قد يكون بالصدفة أو من غير قصد، فقد تمر بأحد الشوارع فتسمع صوت عربة قطار مسرعة، أو أحداً يناديك صدفة، أو طفلاً يبكي. و التركيز العميق قد لا يتوافر هنا، فالاستماع إلى المذياع أثناء قيادة السيارة أو في مقهى هو ما نقصده بالاستماع. أما الإنصات فهو عزل كامل للمؤثرات المحيطة بنا، رغبة في التركيز في ما سيقوله المتحدث، للتفاعل الجدي معه. والإنصات كما يصفه الإمام الرازي في مختار الصحاح هو ( السكوت و الاستماع ). الاستماع هو الصورة الكبرى و الإنصات هو الجزء الذي نقصده في هذه الصورة ..
الممهد لنا لكي نصل إلى قلوب الآخرين.
إن ذكر الحقائق و القصص في بداية الحديث يجذب الانتباه ، فعندما تتعالى الأصوات في نقاش حاد عن (سبب الأمية في الدول العربية) مثلاً.. تكون أفضل طريقة لجذب الانتباه هي أن تقول : هل تعلمون أن الأمية قد انخفضت إلى نسبة كذا في عام كذا حسب آخر تقرير رسمي نشر مؤخراً ؟ ستجد أن الرؤوس اشرأبت إليك لمعرفة المزيد و هنا يأتي دورك في مدهم بجمل سريعة و قصيرة من الحقائق لضمان المحافظة على انتباه المستمعين و من ثم دفعهم إلى إنصات أكثر جدية . وثمة أساليب أخرى تجذب الانتباه مثل: )قال لي والدي مرة ..و أذكر حكمة معينة عن الموضوع ) أو أقول ( عندما كنت صغيراً قال لي المدرس ....كذا) أو ( أنا حدث لي موقف مشابه مضحك و هو (...) .تلك الجمل و غيرها تعد مدخلاً جيداً لجذب انتباه المستمعين . 6_ إعادة الجمل أو الأفكار: يؤدي إعادة بعض جمل أو أفكار المتحدثين إلى تفاعل أكثر من قبل المستمعين مع ما تقول مثال ذلك أن تقول : ( أنا أتفق مع نقطة محمد ...) أو (أعجبتني نقطة خالد ) فالجملة الأخيرة لا تشد خالداً فقط , بل الآخرين الذين سيكونون أكثر فضولاً لمعرفة ما الذي أعجبك في نقطة خالد : ما تعيده من جمل ليس معناه تسليمك أو اتفاقك معها ، و لكنه أحد الأساليب المعينة على الإنصات الإيجابي . 7_ تشجيع الآخرين على المشاركة : إن تشجيع المستمعين على مشاركتك الحديث يجعلهم أكثر تفاعلاً مع ما تقول ، ممن تتجاهلهم . والتشجيع يكون بتوجيه أسئلة للمستمعين للتأكد من متابعتهم لحديثك، كأن تقول: (...كيف ترى ذلك يا أحمد ؟) ( هل تتفق معي أم لا ..) حتى و لو كانوا غافلين عما تقول ، فإن سؤالك سيعيد إليهم أهميتهم و يوجههم إلى الإنصات إليك . مثال آخر على تشجيع المستمعين للتفاعل معك هو تشجيعهم على تزويدك بأفكار إضافية أو اقتراحات، فتسأل: ( هل من تعليق ؟) هل لديك وجهة نظر أخرى ؟ (و يؤدي إعطاؤك المستمع الفرصة الكافية للتعليق على ما تقوله أن يجعله يقظاً و متابعاً) . 8_ استخدام الأيدي : استخدام الأيدي بمهارة هو أحد أسباب شدة انتباه المستمعين، فتخيل أن شخصاً يحدثك عن ارتفاع منسوب المياه لنهر أو بحيرة زارها و قد كان جالساً فنهض إلى أعلى ووقف على كرسي رافعاً إحدى يديه ليشرح ارتفاع الماء ستغفل عنه ؟ أليس ذلك أسلوباً جذاباً للإنصات يحتاجه كثير منا ؟