أكرم السعدني
أخطأ الأنبا بيشوي خطأ جسيماً في حق الإسلام والمسلمين ظنا منه أنه بالتشكيك في إحدي سور القرآن الكريم يكون قد قام بالرد البليغ علي الدكتور العوا الذي قال من قبله إن الكنائس أصبحت مخازن للسلاح، وإذا كان مثل هكذا كلام يصدر عن الرجل الثاني في الكنيسة المصرية فكيف بالله عليكم ستصبح الأمور إذا لا قدر الله وحدث مكروه للرجل العاقل الحكيم قداسة البابا شنودة وتولي هذا الأنبا بيشوي الأمر من بعده.. بالتأكيد ستتحول الحياة في بر مصر إلي جحيم وسنعود إلي تلك الأيام التي شهدت فتنة طائفية كادت تعصف بالعباد والبلاد.. وقد شاهدنا جميعا الحسنة اليتيمة للأخ المناوي خلال رحلته بالتليفزيون المصري عندما استضاف قداسة البابا لكي يطفئ نيران الغضب التي اجتاحت العالم الإسلامي بأسره وبالطبع الغالبية الكاسحة من شعب مصر المسلم جاءت كلمات البابا بردا وسلاما.. ولكن مازلت أخشي علي الرجل الذي بلغ من العمر عتيا ونال الوهن من جسده وإن لم ينل شيئا من عقله وحكمته وقدرته علي الفعل والقيادة.. ولذلك فإنني أعتب علي قداسة البابا أن يكون الرد مقصورا علي الاعتذار إلي الأغلبية المسلمة مما أساء إليهم من تصريحات بيشوي فقد كان علي المجمع المقدس وقداسة البابا أن يتخذا إجراءً أشد قسوة يتناسب مع الجرم الذي ارتكبه الرجل وأقل ما كان يرضي الناس في بر مصر وفي أنحاء عالمنا الإسلامي هو شلح هذا الرجل وإبعاده تماما عن تولي أي منصب خطير في الكنيسة المصرية وبالطبع الحيلولة بينه وبين الوصول إلي كرسي البابوية الذي زينه دائما رجال يتصفون بصفات ملائكية أبرزهم علي الاطلاق هو شخص قداسة البابا شنودة الذي عرفناه دائما رجل المواقف الصعبة الذي لا تلين له قناة عند الحق ولا يجد حرجا من أن يتقدم باعتذاره إذا ما أخطأ أحد مساعديه، وكم من الفتن وئدت بفضل تدخل هذا الرجل وعظيم حكمته وإدراكه لخطورة الفتن إذا ما اشتعلت نيرانها في بر مصر.. وقد يسألني أحدهم فيقول إن الدكتور العوا هو الذي بدأ بالخطأ عندما اتهم الكنيسة المصرية بأنها تحولت إلي ترسانة للأسلحة؟! وهنا أجيب علي سعادة السائل بأن الدكتور العوا ليس من رجالات الدين الإسلامي الرسمي، أي أنه لا ينتمي إلي مؤسسة الأزهر الشريف فهو مفكر إسلامي قد تصله معلومة خاطئة وكان يجب علي قادة الكنيسة أن يصححوا المعلومة لا أن يزيدوا الطين بلة فيشككوا في أقدس مقدسات المسلمين، وأنا شخصيا أضع يدي علي قلبي خوفا علي حياد هذا الرجل الفاضل الناصح الأمين العاشق لمصر بأقباطها ومسلميها، المستعد علي الدوام لفعل المستحيل من أجل أن يجنب هذا البلد هولات الفتن الطائفية، والحمد لله أن محاولات إخوانا الذين يموتون في دباديب مصر باءت بالفشل عندما حاولوا عبر قنوات فضائية أن يشعلوها نيرانا لا تنطفئ، معتمدين علي أحداث وقعت بين مسلمين وأقباط وأخص بالذكر القناة الطيبة بنت الحلال «الجزيرة القطرية» التي لا هم لها سوي التركيز علي هموم مصر ومشكلات مصر والفتنة في أرض مصر واضطهاد الأقباط في مصر وكأن كل أحوال الخليج العربي وكل الحياة في قطر أصبحت وردية مخملية والدنيا ربيع وقفلي علي كل المواضيع.. ويا قداسة البابا شنودة أنت رجل لك في القلب مكانة عظمي ليس عند أقباط مصر فقط ولكن أيضا عند مسلمي مصر وقد ظهر ذلك بجلاء ودون ريب عندما تعرضت لحادث التفتيش في مطار هيثرو بلندن يومها اهتزت مشاعر المصريين وانتفضوا غضبا لأن رمزا مصريا عظيما تعرض للإهانة.. ونحن نريد لمن يخلفك أن يسير علي دربك وأن تكون له نفس المهابة والمكانة في قلوب المصريين جميعا وبالتأكيد هذا الرجل الذي شكك في إحدي سور كتاب المسلمين الأعظم قدسية لن يتبوأ تلك المكانة ولن يحظي بهذه المحبة التي يكنها لك شعب مصر بأسره ولذلك وحرصا علي وحدة النسيج المصري فإنني أرجو من قداستكم أن يكون الاختيار بعيدا عن هذا الرجل الذي كاد تصريحه أن يعصف بالبناء الذي بذلتم الغالي والرخيص وأمضيتم العمر كله في حمايته وصيانته.
ولشخصك العزيز علي قلوبنا جميعا أسمي آيات الاحترام.