4- لماذا أقسم الله تعالى بمواقع النّجوم ؟
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
عامر أبو سميّة
| المصدر :
www.allahway.com
يقول علماءُ الفلَك أنَّ كلَّ النُّجوم تجري في السَّماء دون توقُّف ! فهي تدور باستمرار حول مركز المجرَّة التي تنتمي إليها ، وفي نفس الوقت تجري مع هذه المجرَّة ، مبتعدة بذلك عن نجوم وكواكب المجرَّات الأخرى .
ونظرًا إلى أنَّ المسافات بين الأرض التي نعيش فوقها والنُّجوم التي نراها في السَّماء تُقدَّر بآلاف السّنين الضَّوئيَّة (أي ملايين المليارات من الكيلومترات) ، فإنَّ الذي نراه نجمًا في السَّماء هو في الحقيقة ضوء ذلك النَّجم الذي بَدأ سفَرهُ إلينا من ذلك المكان منذ آلاف السّنين !
نعم ، فالنَّجم الذي يبعد عنَّا مثلاً ألف سنة ضوئيَّة ، ونراه الآن في السَّماء ، نحن نرى في الحقيقة ضوءَه الذي أرسلَه إلينا منذ ألف سنة من ذلك الموقع ، فلم يصلْنا إلاَّ الآن فقط ! أمَّا النَّجم نفسُه ، فقد انتقل منذ ذلك الزَّمن إلى موقع آخر ، ثمَّ إلى مواقع أخرى ، بسبب جريانه المستمِرّ !
وهنا ، أجدُ من الضَّروري أن نقف وقفة أخرى مع القرآن الكريم ، لأنَّ فيه إشارة إلى هذه الحقيقة !
يقول الله تعالى : { فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ 75 وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ 76 إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ 77 فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ 78 لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ 79 تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ 80 } (56- الواقعة 75-80).
فلو أقسَمَ اللهُ تعالى في الآية 75 بالنُّجوم ، لَكان القسَمُ عاديّا . لكنَّه أقسَمَ بِمَواقعها ، رُبَّما لِيَلْفِتَ انتباهنا إلى أنَّ النُّجوم تجري في الفضاء ، وأنَّ ما نراه في السَّماء نجمًا ، هو في الحقيقة مَوْقعه .
وإذا كان هذا الاستنتاجُ صحيحًا ، فإنَّ بقيَّة الآيات ، التي أعلنتْ أنَّ القرآن الكريم تنزيلٌ من ربّ العالَمين ، لا بُدَّ أن تكون صحيحة أيضًا . هذا ما يقوله المنطق ! أم أنَّ لك رأيًا آخر ؟
(يتبع ...)
أخوكم عامر أبو سميّة
موقع الطريق إلى الله