صلاح الدين الأيوبي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
تمثل شخصية صلاح الدين الأيوبي شخصية فذة مجاهدة، حملت على عاتقها مهمة نصرة هذا الدين، وإعلاء رايته، لم يكن همه وغايته إشباع غرائزه، أو سد حاجياته، بل استطاع أن يجعل من نفسه أسطورة تتحدث عنها الأجيال كقائد محنك يُضرب به المثل في الحنكة والشجاعة، وعلو الهمة، وقد وجد نفسه يوماً في خضم الأحداث رجلاً وحيداً قادراً على قيادة الأمة، فلم يتوان عن أخذها بعزيمة واقتدار، ولم يحاول أن يتهرب من المهمة الموكلة إليه خوفاً وجزعاً، وفي المقابل لم تكن نفسه تهفو إلى حب الرئاسة والقيادة إشباعاً لشهوة الترأُّس والملك، بل كان هو القائد العالم المجاهد.
وقد كان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله أنموذجاً مميزاً للحاكم والقائد المسلم، إذ ارتبط اسمه بالجهاد وتحرير القدس، وكان خليقاً بالإمارة، مهيباً، شجاعاً، حازماً، مجاهداً، كثير الغزو، عالي الهمة، تقياً ورعاً.
أصله كردي، ولد في تكريت سنة 532 هـ، وتوفي رحمه الله بدمشق سنة 589هـ.
قضى صلاح الدين حياته من غزوة إلى غزوة، ومن معركة إلى معركة، يسارع للجهاد في سبيل الله، ويهبُّ لنجدة المسلمين، وتطهير أراضيهم، ومقاتلة المعتدين من الكفار، مع اهتمامه أيضاً بجبهته الداخلية، ووصيته لأنصاره بتقوى الله، وحثهم على الصبر والطاعة، واجتناب المحرمات، ويقينه أن طاعة الله هي الطريق الصحيح إلى النصر، كما أن مخالفة أوامره هي الطريق السريع إلى الهزيمة، وقد نقل الإمام الذهبي عن الموفق عبد اللطيف أحد معاصري صلاح الدين قوله: "أتيت وصلاح الدين بالقدس، فرأيت ملكاً يملأ العيون روعة، والقلوب محبة، قريباً، بعيداً، سهلاً، محبباً، وأصحابه يتشبهون به، يتسابقون إلى المعروف كما قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً}(الحجر:47)، وأول ليلة حضرته وجدت مجلسه حفلاً بأهل العلم يتذاكرون، وهو يحسن الاستماع والمشاركة، ويأخذ في كيفية بناء الأسوار، وحفر الخنادق، ويأتي بكل معنى بديع، وكان مهتماً في بناء سور بيت المقدس، وحفر خندقه، ويتولى ذلك بنفسه، وينقل الحجارة على عاتقه، ويتأسى به الخلق"1.
وقد نشأ صلاح الدين في مدرسة نور الدين، وكان أبوه نجم الدين أيوب من رجال نور الدين، ومن رجال الجهاد، وكان عمه أسد الدين شيركوه من رجال الجهاد عند نور الدين، وقد نشأ يوسف صلاح الدين في هذا المناخ الجهادي، وأُشرب هذه الروح من أبيه وعمه ومن نور الدين محمود، فتعلم من مدرسة نور الدين محمود حسن القيادة والإدارة، وحبَّ العدل بين الناس، مع إقامة الحق والتعصب له، وأتيحت له الفرصة حين ذهب مع عمه أسد الدين شيركوه في حملة إلى مصر، وكانت مصر ذلك الوقت يحكمها العبيديون الذين يُسمَّون في التاريخ بـ"الفاطميين" زوراً، إذ المحققون من العلماء يقولون: إنهم لم يكونوا فاطميين، ولم يكونوا أشرافاً، وليس لهم صلة بنسب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولا بفاطمة، ولا بالحسن ولا بالحسين رضي الله عن الجميع، بل كانوا على المذهب الباطني الخبيث.
ومن مواقفهِ الشهيرة من أجل تحرير بيتِ المقدس أنه كان بينه وبين "أرناط" أميرِ الكركِ هدنةً، وفي شروطها السماح للقوافل الإسلامية بالانتقالِ بين مصرَ والشام، دونَ التعرضِ لها، لكن "أرناط" لم يحترم هذا العهد، فاعتدى على قافلةٍ تجارية تابعة للمسلمين، وكان ذلك عام 572 هـ، فصادر أموالها، وأسر رجالها، ولم يكتف بذلك بل زاد على ذلك أن أساء إلى المسلمين، وإلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقال للأسرى: "إن كنتم تعتقدون في محمد فادعوه الآن ليفك أسركم، وليخلصَكُم من شر ما وقعَ بكم"، فلما علم صلاحُ الدين بهذا الاعتداء والإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتدَ غضبُه لله ولرسوله، وحلفَ إن أظفره اللهُ "بأرناط" ليقتلنه بيده، وأخذ صلاحُ الدين يعدُّ جيوشَهُ، ويستنفرُ هممَ المسلمين، وبعدما انتهى من إعداد العدَّة؛ اجتمع مع رجاله، وكانت المشورة دأبه عملاً بقول الله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِيْ الأًمْرِ…}(آل عمران:159) فاتفقوا على الخروج لمحاربة الأعداء بعد صلاةِ الجمعة في السابع عشر من ربيع الآخر سنة (583)هـ.
وخرج المسلمون بعد صلاة الجمعة وهم يكبرون ويتضرعون إلى الله، والتقى الجيشان، ودارت رحى الحرب، واشتد الحر على الناس، لكن الله ثبت عباده، ونصرهم على العدو الظالم المعتدي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }(محمد:7)، ووقع ما أخبر به الله تعالى: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}(الروم:47)، وكتب الله النصر للمسلمين، وكان نصراً كبيراً عظيماًَ مؤزراً، بالرغم من أن تعداد جيش الصليبين كان 63 ألفاً، حيث أُسر منهم 30 ألفاً، وقُتل 30 ألفاً، وفرَّ ثلاثة آلاف مثخنين بالجراح، وغنم المسلمون مغانم عظيمة حتى حكى من عاصرها أنه شاهد رجلاً معه نيفاً وثلاثين أسيراً، وباع أحدُ المسلمين صليبياً بنعل يلبسه.
وبعد انتهاء المعركة سجد صلاح الدين شكراً لله، وحمداً له على نعمة النصر الذي كان من عند الله، ثم استعرض كبار الأسرى بحثاً عن "أرناط" الذي أساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال له: ها أنا ذا أنتصر لنبينا صلى الله عليه وسلم، ثم عرض عليه الإسلام فأبى، فوفى بقسمه وقتله.
وسار السلطان إلى قلاع النصارى ومدنهم فحرر قلعة طبرية، ثم خلَّص عكا من النصارى، وفك أسرى المسلمين منها وكانوا أربعة آلاف مسلم، ثم صيدا وبيروت، ثم عسقلان ونابلس، ثم بيسان وأرض الغور؛ فملك ذلك كله، وأمر السلطان جيوشه أن ترتاح في هذه الأماكن، وأن يستعدوا لفتح بيت المقدس، وطار في الناس الخبر، وعلموا عزم السلطان على ذلك؛ فقصده العلماء والصالحون من أماكن عديدة تطوعاً، وجاءوا إليه كجنود في خدمته الميمونة، وذكر أهل التاريخ أن صلاح الدين رحمه الله تعالى كان في تلك الفترة لا يضحك ولا يتبسم، فلما قيل له في ذلك قال: كيف أضحك وبيت المقدس في أيدي النصارى.
وبدأت بشائر التحرير بزحف جيوش صلاح الدين نحو بيت المقدس الذي استمر ثنتين وتسعين سنة تحت سيطرة النصارى الحاقدين، وضربت جيوش الناصر صلاح الدين الحصار المحكم على بيت المقدس، واستمر حصارها مدة من الزمن؛ حتى ضاق الحال بسكانها، وتَذْكُرُ كتب التاريخ أن صلاح الدين عندما سار إلى بيت المقدس وصلته رسالة من أحد المأسورين في القدس فيها أبيات على لسان المسجد الأقصى:
يا أيهـا الملك الذي لمعالم الصـلبان نكس
جاءت إليك ظلامة تسعى من البيت المقدس
كل المساجد طُهِّرتْ وأنا على شـرفي أدنس
"وبعد اشتداد الحصار على النصارى؛ طلبوا الأمان، ونزل ملك بيت المقدس يترفق السلطان، وذل ذلاً عظيماً؛ فأجابهم صلاح الدين، ودخل المسلمون القدس، ووفوا بالصلح المضروب مع النصارى، وشرعوا في تنظيف المسجد الأقصى مما كان فيه من الصلبان والرهبان والخنازير، وأعيد على ما كان عليه زمن المسلمين، وغسلت الصخرة بالماء الطهور، وأعيد غسلها بماء الورد، والمسك الفاخر، وأبرزت للناظرين بعد أن كانت مستورة مخبوءة عن الزائرين، ووضع الصليب عن قبتها، وعادت إلى حرمتها، وفرَّق السلطان جميع ما قبض منهم من الذهب في العسكر، ولم يأخذ منه شيئاً مما يقتني ويدخر، حيث كان رحمه الله كريماً مقداماً، شجاعاً حليماً.
ولمَّا تطهر بيت المقدس مما فيه من الصلبان والنواقيس، والرهبان والقسس، ودخله أهل الإيمان، ونودي بالأذان، وقرئ القرآن، ووحِّد الرحمن، وكانت أول جمعة أقيمت في اليوم الرابع من شعبان بعد يوم الفتح بثمان، فصف المنبر إلى جانب المحراب، وبسطت البسط، وعلقت القناديل، وتلي التنزيل، وجاء الحق، وبطلت الأباطيل، وصفَّت السجادات، وكثرت السجَدَات، وأقيمت الصلوات، وأذن المؤذنون، وخرس القسيسون، وزال البؤس، وطابت النفوس، وأقبلت السعود، وأدبرت النحوس، وعُبِد الله الأحد الذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}(الإخلاص:3-4)، وكبره الراكع والساجد، والقائم والقاعد، وامتلأ الجامع، وسالت لرقة القلوب المدامع، ولما أذن المؤذنون للصلاة قبل الزوال كادت القلوب تطير من الفرح في ذلك الحال"2.
وكان انتصاراً كبيراً للمسلمين سمعت به المشارق والمغارب، وابتهجت به المخلوقات، فماذا نقول عن واقعنا اليوم؟ وأين غضبتنا لله ولرسوله؟ أين غضبتنا لقدسنا؟ أين القرار الحاسم القاطع بضرورة استرجاع بيت المقدس في أسرع وقت؟ وقبل ذلك لنعلم جميعاً ونوقن أن القدس أمانة في أعناقنا جميعاً، وأن الأمر إذا وُسِّدِ إلى غير أهله فإن الأمانة تضيع، والحقوق تهمل مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: ((إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة" قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أُسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)) رواه البخاري برقم (6131).
إن ما أصابنا لم يصبنا من قلة عددنا، أو ضعف إمكاناتنا، إنما أصابنا ذلك حينما لم نستعل بإيماننا، ولم نفهم حقيقة أعدائنا، وما أحوجنا اليوم إلى إمعان النظر في واقعنا، وما ألم بنا، وآل إليه حالنا، وكيف تألبت علينا أثقال الحياة، ومظالم الناس الذين يلبسون المسوح، ويمدون أياديهم الآثمة بدعوى المصالحة والسلام، وهم من هم، هم الذين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة وأولئك هم المعتدون، هم قتلة الأنبياء والمرسلين، وأحفاد القردة والخنازير، هم محرفوا الكتب المنزلة من عند الله، الذين نسبوا إلى الله القبيح فقالوا: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}(آل عمران:181)، وقالوا: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}(المائدة:64)، فتعالى الله وتقدس عن قولهم ذلك علوا كبيراً.
أيها المسلمون: إن ما يجري في بيت المقدس وفلسطين المحتلة اليوم لهو امتحان شديد لأمة الإسلام؛ تلك الأمة المعطاءة، التي تجود ولا تبخل، والتي قدَّمت طوال تاريخها المشرق الطويل ما يشبه المعجزات، وهي اليوم تعيش مفترق طرق خطير يحيط بها وبقدسها وأجزاء محتلة من ديارها، ورغم ذلك فقد عجزت في هذه الآونة عن إيجاد آلية منصفة قوية متزنة تعيد الحق إلى نصابه، وترد المغتصب إلى صوابه.
ومع ذلك نقول: إن أمة محمد، أمة الإسلام، وأمة الجهاد، وأمة العزة، لن تعجز بإذن الله أن تجد لنفسها - بتوفيق الله وعونه - مخرجاً من أزمتها، وأن تعلم أن القدس والأرض المباركة أغلى وأثمن وأكبر من أن تترك لمفاوضات أو مساومات سلام مزعوم، وأن ما أُخذ بالقوة فلن يرجع إلا بالقوة.
إن تاريخ القدس له سجل شريف ناصع، افتتحه معنوياً النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم بحادثة الإسراء والمعراج، ثم افتتحه مادياً الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم حرره من الصليبيين الناصر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، فمن يحوز شرف الانضمام إلى هذه القائمة الشريفة؟
وحتماً فإنه لن يحوز ذلك:
شخص يطلب الرضا والمودة من ألد أعداء الأمة الإسلامية.
أو يسارع لكسب مودة الحكومة الصهيونية.
أو مستبد ظالم لا يحكم بالعدل والشريعة الإسلامية.
أو إنسان يفضل حكم الجاهلية والقوانين الوضعية على حكم رب العالمين.
لن يحوز هذا الشرف إلا من حكم بكتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو في ذلك يخاف الله، ويرجو الدار الآخرة، يقود الأمة نحو عزتها ورفعتها مسترشداً بالكتاب والسنة، ويقرب بطانة الخير إليه، ويبعد بطانة الشر عنه، ولا يخاف في الله لومة لائم، وهذا الشخص ليس من نسج الخيال بل سيوجد بإذن الله تعالى.
إن الأقصى خط أحمر لا يخضع للمفاوضات ولا للحلول ولا للمساومة، فهو أولى القبلتين، وثاني المسجدين بالنسبة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومدينة القدس هي قلب فلسطين النابض، ومسرى الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، ولن نتنازل عن القدس لأي سبب كان، فإن أي تنازل عنها يؤدي إلى التنازل عن مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وبقية المقدسات.
وإن واجب الأمة اليوم أن تعدَّ نفسها بالإيمان، وأن تستعد بالقرآن والعقيدة الصحيحة، وأن تجهز قوة السلاح الرادعة لأعدائها فذلك سبب من أسباب النصر على أعداء الأمة المحمدية، وألا تقتصر على جانب واحد فقط، بل الإعداد لا بد أن يكون من جميع جوانبه، وأن تلجأ إلى الله تعالى في ذلك حتى تعود الأمة إلى عزتها وكرامتها، وتسترجع الحقوق الضائعة، والكرامة المسلوبة.
فألحوا على الله في الدعاء عباد الله أن يهيأ لهذه الأمة قائداً ربانياً يقودها بكتاب الله، وينقاد له؛ ويجعل الله تحرير المسجد الأقصى على يديه، ويجعلنا من جنده الراشدين.
أيها المسلمون: إنه لا عودة للحق قبل العودة الصحيحة للإسلام، وإن من سنن الله أن العاقبة للمتقين، وأن الأرض لله يورثها عباده الصالحون، لكن من سنته أيضاً أنه إذا تخلى أهل الإيمان عن إيمانهم؛ فإنه يستبدل قوماً غيرهم، ويأتي بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(المائدة:54).
نسأل الله تبارك وتعالى أن يطهر المسجد الأقصى من براثن اليهود، وأن يرده إلى حوزة الإسلام والمسلمين، وأن يرزقنا صلاة فيه، اللهم رد كيد اليهود والنصارى في نحورهم، واجعل تدبيرهم في تدميرهم، وأعز دينك وجندك وعبادك المؤمنين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.