بشِّروا ولا تنفِّروا ويسِّروا ولا تعسِّروا، هذا كلام الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم وإعلان صريح وخطاب واضح موجّه لحملة الإسلام معناه التبشير بالدِّين الجديد والتّيسير على الناس وعدم تنفيرهم بالغلظة والفظاظة بل دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة وتذكيرهم برحمة أرحم الراحمين. إن العلماء والدعاة وحملة الهم الإسلامي هم رسل سلام ورحمة في الحقيقة، فإذا خالف أحدهم هذا المنهج وأصبح ينفِّر الناس بشدّته وقسوته ويقنّطهم من رحمة الله فإنما لخلل في نفسه هو، وإلا فإن رسالة الإسلام رسالة حب وسلام ورحمة وهداية. يقول الله تعالى (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ))[الأنبياء:107] ، ولهذا أنهى إخواني من الدعاة الذين يهدِّدون الناس بخطبهم ويتوعَّدونهم وكأن الرحمة والعذاب بأيديهم، والبعض يتكلم للناس بمثالية وتعالٍ، وكأنه في برج عالٍ أو من فصيلة أخرى لا يذنب ولا يخطئ، والله يقول: (( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا ))[النور:21]. لماذا لا نعترف بإنسانيتنا وقصورنا وعجزنا؟ ولماذا لا نخاطب الناس على أننا مثلهم وهم مثلنا كلّنا بشرٌ نصيب ونخطئ، نذنب ونستغفر، ننجح ونخفق، لا أحد منّا يملك الوصاية المطلقة على الإسلام، ولا أحد منّا هو الناطق الرسمي الوحيد باسم بالدِّين، فليس عندنا في الإسلام (بابا) ولا (ماما) كلّنا أهل رسالة ربّانّية عالمية هي رسالة سلام وإخاء وبشرى وهداية ورحمة، لا أحد أذكى ولا أطهر ولا أنبل ولا أكرم من محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا ذكّره ربه بالأسلوب الجميل في الدعوة فقال: (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ))[آل عمران:159] إن كلمات الوعيد والتهديد في الموعظة والتّنفير والحِدّة المتناهية معناها أن المتكلم لم يفهم إلى الآن مقاصد هذه الشريعة المحمدية، فهو يتكلم على حسب طبيعته هو المركَّبة من الفظاظة والغلظة والقسوة، فأخذ يعبِّر عن الإسلام لكن بفكرته التشاؤمية السوداوية وكيف يصغي لخطابنا من نخبره أنه شرّير وأن الله لا يغفر له وأن النار تنتظره ونمطره صباح مساء بالويل والثبور وعظائم الأمور، مع العلم أن الكتاب والسنة بشَّرا بالتوبة واللطف من الله والرحمة الواسعة والمستقبل الجميل والمنقلب الحسن (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))[الزمر:53] إن مفاتيح الجنّة بيد الله وحده جل في علاه، وهو الذي خلقنا من تراب وعلم ضعفنا، وهو غني عنّا ومع ذلك دعانا بالرفق واللين ووعدنا رحمته وهو ارحم الراحمين فكيف يأتي بعضنا يستعرض علينا قدراته البيانية وملكاته الخطابية ويحاصرنا بالتّبكيت والتأنيب والتّسفيه والتّجهيل؟ وفي الحديث الصحيح أن رجلاً عابداً نصح أحد العصاة فلم يستجب له العاصي، فقال العابد للعاصي: والله لا يغفر الله لك، فقال الله تعالى: من الذي يتألَّى عليَّ؟ أشهدكم أني غفرت لهذا العاصي وأحبطتُ عمل هذا العابد. إذاً أيها الإخوة الفضلاء دعونا نقدِّم بشرى للناس لهذا الدِّين الخاتم ونجعله حلاًّ لمآسيهم ومشكلاتهم؛ لأن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم جاء كما وصفه ربُّه (( وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ))[الأعراف:157] فمهمَّته إزالة العُسر والمشقة والعنت وإدخال السرور والأمن والرضا والسكينة، إن ديننا العظيم بريء من كهنوت الكنيسة التي تدعو إلى قتل الإنسانية في الإنسان وتحريم ما أحلَّه الله ونسف مباهج الحياة وإلغاء إشراق الروح، ولهذا قال الله عنهم (( وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ ))[الحديد:27] فديننا غذاء للعقل وزاد للروح ومتعة للعاطفة، ورسالتنا حياة للجسم ونور للقلب وسعادة للدنيا وفوز في الآخرة وإصلاح للفرد واستقامة للأمة، فهو توازنٌ بين الحقوق والواجبات، والفرائض والنوافل، والمكاسب والمواهب، والأخذ والعطاء؛ لأنه نزل بميزان العدل (( أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ))[الرحمن:8] فلا بد لمن يدعو للهداية أن يفهم دين الله وأن يتفقَّه في شريعته سبحانه ليدعو إلى الله على فهم عميق كما قال تعالى: (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ))[يوسف:108].
بشِّروا ولا تنفِّروا ويسِّروا ولا تعسِّروا، هذا كلام الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم وإعلان صريح وخطاب واضح موجّه لحملة الإسلام معناه التبشير بالدِّين الجديد والتّيسير على الناس وعدم تنفيرهم بالغلظة والفظاظة بل دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة وتذكيرهم برحمة أرحم الراحمين.
إن العلماء والدعاة وحملة الهم الإسلامي هم رسل سلام ورحمة في الحقيقة، فإذا خالف أحدهم هذا المنهج وأصبح ينفِّر الناس بشدّته وقسوته ويقنّطهم من رحمة الله فإنما لخلل في نفسه هو، وإلا فإن رسالة الإسلام رسالة حب وسلام ورحمة وهداية.
يقول الله تعالى (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ))[الأنبياء:107] ، ولهذا أنهى إخواني من الدعاة الذين يهدِّدون الناس بخطبهم ويتوعَّدونهم وكأن الرحمة والعذاب بأيديهم، والبعض يتكلم للناس بمثالية وتعالٍ، وكأنه في برج عالٍ أو من فصيلة أخرى لا يذنب ولا يخطئ، والله يقول: (( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا ))[النور:21].
لماذا لا نعترف بإنسانيتنا وقصورنا وعجزنا؟
ولماذا لا نخاطب الناس على أننا مثلهم وهم مثلنا كلّنا بشرٌ نصيب ونخطئ، نذنب ونستغفر، ننجح ونخفق، لا أحد منّا يملك الوصاية المطلقة على الإسلام، ولا أحد منّا هو الناطق الرسمي الوحيد باسم بالدِّين، فليس عندنا في الإسلام (بابا) ولا (ماما) كلّنا أهل رسالة ربّانّية عالمية هي رسالة سلام وإخاء وبشرى وهداية ورحمة، لا أحد أذكى ولا أطهر ولا أنبل ولا أكرم من محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا ذكّره ربه بالأسلوب الجميل في الدعوة فقال: (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ))[آل عمران:159] إن كلمات الوعيد والتهديد في الموعظة والتّنفير والحِدّة المتناهية معناها أن المتكلم لم يفهم إلى الآن مقاصد هذه الشريعة المحمدية، فهو يتكلم على حسب طبيعته هو المركَّبة من الفظاظة والغلظة والقسوة، فأخذ يعبِّر عن الإسلام لكن بفكرته التشاؤمية السوداوية وكيف يصغي لخطابنا من نخبره أنه شرّير وأن الله لا يغفر له وأن النار تنتظره ونمطره صباح مساء بالويل والثبور وعظائم الأمور، مع العلم أن الكتاب والسنة بشَّرا بالتوبة واللطف من الله والرحمة الواسعة والمستقبل الجميل والمنقلب الحسن (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))[الزمر:53] إن مفاتيح الجنّة بيد الله وحده جل في علاه، وهو الذي خلقنا من تراب وعلم ضعفنا، وهو غني عنّا ومع ذلك دعانا بالرفق واللين ووعدنا رحمته وهو ارحم الراحمين فكيف يأتي بعضنا يستعرض علينا قدراته البيانية وملكاته الخطابية ويحاصرنا بالتّبكيت والتأنيب والتّسفيه والتّجهيل؟ وفي الحديث الصحيح أن رجلاً عابداً نصح أحد العصاة فلم يستجب له العاصي، فقال العابد للعاصي: والله لا يغفر الله لك، فقال الله تعالى: من الذي يتألَّى عليَّ؟ أشهدكم أني غفرت لهذا العاصي وأحبطتُ عمل هذا العابد.
إذاً أيها الإخوة الفضلاء دعونا نقدِّم بشرى للناس لهذا الدِّين الخاتم ونجعله حلاًّ لمآسيهم ومشكلاتهم؛ لأن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم جاء كما وصفه ربُّه (( وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ))[الأعراف:157] فمهمَّته إزالة العُسر والمشقة والعنت وإدخال السرور والأمن والرضا والسكينة، إن ديننا العظيم بريء من كهنوت الكنيسة التي تدعو إلى قتل الإنسانية في الإنسان وتحريم ما أحلَّه الله ونسف مباهج الحياة وإلغاء إشراق الروح، ولهذا قال الله عنهم (( وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ ))[الحديد:27] فديننا غذاء للعقل وزاد للروح ومتعة للعاطفة، ورسالتنا حياة للجسم ونور للقلب وسعادة للدنيا وفوز في الآخرة وإصلاح للفرد واستقامة للأمة، فهو توازنٌ بين الحقوق والواجبات، والفرائض والنوافل، والمكاسب والمواهب، والأخذ والعطاء؛ لأنه نزل بميزان العدل (( أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ))[الرحمن:8] فلا بد لمن يدعو للهداية أن يفهم دين الله وأن يتفقَّه في شريعته سبحانه ليدعو إلى الله على فهم عميق كما قال تعالى: (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ))[يوسف:108].