إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. عن العباس ، رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: (يا عم يا عباس سل الله العفو والعافية، وقام أبو بكر الصديق على المنبر ثم بكى فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ثم بكى فقال: سلوا الله العفو والعافية، فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية) (1) . فالعافية تكون: في الأبدان، وفي الأديان، وفي البلدان. فالعافية في الأبدان: صحة، وقوة، ونشاط. والعافية في الأديان: سلامة اتجاه، ومنهج. والعافية في البلدان: أمن، ورخاء، وازدهار. أحبتي في الله: في هذه الصفحات القادمة سوف أورد أحاديث كتاب المرض من صحيح البخاري مع شرح موجز لكل منها.. لنخرج منها بالفائدة. * قال البخاري : كتاب المرض، (باب) ما جاء في كفارة المرض: فالمرض: كفارة، والمسلم لا يأتيه شيء يصيبه إلا كفر الله به عنه من الخطايا، فكل ما أصابك فهو كفارة، فاحتسبه في ميزان الواحد الأحد. قال: وقول الله تعالى: ((مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ))، هذه الآية أبكت أبا بكر الصديق وهو بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم. فقال صلى الله عليه وسلم: (ما لك؟ . قال: يا رسول الله، يقول الله عز وجل: ((مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ))، وكيف العمل بعد هذه الآية، كلفنا من الأعمال ما نطيق، ولكن كيف نعمل بعد هذه الآية؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: غفر الله لك يا أبا بكر ؟ ألست تمرض؟ ألست تحزن؟ ألست تهتم؟ ألست تغتم؟ . قال: بلى يا رسول الله. قال: فذلك كفارة) (1) . فالحمد لله الذي جعل هذه الأمور لنا كفارة، وإلا فخطايانا قد ملأت السهل والحدب، وإن لم تدركنا رحمة الله، وعفو الله، وكرم الله فقد هلكنا. فكل ما يصيب المسلم فهو كفارة، وابن عباس عاش ليلة طويلة، بطيئة النجوم، هادئة السحر، يبكي مع هذه الآية حتى الصباح. قال البخاري : عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها) (1) . وهذه بشرى تزف لكل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر.. وأما الآية: ((مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ))، ففيها قضايا. القضية الأولى: هل كل من عمل سوء سوف يجزى به؟ والجواب: لا، قال تعالى: ((وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ))، أي: عن كثير من السيئات، التي تستوجب النكال والعذاب في الدنيا والآخرة، لكن الله يعفو سبحانه وتعالى، بكرمه، ويغفرها. القضية الثانية: قوله تعالى: ((وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا))، فما مناسبة الجمع بين (الولي) و (النصير)؟ والجواب: أن الولي هو: من تولاك وتوليته..، والنصير هو: الذي ينصرك دون ولاية.. القضية الثالثة: هل الجزاء كفارة أم رفع للدرجات؟ قول الجمهور: أن المرض كفارة، وليس رفعاً للدرجات، واستدلوا على ذلك بأحاديث، وآيات منها: هذه الآية: ((مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ))، ولم يقل، يرفع درجته، ويثاب. ومنها الحديث الصحيح: (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة). والحديث الثالث الصحيح: (يا أبا بكر ، ألست تمرض وتهتم وتغتم، فإن ذلك كفارة) (1) . فالراجح، إن شاء الله: أن الجزاء كفارة. قيل لـأبي عبيدة وهو مريض: رفع للدرجات. قال: لا، والله، لكنه حط للسيئات. فالذي يظهر، والله أعلم، أن من أصابه مرض، فقد حط من سيئاته على حسب هذا المرض، ولذلك فرح الصالحون بالمرض، قال أبو الدرداء رضي الله عنه: [أحب ثلاثة يكرهها الناس: أحب الفقر؛ لأن فيه مسكنة لربي، وأحب المرض؛ لأن فيه كفارة لخطيئتي، وأحب الموت؛ لأن فيه لقاء لربي]. وفي الحديث: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه) (1) . قال حافظ الحكمي ، رحمه الله، في منظومته البديعة الرائعة سلم الوصول : ومن لقاء الله قد أحب كان له الله أشد حبا
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. عن العباس ، رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: (يا عم يا عباس سل الله العفو والعافية، وقام أبو بكر الصديق على المنبر ثم بكى فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ثم بكى فقال: سلوا الله العفو والعافية، فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية) (1) . فالعافية تكون: في الأبدان، وفي الأديان، وفي البلدان. فالعافية في الأبدان: صحة، وقوة، ونشاط. والعافية في الأديان: سلامة اتجاه، ومنهج. والعافية في البلدان: أمن، ورخاء، وازدهار. أحبتي في الله: في هذه الصفحات القادمة سوف أورد أحاديث كتاب المرض من صحيح البخاري مع شرح موجز لكل منها.. لنخرج منها بالفائدة. * قال البخاري : كتاب المرض، (باب) ما جاء في كفارة المرض: فالمرض: كفارة، والمسلم لا يأتيه شيء يصيبه إلا كفر الله به عنه من الخطايا، فكل ما أصابك فهو كفارة، فاحتسبه في ميزان الواحد الأحد. قال: وقول الله تعالى: ((مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ))، هذه الآية أبكت أبا بكر الصديق وهو بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم. فقال صلى الله عليه وسلم: (ما لك؟ . قال: يا رسول الله، يقول الله عز وجل: ((مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ))، وكيف العمل بعد هذه الآية، كلفنا من الأعمال ما نطيق، ولكن كيف نعمل بعد هذه الآية؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: غفر الله لك يا أبا بكر ؟ ألست تمرض؟ ألست تحزن؟ ألست تهتم؟ ألست تغتم؟ . قال: بلى يا رسول الله. قال: فذلك كفارة) (1) . فالحمد لله الذي جعل هذه الأمور لنا كفارة، وإلا فخطايانا قد ملأت السهل والحدب، وإن لم تدركنا رحمة الله، وعفو الله، وكرم الله فقد هلكنا. فكل ما يصيب المسلم فهو كفارة، وابن عباس عاش ليلة طويلة، بطيئة النجوم، هادئة السحر، يبكي مع هذه الآية حتى الصباح. قال البخاري : عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها) (1) . وهذه بشرى تزف لكل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر.. وأما الآية: ((مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ))، ففيها قضايا. القضية الأولى: هل كل من عمل سوء سوف يجزى به؟ والجواب: لا، قال تعالى: ((وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ))، أي: عن كثير من السيئات، التي تستوجب النكال والعذاب في الدنيا والآخرة، لكن الله يعفو سبحانه وتعالى، بكرمه، ويغفرها. القضية الثانية: قوله تعالى: ((وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا))، فما مناسبة الجمع بين (الولي) و (النصير)؟ والجواب: أن الولي هو: من تولاك وتوليته..، والنصير هو: الذي ينصرك دون ولاية.. القضية الثالثة: هل الجزاء كفارة أم رفع للدرجات؟ قول الجمهور: أن المرض كفارة، وليس رفعاً للدرجات، واستدلوا على ذلك بأحاديث، وآيات منها: هذه الآية: ((مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ))، ولم يقل، يرفع درجته، ويثاب. ومنها الحديث الصحيح: (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة). والحديث الثالث الصحيح: (يا أبا بكر ، ألست تمرض وتهتم وتغتم، فإن ذلك كفارة) (1) . فالراجح، إن شاء الله: أن الجزاء كفارة. قيل لـأبي عبيدة وهو مريض: رفع للدرجات. قال: لا، والله، لكنه حط للسيئات. فالذي يظهر، والله أعلم، أن من أصابه مرض، فقد حط من سيئاته على حسب هذا المرض، ولذلك فرح الصالحون بالمرض، قال أبو الدرداء رضي الله عنه: [أحب ثلاثة يكرهها الناس: أحب الفقر؛ لأن فيه مسكنة لربي، وأحب المرض؛ لأن فيه كفارة لخطيئتي، وأحب الموت؛ لأن فيه لقاء لربي]. وفي الحديث: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه) (1) . قال حافظ الحكمي ، رحمه الله، في منظومته البديعة الرائعة سلم الوصول :
ومن لقاء الله قد أحب كان له الله أشد حبا