لا يصلح الظاهر إلا بالقيام بصلاح الباطن، وإذا ظهر صلاح الظاهر تبين أن الباطن في الغالب في نقاء وصلاح. وتتفاوت الأعمال بتفاضلها بحسب ما قام في الباطن من تعظيم ومحبة وخشية؛ وقد يقوم بالعمل الظاهر شخصان وبينهما من التفاضل جراء ذلك العمل كما بين السماء والأرض، ولذلك قال الإمام ابن القيم رحمه الله: فهذا المصلي لا يستوي والحاضر القلب المقبل على الله تعالى في صلاته الذي قد أشعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه فامتلأ قلبه من هيبته وذلت عنقه له واستحيا من ربه تعالى أن يقبل على غيره أو يلتفت عنه وبين صلاتيهما كما قال حسان عطية : إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة وإن ما بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض وذلك أن أحدهما مقبل على الله عز وجل، والآخر ساه غافل ( الوابل الصيب (34) . ) . ويقول الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح حديث: { ... أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً } ( متفق عليه ) : "إن فيه إشارة إلى أن صلاح حركات العبد بجوارحه، واجتنابه للمحرمات، واتقاءه للشبهات بحسب صلاح حركة قلبه، فإن كان قلبه سليماً ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يحبه الله وخشية الله وخشيته الوقوع فيما يكرهه؛ صلحت حركات الجوارح كلها، ونشأ عن ذلك اجتناب المحرمات كلها، وتوقي الشبهات حذرًا من الوقوع في المحرمات. وإن كان القلب فاسدًا قد استولى عليه اتباع هواه وطلب ما يحبه ولو كرهه الله؛ فسدت حركات الجوارح كلها، وانبعث إلى كل المعاصي والمشتبهات بحسب اتباع الهوى هوى القلب " ( جامع العلوم والحكم 1 / 210 . ) . وقال شيخ الإسلام: " فَالْقَلْبُ يَعْقِلُ الْأَشْيَاءَ بِنَفْسِهِ إذْ كَانَ الْعِلْمُ هُوَ غِذَاؤه وَخَاصِّيَّتهُ .. فَصَاحِبُ الْعِلْمِ فِي حَقِيقَةِ الْأَمْرِ هُوَ الْقَلْبُ .. كَذَلِكَ مَنْ نَظَرَ إلَى الْأَشْيَاءِ بِغَيْرِ قَلْبٍ أَوْ اسْتَمَعَ إلَى كَلِمَاتِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِغَيْرِ قَلْبٍ فَإِنَّهُ لَا يَعْقِلُ شَيْئًا ؛ فَمَدَارُ الْأَمْرِ عَلَى الْقَلْبِ وَعِنْدَ هَذَا تَسْتَبِينُ الْحِكْمَةُ فِي قَوْله تَعَالَى ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ﴾ ( سورة الحج آية: 46 ) ( مجموع الفتاوى (9 / 312) . ) . ويقول ابن القيم رحمه الله:"أعمال القلوب هي الأصل المراد المقصود، وأعمال الجوارح تبعاً، ومكملة، ... وأما النية فبمنزلة الروح، والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء الذي إذا فارق الروح كمواتها، وكذلك العمل إذا لم تصحبه النية، فحركة عابث، فمعرفة أحكام القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح؛ إذ هي أصلها وأحكام الجوارح متفرعة عنها" ( بدائع الفوائد 3 /224. ) . ومن تأمل الكلام المتقدم تبين له أن أعمال القلوب هي المدار على صلاح الظاهر؛ لأنها هي التي تقوم عليها وهي التي يستقي منها الظاهر مادته واستقامته.
لا يصلح الظاهر إلا بالقيام بصلاح الباطن، وإذا ظهر صلاح الظاهر تبين أن الباطن في الغالب في نقاء وصلاح.
وتتفاوت الأعمال بتفاضلها بحسب ما قام في الباطن من تعظيم ومحبة وخشية؛ وقد يقوم بالعمل الظاهر شخصان وبينهما من التفاضل جراء ذلك العمل كما بين السماء والأرض، ولذلك قال الإمام ابن القيم رحمه الله: فهذا المصلي لا يستوي والحاضر القلب المقبل على الله تعالى في صلاته الذي قد أشعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه فامتلأ قلبه من هيبته وذلت عنقه له واستحيا من ربه تعالى أن يقبل على غيره أو يلتفت عنه وبين صلاتيهما كما قال حسان عطية : إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة وإن ما بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض وذلك أن أحدهما مقبل على الله عز وجل، والآخر ساه غافل ( الوابل الصيب (34) . ) .
ويقول الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح حديث: { ... أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً } ( متفق عليه ) : "إن فيه إشارة إلى أن صلاح حركات العبد بجوارحه، واجتنابه للمحرمات، واتقاءه للشبهات بحسب صلاح حركة قلبه، فإن كان قلبه سليماً ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يحبه الله وخشية الله وخشيته الوقوع فيما يكرهه؛ صلحت حركات الجوارح كلها، ونشأ عن ذلك اجتناب المحرمات كلها، وتوقي الشبهات حذرًا من الوقوع في المحرمات. وإن كان القلب فاسدًا قد استولى عليه اتباع هواه وطلب ما يحبه ولو كرهه الله؛ فسدت حركات الجوارح كلها، وانبعث إلى كل المعاصي والمشتبهات بحسب اتباع الهوى هوى القلب " ( جامع العلوم والحكم 1 / 210 . ) .
وقال شيخ الإسلام: " فَالْقَلْبُ يَعْقِلُ الْأَشْيَاءَ بِنَفْسِهِ إذْ كَانَ الْعِلْمُ هُوَ غِذَاؤه وَخَاصِّيَّتهُ .. فَصَاحِبُ الْعِلْمِ فِي حَقِيقَةِ الْأَمْرِ هُوَ الْقَلْبُ .. كَذَلِكَ مَنْ نَظَرَ إلَى الْأَشْيَاءِ بِغَيْرِ قَلْبٍ أَوْ اسْتَمَعَ إلَى كَلِمَاتِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِغَيْرِ قَلْبٍ فَإِنَّهُ لَا يَعْقِلُ شَيْئًا ؛ فَمَدَارُ الْأَمْرِ عَلَى الْقَلْبِ وَعِنْدَ هَذَا تَسْتَبِينُ الْحِكْمَةُ فِي قَوْله تَعَالَى ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ﴾ ( سورة الحج آية: 46 ) ( مجموع الفتاوى (9 / 312) . ) .
ويقول ابن القيم رحمه الله:"أعمال القلوب هي الأصل المراد المقصود، وأعمال الجوارح تبعاً، ومكملة، ... وأما النية فبمنزلة الروح، والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء الذي إذا فارق الروح كمواتها، وكذلك العمل إذا لم تصحبه النية، فحركة عابث، فمعرفة أحكام القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح؛ إذ هي أصلها وأحكام الجوارح متفرعة عنها" ( بدائع الفوائد 3 /224. ) .
ومن تأمل الكلام المتقدم تبين له أن أعمال القلوب هي المدار على صلاح الظاهر؛ لأنها هي التي تقوم عليها وهي التي يستقي منها الظاهر مادته واستقامته.