وقت قيام الساعة

الناقل : SunSet | المصدر : al-islam.com

استفاضت الأدلة من الكتاب والسنة على أن وقت قيام الساعة من الأمور الغيبية التي استأثر الله تعالى بعلمها؛ فلم يُطلع عليها أحداً من خلقه كائناً من كان؛ لا ملكاً مقرباً ولا نبيا مرسلاً، فانقطع الطمع في العلم بوقت قيامها؛ أو زمن حصولها.
ولذلك كل من تكلم في ذلك عُلم أنه إنما يتكلف ما لا علم له؛ ولا حجة له فيه.
يقول تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) الآية، وتفسير هذه المفاتح وردت في سورة لقمان، إذ قال تبارك وتعالى : (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، يقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسير آية سورة لقمان : هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها، فلا يعلمها أحد إلا بعد إعلامه تعالى بها؛ فعلم وقت الساعة لا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب، (لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ) [الأعراف: 187]. (تفسير ابن كثير 6/ 352).
وروى البخاري في صحيحه عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ؛ ثُمَّ قَرَأَ: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ).
وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه المشهور بحديث جبريل؛ أن جبريل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال:.. فَأَخْبِرْنِى عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ « مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ».
قال شيخ الإسلام: وَمَعْلُومٌ أَنَّ وَقْتَ قِيَامِ السَّاعَةِ مِمَّا اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّهُ لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ. (مجموع الفتاوى 17/ 419).
ولقد شاء الله تبارك وتعالى أن يجعل علم الساعة غيبا من جملة علم الغيب الذي استأثر بعلمه فلم يطلع عليه أحدا من خلقه؛ وذلك ليبقى الناس من الساعة على حذر دائم، وتوقع مستمر واستعداد كامل لاتخاذ الزاد المناسب لها، فهي الموعد المرتقب للجزاء الكامل، والإيمان بذلك من مقتضيات الإيمان باليوم الآخر.