إن توحيد الربوبية واعتقاد العبد ربوبية الله تعالى للخلق؛ وأنه الخالق الرازق المحيي والمميت؛ غير كاف لنجاة العبد يوم القيامة حتى يضم إليه توحيد الألوهية، وأنه المستحق للعبادة دون ما سواه، لأن توحيد الربوبية لم يكن هو مدار دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام لأممهم، بل كان الدعوة منصبة لإفراد الله تعالى بأحقية العبادة، والعبادةُ هي الغاية المرضية والمحبوبة لله عز وجل وهي الغاية العظمى والمقصود الأسمى؛ فلأجلها خلقت الجنة والنار، وقام سوقهما بين المؤمنين والكفار، ولأجلها أنزلت الكتب، وأرسلت الرسل. والألوهية مأخوذة مِنْ أَلَهَ يَأْلَهُ أُلُوهَةً وَإِلَاهَةً؛ بِمَعْنَى: عَبَدَ عِبَادَةً . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مبيناً أهمية توحيد العبادة: العبادة لله هي الغاية المحبوبة له، والمرضية له، التي خلق الخلق لها كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ ( الذاريات: 56. ) . وبها أرسل جميع الرسل كما قال نوح لقومه: ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ ( الأعراف: 59. ) ... وبذلك وصف ملائكته وأنبياءه فقال تعالى: ﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ ﴾ ( الأنبياء: 19، 20. ) . وذم المستكبرين عنها بقوله: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ ( غافر: 60. ) . ونعت صفوة خلقه بالعبودية له فقال تعالى: ﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً ﴾ ( الإنسان:6 ) وقال: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً ﴾ ( الفرقان: 63 . ) ( العبودية ص(39 - 40). ) . وقد أمر الله عز وجل بأن يوحد بالعبودية ويفرد بالقصد والطلب، وتظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة في ذلك، فمن ذلك قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ ( البقرة: 21. ) ، وقوله تعالى: ﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾ ( هود:123 ) ، وقوله: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ﴾ ( قريش: 3. ) ، وقوله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ﴾ ( النساء: 36. ) ، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ﴾ ( الأنعام: 151. ) ، وقوله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ﴾ ( الإسراء: 23. ) ، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ ( الذاريات: 56. ) . أما من السنة فمن ذلك ما رواه الشيخان - البخاري ومسلم - عن معاذ رضي الله عنه قال: { كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟. قلت: الله ورسوله أعلم. قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا. قلت: أفلا أبشر الناس؟. قال: لا تبشرهم فيتكلوا } . والعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى؛ من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. فمدار توحيد الألوهية هو إخلاص التعبد والقصد لله تعالى؛ فلا يُشرك معه في العبادة كائنا من كان؛ لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا ولي صالح
إن توحيد الربوبية واعتقاد العبد ربوبية الله تعالى للخلق؛ وأنه الخالق الرازق المحيي والمميت؛ غير كاف لنجاة العبد يوم القيامة حتى يضم إليه توحيد الألوهية، وأنه المستحق للعبادة دون ما سواه، لأن توحيد الربوبية لم يكن هو مدار دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام لأممهم، بل كان الدعوة منصبة لإفراد الله تعالى بأحقية العبادة، والعبادةُ هي الغاية المرضية والمحبوبة لله عز وجل وهي الغاية العظمى والمقصود الأسمى؛ فلأجلها خلقت الجنة والنار، وقام سوقهما بين المؤمنين والكفار، ولأجلها أنزلت الكتب، وأرسلت الرسل.
والألوهية مأخوذة مِنْ أَلَهَ يَأْلَهُ أُلُوهَةً وَإِلَاهَةً؛ بِمَعْنَى: عَبَدَ عِبَادَةً .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مبيناً أهمية توحيد العبادة: العبادة لله هي الغاية المحبوبة له، والمرضية له، التي خلق الخلق لها كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ ( الذاريات: 56. ) . وبها أرسل جميع الرسل كما قال نوح لقومه: ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ ( الأعراف: 59. ) ... وبذلك وصف ملائكته وأنبياءه فقال تعالى: ﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ ﴾ ( الأنبياء: 19، 20. ) .
وذم المستكبرين عنها بقوله: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ ( غافر: 60. ) .
ونعت صفوة خلقه بالعبودية له فقال تعالى: ﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً ﴾ ( الإنسان:6 ) وقال: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً ﴾ ( الفرقان: 63 . ) ( العبودية ص(39 - 40). ) .
وقد أمر الله عز وجل بأن يوحد بالعبودية ويفرد بالقصد والطلب، وتظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة في ذلك، فمن ذلك قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ ( البقرة: 21. ) ، وقوله تعالى: ﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾ ( هود:123 ) ، وقوله: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ﴾ ( قريش: 3. ) ، وقوله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ﴾ ( النساء: 36. ) ، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ﴾ ( الأنعام: 151. ) ، وقوله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ﴾ ( الإسراء: 23. ) ، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ ( الذاريات: 56. ) .
أما من السنة فمن ذلك ما رواه الشيخان - البخاري ومسلم - عن معاذ رضي الله عنه قال: { كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟. قلت: الله ورسوله أعلم. قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا. قلت: أفلا أبشر الناس؟. قال: لا تبشرهم فيتكلوا } .
والعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى؛ من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. فمدار توحيد الألوهية هو إخلاص التعبد والقصد لله تعالى؛ فلا يُشرك معه في العبادة كائنا من كان؛ لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا ولي صالح