تشير الإحصائيات العالمية إلي حدوث الذبذبة الأذينية بنسبة تتراوح بين1 و5 في الألف من كل سكان العالم, وتزيد هذه النسبة مع تقدم العمر.
وكذلك عند مرضي ضغط الدم وقصور الشريان التاجي المصحوب بضعف عضلة القلب حيث يكون هؤلاء المرضي معرضين لمخاطر الجلطات الدموية وحالات السكتة الدماغية التي تصيب3 ملايين حالة سنويا بالعالم. وأهم أسباب حدوث هذه الحالة- كما يوضح الدكتور رامز جندي أستاذ ورئيس قسم القلب بطب عين شمس ـ هي ارتفاع ضغط الدم في المراحل العمرية المتقدمة, مع إمكانية أن يصاب بها صغار السن أيضا, خاصة في مصر حيث ترتفع معدلات الإصابة بالحمي الروماتيزمية في الصغر, وقد تصيب أيضا مرضي تضخم عضلة القلب ومرضي هبوط وظائف القلب وعند المصابين بنشاط زائد للغدة الدرقية. وفي20% من الحالات, لا يكون هناك أي سبب مرضي ظاهر لحدوثها, وعندئذ تسمي بالذبذبة الأذينية الأولية, ومن أهم المشاكل التيأهم أسبابها ارتفاع الضغط في سن صغيرة تسببها هذه الحالة أنها تؤدي إلي شبه ركود للدم داخل الأذينين مما قد يتسبب في حدوث جلطات داخل تجويف الأذينين, وتكون هذه الجلطات قابلة للمرور مع سريان الدم إلي الشرايين الحيوية بالجسم مثل شرايين المخ وتسبب جلطة المخ المعروفة بالسكتة الدماغية. وقد تمر هذه الجلطات إلي شريان العين فتسبب فقدان البصر, لذا يعتمد أهم جزء في علاج الذبذبة الأذينية علي تناول أدوية خاصة تسبب سيولة بالدم لمنع تكون الجلطات داخل الأذينين. وتعد مضادات فيتامين ك من أهم الأدوية التقليدية, حيث يمكنها منع تكون الجلطات بكفاءة عالية, ولكن يعيبها أنها تتطلب عمل تحليل دوري كل أسبوعين تقريبا لضبط درجة السيولة, حيث تؤدي زيادة نسبة السيولة إلي نزيف قد تكون عواقبه وخيمة, ومن ناحية أخري فإن قلة السيولة قد تؤدي لتكون الجلطات. من ناحية أخري, فإن هذا العلاج قد تتأثر فاعليته بتناول أدوية أخري أو حتي نوعيات معينة من الغذاء. وقد ظهرت حديثا نوعية أخري من العلاجات المضادة لأحد عوامل تجلط الدم الأخري, هي مادة السرنيين الموجودة بالدم البشري والمسئولة عن إكمال عملية تجلط الدم, ونظرا لثبات جرعة العلاج في هذه الحالة, فهي لا تتطلب من المريض إجراء أي تحاليل دورية لضبط معدل السيولة, وتشير نتائج الدراسات التي أجريت علي مدي4 سنوات وشملت أكثر من18 ألف مريض من44 دولة إلي فاعلية هذه الطريقة الجديدة في منع تكون جلطات المخ لمرضي الذبذبة الأذينية, مع انخفاض واضح بنسبة تزيد علي20% في حالات النزف. ويوضح الباحث الرئيسي في هذه الدراسة أن هناك3 ملايين شخص في العالم يعانون السكتة الدماغية وجلطات المخ التي تحدث بسبب الذبذبة الأذينية.