استمرت ردود الفعل الاسلامية الغاضبة تجاه تزامن مشاركة المستشارة الالمانية «انجيلا ميركل» فى تكريم رسام الكاريكاتور الدنماركى المسئ للرسول، إضافة الى عزم قس كنيسة امريكية احراق مئات المصاحف احياء لذكرى هجمات 11 سبتمبربعد غدا السبت، وحذر علماء الازهر من الاقدام على هذه الخطوة التى وصفوها بـ"الارهاب الدينى" ، كما أدانت رابطة العالم الاسلامى هذا التهديد الذى وصفته بـ"الاحمق" . ووصف علماء الازهر عزم القس الامريكى إحراق مئات المصاحف بأنه "عمل إرهابى" ويثير مشاعر الغضب فى كل أنحاء العالم الاسلامى ، وقال الدكتور «محمد رأفت عثمان» عضو مجمع البحوث الاسلامية ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا : هذا "الكاهن المتهور" يفضح نفسه ويتبرأ دونما يدرى من مبادئ المسيحية السمحة وهذا التوجه" الشائن الأحمق" يتصادم مع ماهو شائع عن السيد المسيح والمسيحية من تسامح . كما أدان «عثمان» بشدة تزامن مشاركة «ميركل» فى تكريم رسام الكاريكاتور الدنماركى مع تهديدات القس الامريكى بحرق المصحف، مؤكدا ان هذا التصرف يزيد مشاعر الاحتقان والغضب فى نفوس المسلمين فى مختلف انحاء العالم . وقال الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الاسلامية أنه في حال نفذت الكنيسة الامريكية خطتها بحرق مئات المصاحف فإن هذا الامر يؤدي الى "تخريب" العلاقات بين واشنطن والعالم الاسلامي، ولو عجزت الحكومة الأمريكية عن وقف هذا سيكون (حرق المصحف) احدث صيحة في "الارهاب الديني" . وأضاف «بيومى» : أما تكريم ميركل للرسام الدنماركى فهذا يمثل "ازدواجية الشخصية الاوربية" التى لاتملك ثباتا فى الشخصية لأنه "شخصية مضطربة " ويدل على اضطرابها موقفها هذا فعلى الرغم من ادانتها لحرق المصحف الا انها تكرم فى نفس الوقت رسام الكاريكاتور الدنماركى المسئ للنبى صلى الله عليه وسلم . وأكد الدكتور «جودة عبد الغنى بسيونى»، عميد كلية الشريعة بجامعة الازهر أن اعلان هذا القس الامريكى بحرق المصحف ليس جديدا فى اطار الحرب المشتدة ضد الاسلام والمسلمين ، قائلا :هذا الاسلوب لا أخلاقى ولا دينى ونوع من "التطرف والعداء غير المبررضد الاسلام " ، و كل أفعال هؤلاء المتطرفون تذهب هباء منثورا ويبقى الاسلام خير الاديان والدين الخاتم ومهما فعلوا فغن الاسلام يعلو ولا يعلى عليه . ووصفت الدكتورة «سعاد صالح»، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر تصريحات القس الامريكى بـ"العمل الارهابى" الذى يشجع على العمليات العدائية المضادة ضد الولايات المتحدة والذى سيكون بمثابة "دفاع عن العقيدة " . فى سياق متصل طالبت رابطة العالم الإسلامي المنظمات والمراكز والجمعيات الإسلامية في الولايات المتحدة باتخاذ الوسائل القانونية لمنع القس تيري جونز راعي إحدى الكنائس في ولاية فلوريدا الأمريكية ، وكنيسته وأتباعه من ارتكاب جريمة حرق المصحف الشريف . وأدانت الرابطة دعوة القس إلى جعل يوم الحادي عشر من سبتمبر من كل عام يوما عالميا لإحراق القرآن الكريم واستنكرت اعتزام كنيسته حرق نسخ من المصحف الشريف مساء بعد غد السبت . وحذرت من خطورة ذلك على العلاقات بين الشعوب في العالم . ووصف الأمين العام للرابطة الدكتور «عبد الله بن عبدالمحسن التركى» الإقدام على إحراق القرآن الكريم بأنه عدوان وقح على رسالة الإسلام واعتداء سافر على مسلمي العالم وهم مليار ونصف المليار على مستوى العالم . وكانت كنيسة "دوف وورلد اوتريتش سنتر" البروتستانتية في جينسفيل (فلوريدا، جنوب شرق) قد أعلنت عزمها على احراق مئات المصاحف علنا بعد غد في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، في خطوة لاقت ادانات في داخل الولايات المتحدة وخارجها على حد سواء.