1. يجب أن تضع نفسك في الرسالة فاقد الشئ لايعطيه، فإذا لم تشتمل رسالتك على نفسك فلن تستطيع أن تستمر في السعي لتحقيقها، وستعاني من التعاسة في حياتك الشخصية، وستسوء الأمور وتزداد سوء يوماً بعد يوم لأنك لم ترى نفسك وهذا الخطأ يقع فيه كثير منا حيث يظن أن هذه دعوى للأنانية وحب الذات وهو عندما يقدم كل التضحيات من أجل الأخرين دون أن يقدم لنفسه شئ فانه بذلك يكون انسان كريم ومخلص ووفي، ولكنه في الحقيقة يكون انسان ظالم نعم بل أنه أظلم الناس لأن أظلم الناس كما قال رسولنا الكريم هو من ظلم نفسه، وإذا راجعت حياتك أنت ومن حولك ستجد الكثير من الأمثلة على ذلك وقد تكون أنت كذلك ولعلك لاتدري هل قدمت الكثير من التضحيات لأي من اخوتك أو أصدقائك على حساب نفسك ثم بعد ذلك فوجئت بتصرف هذا الأخ أو الصديق بطريق أنانية يبحث فيها عن مصلحته الشخصية ولايضع اعتبار لما قدمت له أو حتى لم يقدم لك الشكر أو ينكر معروفك الذي قدمت بالتأكيد ستجد الكثير من هذه الأمور، والحقيقة التي ستفاجئ بها أن العيب ليس في أخوك أو صديقك، بل العيب الحقيقي بك أنت.. نعم العيب بك أنت، لأنك لم تكن تحب نفسك بالقدر الكافي وقدمت كل ما تملك وأكثر للأخرين وضحيت بوقتك وجهدك ومالك وصحتك وأهملت عملك وظلمت أسرتك وكل من حولك دون أن تدري في سبيل تقديم شئ في الغالب لم يطلب منك.. ولكن الحقيقة أنك قدمته ظنا منك أن هذا هو الصواب، وقد يكون دافعك في هذا حب الخير أو الكرم أو حبك للغير أو شعور بنقص تريد أن تعوضه أو ليقال عنك كذا وكذا ولكن الحقيقة أنك تهرب من مواجهة الحقيقة.. انك تخاف من مواجهة ذاتك وأنك تكره ذاتك لسبب ما قد يكون لعيب في أسلوب تربيتك، أو لعيب في شخصيتك أو لأي سبب كان، الحقيقة الوحيدة أنك تهرب من تحقيق أحلامك بالعطاء اللامحدود للاخرين المهم أنك يجب أن تحب نفسك وتبحث عن ذاتك في رسالتك وخططك وأحلامك وأن تشتمل رسالتك على ذاتك وأن تكون جزء من هذه الرسالة، وهذه سنة الله في الكون حتى في الدعوى لدين الله.. قال تعالى لسيدنا محمد في أول ما نزل من القرآن: لاتطعه واسجد واقترب.. وقال تعالى: وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين.. ثم أمره أن يدعو العالمين كافة قال تعالى: وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً هذه هي الحقيقة التي يجب أن تواجهها وتعترف بها.. يجب أن تقدم لنفسك شئ ويجب أن تحب نفسك أكثر مما تحب الأخرين ويجب أن تراها في رسالتك وخططك واحلامك وإلا لن تستمر وستعود لدائرة التخبط ومتاهة الفشل مرة بعد مرة، وتذكر دائما أنه عندما تنجح فسيستفيد المقربين لك من نجاحك أيضاً وقد قال رسولنا الكريم: إن لنفسك عليك حقًا ******* 2. يجب أن تشتمل رسالتك على الآخرين أيضاً فيجب أن يكونوا جزء منها، فالانسان بطبيعته التي فطره الله عليها كائن اجتماعي لايستطيع أن يعيش بمفرده ولا أن يحيى لذاته فقط، فمن يفعل ذلك يشعر بالاحباط وتخور قواه مع مرور الزمن لأنه يفتقد الحياة الطبيعية التي لاتعرف التوازن بين حبه لذاته وحب الاخرين ومهما حقق من نجاحات فلا يشعر أبداً بالسعادة ويسير بنفسه نحو هاوية الفشل والتعاسة وهذا التوازن بين الذات والآخرين تجده في أعظم الرسالات وهي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى حيث قال: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ يوسف:108 إذًن، ضمّن الآخرين في الرسالة، فأنت ضمِّن الآخرين مع نفسك في الرسالة وقال رسولنا الكريم: لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ******* 3. يجب أن تكون رسالتك واقعية يجب أن تكون رسالتك واقعية يمكن تحقيقها فلا تكن كمن حلم بالمدينة الفاضلة، لأن ذلك ضد طبيعة البشر فالملائكة فقط لايخطئون الواقعية هنا ليس المقصود بها أيضاً الواقع المادي الذي تعيش فيه وإلا لما حقق المخترعين العظام ما حققوه، فهم حلموا بتحقيق شئ لم يكن موجود بالواقع الذي عاشوا فيه وكان ذلك خيال بالنسبة لمن حولهم مثل اختراع الطائرات والتلغراف والتليفون والكثير من الاختراعات *******والان يا صديقي عرفنا أهم الأمور التي يجب أن تتوفر في رسالتك في الحياة، وكل ما عليك أن تقوم الان إلى الأجندة الخاصة بك وتقوم بتعديل رسالتك إذا كانت تحتاج إلى تعديل وتضع نفسك والآخرين في رسالتك وأن تكون هذه الرسالة واقعية.. وللحديث بقية *******