التحليل السلوكى للمخادعين فى دنيا البشر علامات التوتر النفسى التى تظهر على وجة وجسد شخص ما قد تكون هى السبب الرئيسى فى إتخاذ إجراءات الحيطة والحذر منة. فأحيانا ما يستشعر الإنسان شيئآ تجاة من يحاولون خداعه، وهذا الشعور ما هو إلا قدرة غريزية فى الإنسان أو موجودة فى اللاوعى على قراءة لغة الجسم للمتعاملين معة والتى قد تفضح محاولات الخداع للوصول الى هدف أو مكسب غير مشروع. على الفرد فى هذا الزمان أن يتبع أساليب التحليل السلوكى عند التعامل مع الآخر بالبحث عن ردود الأفعال الفسيولوجية والنفسية للآخرين المتعاملين معة لتفشى أساليب الخداع بين البشر وتدنى المعيار القيمى لكثيرين،... ومن معطيات التحليل السلوكى أنة عندما يكذب الفرد فإن ذلك يؤدى الى : 1. نوع من التوتر والضغط النفسى الداخلى، وهذا التوتر يؤدى الى تنشيط عصبى يدفع الجسم لتشغيل آليات القتال أو الهروب للجسم. 2. يزداد معدل ضربات القلب ويتصبب العرق، ويعاد توجية سير الدم والأنشطة الداخلية الأخرى بالجسم لزيادة كمية الإدرينالين فى الدم وكذا زيادة إنتاج كمية كرات الدم الحمراء فى الدم. هذة التغيرات الداخلية تؤدى الى عدد من التصرفات الخارجية والمؤشرات التى تنبئ بأن الشخص محل التعامل يقع تحت ضغط نفسى، وهذا الأمر يمكن الفرد من إكتشاف التوتر العصبى الذى يتعرض لة المتعامل معة، على أن يراعى أن ردود الأفعال الإنسانية فى المواقف المختلفة قد تحدث نتيجة العديد من الأسباب وانة إذا ما ظهرت عدة مؤشرات مختلفة من السلوك المرئى فى وقت واحد قد يستخلص منها تعرض من يتم التعامل معة الى ضغط نفسى وتوتر عصبى قد يكشف من خلالة سلوك غير مشروع أو مخادعة للحصول على مكسب غير مشروع سواء فى مجال العمل أو فى مجال العلاقات الإنسانية على وجه العموم. العامل الرئيسى فى إكتشاف المخادعة لا يتمثل فى مجرد ملاحظة التصرفات السلوكية المعينة، وإنما ملاحظتها من حيث خروجها عن المألوف. وقد يكون الخروج عن المألوف بدرجة زائدة وقد يكون بدرجة أقل بشكل لا يتلائم مع الموقف. هذا الإختلاف والتباين فى السلوك الإنسانى يكون بمثابة علامة على محاولة الخداع والسلوك غير المشروع عرفآ أو قانونآ. لذا، على الفرد عند إحساسة بالمخادعة من شخص ما، أن يوجة الية فى البداية أسئلة لاتضر يمكن للمسئول أن يجيب عنها بصدق ثم ينتقل الى توجية أسئلة تحتوى فى مضمونها على قدر من الإتهام فى المجال الذى يتعين فية على الشخص أن يكذب ويلاحظ ردود أفعالة السلوكية والشفهية التى سنتعرض لها بقليل من التفصيل لاحقآ. أولآ: المؤشرات الصوتية أو الشفهية: بالإضافة الى الأنواع المختلف من المؤشرات السلوكية (غير الشفهية) المتصلة بالتغيرلت فى ملامح الوجة وحركات مختلف الأطراف بالجسم، توجد هناك أيضآ عدة مظاهر تشير بأن هناك توترآ داخليآ يحدث لدى الفرد وأن هناك محاولة للخداع تتمثل فى ما يقولة الفرد والطريقة التى يقولة بها. 1. نبرة الصوت : تعتبر نبرة الصوت أكثر دقة من تعبيرات الوجة أو لغة الجسم حيث لا يسمع الناس أصواتهم بنفس الطريقة التى يسمعها الآخرون، ومن ثم لا يدركون التغيرات الصوتية فى أصواتهم ولا يلاحظونها وكذا التغيرات التى تحدث فى الطريقة التى يقولون بها شيئآ ما وبالتالى هم أقل قدرة على التحكم فى أصواتهم. عندما يكون الفرد تحت ضغط نفسى وهو يقوم بعمل غير مشروع عرفآ أو قانونآ فإن نغمة صوتة قد تكون أعلى من المعتاد وكذا قد تتغير نغمة الصوت فالخوف مثلآ قد يؤدى الى تغير نبرة الصوت فتصبح خشنة أو تصبح أكثر نعومة كمحاولة لخداع المتحدث الية وتهدئتة. فى كلتا الحالتين السابق الإشارة اليهما التغير فى نبرة الصوت هو المؤشرعلى حدوث توتر داخلى ينبئ عن إحتمالية كبيرة لمحاولة الخداع. 2. كمية أو معدل الكلام كمية أو معدل الكلام من المؤشرات التى تثير الشك وتنبئ عن توتر المتحدث وأحتمالية محاولته خداع المتحدث الية. كما سبق أن ذكرنا ، ان الشخص لا يسمع صوتة كما يسمعة الآخرين وبالتالى عند توترة وحدوث ضغط نفسى لدية فإن نبرة صوتة قد تكون أعلى من المعتاد أو أقل لدرجة أن المستمع يصعب علية تحديد عباراتة خاصة عند توجية أسئلة الية. فى حالة التوتر والرغبة فى سرعة إنهاء الحوار مع المتحدث الية يلاحظ الفرد ان معدل الكلام يتأثر إما بالزيادة وإما بالنقص، فعلى سبيل المثال يحاول الشخص ان يتكلم بسرعة عالية وقد يصاحب ذلك تقديم معلومات متفرقة لا تتصل مباشرة بموضوع الحديث، وفى حالات أخرى تنخفض سرعة الكلام لدى المتحدث ويتردد مرات كثيرة فى إجاباتة على الأسئلة لمحاولتة مراجعة الإجابات على الأسئلة قبل ان يقولها حتى يتأكد من تناسقها وإحكام عملية سردها. على أى الأحوال، فإن حالة التوتر الداخلى التى تصيب الأنسان قد تؤدى الى تغيير أسلوبة العادى فى الكلام ولتمييز محاولات الخداع فعلى الفرد الإهتمام بالطريقة التى يتحدث بها الفرد محل الإشتباة أكثر من إهتمامة بمضمون مايقال. 3. الخيوط الشفاهية أو الكلامية من كلمات الشخص نفسة يمكن إكتشاف حالة التوتر الداخلى الى يواجهها، فمن المؤشرات الكلامية فى هذا الشأن إستخدام عبارات مثل ( بصدق ، بشرف ، لكى أكون صريحآ ) وذلك لتعبير الفرد عن مدى صدقة وصراحتة مع المتحدث الية. ومن مجالات السلوك الشفهى او طريقة الكلام ما يعرف باصطلاح " ارتداء القناع " و المقصود بهذا الاصطلاح قيام الشخص بتقديم معلومات كثيرة لا تتصل بالموضوع او المبالغة فى كلامه او فى ردود أفعالة ووضع المتحدث الية دائمآ فى وضع الدفاع. ومن المؤشرات الشفاهية الاخرى أيضآ، (عندما يبدأ الشخص فى تغيير روايتة او كلامه فى خلال الحوار لتبرير سلوك معين تم إكتشافة ) ثانيآ : تعبيرات الوجه / ( نظرة وحركة العينين ) سواء التقت عينى الفرد مع الشخص محل الخداع ام لا تلتقيان اثناء التعامل ليس بالضرورة امرا يثير الشكوك . ففى كثير من الدول و المجتمعات يعتاد الافراد على ان ينظروا الى اسفل عندما يتحدثون الى آخرين خاصة الكبار فى السن أو فى المنصب. و فى مجتعات اخرى يشجع الاتصال المباشر بالعينين , ولاسيما بالنسبة للرجال. المؤشر هنا للخداع هو انقطاع الاتصال البصرى, و الذى يحدث أن المتحدث الية قد يلحق به ضررا من اسئلة تحتاج الى اجابه زائفه او مضللة، فتحدث لدية التعبيرات فى اسلوب الاتصال بالعينين بشكل طبيعى عندما يوجه الانتباه الى شيىء معين ,على سبيل المثال توجية النظر الى أى شى موجود فى المكان, و لايجب ان يعتبر ذلك سلوكا مشكوكا فيه على إطلاقة عندما يحدث. فى ظل الضغط النفسى الناتج عن الكذب تتسع حدقة عينى الشخص كجزء من استجابة الجسم لموقف " القتال / الهروب و هذا المؤشر الممتاز- بالرغم من انه يصعب ملاحظته- يعتبر اكثر وضوحا فى الاشخاص ذوى العيون الرمادية . ومن حركات العين الاخرى التى تبين وجود توتر أو ضغط نفسى الحركة السريعة للعينين , و هو ما يعتبر محاولة للهروب من موقف صعب . التصرفات الاخرى – الوجه و الرأس يعتبر الوجه من اكثر اجزاء الجسم تعبيرا عن احاسيس الشخص. و مع ذلك يعتبر فى نفس الوقت اسهل جزء يتحكم فيه الفرد . فالتغيرات يمكن ان تحدث بسرعة كبيرة، ومن الصعب قراءتها بسبب : التكوين العضلى المركب للوجهولانه قد يعبر عن اكثر من احساس واحد فى نفس الوقت، وسرعة التعبير و القدرة على التعبير عن احساس زائف او غير حقيقى . فعلى سبيل المثال يمكن ان تكون الابتسامة اما حقيقة او زائفة, .. ومن ثم لابد ان توضع فى اطار الموقف الذى يمر به الفرد و المؤشرات السلوكية الاخرى التى تلاحظ (التعبير عن مشاعر غير حقيقية او ردود الافعال الزائفة يعتبر نوعا اخر من ارتداء القناع ) و قد تكتشف تلك المؤشرات لانها تظهر فى الوقت غير المناسب , او لأن التعبير مستمر لفترة اطول من اللازم او يتكرر باستمرار او لانة مبالغ فيه . ومن المؤشرات الأخرى لتعبيرات الوجه الدالة على الضغط النفسى أو التوتر العصبى: الشد العضلى للشفتين، ميل الشخص للمسهما بلسانه، لون الوجه مؤشر هام أيضا, فشحوب الوجه أو حدوث تغيير فى لونه يكشف موقف " القتال / الهروب"وتقوس الحاجبين يمكن ان يكون علامة على التوتر العصبى والمفاجاة، والنبض الواضح للشريان الاورطى فى الرقبة، أو بروز الحنجرة يمكن ملاحظة فى حالات التوتر الحادة . وحركة الرأس ووضعها فى حد ذاتها , ولاسيما حينما لا يكون الشخص منتبها الى ذلك , يمكن أن يكشف أيضا محاولات الخداع . واذا كانت الرأس مائلة على جانب واحد فان هذا الوضع يبين التعاون من ناحية الشخص وايمانه بما يقوله ويعبر عنه . وحركة الرأس من جانب لاخر تعتبر بمثابة تعبير عن نفس ما يقال . أما حركة الايماء بالرأس فتعنى الموافقة . وخفض الرأس وشد الذقن يمكن أن يعنى الانسحاب من موقف ينطوى على تهديد للشخص . · والتثاؤب يمكن أن يكون ناتجا لا من الملل أو التعب فحسب وانما يمكن أن يكون أيضا نتيجة للقلق والتوتر العصبى . · والعرق الواضح على الحاجبين والاجزاء الاخرى من الوجه يمكن أن يكون أيضا مؤشرا على العصبية والاجهاد النفسى . ثالثا : حركات الجسم ان دراسة مؤشرات الخداع تعتمد على حقيقة مفادها أن الجسم يكون عادة فى حالة توازن وعندما يحاول شخص ما الخداع تحدث زيادة فى درجة التوتر ، مما يجعل الشخص أقل اتزانا، وأم هناك حاجة لتقليل التوتر واستهلاك الطاقة التى ولدتها عملية تنشيط الية أو ميكانيزم " القتال / الهروب " . وأفضل طريقة لعمل ذلك هى الحركة الجسمانية . ويمكن ان يتم ذلك بالحركات الطفيفة للوجه كما هو مبين أعلاه أو بحركات اكثر وضوحا لليدين والذراعين والرجلين والجسم . وفى بعض الحالات يسبب التوتر العصبى نوعا من انعدام التنسيق أو عدم الدقة فى الحركة . 1) وضع الجسم ان وضع جسم الشخص يمكن أن يكون فى بعض الاحيان مؤشرا على السلوك، فاذا كان الجسم مائلا للامام فان ذلك يكون علامة على ان الشخص متوتر وجهز جسمة للرد، واذا كان جسم الشخص بعيدا عن الشخص الذى يتعامل معه فان ذلك يعبر عن رغبته فى وضع حد لهذا الاتصال. وقد يحدث ذلك لانه خائف من أن شيئا سوف يكتشف اذا استمر الاتصال لفترة طويلة أو لانه فى عجالة من امره. ويمكن ان يكون تصلب الجسم او تشدده علامة على التوتر والخوف , بالاضافة الى كونه علامة على وجود صراع داخلى . 2) استخدام اليدين / الذراعين يمكن أن يكون وضع اليدين والذراعين مؤشرا جيدا على التوتر والخداع . ففى حالات كثيرة لا يكون الشخص واعيا بكل ما يفعله بيديه وبما يعنى ذلك. واستخدام اليدين للاشارة بعيدا عن الجسم اثناء الكلام علامة على أن الشخص يحاول تحويل الانتباه بعيدا عن نفسه وعن الموضوع الذى يتم مناقشته،/ ووضع اليدين بالقرب من الفم أثناء الكلام يمكن أن يكون علامة على الخوف من قول الصدق كما لو كانت اليد ستمنع الفم من الكلام،/ ولمس الفم أو حكه أثناء الكلام مؤشر أكيد على أن المتكلم لا يصدق ما يقوله وعلى أنه يحاول خداع المتحدث الية،/ والشخص الذى يلعب بشيئ مثل قطعة من المجوهرات او بشد ملابسه يكون فى حالة توتر , وربما فى حالة كذب،/ واحكام قبضة اليدين يشير الى حالة التوتر والعداء وعلى العكس من ذلك اذا كانت القبضتان مفتوحين ومكشوفتين فان الشخص عادة ما يكون صادقا فى ما يقوله،/ ومن الحركات الاخرى التى لا ترى بالضرورة خلال فترة الاتصال القصيرة والتى يمكن ان تحدث خلال عملية المقابلة الشخصية او الحوار الطويل , مثل تصفيف الشعر باليدين أو الهرش أو شد الاذن أو النقر بالاصابع . ويمكن أن ينتج كل ذلك من بدء الية " القتال / الهروب " عند الشخص , وتشير الى التوتر وربما الى محاولة الخداع . 3)الحركات الأخرى – الارجل والاقدام تحدث حركات الارجل و القدم بمعدل اقل كمؤشرات سلوكية . ومع ذلك لان حركات الارجل و القدم كردود افعال تحدث بسرعة ابطأ و تكون اقل وضوحا فأنها تعتبر مؤشرات جيدة لآن معظم الناس يتوقعون انها ستكون ملحوظة. و مؤشرات التوتر / الخداع فى هذا المجال تشمل: · نقل من رجل الى اخرى · و الضرب على الارض بالقدم · تحريك القدم ببطء على الارض و شد الركبة و ثنيها . الخلاصة ان المؤشرات المتعددة التى تناولناها فى هذا الجزء ليست على سبيل الحصر. فإعداد قائمة كاملة بتلك المؤشرات أمر مستحيل لان هناك اختلافات كثيرة في سلوك الافراد . ومن ثم فإن تلك المؤشرات تغطي المجالات الرئيسية لمؤشرات الخداع . ولابد ان يكون المرء علي وعي بالموقف الذى ينطوى علي المقابلة بينة وبين الآخر وان يضع ردود فعله واستجاباته في اطار تلك المواجهة . والمؤشرات لا تحدث فرادى، واذا لوحظ مؤشر واحد بمفرده فمن المرجح انه نتيجة لاسباب أخرى غير محاولة الخداع . وعندما نلاحظ تلك المؤشرات وهي تحدث في مجموعات فإن ذلك يعد دليلآ على الخداع النقاط الهامة التى يجب تذكرها : 1- لاحظ التناقضات او أوجه التضارب فى السلوك الفرد وهل تتسق تصرفات الشخص مع كلامه . 2- ضع تصرفات الشخص فى اطار الموقف مع تذكر الاختلافات الثقافية الممكنة فى السلوك . 3- راقب المتعمل معة أثناء توجيه الأسئلة الية وأثناء اجابته عليها . 4- استمع الى الطريقة التى يجيب بها بنفس القدر الذى تستمع به لمضمون اجاباته فالتغييرات فى نبرة الصوت ودرجتة تحدث غالبا عندما يحاول الشخص الكذب او الخداع . 5- لاحظ المؤشرات التى تحدث فى مجموعات وانتبه لها . فالمؤشر الواحد الذى يحدث بمفرده سيكون ناتجا عن سبب أخر على الارجح . 6- ان حدوث التوتر / والضغط العصبى يؤدى الى حدوث تغييرات مماثلة فى الجسم وان اثار تلك التغييرات ومحاولة الجسم استعادة توازنه هوالذى يتسبب فى حدوث تلك المؤشرات .