إكره وظيفتك ولكن .. لا تتركها إعداد ـ نور الهدى محمد هل مللت من الذهاب للعمل كل يوم؟هل شعرت بأنك تكره وظيفتك لكنك لا ترغب فى تركها؟!هل أصبحت ضغوط العمل تحيطك من كل مكان ؟ هل تفكر فى الانتحار ......!!!!!!!!! نعم الانتحار "؟!،هل سمعت عن رجل طعن نفسه بسكين أثناء أحد اجتماعات العمل،وإمرأة قفزت من نافذة مكتب فى الدور الرابع بعد أن بعثت برسالة عبر البريد الإلكترونى لوالدها تقول فيها:"قررت أن أقتل نفسى الليلة،لم أعد قادرة على تحمل عملية إعادة التنظيم الجديدة فى الشركة"،لقد كان الانتحار هو الحل الأوحد لدى هؤلاء للتخلص من ضغوط العمل والسبب وراء ذلك ببساطة هو أنهم لم يتعلموا كيف يعيشون ولكن "وهم يعملون". إذا عُرف السبب كثيرا ما تعطى معدلات البطالة المرتفعة عالميا انطباعا بارتفاع مستويات الرضا الوظيفى لدى العاملين؛فمن الناحية النظرية فإن البطالة تدفع الموظفين للتمسك بوظائفهم وتجنب فقدانها لكن العكس وكما يبدو على الجانب العملى هو الصحيح؛فبمزيد من التعاسة والملل أصبح الموظف يستقبل يومه وسط ركام من الهموم والمسئوليات والضغوط،ولعل أكثر الأسباب وضوحا وراء ازدياد الإحساس بالتعاسة هو الركود الاقتصادى الذى دمر الوظائف بمعدل مذهل وكان وراء تسريح المئات من العاملين،والذى فرض عبئا عليهم من أجل زيادة الطاقة الإنتاجية وأيضا الأعباء الوظيفية. تصالح مع نفسك وتذكر أنك لا تخلو من العيوب. تصالح مع نفسك الجشع والنفاق وانعدام الأمانة ..... هل هذه بعض من الأسباب التى تدفعك لـ "الهرب" من وظيفتك ؟! فى لحظة تصالح مع النفس ماذا لو كانت هذه الأسباب موجودة فى حياتك الاجتماعية بل موجودة فى نفسك ذاتها،فكر فيما تفعله لو أن كل شخص حولك أصبح غير أمين،جشع ومنافق،ولو أنك كنت غير أمين مع نفسك" ومع الأخرين؟ إذا تمكنت من التوصل لحل هذا الصراع الداخلى ستتمكن عند ذلك من الاستشعار بتغير بيئة العمل كما لو كنت تبدأ حياة جديدة أكثر قبولا وإمتاعا. دع القلق وابدأ الحياة كان ذلك أحد عناوين الكتب التى حققت مبيعا واسعا على مستوى العالم للمؤلف "دايل كرينجى" الذى استوحاه من التجارب الواقعية لأشخاص حقيقيين ليبرز كيف تمكن القلق من بعضهم حتى أذهب حياتهم،وكيف تمكن البعض الآخر من تحطيم قيد القلق والوصول إلى بر الأمان؛لذا عليك باستوقاف نفسك عن التفكير عندما تتبادر إليك ذكريات مؤلمة تدفعك إلى "الهروب" وترك العمل وليكن ذلك فى ضؤ هدفا واضحا تسعى لتحقيقه من وراء الاستمرار فى الوظيفة،وتذكر أنك لا تزال تدين لشركتك بما تحتاج إليه من راتب،عند هذا المستوى من الرضا النسبى لا تندهش إذا وجدت نفسك أكثر إقبالا على العمل والإنتاج. لتكن البرمجة اللغوية العصبية أداتك نحو التغيير. اعد برمجة نفسك استدع من مخيلتك الخاصة أحد الصور التى تمثل حالتك أثناء العمل....،فهل أنت غارقا فى نهر لا سبيل لك فيه من النجاة؟ هل أنت هائما فى صحراء لا نهاية لها؟هل أنت على حافة جبل شاهق الإرتفاع؟،عندما تشعر بالراحة تجاه صورة بعينها فى تجسيدها لحالتك،ابدأ فى تصورها من جديد ولكن هذه المرة بمزيد من التغيير الذى يبعث الأمل حول سبل النجاة،فتخيل مثلا أنك وجدت طوقا للنجاة وسط الأمواج،أو أن طائرة إنقاذ استطاعت الاستدال عليك فى الصحراء أوأن شخص ما لا تعرفه مد لك يد العون لتتجنب السقوط من الحافة.انتبه .. لا تجبر نفسك بالقوة على تغيير ملامح هذه الصورة،فليكن ذلك فى جو من الهدوء والإسترخاء. استثمر وقتك إن الحياة دقائق وثوان تمر كالسحاب،فابحث عن "الوقت المنسى" فى حياتك واستثمر لحظاته فى إثراء ما لديك من مهارات؛واستعن بالبرامج التأهيلية والدورات التدريبية لتكن المعرفة هى وسيلتك لاستيعاب الحياة المهنية من جديد،ولكن بمزيد من الثقة والإتقان،وفى إمكانك استغلال أوقات الفراغ والعطلات فى التزود بالمزيد من المهارات التى تحتاجها وظيفتك الحالية أو تلك الوظيفة التى يراودك بريقها بين الحين و الآخر،لا يصرفك عنها سوى صوت مديرك ونظرته المتجهمة شاكيا من كثرة تأملك وقلة إنتاجك. كن أنت الفارس بنفسك لنفسك. ابحث عن الفارس داخلك داخل كل منا قدرات كامنة تحتاج لشجاعة وإقدام ورغبة فى المواجهة،فابحث عن الفارس داخلك واسمح له بالمجابهة،واصنع لنفسك درعا واقيا واحتمى به عندما تدخل مكان العمل؛وتخيل أنك محاطا بدرع فولاذى على نحو شديد من الصلابة بحيث لا يقوى أى شئ على اختراقه والنفاذ إليك،بعض الناس يفضلون أن يصنعوا حول أنفسهم هالات مذهبة من النورلتحميهم ولكن وبلا شك أن الفولاذ أقوى من النور.استغرق دقيقة أودقيقتين لإرتداء درعك الواق فى كل مرة تذهب فيها إلى مكان عملك،لتكون أنت الفارس وسط الصعاب. ابحث عن الجمال ابحث عن مواطن الجمال فى حياتك،التى تستحق منك التأمل والتقدير،ليكن ذلك منظر السماء الصافية أو مشهد الغروب أو حضن دافئ من طفليك،وابحث عن مواطن الجمال أيضا فى وظيفتك من الممكن أن تجد ذلك فى المال،أو فى المشهد الطبيعى الذى تطل عليه نافذة مكتبك،أو فى تفردك بجهاز حاسب آلى جديد،أو فى محادثة طريفة بين أحد زملاءك ،أو حتى فى الخبرة التى يمكن أن تكتسبها من وراء العمل؛فالتقدير هو المحرك الأساسى لاجتذاب كل ما هو جميل. لون حياتك .. بالألوان الطبيعية. جدد حياتك تخلص من روتين حياتك اليومى الذى كاد أن يصبح مأمنا لأعشاش العناكب،وابدأ حياتك من جديد .... نظم وخطط ورتب ولون، اضفى على حياتك اللون الذى تحبه ليبعث فى نفسك البهجة وينسيك متاعب العمل؛لأنك إذا كنت تحب الحياة ذاتها ستحب عملك فهو جزء من حياتك وليس كاملها ومكنونها،وتعلم التفكير الإيجابى واعرف أن هنالك ألوانا أخرى غير الأبيض والأسود للنظر للأمور. خلاصة 24 حالة انتحار مروعة بسبب العمل فى "فرانس تليكوم" سلطت الضوء على وباء التعاسة المنتشر بين موظفى شركات العصر الحديث الذين يجدون أنفسهم محاصرين بقياس الأداء وفرق التفتيش ورصد الوقت بالثوانى ومراقبة حتى ابتساماتهم،إلا أن ذلك لن يجبرنا على حب وظائفنا ولكن حب أنفسنا ومن ثًم السعى نحو إحداث نوع من التجديد حتى إشعار آخر.