انتقد الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، ما وصفه بحالة غياب الضمير وعدم الانضباط وتحمل المسئولية والتسيب التي تسود الشارع المصري حاليا، وقال "هذا أمر خطير جداً"، وأرجع السبب الى ما وصفه بالفهلوة والنفاق التى أصبح عليها المواطن المصري.
وقال عكاشة، خلال الأمسية الرمضانية التي نظمتها جامعة عين شمس بدار الضيافة، إن نفاق المصريين وفهلوتهم تسببت في نفخ المسئولين على الفاضي، مؤكدا أن طول فترة الحكم تولد عشق السلطة والاستهانة بأعراف المجتمع، ووصف عكاشة الشخصيات السياسية التى استمرات لسنوات طويلة فى مناصبها بأنها "لازم يبقى عندها حب للسلطة واستهانة بالمجتمع".
وأضاف عكاشة أنه دوما ما يتحدث عن السياسة في ندواته ولقاءاته رغم كونه طبيبا، وبرر ذلك بأن الطب النفسي يدرس التفكير والعواطف والسلوك، والسياسة سلوك إنساني، وإذا كان هناك زعيم سياسي مختل نفسياً فإنه دائماً ما يخرب ويقود للحروب، مؤكداً أن أغلب الحروب التي حدثت في العالم قادها زعماء مختلين نفسياً كهتلر ونابليون بونابرت.
وأوضح عكاشة أن الميول السياسة تولد مع الإنسان، فالبعض يولد بميول متطرفة، والبعض الآخر يولدون بميول وسطية أو لبرالية، مستشهدا بأن شيوعيي الماضي أصبحوا الآن متطرفين دينيين، لأنهم مولودون بجينات التطرف، فلا يمكنهم أن يصبحوا ليبراليين، حسب قوله.
وعلل عكاشة اهتمام المصريين بمتابعة مباريات كرة القدم بأنها المتنفس الوحيد لحالة التعاسة التي يعيشونها يومياً، وأردف: "لا يوجد بلد في العالم مر بثقافات مختلفة مثل مصر، هذا البلد معدنه كويس لكنه يفتقر إلى القدوة".
وأضاف عكاشة إن الشعور بمستوى المعيشة يتوقف على عدة معايير تتعلق بما يعرف بـ"جودة الحياة"، من بينها شعور المواطن بقيمة انجازه وحبه للعمل، الذي يولد لديه الإيمان بأنه سيصل إلى أعلى الدرجات، اعتمادا على قدراته لا على الواسطة، بالإضافة إلى شعوره بأن له قيمة في بلده، مؤكداً أن محاولات العديد من الدول في وضع مقياس لجودة الحياة لدى المواطنين فشلت، مستدركا وهو يضحك: "إلا دولة البوتان المغمورة في مملكة الهيمالايا".
يذكر أن الدكتور أحمد عكاشة أرجع في تصريحات سابقة، ظهور الكثير من الأمراض النفسية للمرأة المصرية إلى عمليات ختان الإناث ، مشيرا إلى أن نسبة النساء اللاتى تعرضن إلى عمليات ختان تصل إلى 76% من النساء فى مصر.
وأوضح عكاشة أن هذه العادة السيئة ترجع إلى أصول أفريقية وليست عربية بدليل غياب هذه الظاهرة فى العديد من البلدان العربية ، وقال إن هذه الظاهرة وردت إلى مصر من أثيوبيا التي يصل فيها نسبة الختان إلى 90% من النساء .
ووصف عكاشة مبررات ختان الاناث بأنها "غير علمية"، وقال إنها أفكار ليس لها أى أساس من الصحة فى الأبحاث العلمية ولا فى أصل الدين الإسلامى.