الداعية الناجحة
أحمد القطان
المقدمة : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد الأمين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين و بعد : هذه رسالة خفيفة حملت بين أسطرها توجيهات دعوية ترسخ مكانة المرأة المسلمة في الدعوة إلى الله ، ولم لا والنساء في الإسلام شقائق الرجال ، أهتم بهن كأفضل ما يكون من حيث البيان للحقوق والواجبات مع التربية والتكوين والبناء وذلك من خلال منهج علمي متكامل موافق للفطرة متناسق مع ذرات الكون ، ومن خلال هذا المنهج خرجت لنا المرأة المجاهدة والمرأة الأم المربية ، المرأة العالمة ، المرأة المحترمة لإنسانيتها المعطية لمجتمعها عناصر الرقي والبناء ، فكانت بحق مدرسة تخرج منها رجال سادوا العالم في يوم ما. و لهذا الأمر ولخطورة الدور الإنتاجي الذي تؤديه المرأة إذا التزمت بمنهج ربها ، كانت هذه الرسالة وغيرها ضرورية لمكتبة المرأة المسلمة. صفات الداعية الناجحة : 1- إذا رأت أمراً معوجاً أصلحته بتلطف ، وإذا طلبت حاجة سألتها بتعفف، فالصخب في طلب الحاجات ينبه العداوات. 2- تلقي أخطاء الأخوات في حقها الخاص على نزغات الشيطان لأن الشيطان عدو الإنسان والرب لطيف بالإخوان. 3- تعلم أن مد الجسور إلى أميرات القصور هو بأمر الجماعة وليس بهوى الأفراد. 4- هوايتها جمع الغبار قبل الدينار قال صلى الله عليه وسلم :[ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار]. 5- مشفقة منصحة ، تخلط الحلم بالعلم ، والقول بالعمل. 6- تربي أخواتها بصغار العلوم قبل كبارها. 7- هي التي تفرض في رأيها الخطأ وإن رأته صواباً، وفي رأي أخواتها العاملات الصواب وإن ظنته خطا. 8- كالنحلة العاملة لا تأكل إلا طيباً ، وإذا حطت لا تخدش ولا تكسر ، ولها شوكة ولكن للأعداء. 9- تجيد حسن الانتقاء لتقي مجموعتها مصارع أخطاء العفوية و الارتجال. 10- في سباق مع أخواتها إلى الله فإن استطاعت ألا يسبقها أحد فلتفعل. 11- إذا كانت مع الغافلات كتبت من الذاكرات ، وإذا كانت مع الذاكرات لم تكتب من الغافلات. 12- تحسن الظن بأخواتها حتى لا يحصين عليها هفواتها لأن كل ابن آدم خطاء. 13- حماسها للدعوة كحماسها لطفلها المريض ، لا تقر عينها إلا بسلامته عندها. 14- تكون لأخواتها كالأرض الذلول تحتمل الكبير والصغير ، وكالسحاب يظل البعيد والقريب وكالمطر يسقي من يحب ومن لا يحب. 15- لا تجتهد بعد الاتفاق على أمر. 16- تعلم أن الخطأ لا يكون صواباً وإن حسنت النيات. 17- تعلم أن الغاية شرعية ، وأن الوسيلة إليها شرعية والغاية لا تبرر الوسيلة. 18- كلما أنجزت أعظم الأعمال قالت : (اللهم إن الذنب كبير ، والعمل قليل ، ولا أثق إلا برحمتك يا أرحم الراحمين). 19- تصل من قطعتها ، وتعطي من منعتها ، وتعفو عمن ظلمتها ، وتدعو لأخواتها في ظهر الغيب. 20- لباسها الاقتصاد ، ومشيها الاستحياء ، وزينتها النظافة ، صوتها خفيض ، وطرفها غضيض. 21- الخير منها مأمول ، والشر منها مأمون ، صبورة في النوازل ، وقورة في الزلازل. 22- تركت حماس المتهور ، وأخذت حماس المتزن. 23- تعمل بهدوء وتصل قبل الآخرين. 24- خروج روحها أهون عليها من خروجها من الدعوة ، كالسمكة إذا خرجت من الماء تموت. 25- لها نفس تواقة ما وصلت لمنزلة إلا تاقت إلى ما هو أعلى منها، حتى تصل إلى الفردوس. 26- شعارها الوسطية والاعتدال ، كاللبن يخرج من بين فرث ودم. 27- تكون لأخواتها كالأم في الحنان ، وكالنبت في الطاعة ، وكالوالد في السعي ، وكالشقيقة في الصحبة. 28- إذا لم تزد شيئا في الدعوة ترى نفسها كأنها زائدة على الدنيا. 29- لابد أن تكون ضمن مجموعة. 30- تكون كالشجرة إذا أثمرت تواضعت أغصانها ، وإذا جفت شمخت أشواكها. 31- هينة لينة وسمحة قريبة ، تعرف كيف تقول لأخواتها إني أحبكن في الله. 32- منعتها كثرة الواجبات من الوصول إلى لحقها فأعطاها الله كل شيء. 33- لا تأكل الموتى في مجالس الغيبة شعارها :[ فليقل خيراً أو ليصمت]. 34- صدرها مخموم وسرها مكتوم وعملها معلوم وقولها مفهوم. 35- إذا قرأت (سورة الغاشية) أخذت من الإبل صبرها ، ومن السماء علوها وصفاؤها ، ومن الجبال قوتها وثباتها ، ومن الأرض ذلتها ، وعلمت أن الله اختارها لرعاية الأجيال لا لرعي الجمال. 36- كنزها الذهبي حسن الاعتقاد ، وإخلاص النية ، وصلاح العمل ، ونور اليقين ، وحلاوة الإيمان، وأنس الذكر ، وبركة الدعوة ، وحيلة الدعاء. 37- رجعية إلى الله تأخرية عن النار ، تقدمية إلى الجنة ، متطرفة الإنفاق,متعصبة الحجاب، إرهابية النقاب ، أصولية المعاملة. 38- أبوها مؤيد وأمها مشاركة ، وأختها ملتزمة وابنها داعية ، وزوجها قائد. 39- تعرف حدها من العلم فتزيد فيه كل يوم ، وتثبته بالعمل والتبليغ. 40- تنمي عندها ثلاثة جوانب : الجانب الإيماني والجانب الثقافي والجانب الدعوي سواء بسواء. 41- مرآة أختها ، فتكتشف الأخت عيوبها كلما نظفت المرآة. 42- لا تتغيب كثيراً عن أخواتها حتى لا تتركهن للسامري وعجل الذهب. 43- تذكر أخواتها بالقرآن ، ولا تسوقهم بالصولجان. 44- تتعلم العلم الشرعي ، لتميز بينه وبين الأهواء. 45- لها في " آسية " زوج فرعون بيان ونور ، " فآسية " تعني طبيبة ، فأنت طبيبة الأرواح، تختارين الجار قبل الدار. 46- تلبس الحجاب عبادة وليس عادة. 47- تخطط البرامج للدعوة وقلبها يطوف بالبيت الحرام. 48- تكون أذنا للأصم ، وعينا للأعمى ، ويدا للمشلول ، ورجلا للكسيح ، وقوة للضعيف. 49- دليلة النساء إلى جوار الله ، وملجأ الدعوة من أول لقاء لها مع أختها المدعوة. 50- هي التي تكتشف عيوبها عند أهل المحاسن ، وليست التي تكتشف محاسنها عند أهل السوء. 51- لا تسخر من شكل مخلوق ولو كان قردا ، لأن الخالق واحد. 52- تعترف بالخطأ ولا تصر على الخطيئة ، لأن الإصرار عليها خطيئة ثانية. 53- همتها عالية تسأل رفقة الأنبياء لا رقعة بيوت الأزياء. 54- لا ترى لنفسها على أحد حقاً ، ولا لها عليهم فضلا إنما الفضل لمن يفتح لها باب الأجر والثواب. 55- جديدة في حياة زوجها ، قديمة على ثوابت دعوتها. 56- تفرق في الأعمال بين الفاضل و المفضول ، والراجح والمرجوح ، والأهم والمهم. 57- يومها خير من أمسها وغدها خير من يومها. 58- الله غايتها ، والرسول قدوتها ، والقرآن دستورها ، والدعوة سبيلها والشهادة في سبيل الله أسمى أمانيها. 59- تدون ما تتعلم وتعلمه. 60- لها عملان عمل خاص وعمل عام ، الخاص تربي به نفسها وتعرف مرحلة الدعوة، والعام تدعو به أخواتها وتربيهم. 61- لا تشمت بالمصائب ، ولا تذكر المعايب ، ولا تضار بالجار ، ولا تضيّع من في الدار. 62- تحسّن الحسن وتشجعه وتهوّن القبيح وتعرض عنه. 63- تحاسب نفسها قبل أن تحاسب ، وتزن أعمالها قبل أن توزن. 64- تقبل النصيحة ، وتعين عليها ولو كانت من هدهد أو نملة. 65- عندها فقه الدعوة , فما يتحقق بالتلميح لا ينال بالتصريح. 66- تتابع أحداث عصرها وقضايا أمتها ، ثم تدعو بفهم ووعي وإدراك. 67- لا يمنعها حياؤها من طلب الحق والعلم النافع. 68- فصيحة اللسان ، ثابتة الجنان ، قوية الإيمان. 69- تدعو إلى رب معلوم في أسمائه وصفاته ، وتطلب العلم من منابعه وأصوله. 70- تحرص على دراسة القرآن والسنة المطهرة ، والسيرة العطرة. 71- تشارك في الجمعيات النسائية الصالحة لتصلح المجتمع النسوي. 72- متفوقة في دراستها ، مثل الشامة بين أخواتها ، تختار التخصص الذي ينفع بني جنسها. 73- تستشير الأخوات فتضيف إلى عقلها عشرات العقول بدون مقابل. 74- تستعين على قضاء حوائجها بالكتمان. 75- تخلص عملها لله حتى يصبح حامدها و ذامها في الحق سواء. 76- الأدب عندها خير من الذهب. 77- استغنت عما في أيدي الناس ، فاحتاجوا إليها. 78- هي التي تقتنص الفرصة ، لأن الوقت لا يعود. 79- تنزل الأخوات منازلهم ، وتقدر أقدارهن ، وتنسب إلى كل ذي فضل فضله. 80- تقدم مصلحة عامة المسلمين على مصلحتها الخاصة. 81- تعلم أن مخالطة الأخوات والصبر على أذاهن خير من العزلة. 82- تسع الناس بأخلاقها لا بأموالها ، لأن المال ينفذ والخلق باق. 83- تعمل من العمل أخلصه وأصوبه ، تريد به وجه الله وتتبع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. 84- تعلم أن مصلحة الدعوة تفرضها الدعوة ، وليس الأوهام والهوى. 85- تحب كل من يدعو إلى الله على نور وبصيرة وتلتزم بأقرب المجموعات إلى الخير،وتقول التي هي أحسن. 86- ميزانها في الدعوة لا إفراط ولا تفريط. 87- لا تعاتب ، ولا تطالب ، و لا تطعن ولا تلعن. 88- تعمل مع أخواتها بشعور من تلقى بهم الله. 89- لا تتكبر على مربيتها في الدعوة ولو شعرت أنها أقل منها. 90- تحذر من الثناء المطلق على الطواغيت وإن بدا منهم بعض الخير. 91- أوثق عرى الإيمان عندها الحب في الله والبغض في الله. 92- هي التي لا تنظر في مسيرتها إلى أول الطريق فتعجز ، وإنما تنظر إلى نهايته ، التي كتبت عليها : { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [ الأعراف:128]. 93- لا تتبنى الأفكار الشاذة ، ولا تتناجى بها مع الأخوات فتتسبب في انشقاق الصف. 94- عندها الذاتية والمبادرة إلى فعل الخيرات ، والنهوض بأهل الخير. 95- تكثر من الاستغفار بعد كل عمل دعوي ، وتحسن مع الله الابتداء ليكرمها الله بحسن الختام. 96- تتألف البعيدة , و تربي القريبة , و تداري القلوب. 97- تظن كل واحدة من أخواتها بأنها أحب أخت لديها عند لقائها بها. 98- عرفت الحق فعرفت أهله. 99- إذا قرعت فقيرة بابها ذكرتها بفقرها إلى الله عز وجل فأحسنت إليها. 100- تعلم أنها بأخواتها, فإن لم تكن بهن فلن تكون بغيرهن. 101- لا تنتظر المدح في عملها من أحد إنما تنظر في عملها هل يصلح للآخرة أم لا يصلح؟. 102- إذا رأت أختا مفتونة لا تسخر منها فإن للقدر كرات. 103- ترعى بنات الدعاة الكبار الذين أوقفوا وقتهم كله للدعوة و الجهاد في سبيل الله بعيدا عن الأهل و البيت. 104- تجعل من بيتها مشعلا صغيرا تنفع به الدعوة و المحتاجين. 105- تعطي حق زوجها كما لا تنسى حق دعوتها. 106- تعرف في أخواتها أوقات النشاط و أوقات الفترة , فتعطي كل وقت حقه. 107- غنية بالدعوة فلا تصرح و لا تلمح بأنها محتاجة لأحد. 108- تعلم أن المال قوة فلا تسرف في طلبها لكماليات المنزل. 109- تمارس الدعاء للناس, و ليس الدعاء عليهم. 110- إذا نامت أغلب رؤاها في الدعوة إلى الله, فإذا استيقظت جعلت رؤاها حقائق. 111- تطيب حياتها بالإيمان و العمل الصالح لا بزخارف الدنيا. 112- عرفت الله فقرت بها كل عين, و أحبتها كل نفس طيبة, فحملت إلى الناس ميراث الأنبياء. 113- لا تعتذر للباطل من أجل عملها للحق. 114- تكون دائما متأهبة للقاء الله و إن نامت على الحرير و الذهب. 115- لا تأسف على ما فات و لا تفرح بما هو آت من متاع الدنيا , و لو أعطيت ملك سليمان لم يشغلها عن دعوة الله عز وجل طرفة عين. 116- تعرف متى تزور و متى تزار, ومتى تتكلم, و متى تستمع, و لا يولد أطفالها الإزعاج للآخرين. 117- لها في كل عبادة نصيب, و في كل سهم مغنم. 118- هي في عين نفسها صغيرة, وفي أعين الناس كبيرة. 119- إذا افتقرت تصدقت, و إذا جاعت أطعمت, و إذا تعبت صلت. 120- أحوالها أبلغ من أقوالها, فالأخوات يتأثرن بالأحوال قبل الأقوال. 121- تحتاط لنفسها في مجالس النسوة, و هي صادقة في أخلاقها. 122- لا تسمع الغناء و لا تطرب له, فقد أغناها الله بالقرآن,و بما يستحسنه النبيصلى الله عليه وسلم من الشعر الإيماني. 123- تجتهد في استخدام اللغة العربية في حديثها من غير تفصح و لا تكلف. 124- إذا اشترت شيئا ثمينا لا تتحدث به أمام الأخريات, فلعل بينهن فقيرة ينكسر قلبها. 125- لا تكلف الأخت الجديدة ما لا تطيق فتتسبب بنفورها. 126- لا تعتبر زوجة العالم عالمة, و لا ابنة العالم أو أخته, لأنها مواهب من الله. 127- تعلم أن مناهجنا حبر على ورق إن لم تحييها بروحها و حسها و ضميرها و جهدها. 128- تصوغ المناهج التربوية من واقع الدعوة فهي لا تنشأ من فراغ, و لا توضع في فراغ. 129- إذا تعثرت أختها في الله فلتقل لها أعطني يدك , فإن أبت فلتقل لها خذي يدي, فالنتيجة واحدة. 130- تدخل السرور على أبناء الشهداء و من توفي من الدعاة بين الحين والحين. 131- تحسن التحضير و إعداد الدروس و تتدرب على ذلك بإلقائها على الأهل و الأصدقاء. 132- تقرأ القرآن و تفسيره و الحديث و معناه, و تجعل معظم وقتها في طلب الفقه. 133- تبحث علن الوسائل الجديدة المشوقة في تبليغ دعوتها,و لكن في حدود الشرع. 134- تعلم أن حربنا إعلامية, فإن استطاعت أن تخوض المعركة في حدود الشرع فلتفعل. 135- تشارك بقلمها في الجرائد و المجلات الإسلامية , و تقوم بإهدائها للأخوات. 136- تصبر على سفر زوجها و غيابه في سبيل الله أو طلب العلم و الرزق. 137- تسعى على تزويج أختها في الله, و لا تهدأ حتى يتم لأختها ذلك. 138- إذا خطبها الرجل المؤمن الصالح فلا ترده بحجة انتظار المجاهد أو الملتزم. 139- لا ترفض الزواج بحجة التفرغ للدعوة, فقد نهى الإسلام عن التبتل و الرهبانية. 140- تعتني بالطفل المسلم فتجعل له برنامجا عاما يناسبه, فيه ما ينفعه و يفيده. 141- تجعل أسبوعا للأخت المسلمة, و تشارك فيه جميع الأخوات في مؤتمر إسلامي نسائي. 142- تستضيف أخواتها في الدعوة من خارج بلدها, للتناصح و تبادل الخبرات. 143- لا تستسلم للمشاكل, و لا يحد كثرة الأولاد من نشاطها, و لا يزيدها العمر إلا قوة وثبات. 144- تربي أطفالها على العزة و الشجاعة و البطولة و الطموح. 145- تشهد صلاة الجمعة مع النساء, و تحقق في كل جمعة تعارفا جديدا و مكسبا للدعوة. 146- تحذر من اتهام أو تزكية الهيئات أو الأشخاص أو الجماعات فلا تبني حكمها على ما يقوله العوام بل لا بد لها من دليل يقره الشرع. 147- تصوم النفل, و تقوم الليل بإذن زوجها و صلاتها في بيتها خير. 148- دعوتها في غرفة نومها حسن عشرتها لزوجها,و مع أخواتها حسن الصحبة, و مع أرحامها حسن الصلة و التسامح. 149- إذا لم يرزقها الله زوجا فلها في الدعوة إلى الله خير سلوان. 150- لا تحزن إذا لم يرزقها الله الولد, فالخير فيما اختاره الله. 151- كلما كان أثرها في الدعوة كبيرا فسيكثر أحبابها في الله, كما سيكثر حسادها و تروج عنها الإشاعات. 152- تحسب لكل قول أو عمل ألف حساب, و ذلك لأنها لا تمثل نفسها, بل تمثل دعوتها. 153- يتفرغ بعض الدعاة و الداعيات لمحاربتها, بسبب اختلاف وجهات النظر, أو هوى النفوس, أو الغيرة,و كل هذا لا يضرها إذا اتخذت العفو سبيلا. 154- تعطي أخواتها الفرصة للعمل معها و الإبداع و التخطيط في حقل الدعوة و تفرح لذلك. 155- لا تتضايق إذا اقتحم عليها أخواتها أوقات راحتها أو خلوتها في محرابها. 156- تحسن تقسيم العمل على أخواتها فيخف الحمل عليها. 157- إذا تعثر عليها العمل فلتعلم أنما ذلك لذنب سبق,وعليها أن تلزم الاستغفار. 158- تعلم أن للأخوات فروقا فردية متباينة و عليها أن تراعي ذلك. 159- عليها هداية الدلالة و ليس عليها هداية التوفيق, فهداية التوفيق بيد الله. 160- تحرص على الصدق و تلقين الحق و خاصة مع الجديدات من الأخوات. 161- تصبر على أختها خلال إصلاح عيوبها و لا تتعجل بالحكم عليها في عدم صلاحيتها للدعوة. 162- إذا كلفت إحدى الأخوات درسا أو عملا للدعوة فلا تهملها فيصيبها الإحباط , بل تشجعها و توجهها بلطف. 163- تقنع أخواتها أن لا غنى لهن عن التربية الدعوية, لأنها عبادة و دين. 164- تنقي أخواتها من ظاهر الشرك و باطنه و تطارد صغيره و كبيره, حتى تقضي عليه. 165- تدعو إلى رفع راية الجهاد في سبيل الله, لإعلاء كلمة الله ضد الكافرين و المستعمرين. 166- تتزود في أيام المنح و العافية لأيام المحن و الابتلاء. 167- لها مذكرة تدون فيها المنعطفات الحادة في حياة الدعاة, لتتوقى أسباب الفتنة. 168- تدرس مشكلات الدعوة و الداعية, و تحاول أن تضع لكل مشكلة حلولا, و تجهز الدواء قبل الداء. 169- لا تهدأ من التفكير في مشاريع الخير التي تنفع المسلمين. 170- لا تجعل كبيرات السن في الدعوة يشعرن بأن الدعوة قد استغنت عنهن بل ترسم لهن برنامجا يناسب ظروفهن. 171- لا تفرح إذا صارت مسؤولة النساء كما لا تحزن إذا فاتها ذلك, لأنه أمانة ثقيلة في الدنيا و الآخرة. 172- لا تسأل أي منصب في الدعوة, و لا تشعر بأنها مظلومة لو لم تعطها الدعوة ذلك المنصب. 173- تنقل الأخوات من الكون إلى مكنونه من المخلوق إلى خالقه. 174- تعلم أنها لبنة في صرح عظيم, و لن تكون هي الصرح كله. 175- تصطفي من أخواتها كما اصطفى النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر و عمر و عثمان و علي . 176- لا تجعل هفوات كبار الدعاة حجة لأخطائها فقدوتها محمد صلى الله عليه وسلم. 177- تحرص على توطيد علاقتها مع شقيقاتها و أشقائها في البيت و الأسرة, و أعظم حق تقدمه هو دعوتهم إلى الله عز وجل. 178- لا تشتري و لا تقرأ الكتب التي تفرق الصف و تمزق الجماعة و تفسد ذات بين المسلمين. 179- تحتفظ بأوراقها الخاصة, فلا تبعثر بين الناس بما يضرها و يضر دعوتها. 180- تعلم أنه ليس كل ما يذكر يقال و ليس كل ما يسمع يشاع. 181- تحرص على حرق و إتلاف كل ما يضرها و دعوتها و يضر أهل بيتها. 182- ترسخ أسس الإسلام و أركانه في قلوب الأخوات, ثم تبني بعد ذلك. 183- تسأل الله دائما أن يزين لها عمل الدعوة, و يلقي عليها الأنس و الرضا. 184- تحفظ كثيرا من الآيات الكريمة و الأحاديث الشريفة, و الحكم و أقوال كبار الدعاة, وتعرف متى تستشهد بذلك. 185- لا تشترك في الجمعيات المشبوهة ذات التخطيط الباطني, و إن بدا لها في أول الأمر أنها لا غبار عليها. 186- تحرص عند بناء بيتهم أن تذكر زوجها ببناء غرفة واسعة لدروس الأخوات. 187- تحرص على إعداد المربيات من الأخوات, و لولا ملكة النحل ما انتظمت الخلية. 188- تهيئ لأخواتها في بيتها مكتبة للدعوة و جميع الوسائل المعينة على البحث و التأليف. 189- تعود أخواتها الحفاظ على ممتلكات الدعوة و صيانتها من التلف. 190- عندها الذاتية الإيمانية و التي من خلالها تترجم الإيمان بالجنان إلى عمل بالأركان. 191- تجعل همها و جهدها في التغيير العام الشامل للمجتمع, التغيير في الأفكار و العقائد. 192- تعترف بخطئها و لكنها منتبهة إلى أخطاء الأعداء الذين سيصعدون خطأها ليغطوا على أخطائهم. 193- تطرد وساوس الانفصال,فلكل عمل وسواس يدعوها إلى حب البروز, و يزين لها الانفصال و تكوين جمعية جديدة. 194- تحرص على إظهار قوة الجماعة و مدى إمكاناتها, و كثرة من انضم إليها من كبار الدعاة, و المفكرين. 195- تربي أخواتها على العمل في حدود الإمكانيات و مدى الاستطاعة, على ضوء سنن الله و الأخذ بالأسباب. 196- إذا اختلفت مع مجموعتها تخرج بأدب و تنسحب بهدوء, و لا تنشر الغسيل فهذا من صفات المنافقين. 197- لا تعطي العهد و الطاعة للظالمين, و لا ترضى إلا بحكم رب العالمين. 198- تسير بدعوتها بسرعات ثلاث: سرعة الاستيعاب, و سرعة التخطيط, و سرعة التنفيذ. 199- تكون على إحاطة تامة للسلبيات و الإيجابيات و تحسب لكل سلبية حسابها و تستفيد من كل إيجابية. 200- تعلم أن أهدافها و غاياتها ليست كأهداف و غايات الناس اليوم؛ فهموم كثير من الناس لا تتعدى مصالحهم. 201- متيقنة بأن كل عمل يراد به وجه الله يزيد و يثمر, و كل ما سواه حابط و خاسر. 202- تعلم أن من أسباب تفرق الجماعات: نسيانها أو تعطيلها للعلم الشرعي و إتباعها مناهج أخرى. 203- إذا وجهتها الدعوة إلى تخصص دراسي يخدم دعوتها في حدود الشرع, فعليها أن تطيع و تضحي لأجلها. 204- تعلم أن كل منهج لا يرتكز على أصول الإسلام لا يؤدي إلى النجاح. 205- تخلص لكل الهيئات الإسلامية من أهل السنة و الجماعة, و تحاول التقريب بينها. 206- تربي أخواتها على النضج و الوضوح في الإجابة الصحيحة المنبثقة من الفهم السليم. 207- تربي أخواتها على التوازن التام بين العقل و العاطفة. 208- كلما فترت أخواتها عن الدعوة بينت لهن ضرورة الالتزام بالدعوة و الجماعة. 209- تربي أخواتها على إحياء كليات الإسلام و جزئياته. 210- تعرف عقلية الإنسانة التي تخاطبها و على ضوء ذلك يكون الخطاب و تكون الدعوة. 211- لا تغفل عن الخدم في البيت و تحرص على تنشئتهن على معاني الإسلام و أخلاقه. 212- تؤهل أبناءها في مرحلة ما قبل البلوغ بكل ما يلزمهم للقيام بحق الله في مرحلة البلوغ. 213- تهيئ أبنائها نفسيا و جسديا للجهاد و تحتسبهم لإعلاء كلمة الله. 214- تحذر أخواتها من تعميق النظرة التشاؤمية في شأن الإسلام. 215- تلتقط كل صغيرة و كبيرة فيما يخص موضوع المرأة, و تقوم بتوصيل ذلك لمن له قدرة في التأليف لإعداد كتيبات دعوية. 216- لا تحرك الغل الساكن في صدور البشر, و تحافظ على غطائه الإيماني الذي يهدئه. 217- ترسم لها و لأخواتها جدولا يوميا أو أسبوعيا محددا لجميع الطاعات و الفرائض. 218- تحذر من أن تأخذها العزة بالإثم عند النقاش و الجدل. 219- تحث أخواتها على حفظ سورة الكهف و تحرص على قراءة معانيها . 220- تحفظ مع أخواتها سورة تبارك و تقرؤها كل ليلة؛ فهي المنجية من عذاب القبر. 221- تحفظ مع أخواتها جزء عم كله لما فيه من سور تربي على حسن العقيدة. 222- تحفظ مع أخواتها سورة الحجرات و تقرأ تفاسيرها و تتحلى بأخلاقها. 223- تدرس مع أخواتها سورتي الأنفال و براءة و تقف معهن وقفات إيمانية و تحذر من صفات المنافقين. 224- تدرس مع أخواتها كتاب الأربعون النووية و تحفظ الأحاديث و تحرص على نشر معانيها. 225- تدرس مع أخواتها فقه الصلاة و الزكاة مع التطبيق العملي لهذا الفقه. 226- إذا مر عليها حديث صحيح لم يقبله عقلها فلا تتعجل برده, بل تسأل أهل الذكر من أهل السنة و الجماعة. 227- إذا مر بها حديثان بدا لها أنهما متعارضان فلا تتعجل بردهما, بل تبحث في أقوال العلماء حتى تجد ما يوفق بينهما. 228- لا تستهين بمن تخالفها الرأي أو وجهة النظر أو الفهم بل تدعوها إلى الحكم الراجح باحترام. 229- إذا ذكرت قولا فيه حكمة و تبين لها أن صاحبه كافر فإنها تبرأ إلى الله منه. 230- تدرس مع أخواتها كتاب رياض الصالحين و شرحه. 231- تحرص مع أخواتها على مدارسة الكتب القديمة ففيها من النور و العلم الغزير. 232- إذا أرادت أن تنتصر لنفسها فلترد ما قيل عنها و لا تسرف في العبارات النارية. 233- تعلم أخواتها الاتصال الفردي و تطلب من كل أخت أن تضيف إلى الدعوة أختا جديدة. 234- عليها مهمة تحصين الأسرة المنزلية و الأسرة الدعوية من أثر الفرق الهدامة والمناهج الضالة. 235- تبني في أطفالها و أخواتها تعظيم الماضي الإسلامي و أن الحاضر لا يمكن بناؤه إلا على الماضي العظيم. 236- لا تفرح كثيرا عندما يعلن مفكر كبير إسلامه؛ لأن هذا هو نوع من الإستشراق الجديد لتحطيم الإسلام بالإسلام بل تصبر و تتابع سيرته بعد إسلامه. 237- إذا خطبها الخاطب و فيها ما يمنع استمرار زواجها من عيوب شرعية فلا يجوز لها السكوت عن ذلك. 238- تحذر من عقدة بعض المسلمين و هي أنهم إذا التفتوا إلى الكفار ابتسموا و تلطفوا, وإذا التفتوا إلى الدعاة عبسوا و عنفوا. 239- تثبت لله عز وجل من الصفات ما أثبه لنفسه و ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم دون تعطيل أو تشبيه بالمخلوق. 240- توحد الله في ربوبيته و ألوهيته و أسمائه و صفاته. 241- لا يجوز لها أن تتزوج بكافر بحجة هدايته أو دعوته. 242- لا يحل لها مصافحة الرجال الأجانب لأن مس المرأة للرجل الأجنبي فتنة. 243- تحترم المعلمات في مدارسهن و لا يجوز التنابز بالألقاب. 244- تشجع زوجها على الجهاد في سبيل الله. 245- لا تطيع الأنظمة التي تأمر بإلقاء الحجاب الشرعي و لو أدى ذلك لبعض الأذى. 246- تحذر أخواتها من ارتياد الأماكن التي تكثر فيها المعاصي و يجاهر بها. 247- إذا سجن الطغاة زوجها تصبر حتى يفرج عنه. 248- إذا غلبها الحزن و البكاء و أرادت التنفيس عن الهم و الكرب فلا يكون ذلك أمام الأطفال. 249- تعلم أن هذه الوصايا بعضها كالغذاء, و بعضها كالهواء و بعضها كالدواء, فلتأخذ منها حاجتها و تستعين بالله على فهمها. 250- تحرص على تدريس أخواتها هذه الوصايا و على شرحها, و تحويلها إلى عمل و سلوك يومي, و الدعاء لمن كتبها. الخاتمة : وهكذا تجدين أيتها الأخت الداعية : أن الحمل ثقيل ، والمسؤولية كبيرة ، ومقومات النجاح متعددة ومتنوعة ، والأخذ بها كلها أمر-إن لم يكن متعذرا- فلا تناله إلا من بذلت في سبيله نفائس الأوقات،وضحت بالكثير الكثير من متع هذه الحياة وعاشت لدعوتها قائمة وقاعدة, فالداعية طبيبة القلوب ، والقلوب من خصائصها التحول والتقلب, ومعرفة أدوائها وتغيراتها مهمة الداعية الناجحة ، تدركها بفطرتها وشفافية نفسها ، وحدة ذكائها ، وقوة فراستها وكل ذلك يهبه الله لمن أخلص في طاعته ، ولم يبتغ غير الله في عمله - ولا عجب – فالمؤمن ينظر بنور الله. فاحرصي أختي الداعية على تحقيق النجاح في كل ميدان تتواجدين فيه فنجاحك نجاح للدعوة التي تحملينها , وحذار من الغرور ، فإنه مصدر كل الآثام والشرور ، والدرع الواقية من هذه الآفات : هو الإخلاص في القول والعمل ، وفي البواعث والنوايا ، قال سبحانه وتعالى :{وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة : 5] ، فمن أخلص لله بارك الله عمله، وأينع غرسه ، وحقق أمله. سدد الله الخطى و وفق الجميع وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.