ضجة كبيرة أثارها حجاب الكابتن طيار نيرين سالم خاصة بعد أن فصلت من شركة الطيران التي كانت تعمل فيها من أجل التزامها بطاعة ربها وارتدائها الحجاب ثم قيام الشركة برفع قضية تعويض عليها بدعوى عدم وفائها بالتزامها مع الشركة - بسفورها كطيار امرأة-, التزام نيرين بالحجاب يأتي رغم أنها كانت ملكة جمال مصر في 1989, وذلك قبل الحجاب بسنوات, ووالدها الدكتور أحمد سمير سالم نائب وزير الزارعة في مصر.. ووالدتها تعمل مستشارا بوزارة المالية, أي أن الضغوط بأنواعها مادية أو خلافه لم تكن وراء التزامها بأمر ربها بل كان اقتناعا بأن الحجاب طريق الجنة وذلك بعد استماعها لمحاضرة للشيخ الراحل محمد الغزالي - على إحدى القنوات الفضائية- عن الدار الآخرة والنعيم المقيم الذي أعده الله لعباده, وشرح الله صدرها وبدأت مع الحجاب منذ حوالي 4 سنوات ولا تزال ملتزمة به إلى الآن, ونيرين الآن أم وعمرها 37 سنه وهى خريجة كلية السياحة والفنادق، وبعدها عملت كمضيفة جوية، ثم درست الطيران وعمرها 31 عاما، وكان لـ" لها أون لاين " معها هذا الحوار:
بداية ما الذي دفع بك إلى هذه الفكرة؟
كنت طوال عمري أصلي, ولكن كنت في البداية أصلي وأقطع, كما كان الصيام عندي شيء مقدس, وكأي مسلمة أحاول ختم القران في رمضان، وفى السنة التي التزمت فيها, كلما حدث لي مشكلة كنت الجأ إلى الله مباشرة, ويوم التزامي - لا أنساه - اتصلت بي ابنة خالتي تخبرني عن قناة فضائية إسلامية ونصحتني بمشاهدتها, وفتحت القناة ووجدت برنامج اسمه "جدد حياتك" للشيخ محمد الغزالي رحمة الله كان يتحدث عن الآخرة وأن الله من حبه للمؤمنين أعد لهم النعيم المقيم وأنه سبحانه يفرح باستقبالهم في جنته وأشياء أخرى عن الجنة وما فيها, وعندها اتخذت القرار بقلبي في أن أصبح ملتزمة وأول الخطوات الحجاب والحمد لله قد كان.
ما هي المعوقات التي واجهتك عند ارتدائك الحجاب؟
بالنسبة للمعوقات التي واجهتني فقد كانت كثيرة للغاية, بداية من أخذ القرار بالحجاب ذاته, ثم فصلي من عملي وتحدي المشكلات التي نتجت عن قراري بارتداء الحجاب, ومواجهة أهلي وأصدقائي ثم تمسكي بالقرار وهو فضل من الله أسأل الله أن يديمها علىَ نعمه فانا أدعو الله دائما أن يثبتني على الالتزام.
وما رد فعل أسرتك ورأيهم في الموضوع؟
أما الأسرة فقد رحبت بالخطوة, ومنهم من طالبني بعدم التشدد, والتوغل في الدين برفق.. وأنا لا أدرى لماذا يقول البعض ممن ليسوا على علم أحاديث يحرفون في معانيها لإبعادها عن مضمونها الحقيقي الذي تعلمناه من العلماء.. من أين لهم اعتبار أن حجابي تشدد أو توغل بعمق في الدين, الحجاب فرض كالصلاة, ثم إذا لم أعرف أكثر عن ديني وأتوغل فيه فما الذي يستحق أن أفعل ذلك معه، أما زوجي لم يعارض مطلقا, فقط طالبني بالتفكير جيدا في الأمر وعندما رأى إصراري لم يعارضني بل هو الآن يعترض على ملابس لى, على أساس أن هناك ما هو أفضل لى كمحجبة، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى.
هل وجدت صعوبة أن تعملي في مجال الطيران وأنت فتاة ومحجبة؟
الحمد لله رب العالمين أنا كنت قائدة ماهرة للطائرات رغم أن البداية تعلمت الطيران بصعوبة شديدة - و لكن الله وفقني - ولأني أحب مهنتي جدا كنت أبدع وأتقنها ولكن للأسف لم آخذ فرصتي للطيران بالحجاب والسبب أنى أول ما قررت ارتداء الحجاب مُنعت من الطيران!
هل كان سر ثباتك ينبع من معرفة حقة بحدود الله؟
على مدى حياتي وأنا أعرف أن الحجاب فرض ولكن لم تكن لدي الشجاعة لاتخاذ القرار ولكن بعد الالتزام لم أشعر بالندم مطلقا, وشعرت بأن رضا الله هو سبب حقيقي لرضائي عن نفسي, كما انه يمنحني القوة لمواجهة أي تحديات ناتجة عن قراري بارتداء الحجاب.
ما الذي دفعك إلى التضحية بكل ما وصلت إليه كملكة جمال مصر وكابتن طيار من اجل الحجاب؟
أريد أن أشكرك على سؤالك، الحقيقة التضحيات التي قمت بها في سبيل إرضاء الله بالحجاب فهي كلها أمور لا تقارن بلذة ركعة واحدة تركعها لله وأنت تشعر أن الله راض عنك، هذا الإحساس الرائع الذي يشعرك انك لو مت الآن لا تخشي شيئا طالما أنك عملت ما عليك أو تحاول ترضي ربنا.
ما هو السبب الرئيسي في رأيك لفصلك من العمل؟ هل هو اضطهاد أم حرب على الحجاب؟
لا ليس اضطهادي كشخص لأنني قبل الحجاب لم يكن لدي أي مشكلة ولا اعتقد أيضا أنهم يقومون بحرب مقصودة على الإسلام، ولكن اعتقد أنهم بما يقومون به من عدم السماح للمحجبات بقيادة الطائرات والعمل كمضيفات يساهمون وهم لا يشعرون بالعمل والحرب ضد الإسلام، والغريب أنني كنت عندما أتحدث إلى واحد من هؤلاء وأطلب منه أن يوضح لى القانون الذي يمنعني من قيادة الطائرة وأنا محجبة يقول لى ليس هناك قانون هناك تعليمات "عليا", ونفسي أعرف من الذي أصدر هذه التعليمات العليا؟!
ألا ترين أن مجرد اشتراكك في مسابقة ما يسمى ملكة جمال هو بحد ذاته عمل غير أخلاقي ومنافي للقيم الإسلامية؟
ما يحدث في مسابقات الجمال من تجاوزات شرعيه طبعا تنافي ديننا وعادات وتقاليد مجتمعنا و في المسابقة التي اشتركت بها كانت أقرب إلى مسابقة الثقافة والمعلومات العامة كما أنهم حرصوا على عمل عرض الفتيات بملابس البحر في "عرض مغلق للنساء فقط" ولولا هذه الأمور التي جعلتنا وقتها نشعر أنه لا بأس من دخول المسابقة لما وافقت أو وافق أهلي على الاشتراك بها.
ألم تشعري بندم في بعض الوقت أو أنك أخذت قرار الحجاب بسرعة؟
الحمد لله لم اشعر بندم مطلقا على هذه الخطوة, بل شعرت أنه كلما زاد التيار والعواصف ضدي كلما زادني هذا شعورا أنني على الحق, والتحدي ـ لا سيما وإن كان في الحق ـ عادة ما يفرز طاقات جبارة والحمد لله, وكنت دائمة الطلب من الله أي أشارة انه راض عنى ولقد حدثت لى مواقف عدة شعرت والحمد لله أن الله راض عني، كما أنني لم اعد أشعر بالحرج من ملابس لم يعد لدي ذلك الشعور السخيف بأنني سبب لارتكاب الناس الذنوب بالنظر إلي لم يعد لدي اهتمام بصيحات الموضة والماكياج بهوس كما كنت في الماضي , كلها أمور تجعلني والحمد لله لا اشعر أبدا بالندم على الحجاب بل أزداد التزاما به.
هل تغيرت معامله زملائك في العمل بعد الحجاب؟
في الحقيقة كنت أتمنى أن يشجعني أحد منهم على قراري لكنني فوجئت بالبعض يستهزئ بالحجاب والبعض الآخر يسأل وكأنه لا يعلم أنت ستتحجبين في رمضان فقط؟! ولم أكن أعرف أن هناك نساء تتحجبن فقط في رمضان إلا بعد ما ارتديت الحجاب وزملاء آخرون ظنوني أنى آخذت المسألة هزارا، وبعض المسئولين في الشؤون القانونية قالوا ارجعي عن هذا الطريق الذي تمشين فيه!! وهكذا ولكن الحمد لله ربنا ثبتني وتحديت كل العواصف التي مرت بي بسبب الحجاب.
أليس من غير المنطقي أن ترفع عليك الشركة قضية وتطلب تعويض؟
الشركة رفعت علي قضية تعويض لأني خالفت الزى الرسمي للشركة بلبس الحجاب! والحقيقة لا أعرف ما الذي نقص مني لما ارتديت الحجاب؟ والحمد لله أن الشركة التي كنت أعمل فيها ورفعت علي القضية أعلنت إفلاسها وقفلت وأتمنى أنهم يحسوا أن هذه رسالة من ربنا.
ما هي وظيفتك الآن؟ وهل تدعين أحدا للالتزام بالحجاب؟
سبقتني زميلة في شركة أخرى إلى الحجاب والغريب أنى وقتها وقبل حجابي بستة أ شهر استغربت موقفها جدا, الآن أنا أدعو زميلاتي وقريباتي إلى الحجاب وأحاول بكل طاقتي أن أقنعها بالحجاب.
ما هو وضع ونظرة المجتمع الغربي للمرأة المسلمة الملتزمة بالحجاب خاصة, من خلال رحلاتك وعملك؟
نظرة الغرب للمرأة المسلمة والمحجبة خاصة غاية في السوء فهم يعتقدون أن المرأة المسلمة بدويه متخلفة, لا تعرف العالم من حولها وزوجها لا يكف عن ضربها وإهانتها حتى أنها تغطي جسدها "تتحجب" لتخفي آثار ضرب زوجها لها!، وللأسف فان النماذج المشرفة للمرأة المسلمة لا يتم تقديمها بشكل جيد ولا يظهر في إعلامنا سوي ما ترونه أنتم من صور للمرأة المسلمة غير الملتزمة, التي لا تضع الحجاب ولا تتقيد بالدين أو المرأة الفلاحة غير المهتمة بمظهرها أو المسلمة البدوية، ومازلنا في مصر نجعل من الفنانات نجوما تلفزيونيه لا نتحرج من إذاعة أغانيهن أما لو قامت واحدة منهن بالتزام الحجاب يقومون بمنعها من الظهور في التلفزيون ومن قيادة الطائرة وهكذا، فكيف نحسن صورتنا عند الغرب ونحن لا نعرف أن نحسن صورتنا داخليا!
ما هي اقتراحاتك في تحسين صورة المرأة المسلمة الملتزمة بدينها وحجابها؟
بداية لابد أن نعرف أننا من يشارك في تشويه صورة المرأة المسلمة طالما أن الكفاءات التي تلتزم بدينها يتم ركنها على الرف وفصلها من عملها وما حدث للمذيعات المصريات خير شاهد على ذلك، لابد أن نسعى أولا للتمسك بديننا فهو الطريق الوحيد للتقدم ولابد أن نسعى لإبراز الكفاءات وتشجيعها وأن نفهم الإسلام بشكل جيد على أنه دين التقدم والحضارة والإنسانية وليس دين التخلف كما يدعون أول ما نفعله نفهم الدين جيدا ثم نسعى لتحسين تعاملنا مع ديننا ثم سيأتي بشكل تلقائي تحسين صورة المرأة المسلمة لدي الغرب بعد ذلك
بعد أن هداك الله لالتزام ما هي خطتك للفترة القادمة؟
أمارس الآن بعض الأعمال البسيطة البعيدة عن الطيران، وكرست وقتي للاهتمام أكثر بزوجي وبيتي وابنتي والحمد لله علاقتي تحسنت بزوجي أكثر بعد الالتزام وتستطيع أن تقول أن أهم خطواتي القادمة هي التقرب أكثر وأكثر من الله سبحانه وتعالى.
نود منك كمسلمة ملتزمة أن تهدي نصيحة لبنات عصرك الذي غرتهم الزينة وكيف واجهت العواصف في الحياة؟
لكل البنات لماذا نتشبث بأعذار نعرف أنها كلها واهية وغير حقيقية وشخصيا كنت أردد نفس الكلام أنا وأصحابي قبل الحجاب مثل: القلب أبيض وربنا يعرف ما في القلوب، وفيه بنات محجبات وغير ملتزمات وبنات غير محجبات ومحترمات جدا! وغيره من العبارات الزائفة! كل هذا الكلام ظللنا نقوله لبعضنا البعض ولكن الحقيقة أن كل هذا مدخل للشيطان ليضحك به علينا، أقول للبنات تعالين نفكر في نعم ربنا وحبه لنا, نحب ربنا, الآن أشعر أن أعظم نعمة علىً هي نعمة شعوري أن الله راض عنى, هذه هي النعمة الحقيقية والمتعة الحقيقية فالمتعة ليست في "اللبس" الملابس والموضة والمكياج وغيره, من يقترب من ربنا يعلم معنى نعمة الشعور برضا الله والقرب منه, الأمر سهل وبسيط طالما أن نيتك إرضاء الله، فهو الخالق والمنعم بالبصر والعقل والسمع "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"
هل يمكن أن تتراجعي عن الحجاب يوما من الأيام إذا كان هناك إغراء وظيفي؟
الحمد لله أنا لا أفكر في التراجع أبدا وفى كل وقت أدعو الله أن يثبتني على الالتزام كما قلت لكم.. أما مسالة الإغراء الوظيفي فانا مؤمنة أن الأرزاق بيد الله وأن الرزق لابد وان يأتي للإنسان شاء أم أبى وكما رأيتم الشركة التي كنت فيها أفلست يعنى لو كنت خلعت الحجاب من أجل العمل والمال بالرغم من أن مرتبي في الشركة التي كنت اعمل فيها في الشهر يساوي ما أحصله الآن في سنة، و لكن زملائي الآن لا يجدون عملا ، النتيجة واحدة والحمد لله على الثبات.