شفتاكِ بوصلة العيون!

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : جاسم سليمان الفهيد | المصدر : www.hdrmut.net

 

جَلَّ الذي جَمَعَ المَلاحـةَ كُلَّهـا
في وجهِ آسرتي  وألَّـفَ  شملَهـا
كم طاف طَرفي بالجِنانِ  مُجنِّحًـا
يُحصي المحاسنَ جاهِدا ما  مَلَّهـا
قَسَماتُها تَنفـي الهمـومَ بنظـرةٍ
واهـاً لثغـرٍٍ بالتبسُّـمِ  سَلَّهـا
شَفَتَاكِ بَوْصَلَةُ العيونِ فما رأى ال
رَّحّالُ في دُنيـا الأنوثـةِ مِثلَهـا
والحاجبان على جَناحَي  نَـوْرسٍ
يَشتاقُ شُطآنَ السـلامِ وأهلَهـا
والعينُ عَرْشُ الحُسنِ أُودِعَ  جفنَها
فاشدُدْ إلى دارِ الخلافـة رَحْلَهـا
لا تسألوا نَعتـا يُترجِـمُ سِرَّهـا
هَيهاتَ أن يَجِدَ الفتى وصفًا لهـا
سَوداءُ حالكـةٌ تـلألأَ  نجمُهـا
بِرُموزِ غُنْجٍ مـا دَرَيْنـا  حَلَّهـا
نَبْعٌ تَرَقْرَقَ  بالبـراءةِ  فاحتـوى
طُهْرَ الطُّفولةِ حينَ تَسكُبُ طَلَّهـا
وجَبِينُها الوضَّـاءُ عانـقَ غُـرَّةً
كالشِّمسِ في خَجَلٍ تُعانقُ نخلَهـا
يا واحةَ العُشّاقِ! طَابَ بِكِ الهوى
طُوبى لِمَنْ سَكَنَ الجِنانَ  وظلَّهـا
ما ذاقَ خمرتَهـا فـؤادٌ  شاعـرٌ
إلاّ وآبَ معَ الحنيـنِ  فَعَلََّهـا!!