شبكة النبأ: ونحن على أبواب العطلة الصيفية وانتهاء العام الدراسي نجد ان العطلة لم تعد تشكل فترة للراحة والاستجمام الترفيهي واستعادة وتجديد النشاط كما يفترض أن تكون، بل اصبحت عبئا نفسيا واجتماعيا على الطلبة وذويهم وذلك لاسباب عديدة، يقف على رأسها أوقات الفراغ التي دائما ما تكون سبب لافتعال المشاكل داخل الأسر، فضلا عن لجوء بعض الشباب الى سلوكيات سلبية غير مجدية يطول شرحها، لكن لشريحة الفتيات السواد الأعظم من انعكاسات الفراغ أثناء العطل خصوصا في مدينة كربلاء المقدسة، حيث تقول رواء الوائلي إحدى طلبة جامعة كربلاء لـ شبكة النبأ: " دون أدنى شك سوف اقضي العطلة في البيت بين العمل في المطبخ مع والدتي ومتابعة بعض البرامج التلفزيونية في الليل، إن أتيحت لي الفرصة مع اخوتي، إذ لا يوجد أي مكان ترفيهي في مدينتي يختص بالنساء".
وعن مراكز الشباب تشير رواء: "هناك نوادي للشباب في مؤسسات الشباب الحكومية تستقبل الفتيات لكن الاسم (هو نادي الشباب) اذ لاتستطيع معظم العوائل ارسال بناتهم له، وذلك لانه ليس معزولا تماما، وغير مخصص للنساء ونحن مدينة لها خصوصية معروفة".
اما طالبة الرابع الإعدادي زهراء علي فترى إن وسيلة الترفيه المتوافرة للنساء مقتصرة على البرامج التلفزيونية، منوة في الوقت نفسه فتقول لـ شبكة النبأ: "أين اذهب في ظروف عائلتي المادية الصعبة، أتمنى ان اسافر في العطلة الى اي مكان خارج البلد لكن الظرف المادي لايسمح ولايوجد في كربلاء مكان نذهب له نحن البنات بإمكانياتنا المحدودة، نتمنى من الحكومة المحلية النظر في هذا الامر والعمل به بجدية ومصداقية لحله، لأننا ليس امامنا إلاّ الجلوس سجينات البيت امام التلفاز والاكل والنوم والملل حتى ان البدانة، بدأت تغزو اجسامنا وهذا مرض من نوع آخر".
أما أم ياسر وهي ام ومعلمة منذ سبعة وعشرين سنة وام لخمسة اطفال اربعة اولاد وبنت واحدة في الاعدادية، تروي لنا المشاكل التي يتسبب بها وقت الفراغ داخل المنزل فتقول: "مع انني لي بنت واحدة ولكنني ساشعر بنفس الشيء حتى كنت اما لعشر بنات، لا استطيع أن أؤمن لها سوى العيش في المنزل طول العطلة الصيفية ومتابعة بعض البرامج في التلفاز اذا استطاعت، مع تزاحم الاخوة والوالد معها، واعترف ان التواجد المستمر في البيت لها يخلق بعض المشاكل ومنها مللها من العمل في المطبخ وخدمة اخوتها الاولاد والضغط عليها في هذا الجانب، حتى يصل بها الامر لدرجة البكاء أحيانا".
وتطالب ام ياسر بإنشاء مراكز ترفيهية تختص بالنساء فقط قريبة من سكننا، نتمنى ذلك لفك الحصار عن البنات ولو في ايام العطلة فقط فتقول: " نحتاج من المسؤولين في الدولة وخصوصا من نسائنا العضوات في مجلس المحافظة أن يفكروا بعض الشيء بجعل خصوصية للنساء في بناء مراكز او منتديات ترفيهية مغلقة خاصة بنا نحن فقط".
وتستذكر ام ياسر: "رأينا ذلك عند سفرنا للجمهورية الإسلامية الإيرانية او في بلدان عربية أخرى برغم الانفتاح فيها، حيث توجد خصوصية للنساء في بناء المنتديات الترفيهية ".
أما أم علاء وهي ناشطة في احدى منظمات المجتمع المدني فأشارت مخاطر أوقات الفراغ أثناء العطل الصيفية حيث قالت لـ شبكة النبأ:" المشكلة اليوم تتعلق بالبنات اكثر من الاولاد لانعدام اماكن الترفيه او التطوير اذ لم يبق امام البنات سوى التلفاز والموبايل وهذا خطر كبير لأنهن في هذه المرحلة من العمر لهن طاقات كبيرة كامنة ومن الاصح استثمارها والتعبير عنها وتفريغها وإلاّ ستكون تأثيراتها عكسية على نفسية البنت مما يؤدي بها الى البحث عن متنفسات اخرى بأية طريقة وهذا الفراغ ممكن ان يدفع بالبنت للوقوع في علاقات الصداقة السيئة، ونحن نطالب من الاهل ان يقتربوا من البنات في هذا السن ويتابعوا تنمية ما لديهن من هوايات ومهارات بقدر الامكان ويجب علينا جميعا المطالبة من الجهات المسؤولة في الحكومة المحلية لا سيما النساء في مجلس المحافظة بفتح مراكز فكرية وترفيهية للنساء وللطالبات بصورة خاصة".
من جهتها تقول السيدة ابتهاج خضير الزبيدي رئيسة لجنة التربية في مجلس محافظة كربلاء لـ شبكة النبأ: "هناك حاجه ماسة لإنشاء مراكز ترفيهية نسويه او طلابية خاصة بالطالبات لخلو كربلاء من اي مركز ترفيهي من هذا النوع".
وتشير الزبيدي: "نقص الإمكانات المادية يقف حائلا دون ذلك".
وتختتم قولها: " من وجهة نظري ارى في مدينتنا مدينة سياحية دينية حيث تستطيع الطالبات الدخول في ايام العطلة للدراسة بالمدارس الدينية المنتشرة في الجوامع والاحياء لتعلّم الفقه والقرآن وانا شخصيا اعمل في اربعة مدارس لتعليم الفقه والعلوم الاسلامية في منطقة حي الغدير!؟".