حفلات الطلاق... موضة جديدة تنافس الأعراس

الناقل : SunSet | المصدر : www.annabaa.org

 

شبكة النبأ: تتباين أساليب العلاقات الاجتماعية بين بلد وآخر، حيث تلعب ثقافة السكان دورا محوريا في تحديد أوجه الشبه والاختلاف بين مجتمع وآخر، إلا إن مراسم الزواج تتوحد في الهدف والغاية والأسلوب وان اختلف طريقة التنظيم، إلا إن مؤخرا بدت تنتشر بعض الحالات الشخصية المغايرة للسياقات الأساسية في تنظيم حفلات الزواج في بعض المجتمعات، يهدف أصحابها من وراء ذلك لفت النظر أولا أو الخروج عن المألوف، فيما بدا الأكثر غرابه هو تنظيم الأزواج حفلات خاصة بالطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

عصر ذهبي

حيث تعيش الصين عصرا ذهبيا لحفلات الزفاف التي هي نعمة لاصحاب النشاطات التجارية من استديوهات التصوير الى عمال مناجم البلاتين على مستوى العالم. غير أن الاثر الاقتصادي الاعمق يبدو ظاهرا على سوق العقارات.

اذ ان الكم الاعظم من المتزوجين حديثا مثل منج وفان ممن يشترون منازلهم الاولى يمكن أن يساعد في اعطاء دفعة لمبيعات العقارات بالصين لسنوات على الرغم من خوف بعض المستثمرين من أن الاسعار تمر بمرحلة خطرة.

وقالت منج وهي تجلس في شقتهما الصغيرة "زوجي وانا فضلنا أن يكون لنا منزل خاص بنا بدلا من استئجار منزل كما كان الوضع من قبل لان الزواج يمثل بداية جديدة ونحن نبني أسرة الان." بحسب رويترز.

وقد تبدو قصتهما عادية بل وحتى عالمية للوهلة الاولى. لكن ما يكسبها مزيدا من القوة هو أن منج وفان جزء من زيادة سكانية في الاشخاص الذين هم في العشرينات من العمر وهم وغيرهم في سن الزواج بين الان وعام 2015.

وعندما يدفع هؤلاء المتزوجين حديثا المال مقابل منازلهم الاولى سيستمتع سوق العقارات بكم كبير من الطلب. ويقدر محللون أن هؤلاء الازواج يمكن أن يستحوذوا على ما يصل الى 450 مليون متر مربع من المساكن كل عام او تقريبا 16 في المئة من كل ما هو قيد الانشاء في الوقت الراهن.

وبالقاء نظرة لجهة الغرب من نافذة فان تملا كتل من المباني السكنية الجديدة الافق. الى الشرق توجد منازل من طابق واحد تبتلعها ناطحات السحاب ببطء.

وقالت منج التي تقدر أن ثلاثة أرباع جيرانها في الثلاثين من العمر تقريبا "الشقق هنا صغيرة. انها ملائمة بمثالية للازواج الشبان."

وفضلا عن اقدام مزيد من الناس على الزواج فان عددا متزايدا من الذين يتزوجون يختارون اقامة حفلات زفاف فخمة. وتقدر قيمة صناعة حفلات الزفاف بنحو 400 مليار يوان في العام اي تسهم بنحو 2.5 في المئة من اجمالي الناتج المحلي وفقا لتقديرات رسمية.

ويوفر مركز شيدان التجاري المتخصص في مستلزمات الزفاف في قلب العاصمة بكين صانعي الاثواب وتجار المجوهرات واستديوهات التصوير في ثلاثة طوابق.

وتقول ينج تشي وهي بائعة في متجر (مودرن بازار) للاثواب بالمركز التجاري "العروس تشتري عادة ثوبين... واحد أبيض على الطراز الغربي ويستخدم في المراسم وتبادل النذور والاخر صيني تقليدي احمر اللون من أجل الوليمة."

وقبل بضع سنوات كانت العرائس تستأجر ملابسها عادة. وقالت ينج ان كل عميلاتها تقريبا يشترين الاثواب الان التي يتكلف الواحد منها 2000 يوان (293 دولارا) على الاقل.

وهناك اقبال على الالماس ايضا. وكانت عائلة تشين ين قد بدأت تصنيع خواتم الالماس في المنزل لسوق محدودة قبل عقد مضى. الان يديرون متجر (بلينج جويلري) ويبيعون مئات الخواتم كل شهر.

وقالت "هناك بعض الناس الذين كانوا يشترون خواتم ألماسية صغيرة لكنهم يتطلعون الان الى شراء خواتم اكبر."

وتقبل العرائس على المشغولات المصنوعة من البلاتين لان المعدن الابيض يتماشى مع أثوابهن البيضاء. وقد ساعدت مكانته في حفلات الزفاف الصينية على مضاعفة الطلب العالمي على البلاتين هذا العام على الرغم من انخفاض حاد في استخدامه من قبل صناعة السيارات وفقا لما ذكرته مؤسسة جونسون ماتي لتنقية المعادن.

واختيار اللون الابيض في حد ذاته مؤشر على التغير الاجتماعي الذي يجتاح الصين لان الابيض هو لون الحداد تقليديا.

ثم هناك صور الزفاف التي تصور امام خلفيات مزيفة مثل زوجين بملابس العشرينيات في شارع كبير بفرنسا او بملابس رعاة البقر ومن ورائهما خلفية تصور مشهدا من الغرب الامريكي.

ولم تحدث الطفرة في حفلات الزفاف في غفلة من الحكومة. فقد أنشأت رابطة الصين للعمال الاجتماعيين التي تديرها الحكومة لجنة صناعة الزفاف عام 2003 لجمع البيانات ووضع المعايير.

ويقول شي كانينج رئيس اللجنة ان عدد حفلات الزفاف الذي بلغ نحو عشرة ملايين عام 2008 يزداد بنسبة عشرة في المئة في العام بينما يزيد الانفاق بنسبة 20 في المئة.

وأضاف شي "الازمة المالية العالمية ألحقت أضرارا بصناعات كثيرة... المصدرون والبنوك وشركات التأمين. لكن صناعة حفلات الزفاف لم تتأثر بل انها شهدت نموا أقوى على مدار العام المنصرم."

وقال ان هذا امتد الى سوق العقارات حيث يشتري المتزوجون حديثا المنازل في حين تعاني أنشطة تجارية أخرى كسادا. وأشار الى دراسات مسحية أجراها معهد مؤشر الصين للابحاث وأظهرت أن ثلاثة أرباع من يشترون منازل للمرة الاولى دون سن الخامسة والثلاثين.

ولا تقتصر الزيادة الكبيرة في مبيعات المنازل التي زادت قيمتها بنسبة 79 في المئة على مدار عام حتى اكتوبر تشرين الاول على مجرد المتزوجين حديثا. فالاقتصاد ينعم بأموال وفيرة بعد أن قدمت البنوك سيلا من القروض لم يسبق له مثيل للمساعدة في مكافحة الازمة المالية العالمية. وفي ظل قلة قنوات الاستثمار بالصين تصبح العقارات مغرية.

ويقول تشو لين هوا وهو خبير اقتصادي بالاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية "أسعار العقارات يمليها المستثمرون الى حد بعيد... شراء المنازل المرتبط بالزيجات ليس سوى جزء من الطلب."

ورود وشفط دهون

في سياق متصل أفادت دراسة جديدة بأن أكثر من نصف العرائس في بريطانيا و39 في المئة من أزواج المستقبل يفكرون في الخضوع لجراحات تجميلية أو علاج للتجميل استعدادا لحفل الزفاف.

وقال موقع "www.goodsurgeonguide.co.uk" المتخصص في تقديم نصائح جراحات التجميل على شبكة الانترنت ان العلاجات والاجراءات التي يفكر فيها المقبلون على الزواج قبل الزفاف تمتد من حقن البوتوكس الى تكبير الصدر.

وقالت كريستيانا كلوج التي ساهمت في تأسيس الموقع "حفل الزفاف هو أهم يوم في حياة الكثير من الرجال والنساء ويريد عدد كبير منهم أن يكون كل شيء على النحو الاكمل بما في ذلك مظهرهم."

ويصف الموقع نفسه بأنه الوحيد في بريطانيا لتقديم المشورة والتوصيات بخصوص أطباء وعيادات التجميل وطلب من 512 فتاة مخطوبة و509 رجال مقبلين على الزواج الرد على سؤال عما اذا كانوا يفكرون في الخضوع لعلاج تجميلي قبل الزفاف.

وتوصلت الدراسة الى أن 58 في المئة من النساء وواحدا من بين كل ثلاثة رجال شاركوا في الدراسة يفكرون في العلاج التجميلي. بحسب رويترز.

وأظهرت النتائج أيضا أن 11 في المئة من النساء وتسعة في المئة من الرجال المشاركين في البحث خضعوا بالفعل لبعض الاجراءات التجميلية.

وكان السبب الاكثر انتشارا وراء رغبة النساء في الخضوع لجراحة قبل يوم زفافهن هو الظهور بشكل جيد في صور الزفاف وقالت 64 في المئة منهن ان عمليات التجميل ستجعلهن أكثر رضا عن أنفسهن.

ويهتم الرجال بشكل أكبر بارضاء شريكاتهم وقال ثلاثة من بين كل خمسة رجال ان الجراحة ستلقى قبولا أكبر لدى نصفهم الاخر.

وأفادت الدراسة بأن حقن البوتوكس تأتي على رأس الجراحات الاكثر انتشارا بين النساء يليها تبييض الاسنان وشفط الدهون وتكبير الصدر واصلاح عيوب الوجه أما الرجال فيفكرون في جراحات اخفاء العيوب والبوتوكس وزرع الشعر وشفط الدهون وتقليل حجم الصدر.

 

عرس و23 إشبينة!

الى ذلك أصرت البريطانية راث أرمسترونج على أن تتقاسم فرحتها تلك بطريقة مختلفة مع أكبر عدد ممكن من الإناث الغاليات على قلبها، واللاتي عملت مع العديد منهن في جمعية إليومينيت الخيرية التي تُعنى بشؤون الأطفال.

لذلك، لم تدعُ راث الفتيات والنساء الـ 23 لحضور حفلة عرسها بطريقة تقليدية، بل قررت أن يرافقنها جميعا كإشبينات أو وصيفات، بدل أن تكتفي بواحدة منهن فقط.

وحدث ذلك عندما عقد مارك بريلزفورد وعروسه راث، وكلاهما من بلدة ألفاستون بديربيشير البريطانية، قرانها في كنيسة ليتل أوفر الميثودية.

وهكذا، فقد سار العروسان في ممر الكنيسة تتبعهما الإشبينات الـ 23 اللواتي تراوحت أعمارهن بين العامين والثلاثين عاما.

تقول راث إنه تعذّّر عليها حذف أي اسم من القائمة لكي يرسو قرارها على وصيفة واحدة في نهاية المطاف كالمعتاد، فالكل عزيزات على قلبها، لطالما عملت مع العديد منهن في الجمعية الخيرية.

وفي حفل الاستقبال، أقيمت قلعة كبيرة للوثب (النطَّ) والتسلية لمن أراد من الحضور، كما أُقيم جناح حفل بوجبات السمك وشرائح البطاطس.

لم يكن العريس مارك بعيدا عن عملية صنع القرار تلك وزيادة عدد الوصيفات إلى هذا الحد، بل كان شريكا مع راث في ذلك. يقول العريس مارك: لقد سئمت الأعراس العادية.

ويضيف بقوله: تعمل راث مع عدد كبير من الأطفال، وقد عملت كذلك طوال مسيرة عملها الحافلة. ولذلك، فلم نستطع اختيار واحدة فقط، بل اخترنا 23 إشبينة.

أمَّا راث، فتقول: كنت أعلم أن هنالك ثمة البعض منهن سيُصدمن إن لم يكنَّ إشبينات.

وحول كيفية ظهور هذا العدد الكبير من الإشبينات معها في الكنيسة في يوم عرسها، تقول راث: لقد أخبرناهن باختيار لون، وهكذا وجدنا الكل يرتدين اللون الأحمر، ولكن ظهرت كل واحدة منهن بأسلوبها الخاص بها.

وتضيف بالقول: كما قلن لهن إن بإمكانهن الحضور بشيء يناسبهن ويستطعن ارتداءه مرة ثانية، وبالتالي لا يكون إنفاق الأموال على مناسبة تدوم ليوم واحد.

وتردف العروس راث بقولها: كنت دوما أود أن يتواجد في حفل عرسي ركن أو عربة لتقديم السمك والبطاطس وقلعة للوثب، وهكذا انسابت الأفكار علينا من تلك الزاوية وتلك الرغبة.

وتختم راث بالقول: لقد فكَّرنا أنه لطالما قد قررنا فعل ذلك، فلربما يتعين علينا إذا أن نفعل كل شيء وفقا لذوقينا وطريقتينا نحن.

 

موضة حفلات الطلاق

هذه الموضة التي تنامت شعبيتها في العقود الأخيرة في أمريكا الشمالية، تشهد اليوم إقبالاً واسعًا في المملكة المتحدة. فمن مقاهي لندن الشبابية إلى المطاعم المحلية، تحثّ أماكن الترفيه المطلقين الجدد على الاحتفال بانفصالهم خلال سهرة عامرة تجمع الأهل والأصدقاء.

ولطيّ الصفحة نهائيًا، بوسع المطلقين اختيار البرنامج التالي: توسيخ فستان العرس وارتداء قمصان "حرّ كالعصفور" وتذوّق قالب حلوى في أعلاه طريقة التخلّص من الشريك وحتّى دفن خاتم الزواج في تابوت معدّ لهذا الغرض. كما يمكنكم تخليد هذه اللحظات بعدسة مصوّر متخصّص في حفلات الطلاق.

فشتّان ما بين اليوم والأمس حين كان الطلاق أمرًا معيبًا أو مثيرًا للشفقة. اليوم تحتفي حفلات الطلاق "بولادتكم الجديدة" وبعودتكم مجددا إلى "الساحة". وفيما يتوجّه منظمو هذا النوع من الحفلات بشكل خاص إلى المطلقات، يتزايد عدد الحفلات المخصصة للمطلقين. فـ"قطاع الطلاق" لم يعد حكرًا على المحامين والمعالجين النفسيين.

اليوم، ينتهي نصف عدد الزيجات في المملكة المتحدة بالطلاق. وبالتالي فإن هذا النوع من الحفلات ينضمّ إلى سوق آخذة في الازدهار قوامها وكالات التعارف للمطلقين وكتب حول النهوض بعد عملية طلاق وحتى قائمة بالهدايا التي يمكن لأصدقاء المطلقين تقديمها لهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25/آذار/2010 - 8/ربيع الثاني/1431