شبكة النبأ: جميعنا متّهم بتأجيل الأمور التي لا نرغب حقيقةً في التعامل معها، لكن هذا يختلف بشكل كبير من كونك غير قادر على اتخاذ قرارات بسيطة ترغب وتحتاج لأن تتخذها،هذا السلوك يتولد من سبب واحد أو أكثر:
1- أنت بكل بساطة مرهق من كونك على خطأ وتعرف أنك إذا لم تأخذ قرارا، تتسبب في فوضى، أنت دائما تنتقد نفسك على قرارات سابقة وتخضع حكمك للمساءلة، أنت تنتظر الوقت المناسب ولكل شيء كي يكون (تماما) قبل ان تقوم بأي تصرف.
2- أنت تتشبث بالعقلنة حيث من الممكن مع كل يوم يمر ان تحصل على معلومات أكثر وحكمة اكبر لاتخاذ القرار، ولكي تصنع قرارا أفضل. المشكلة الوحيدة هي ان معظم معرفتنا تأتي من الخبرة، ومعظم خبراتنا تأتي من أخطائنا.
3- إن صنع قرار، حتى ذلك الذي تشعر انه الأفضل غالبا ما يلغي أي فرصة لكي تغير رأيك. هذا الشعور بالعجز يضيف الى الخوف من اتخاذ القرار، ولن يكون لديك مخرج إذا قررت ان تغير رأيك، وهذا بدوره ينتج شعورا لا واعيا بأنك تخليت عن التحكم بالأمر.
4- عندما يكون لديك عدة قرارات لتتخذها في وقت واحد، تقف متجمدا ولا تتخذ أياً منها لأنك مشلول بعظم ما تحتاج ان تفعله. غالباً يوجد حس بأن الأمور بشكل عام لا تسير بشكل جيد، الفكرة هي: أن الأمور السيئة تحدث لي، فذلك شيء، وان أساهم في الموقف عن طريق اتخاذ القرار الخطأ، شيء اخر.
عندما يجب ان تتخذ قرار ما ولايمكن تاجيله فأنت تصبح مسلحاً بجيش من الأعذار في حالة انه أتضح بأنك كنت على خطأ، وأنت تميل أيضا للإسهاب في التفكير بقرار ما بعد فترة طويلة من اتخاذه، وفي الوقت الذي لا مجال فيه للنقاش ولا يمكن فعل أي شيء بشأنه هناك طرق فعالة ومساعِدة:
أولا- إستخدم طريقة القرعة للقرارات الثانوية
إذا كنت تستغرق خمس دقائق لتتخذ قرارات كبيرة مثل: أي سيارة ستشتري، ولكن تقضي عدة أسابيع من اجل قرارات ابسط مثل: أي لون، إذن فمن الواضح ان اولوياتك ليست في مواضعها الصحيحة بسبب الضعف وعدم الملاءمة، فانك تركز بانهماك على المسائل الصغيرة، وفي الوقت الذي تصل فيه الى المسائل الكبيرة تشعر انك عاجز جدا ومرتبك بحيث تتخذ قرارا خاطفا.
ولأجل ذلك نظِّم نفسك لكي تعطي القرارات الرئيسية الاهتمام الذي تستحقه. صمم على ذلك، طوال الشهر التالي ستقوم باتخاذ قرارات ثانوية على أساس قذف قطعة النقود (صورة أم كتابة) والتصق بهذه الطريقة كالصمغ بحيث لا تحتاج حتى للتفكير فيها (فقط قم بتنفيذها) ما الذي يشكل القرار الثانوي؟ اقترح أي شيء أي جواب.
بعد مرور ثلاثون يوما ستكون في الواقع متلهفاً لتتخذ قرارات أكثر أهمية من أي فيلم تشاهده، وقدراتك على إصدار حكم منطقي تنجذب بشكل طبيعي نحو مساعي أكثر استحقاقا.
ثانيا- اتخذ قرارات خاطئة بشكل مقصود وإما أن تتعايش مع النتائج أو تغير رأيك
ما هو أسوأ شيء يمكن ان يحدث إذا اتخذت قرارا أتضح فيما بعد أنه ليس في مصلحتك؟
إننا نميل لأن ندع نتائج قراراتنا تتسم الى حد كبير بالأهمية، وكأنها محفورة في الصخر للأبد، الحقيقة ان الغالبية الساحقة من القرارات يمكن تعديلها أو حتى عكسها تماما فالحياة ليست ساكنة، ولا البشر كذلك. انه من صلب طبيعتنا ان نتغير ونتطور، الحياة لا تتوقف على قرار واحد بسيط بل تتكون من قرارات متعددة تُتخذ بشكل متواصل سواء أدركنا ذلك أم لا.
استخدم هذا الإدراك لتضع ظروفك في منظورها الصحيح، بعد اتخاذك قرارا سيئا عن قصد انظر إذا كان يمكنك التعايش مع النتائج، أو إذا كان من المعقول ان تغير رأيك. فإذا كانت الجملة الثانية هي المعبرة. إفعل ما يحتاجه الامر لتجعله ينقلب حسب إرادتك. إكبت كبرياءك إذا احتجت لذلك ولكن تعوَّد على حقيقة ان تغيير رأيك ليس مصيرا أسوأ من الموت.
ثالثا- دوّن القرارات السيئة تحت بند (الخبرة) a
ثالثا- دوّن القرارات السيئة تحت بند (الخبرة)
ان توماس أديسون أجرى أكثر من عشرة آلاف تجربة فاشلة في محاولة لاختراع المصباح الكهربائي!! وكل مرة كان يواجه فيها بالفشل كان تفكيره يقول الآن اعرف طريقة أخرى يمكن لاختراعه ان يصل إليها.
كن ذلك النوع من الأشخاص.. اخترق عجزك عن طريق تصميمك سلفا، بأنه إذا لم يؤدي قرارك الى النتائج التي تريدها، فسيكون ذلك معلومة قيمة ستساعدك في اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل فالتأجيل لايكسبك شيء نهائيا سوى ان تصبح اكبر يوما أو أسبوعا أو شهرا أو عاما آخر دون ان تكون قد اتخذت إجراء.
لنقل ان لديك فكرة رائعة لخطة عمل جديد، وان عليك ان تقدم خطة لمستثمرين محتملين، مما سيؤدي الى نتائج أسرع: هل تعلن لهم عن عرضك وتخاطر بسماع (لا) عدة مرات، أم تخاف منه وتؤجله للعام القادم بحيث لن تسمع (لا) في حين يقترب من هؤلاء الأشخاص ذاتهم منافس مقدام أكثر؟ الجواب: لو سمعت (لا) من كل شخص على حده، فعلى الأقل أنت تعرف أين تقف، وأنت في وضع تستطيع تغيير فيه خطة عملك بحيث تحصل على القبول من شخص آخر.