الفلاح يحصد ما يزرع

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : افين بالتي | المصدر : www.qudwa1.com


كل انسان يعرف بان الفلاح يحصد ما يزرع. فان زرع بذرة قمح الناتج سيكون قمحا وليس تمرا وان زرع نخلة فان الناتج يكون نخلة وليس قمحا وهكذا. عندما يقرأ اي قارىء العنوان (الفلاح يحصد ما يزرع) قد يجد هذا معلومة بسيطة وبديهية جدا او قد يستهزء البعض لأن جميع الناس يعرف هذه الحقيقة حتى الأطفال يعرفون بان الفلاح يحصد ما يزرع ! ولكن هل من متعظ؟.......... للأسف.

المعرفة لا تعني فقط قراءة حروف وفهم المعنى السطحي للجمل. مفهوم جملة (الفلاح يحصد ما يزرع) تنطبق ايضا على عمل الأنسان في الحياة الدنيا فالفلاح انسان وما هذه الدنيا الا مزرعة للاخرة. فان بذر الأنسان في الدنيا بذرة خير سيكون الناتج خيرا لا شك فيه (هل جزاء الاحسان الا الاحسان) (سورة الرحمن، آية: 60). يقول سبحانه وتعالى:بسم الله الرحمن الرحيم "والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ابدا وعد الله حقا ومن اصدق من الله قيلا " صدق الله العظيم. ولا اتحدث عن الشر في هذا المقال لأن تعاملي وهدفي فقط هو الخير ثم الخير ثم الخير. ابعد الله عنا كل شر وكل مكروه.

مهما وصل الانسان من مستوى جيد سواءا على المستوى المادي او الأجتماعي او العلمي يعتقد بانه لا يزال هناك المزيد لتحقيقه.كثيرا ما يجد الأنسان نفسه في دوامة لا بداية لها ولا نهاية من كثرة المشاغل والطموحات.

ففي كل يوم يلتقي الأنسان مع العديد من الأشخاص منهم الجيد ومنهم البذيىء. يرى الكثير من المواقف بعضها تسعده والبعض الآخر تحزنه. يواجه الكثير من التحديات يتجاوز بعضها، لكن في بعض الأحيان يقع فريسة الخطأ اما نتيجة الجهل او الغرور. يتمنى الكثير الكثير. تتحقق بعض امنياته وتفشل اخرى وهكذا. وسط كل ذلك فجأة وبلمح البصر يجد نفسه واقعا فريسة المرض والموت تاركا خلفه كل تلك الطموحات والمشاغل. يا ترى ماذا حصل من كل ذلك؟ لا شك ان العمل الصالح الذي عمله في مسيرة حياته هو الذي سيحصده في النهاية. عندما يقع الأنسان فريسة الموت يتفاجأ اقرباءه واصدقاءه ويعتقدون ان مصيبة حلت بهم بشكل فجائي. وعندما يقع الأنسان فريسة المرض اويقترب من نهايته او يقع في مصيبة يتفاجأ هو ايضا ويلجأ عندها فقط الى الدعاء والصلاة وكأن ذلك كله حدث له فجأة دون انذار مسبق. يقول تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (واذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين اليه ثم اذا اذاقهم منه رحمة اذا فريق منهم بربهم يشركون33) صدق الله العظيم ( سورة الروم،33). في الحقيقة ان الله سبحانه وتعالى انذر الأنسان بكل ذلك مسبقا في القرآن الكريم في آيات عدة مثل: بسم الله الرحمن الرحيم "كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون" صدق الله العظيم ( سورة العنكبوت:57)، بسم الله الرحمن الرحيم "انك ميت وانهم ميتون" (الزمر، آية: 30)، بسم الله الرحمن الرحيم "وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب وان الدار الأخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون(64،سورة العنكبوت). ولهذا على الأنسان ان يحاول قدر الأمكان زرع كل ما فيه خير له وللأجيال القادمة من اقوال وافعال قبل ساعة الموت لأن بعد الموت لا يبق للأنسان الا ثلاث: كما اكد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم (اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا عن ثلاث , علم ينتفع به، اولد صالح يدعو له، او صدقة جارية). يقول سبحانه وتعالى : بسم الله الرحمن الرحيم: وقال الذين اوتوا العلم والأيمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون56. فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون. ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا ان انتم الا مبطلون صدق الله العظيم ( سورة الروم:58)

اللهم وفقنا لكل مايرضيك