رأي البنات مواقع إنترنت بناتية
إعداد / ميرهان محسن
الإبحار في عالم الإنترنت هو إبحار لا ينتهي في عوالم مترامية الأطراف لا يحدها حدود، وهناك من يغوص في عالم الإنترنت بحثاً عن المفيد، وهناك من يغوص بحثاً عن كل غث، وبين هذا وذاك نجد العديد من المواقع التي تهتم بالفتاة العربية المسلمة وتتناول كل ما يتعلق بها ويشغلها، وجيلنا هو جيل الإنترنت لذا كان لا بد لنا من أن تتعرف على استخدامات الفتيات للمواقع المخصصة لهن والإشباعات التي تحققها لهن هذه المواقع، مجلة حياة كانت لها هذه الوقفة في أنحاء العالم العربي، فكيف تفاعلت الفتيات؟
- ثمار ناضجة: سلوى الحسين (كلية الآداب / مصر) أكدت على أن الثورة التكنولوجية آتت ثمارها بشكل مفيد للغاية من خلال إطلاق مواقع للفتاة المسلمة تخص كل ما يتعلق بالفتيات، حيث تقدم مواد مفيدة للغاية ويتم الاستفادة من معلوماتها بشكل كبير. - موضة... أزياء... وماكياج: ناديت أباظة (كلية الاقتصاد /مصر) أشارت بأن هناك مواقع مشهود لها بالثقة تقدم معلومات قيمة للغاية للفتاة عن كل ما تحتاجه سواء في الموضة أو الأزياء أو الماكياج وديكورات الغرف مما يشغل بال الفتاة العربية. - لا يهمني: نوف (متزوجة حديثاً/السعودية) قالت: لم يشدني يوماً الإنترنت، ولا أحببت التجول فيه، مع أنني جربت ذلك عدة مرات، لكنني كنت أصاب بالملل بعد فترة صغيرة، لذا انقطعت عنه منذ أكثر من سنتين حتى اليوم. - نعمة ونقمة: ليس صحيحاً أن الإنترنت كان وبالاً على الشباب هذا ما عبرت عنه مريم طه (كلية العلوم /القاهرة) مؤكدة على أن كل شيء قد يكون نقمة إذا ما أسيء استخدامه، وهذا ينطبق على شبكة الإنترنت، فكما أنها تحوي سلبيات عديدة إلا أنها في الوقت ذاته تقدم مواقع مختارة تجعل الفتاة تتصفح عدة مواقع متميزة وتقدم لهن الفتاوى والنصائح الدينية وكل ما يتعلق بالأدب والفنون والصحة وإمكانية الحوار مع فتيات أخريات في إطراء من الخصوصية غير القابلة للاختراق. - للضرورة أحكام: ديانا كردي (معهد صحي / سوريا) تقول أن الإنترنت عالم يجعلك تنقطع عن الحياة الاجتماعية، وأنا بطبيعتي أحب الناس والضجة، لذلك تجولت قليلاً في المواقع البنوتية، ووجدت أن المعلومات فيها متشابهة وموجودة في أي مجلة تهتم بأمور الفتيات، فلم أعد أدخل إلا للضرورة الملحة. - لا تغني من جوع: سارة سالم (كلية الفنون الجميلة) ترى أن بعض مواقع النت الخاصة بالفتيات وخاصة المنتديات لا تقدم سوى المواد السطحية التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تستفيد منها الفتيات سوى في الدردشة في أمور غير ذات جدوى، ولكن لا يمكن التعميم فمن الإنصاف أن نقول أن هناك مواقع ذات جدوى وتقدم المعلومة المفيدة للفتاة العربية، ويظل المطلوب هو الحكمة والوعي في الاستخدام.. حتى للمواقع المتخصصة للفتيات... - ”عالم من الثقافة والمعرفة“ : هذا ما عبرت عنه فريدة محمد (كلية الصيدلة – القاهرة) قائلة: إن الانترنت ذلك العالم الساحر جذب كثيراً من الشباب والفتيات على حد السواء لاستقاء المعلومة المفيدة في عصر التكنولوجيا .... وجاء الاهتمام بالمواقع الخاصة للفتيات باعتبارهن شريحة مهمة من المجتمع ولها مشكلاتها ومعاناتها واهتماماتها أيضاً، وأنا أستخدم هذه المواقع لحصول على المعلومات الشرعية والعلمية المفيدة، كما أنني أحرص على الاطلاع على أحدث خطوط الموضة والماكياج... - مزيداً من المعرفة: رنا عبد الرحمن (الجامعة العربية /الكويت) تقول: المعلومات المهمة بالمواقع البنوتية حلوة ومفيدة جداً جعلتني أعرف أشياء لم أكن أعرفها مثل فن الطبخ والماكياج، هذه المواقع تعرفني بأشياء تحتاج لها كل بنت وبرأيي أن الإنترنت مفيد طبعاً عندما نستعمله بطريقة صحيحة، كل شيء بالدنيا له فائدة وضرر وعلينا أن نتوخى الفائدة لكسب المعلومات المهمة فقط. - أخطاء وحلول: أسماء عبد الهادي (كلية العلوم – القاهرة) تخبرنا: في تصوري أن شبكة الإنترنت وعبر المواقع المخصصة للفتيات تتميز بالجرأة في عرض الأفكار التي يحتاج إليها الشباب والفتيات معاً مثل المراهقة والعلاقة بين الفتيات والأهل، وما يرتكب من أخطاء وكيفية حلها، وغير ذلك أتصور أنها مفيدة بالنسبة لي وللبنات.... - أما رانيا عبد العزيز (كلية الآثار – مصر) فقد أكدت على اهتمامها المضاعف بالمواقع والمنتديات التي تطرح العديد من الموضوعات للنقاش والحوار وهذا في تصوري يثري أفكار الشباب ويدعم أفكارهم بالحوار البناء .. إضافة إلى ذلك هناك خدمة الاستشارة في المواقع الخاصة بالفتيات وبالمرأة والتي يتولى الرد عليها نخبة من المتخصصين في العديد من المجالات التي تحتاج إليها الفتيات والشباب على حد سواء والمخصصة لهن... - تبادل آراء: تقول لينا بارودي (كلية الهندسة – سوريا): أكثر ما يعجبني في هذه المواقع التفاعل وتبادل الآراء والنقاش حول القضايا التي تهمنا كفتيات، أحياناً أشارك وأحياناً أكتفي بالقراءة لمعرفة كيف تفكر بقية البنات، لا أهتم كثيراً باستشارات على الإنترنت لعدم ثقتي في المصدر، خصوصاً أن هناك تضاربا خاصة في الأمور الشرعية لذا أبحث عن أسماء معينة أثق بها لأحظى باستشارة أو رأي أو فتوى أثق بها وبمصدرها، لكن أهم خدمة يقدمها لي الإنترنت الاطلاع على مستجدات العلوم وخاصة الهندسية مما يفيدني في دراستي. - فجوة هائلة: وجهة نظر أخرى تعرضها لطيفة بدر (كلية الآداب – القاهرة) بقولها أن مواقع الإنترنت المخصصة للفتيات والشباب سدت فراغاً كبيراً كان موجوداً في جيل سابق كان يعاني من وجود فجوة بينه وبين الوالدين في ظل وجود حالة من الخوف والخجل في طرح القضايا من الأمور المتعلقة بالفتيات، ولكن من خلال شبكة الإنترنت صار الأمر أكثر سهولة لأن الفتيات وجدن متنفسا عبر هذه المواقع من خلال طلب النصح والإرشاد من المتخصصين الذين يهتمون بإرسال الرد فوراً. - لا شيء إلا المحادثة: أبرار أحمد من الكويت: بصراحة أنا أستخدم الإنترنت فقط من أجل التشات مع الأصدقاء، ونادرا ما فتحت أي موقع خارج المحادثة. - أمور سطحية: هذا كان رأي نوران نادر (كلية الزراعة – القاهرة)، حيث رفضت تماماً مثل هذه المواقع لأنها لا تقدم أي مضامين مفيدة عدا الجمال والموضة وهي أمور سطحية لا تحتاج إليها الفتاة بقدر ما تحتاج إلى تعميق ثقافتها الدينية التي ستجدها في الكتب تعتبر أن الإنترنت مجرد تكنولوجيا تساهم في المزيد من تغييب وعي الشباب وتضييع وقتهم وتسطيحهم. - مواقع إباحية: وتعلق رنا أنور (كلية التجارة – القاهرة) قائلة: (الشباب العربي بشكل خاص يسيء استخدام الإنترنت بسبب وجود محظورات مجتمعية وعادات وتقاليد، ونتيجة لتأخر سن الزواج فإن الشباب وجد الإشباع الذي يريده عبر المواقع الإباحية، وتجاهل تماماً الاستفادة الإيجابية من هذه الشبكة، ولذا فإن العيب ليس في التكنولوجيا ذاتها ولكن في تفكير الشباب نفسه وعدم وعيه لأهمية تسخير هذه التكنولوجيا للإفادة. - نماذج مشرقة: بدأت فاطمة الزهراء حديثها بسؤال عن هدف إنشاء مواقع مخصصة للفتيات، وتستطرد: إذا كان الهدف إفادة الفتاة فهناك كتب عديدة أكثر عمقاً وجدية، فهل التطور أن نستخدم الإنترنت في مواقع للتسلية ومتابعة الموضة؟ أم أن نستخدمه للإطلاع عنا يحدث في العالم وعن نماذج مشرقة يقتدى بها؟ وتستطرد: هذه المواقع الهزيلة هي تسطيح متعمد لعقل الفتاة والشاب. للمحجبات فقط: تخبرنا رامية الجنيدي (جامعة الكويت): المواقع البنوتية مفيدة جداً، أي واحدة بأي عمر تجد ما تبحث عنه في هذه المواقع، يعني الموضة الماكياج الطبخ، حتى أنه فيه مواقع خاصة للبس المحجبات، وهذا لا نجده خارج الإنترنت. - لبابة أبو صالح: (أدب عربي جامعة الإمام / الرياض): الحقيقة إني لا أدخل المواقع البنوتية كثيراً، وحين أفعل أجِدُ صورةً واقعيةً جداً لما يشغَلُ البنات من اهتمامات .. ولأنني – ربما – لا أحفَلُ كثيراً باهتماماتهن، لا أُطيل مكوثاً فيها فأذهانُ البنات منصَبةٌ على الاهتمام بالشكل والتجميل والزينة، وأحيانا يتطرقَن لتبادل الخبرات فيما نخجلُ من التحدث به مع أمهاتنا وصديقاتنا! فهل قضيةُ الاختفاء تحت أسماء مستعارة – وهذا الشائع هناك – خلقت نوعاً من الجرأة التي تجعلهن يتحدثن في أشياء تخدش الحياء تكون مُعلنة بحيث يمكن للشباب الاطلاع عليها ومعرفتها!! مما أفرز في مجتمعنا ثقافَةً فحواها: “ إن البنتَ لا يهمها شيءٌ بقدر ما يهمها شكلها وجمالها، إننا في مجتَمَع يُعمَّمُ الحالاتِ، لتُصبح ظاهرة عامة، تحكي واقِعاً موجوداً، وتَظْلِمُ شريحةً لا تَدخُلُ في هذه الدائرة! حتى في البحوث العلمية ما ستفدتُ من الإنترنت كثيراً، ليس لِفَقْرِهِ وإنما لفقدِهِ ضوابِطَ التوثيق الذي يجب أن أراعيها، من توثيق اسم الكتاب و المؤلف، وهذه المعلومات لا نجدها مُرفقةً مع المادَّةِ المنشورةِ في المواقع الإلكتروني... عدا عن كونِ أساتذتنا لايعدُّون الرجوعَ إلى الكتب الإلكترونية أو الإنترنت عموماً مُغنياً عن الرجوعِ إلى الكُتُبِ والبحث فيها. ــــــــــ المرجع: مجلة حياة العدد (74) جمادى الآخر 1427هـ
تحرير: حورية الدعوة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل»