الخيانة

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : digarte | المصدر : majdah.maktoob.com


الزوجتان 1

تبدأفصول هذه القصة بزواج حليمة بإبن جيرانها ،كانت فرحتها لاتوصف،وهي تُزف كعروس له في حفلة زفاف قلّ نظيرها في الحي،وكان من بين الحاضرين في هذا الحفل واحدة من أعز صديقاتها ،وكعربون على الصداقة التي تجمعها بحليمة قامت سعاد بتزيينها،وإطفاء لمسة ساحرة على مظهرها كعروس،وفي أثناء إرتداء حليمة لفستان العروس،عبرت لها صديقتها عن إبتهاجها وفرحتها العارمة قائلة:
ـ لاتتصورين حجم سعادتي وفرحتي بك ،وأتمنى أن تكون إيامك كلها مثل هذا اليومـوأن تسعدي أنت وزوجك إلى الأبد
عانقت حليمة صديقتها سعاد بحرارة وهي تغالب دموعها وقالت :
ـ أتمنى أنك تجدين إبن الحلال الذي يرعاك ،ويرعى مشاعرك ،فأنت حقا فتاة عاطفية وحساسة ،ولاتستحقين في كل الأحوال أن تكون تحت كنف رجل لايقدر هذه المشاعر.
لم تنتبه حليمة أن هذه المرأة الحساسة،والمرهفة المشاعر،ستقوم بإستمالة زوجها بهذه الأحاسيس والمشاعر،،،نعم لم تنتبه لهذا الأمر،لأنها فتحت لها أبواب منزلها على مصراعيه،إذ كانت هذه الأخيرة تزورها بين الفنية والأخرى في منزلها الجديد ،،،والأمر الخطير الذي لم تنتبه إليه حليمة هو طغيان جمال سعاد على جمالها بشكل ملفت ،فقوامها مغري،ولون بشرتها الناصح البياض كالحليب يطفي عليها جمالا باهرا،لذلك كان زوج حليمة يسرق بعض النظرات بعينيه كلما رأى الفرصة سانحة لذلك،،، كان حريصا على أن لايلفت النظر ،لكنه في المقابل لم يستطع إخفاء إعجابه بشخصية سعاد التي تتسم بروح المرح،وخفة الدم،،،،
توالت زيارات سعاد بشكل ملفت،لكن حليمة رأت في ذلك نوع من الصداقة الحميمية،وأنها تأتي فقط لتأنسها،لأنها غالبا ماتكون وحدها بحكم أنها ربت بيت وحسب،بعد أن قامت بالمغادرة الطوعية لعملها بناء على رغبة زوجها،،،لم تعلم أن سعاد أصبحت في الإيام الأخيرة تترصد عيني زوج صديقتها وهو ينظر إليها خلسة،،،ولم تعلم أن الأمر تطور إلى مايشبه لغة النظرات،،،وكان كل واحد منهما يتصيد الفرصة السانحة ليقول شيئا ما للآخر،وهذا ماتأتّى لهما في إحدى إيام العطل الأسبوعية،،،فبينما كانوا يتناولون وجبة الغداء،إذا بجرس المنزل يرن،فتذهب حليمة لفتح الباب،،،وتجد أن إحدى جاراتها في العمارة هو الطارق،،،وربما ثرثرة الجارة ستفسح المجال للعاشقين بالنظرات،بأن يعبران عن عشقهما،حيث قالت سعاد بنبرة المرأة التي تعج بالأنوثة:
ـ هل أعجبك الأكل؟
قال وقد شخص عينيه في عينيها العسليتين:
ـ كثيرا،عندي إحساس أن زوجتي هي التي كانت تساعدك في المطبخ أثناء إعداد الغداء.
عادت تقول بنفس النبرة،وهذه المرة علت وجهها إبتسامة رقيقة:
ـ معك حق،أنا الذي طبخت هذا الأكل.
فبدأ يأكل بشراهة وكأنه يوحي بشيء ما،ويقول وهو يغالب اللقمة التي تملأ فمه:
ـ إنه ألذ ماتذوقت في حياتي،،،!!
وقبل أن يستطرد في الكلام سمع وقع الحذاء،فعلم أن زوجته قادمة ،،،،فأعتدل في جلسته،وبدى كشخص خجول ،وتعمد أن لايشخص النظر سوى في الأطباق الموجودة في المائدة،وهو يأكل بأدب وتهذب،،،


سيطرة على صلاح أفكار غريبة،وتراءى له أنه قاب قوسين أو أدنى من إقتحام قلب سعاد،،،ولماذا لايكون قد أقتحمه أصلا؟؟،،،،فقد أصبح يرى أن سعاد لاتطيق الإنتظار،وأنها تتمنى مايتمناه،وهو أن يحتضنها،،،وكان فعلا يتمنى أن يحضنها إلى صدره ،ويبوح لها بكل مايختلجه من شعور تجاهها،،،
إختمرت الفكرة في ذهن صلاح،فكان شغله الشّاغل هو أن ينفرد بسعاد ،ويأخد راحته في الكلام معها،ودون أن يكدر أحد صفوة هذه الراحة،،،فهو يريد أن يقول لهاكل شيء،،،،ولن يرتاح له بال حتى يقول لها كل شيء،،،،
قطع حبل تفكيره مساعده في محل الملابس الجاهزة وهو يُسلم إلي عيَّنة من الفساتين التي أرسلتها له إحدى الشركات،،،
أخد يتفحص الفساتين وهو يقول:
ـ حقا،إنها فساتين رائعةجدا،،،ألوان مذهلة،،،
ثم نظر إلى مساعده مسعود وهو يقول بنبرة إبتهاج:
ـ وجدتها،،،
بدى على مساعده شيء من الإندهاش من تصرف صلاح،لكنه أخفى إندهاشه وراء إبتسامة بلهاء،وقال،
ـ أكيد أن الفساتين أعجبتك،إنها آخر صيحة،،،وأكيد أنها ستنفذ إذا لم نسارع إلى شرائها في أقرب وقت ممكن
وفور مغادرة مسعود لمكتبه،صفح صلاح جبهته بكف يده،وقد كشف عن إبتسامة خبيثةوقال:
ـ لماذا لم أفكر في هذا الأمر من قبلْ؟لماذا كنت أجهد نفسي في البحث عن الحلول المناسبة،،،،
لقد ذهب تفكير صلاح إلى ماهو أبعد،،،،سيدعو سعاد إلى زيارة المحل لترى هذه الفساتين،،،،فإذا كانت ترغب في لقائه ،فإنها حتما ستقبل دعوته،،،،
سوف يُهيّأ نفسيا لإخبارها،،،،فلأمر يبدو أشبه بدعوة،لكنه في واقع الأمر هو تمرير لإشارة القبول بالعلاقة أو رفضها،،،،
وماذا عن الزوجة،،،الأيعتبر مايفكر فيه تمهيدا للخيانة،،،؟؟،،،زوجته التي تركت عملها ،وجلست في البيت لإرضائه،وكعربون أيضا على الحب والإخلاص،،،،وهو يعرف أنها فعلت ذلك برغبتها حتى تتفادى خدش سعوره بحكم أن عملها يقتضي الإختلاط بالرجال،،،
وهاهو اليوم يخطط لأشياء يعرف أنها ستؤرق مضجع زوجته،،،لكنه في المقابل لايستطيع كبح جماح شعوره،،،إنه يرى أن الأمور خارجة عن إرادته،فهو يحب زوجته حقا،لكنه أيضا يميل إلى صديقتها،،،هو يجهل سبب هذا الميول الأعمى،فلو كان يحس بهذا الشعور قبلا لتزوجها بدلا من زوجته الحالية،،،
سعاد إمرأة جميلة،،،لكن جما ل النساء في كل الأحوال لن يكون له وقع إذا كان الرجل يحب زوجته،حتى ولو كان جمالها بسيطا،بل حتى ولو كانت سوداء البشرة،،،وهذا السر لايعرفه سوى الأزواج المخلصين لبعضهم البعض،،،
ومها يكن ،فسعاد قامت فعلا بإستمالة مشاعره بطريقة ما،،،لأنه لم ير من منفذ سوى الإنجراف ورائها،،ولذلك فتفكيره كله منكب على تلك الثواني المعدودات التي سيقتنصها داخل البيت،،،لأنه سيبوح لها بكلام خطير،
ـ أنت مدعوة عندي في المحل ،لأطلعك علىأروع الفساتين التي توصلت بها،،،،
للقصة بقية