ناسجو بيت العنكبوت في واحة السراب
إنها أخّاذة للعقول ،وجذابة لنّفوس والأنظار،فما أجمل مظهرها ، وأبها صورتها ، وأقوى لمعانها ، أتدري ماهي؟ إنها الحضارة الإنسانية اليوم .لقد وصل التقدم العلمي و الصناعي إلى حد فتن فيه الإنسان ، بل جعله يصل إلى حد الغرور ، حتى أصبح يبحث عن الخلود في هذه الحياة ، فسبحان من علم الإنسان ما لم يعلم ، وسبحان من سخر له ما مكنه على الحياة على هذه الأرض . {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ }لقمان20 . لقد فُتن الإنسان بقدراته العقلية في فهم بعضاً من سنن الله تعالى في الكون مما جعله يشعر بقدرته على قهر الطبيعة وإذلالها!! ،وفتن بنتاجه التقني الذي جعل ما كان مستحيلاً بالأمس ممكناً اليوم ،فبلغ به الحال إلى المجادلة في الله تعالى والمحادة لشرعه ،ثم تجرأت طائفة من الناس على إنكار وجود الله سبحانه !! وبعضهم أقام حياته على غير هدىًً من الله فإذا هو خصيم مبين لمن خلقه من عدم ،فنسي ربه الحكيم الخبير وقدم للبشرية مع الآلة التي منحت الإنسان خدمات ضخمة ، فوفرت له الجهد والوقت ، وأضفت لحياته متعة ورفاهية عجيبة ، قدم مع ذلك أفكاراً وأساليب للحياة زاعماً أنها تحقق أحلامهم في عيش حياة الحرية والطمأنينة !! والمسلمون لله تعالى ظواهرهم وبواطنهم في كل حقب تاريخ البشرية ، هم أحد صنفين : إما مسهم في هذا النتاج البشري ، وإما مستفيد منه فيما يحقق الغاية من وجوده في الحياة ، وهم مع ذلك متميزون بإيمانهم ، ولكن هناك من المسلمين من قد يغتر بما وصل إليه الناس الذين لا يؤمنون بالله من تقدم ، وما حققوه من تقلب في الحياة ،فجاء البيان من الله تعالى : {لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ . مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }آل عمران196-197 . وإن من أعظم ما فتن به المسلمون اليوم قضية المرأة ، ففي الغرب حققت ما تريده ، ونالت حريتها !! وأسهمت في دفع عجلة الحضارة البشرية !! فلماذا لا تسهم المرأة في نهضة الشعوب المسلمة ، فتعمل كما عملت المرأة في تلك البلدان ؟ فأصبح في واقعنا اليوم من يزين خروج المرأة للعمل ،حتى أصبح عمل المرأة هو الحلم الذي تسعى العديد من النساء لتحقيقه ، خاصة عند من تعتقد أنه الشكل الوحيد لإثبات وجودها ، وأنه البرهان القاطع على ثقتها بنفسها وقوة شخصيتها !! وأخريات يرينه الميدان الوحيد للانتصار على ظلم وتسلط وأنانية ووصاية و..و..و..الرجل – الزوج خاصة أو الأب أو الأخ - ،وأخريات غرهن دعوات من وعدوهن بنيل حقوقهن المسلوبة وعيش الحياة الهانئة في قصر العنكبوت على ضافتي نهر السراب !! فأصحاب تلك الدعوات يزعمون أن المجتمع لن يعرف التقدم والرقي إلا إذا خرجت المرأة لتقف بجانب الرجل في ميادين العمل المختلفة !! فتصبح نسخة مكررةً من الرجل ، وليتنفس المجتمع برئة واحدة ، ليتمتع الجميع بحياة التطوير والتغيير !!حتى لو كان هذا التطور على حساب إثقال كاهل المرأة بوظائف جديدة في الحياة مع وظيفتها الأساس والتي هيأها الله لها !! وحتى لو كان ذلك على حساب استقرار الأسرة من زوج وأطفال ، بل واستقرار المجتمع بأسره!! ولكل عاقل يهمه مصلحة أمته وبلده ، ولكل أخ ينادي بخروج المرأة للعمل ، وكل أخٍ ينتظر نتائج خروج المرأة ، وكل أخت تسعى لذلك أقول : تمهلوا ، واقرؤوا صفحات حياة عمل المرأة الغربية لنستبين حقيقة الأمر ، ولنحكم بعد ذلك هل حققت المرأة الحياة الكريمة التي تحلم بها، أم حققوا هم من المرأة ما يريدون ؟ وهل كان خروج المرأة للعمل وترك واجب بيتها ، أو التقصير فيه سبباً لحياة هنيئة تعيشها تلك المجتمعات ؟ . ولنبدأ رحلتنا بما حبرته أقلام عقلائهم ، وأهل الخبرة منهم ، وكتابهم ، الذين أكدوا على آثار خروج المرأة للعمل وترك وظيفتها الأساسية في منزلها : * وسنبدأ بـ - سامويل سمايلس - وهو من أركان النهضة الإنجليزية حيث قال: إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل، مهما نشأ عنه من الثروة، فإن نتيجته هادمة لبناء الحياة المنزلية، لأنه يهاجم هيكل المنزل، ويقوض أركان الأسرة، ويمزق الروابط الاجتماعية، ويسلب الزوجة من زوجها، والأولاد من أقاربهم، وصار بنوع خاص لا نتيجة لـه إلا تسفيل أخلاق المرأة، إذ وظيفة المرأة الحقيقية، هي القيام بالواجبات المنزلية، مثل ترتيب مسكنها، وتربية أولادها، والاقتصاد في وسائل معيشتها، مع القيام باحتياجاتهم البيتية.. ولكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات، بحيث أصبحت المنازل غير المنازل، وأضحت الأولاد تشب على عدم تربية، وتلقى في زوايا الإهمال، وانطفأت المحبة الزوجية، وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة، والمحبة اللطيفة، وصارت زميلة الرجل في العمل والمشاق، وصارت معرض للتأثيرات التي تمحو غالباً التواضع الفكري، والتودد الزوجي، والأخلاق التي عليها مدار حفظ الفضيلة . [ المصدر : موقع طريق الإسلام ، مقال : أقوال واعترافات بخطورة عمل المرأة ]. * وهذا مؤرخ مشهور – اسمه : توينبي - يقول تحت عنوان [درس من التاريخ للإنسان المعاصر]: (( لقد فشلت جميع جهودنا لحل مشكلاتنا بوسائل مادية بحتة، وأصبحت مشروعاتنا الجزئية موضع سخرية!!. إننا ندّعي أننا خطونا عدة خطوات كبيرة في استخدام الآلات وتوفير الأيدي العاملة، ولكن إحدى النتائج الغريبة لهذا التقدم: تحميل المرأة فوق طاقتها من العمل. وهذا ما لم نشهده من قبل، فالزوجات في أمريكا لا يستطعن أن ينصرفن إلى أعمال البيت كما يجب. إن امرأة اليوم لها عملان: العمل الأول من حيث هي عاملة في الإدارات والمصانع،والثاني عملها في منزلها ، وقد كانت المرأة الإنجليزية تقوم بهذا العمل الثنائي، فلم تر الخير من وراء عملها المرهق، إذ أثبت التاريخ أن عصور الانحطاط هي تلك العصور التي تركت فيها المرأة البيت))[ المصدر : موقع المسلم مقال عمل المرأة ،انظر: عمل المرأة في الميزان/محمد البار ص198 ]. * وتقول وزيرة التعليم البريطانية - واسمها: ثيرلي وليامز- معترفة بأن المرأة البريطانية لم تحصل من الحرية على شيء سوى مضاعفة الأعباء؛ ذلك لأن المرأة العاملة مطالبة بأداء وظيفتين بدلاً من واحدة .[ المصدر : موقع المسلم مقال عمل المرأة ،صحيفة المدينة، العدد (12113 ) 15/2/1417هـ ]. * وتؤكد الروائية الإنجليزية الشهيرة (أجاثا كريستي ) : إن المرأة مغفلة؛ لأن مركزها في المجتمع يزداد سوءاً، يوماً بعد يوم، فنحن النساء نتصرف تصرفاً أحمق؛ لأننا بذلنا الجهد الكبير – خلال السنين الماضية – للحصول على حق العمل، والمساواة في العمل مع الرجل. والرجال ليسوا أغبياء؛ فقد شجعونا على ذلك معلنين أنه لا مانع مطلقاً في أن تعمل الزوجة وتضاعف دخل الزوج. ومن المحزن أننا أثبتنا – نحن النساء – أننا الجنس اللطيف الضعيف، ثم نعود لنتساوى اليوم في الجهد والعرق، اللذين كانا من نصيب الرجل وحده)). [المصدر : موقع المسلم مقال عمل المرأة ، مجلة النور الكويتية – العدد (56)، نقلاً عن: من أجل تحرير حقيقي للمرأة/ محمد رشيد العويد ص94 ]. * ويبين الدكتور سوليفان سبب مفاسد أوروبا بقوله: إن السبب الحقيقي في جميع مفاسد أوروبا وفي انحلالها بهذه السرعة هو إهمال النساء للشؤون العائلية المنـزلية، ومزاولتهن الوظائف والأعمال اللائقة بالرجال في المصانع والمعامل والمكاتب جنبا إلى جنب . [ المصدر : موقع طريق الإسلام ، مقال : أقوال واعترافات بخطورة عمل المرأة ]. * وهاهي ذي خبيرة اجتماعية أمريكية ـ الدكتورة إيدا إلين ـ تقول: إن التجارب أثبتت ضرورة لزوم الأم لبيتها، وإشرافها على تربية أولادها، فإن الفارق الكبير بين المستوى الخلقي لهذا الجيل والمستوى الخلقي للجيل الماضي إنما مرجعه إلى أن الأم هجرت بيتها، وأهملت طفلها وتركته إلى من لا يحسن تربيته . [ المصدر : موقع طريق الإسلام ، مقال : أقوال واعترافات بخطورة عمل المرأة ]. * أما – لين فارلي – فقد أصدرت كتابا بعنوان ( الابتزاز الجنسي ) ، قالت عنه مجلة النيويورك تايمز : لقد حطم هذا الكتاب جدار الصمت ، وفتح الباب على مصراعيه للانتباه لهذه المشكلة ، ومحاولة حلها . ومما قالته المؤلفة : إن الاعتداءات الجنسية بأشكالها المختلفة منتشرة انتشاراً ذريعاً في الولايات المتحدة وأوربا وهي القاعدة ، وليست الاستثناء بالنسبة للمرأة العاملة في أي نوع من الأعمال تمارسه مع الرجل . * وتقول الكاتبة الشهيرة -أنى رورد - في مقالة نشرتها في جريدة - الاسترن ميل - في عدد 10مايوم 1901:لأن تشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاءً من اشتغالهن بالمعامل، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة رداء.. نعم إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلًا للرذائل بكثرة مخالطة الرجال، فما لنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها.انظر إلى كلام هذه المرأة وقد مضى عليه قرن من الزمان كيف وحال المرأة الغربية اليوم أسوء بكثير مما كانت تتحدث عنه؟!! .[ المصدر : موقع طريق الإسلام ، مقال : أقوال واعترافات بخطورة عمل المرأة ]. * وتقول المحامية الفرنسية كريستين بعد أن زارت بعض بلاد الشرق المسلم :سبعة أسابيع قضيتها في زيارة كل من بيروت ودمشق وعمان وبغداد ، وها أنا ذا أعود إلى باريس،فماذا وجدت؟ وجدت رجلًا يذهب إلى عمله في الصباح يتعب يشقى، يعمل حتى إذا كان المساء عاد إلى زوجته ومعه خبز، ومع الخبز حُبٌّ وعطف ورعاية لها ولصغارها. والأنثى في تلك البلاد لا عمل لها إلا تربية جيل، والعناية بالرجل الذي تحب، أو على الأقل بالرجل الذي كان قدرها. في الشرق تنام المرأة وتحلم، وتحقق ما تريد ؛ فالرجل قد وفر لها خبزًا، وحُبّا وراحة ورفاهية. وفي بلادنا حيث ناضلت المرأة من أجل المساواة ... ، ماذا حققت؟! انظر إلى المرأة في غرب أوربا، فلن ترى أمامك إلا سلعة ؛ فالرجل يقول لها: انهضي لكسب خبزك ؛ فأنت قد طلبت المساواة، وطالما أنا أعمل فلابد أن تشاركيني في العمل ؛ لنكسب خبزنا معاً. ومع الكد والعمل ؛ لكسب الخبز تنسى المرأة أنوثتها، وينسى الرجل شريكته في الحياة، وتبقى الحياة بلا معنى ولا هدف.[ المصدر : موقع طريق الإسلام ، مقال : أقوال واعترافات بخطورة عمل المرأة ]. * ونشرت جريدة - لاغوس ويكلي ركورد - نقلا عن جريدة - لندن ثروت - قائلة:إن البلاء كل البلاء في خروج المرأة عن بيتها إلى التماس أعمال الرجال، وعلى أثرها يكثر الشاردات عن أهلهن، واللقطاء من الأولاد غير الشرعيين، فيصبحون كَلًا، وعالة وعارًا على المجتمع..فإن مزاحمة المرأة للرجال ستحل بنا الدمار..ألم تروا أن حال خلقتها تنادي بأن عليها ما ليس على الرجل، وعليه ما ليس عليها.[ المصدر : موقع طريق الإسلام ، مقال:أقوال واعترافات بخطورة عمل المرأة ]. ويقول المستشرق المشهور - إميل درمنغم - في كتابه - حياة محمد - ص329 : فعلى الإنسان أن يطوف في الشرق ليرى أن الأدب المنزلي فيه قوي متين، وأن المرأة فيه لا تًحسُدُ بحكم الضرورة نساءنا ذوات الثياب القصيرة والأذرع العارية ولا تحسد عاملاتنا في المصانع وعجائزنا، ولم يكن العالم الإسلامي ليجهل الحب المنزلي والحب الروحي، ولا يجهل ما أخذناه عنه من الفروسية المثالية والحب العذري. [ المصدر :موقع طريق الإسلام ، مقال : أما آن للمرأة المسلمة أن تحطم جدار الصمت؟! ] * وأكدت دراسة حديثة معتقدًا قديمًا: الرجل يصبح أكثر سعادة إذا لزمت زوجته المنزل. تقول الدراسة إن الوضع الوظيفي للرجل عامل أكثر أهمية فيما يتعلق بالإصابة بالاكتئاب عما كان معتقدًا. كما أن الرجل الذي لا تعمل زوجته يصبح أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب. وخلص فريق من قسم الطب النفسي في كلية الملكة ماري الطبية بلندن إلى أن الرجل المتوسط العمر الذي تعمل زوجته لساعات محدودة أو تلزم المنزل لرعاية الأسرة تقل لديهم احتمالات الإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن تعمل زوجاتهم يوم عمل كامل. كما أن الزوجة التي تتخلى عن رعاية أسرتها وتعمل بنظام اليوم الكامل يصبح زوجها أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. (بي بي سي ). [ المصدر : موقع طريق الإسلام ، مقال : أقوال واعترافات بخطورة عمل المرأة ]. * وهذه صور من حياة عمل المرأة في الغرب : ففي أمريكا 71% من النساء الأمريكيات العاملات اللواتي اشتكين للمكتب من مضايقات رؤسائهن الجنسية ، انتهى بهن الأمر إلى ترك العمل ، فقد فصلت منهن 28 % ، بينما نقلت 43 % منهن إلى وظائف أخرى تعرضن فيها إلى قدر كبير من المضايقات مما حملهن على الاستقالة.[ المصدر:موقع طريق الإسلام ، مقال : أما آن للمرأة المسلمة أن تحطم جدار الصمت؟! ] ولننظر هذه الإحصائية للإجابة عن السؤال التالي:هل الأمريكيات سعيدات بحريتهن وخروجهن للعمل مساواة بالرجال؟ لقد كشفت إحصائية لاتجاهات الأمريكيات أن 80% من الأمريكيات يعتقدن أن من أبرز النتائج التي نتجت عن التغير الذي حدث في دورهن في المجتمع وحصولهن على الحرية:انحدار القيم الأخلاقية لدى الشباب، وأن الحرية التي حصلت عليها المرأة هي المسؤولة عن الانحلال والعنف الذي ينتشر في الوقت الحاضر. وبالنسبة للنساء العاملات قالت 80% :إنهن يجدن صعوبة بالغة في التوفيق بين مسؤولياتهن تجاه العمل ومسؤولياتهن تجاه المنزل والزوج والأولاد. وقالت 74% : إن التوتر الذي يعانين منه في العمل ينعكس على حياتهن داخل المنزل، ولذلك فإنهن يواجهن مشاكل الأولاد والزوج بعصبية، وأية مشاكل مهما كانت صغيرة تكون مرشحة للتضخم. وسئلن: لو عادت عجلة التاريخ إلى الوراء هل كانت المرأة ستطالب بالتحرر وحقها في العمل والمساواة بالرجل؟ 87% من النساء قلن:لو عادت عجلة التاريخ إلى الوراء لاعتبرنا المطالبة بالمساواة بين الجنسين مؤامرة اجتماعية ضد الولايات المتحدة ولقاومنا اللواتي يدفعن شعاراتها.[ المصدر:موقع مفكرة الإسلام،مقال: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} وقال الغرب.]. وفي بريطانيا جاء في تقرير نشرته صحيفة الاقتصادية نقلاً عن 'ذي تايمز' البريطانية بتاريخ 11/3/1999 أن معظم النساء الموظفات يفضلن العودة إلى المنزل.وتقول نسبة 24% من النساء : أنهن فقدن الرغبة الحقيقية في العمل، ولم تعد لديهن أحلام وطموحات في ذلك المجال.وتشعر سبع نساء من كل عشر أنهن لا يحصلن على أجر مكافئ للرجل.وقالت نسبة غالبة إنهن يعملن بطاقة أكبر من الرجال للحصول على نفس المزايا. [ المصدر: موقع مفكرة الإسلام ، مقال: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} وقال الغرب ...]. أما صفحات حياة المرأة الإيطالية فنقرأ فيها ما أكدته نتائج الدراسات الاجتماعية لمعهد الأبحاث والإحصاء القومي الأوربي على تفضيل المرأة الإيطالية للقيام بدور ربة البيت عن أي نجاح قد يصادفها في العمل، وأوضحت نتائج الأبحاث بأن الإيطالية أكثر سعادة وتفاؤلًا بخدمتها للأسرة أكثر من سعادتها بالتقدم في أي عمل مهني أو الوصول إلى مكانة وزيرة أو سفيرة أو رئيسة بنك ، كما يفضلن أن يكن أمهات صالحات ولسن عاملات ناجحات. و أشارت الدراسات إلى أن المرأة العاملة في إيطاليا تتخذ من العمل وسيلة للرزق فقط، وترفضه في أول مناسبة اجتماع عائلي أو عندما يتمكن زوجها من الإنفاق على الأسرة، وأوضح نحو 36% من السيدات العاملات في إيطاليا أنهن يؤدين أعمالًا أقل من كفاءتهن ويرضين بها خشية الإبعاد من العمل،ومثلهن 19 % من السيدات العاملات في الدول الأوربية الأخرى، وأن 38% منهن يخشين من المعاكسات أثناء العمل. وأن 64% منهن ينتجن بأكثر من نصف الدخل السنوي للزوج في العائلة.. بينما أجمع أكثر من 95% من السيدات في إيطاليا على إيمانهن العميق بقيمة الأسرة كأساس حقيقي للسعادة والاستقرار، والتأكيد بأن إصرار عمل المرأة هو هروب من أزمات أسرية .[ المصدر : موقع طريق الإسلام ، مقال : أقوال واعترافات بخطورة عمل المرأة ]. وفي فرنسا أكدت صحفية فرنسية- اسمها :آن بودوفنتشي - : أن القرن الواحد والعشرين الميلادي، سيشهد رجوع المرأة الأوربية إلى المنزل بضغط من المشاكل الاجتماعية التي خلفها خروج المرأة الغربية إلى سوق العمل بعد الحرب العالمية الثانية، وقالت: إن المرأة الفرنسية خصوصاً والأوربية بشكل عام ستعود إلى بيتها في موعد أقصاه بداية القرن المقبل، وبشكل يفوق كل التوقعات، كما توقعت أن تعدل التشريعات الغربية لصالح بقاء المرأة في البيت لرعاية الأسرة، وفي سبيل إفساح المجال أمام مزيد من الرجال للعمل. وأضافت: إن تنامي قناعة المرأة بأنها خسرت دورها الاجتماعي من خلال خروجها إلى العمل - بالإضافة إلى أنها لم تحقق الاستقرار النفسي والعاطفي الذي كانت تنشده عن طريق تحقيق استقلالها المادي -، يمكن أن يساعد على إحداث تغييرات سريعة وعنيفة في المجتمعات الغربية، وبشكل يصب في اتجاه عودة المرأة إلى ممارسة وضعها الطبعي في الأسرة والبيت. وأضافت - أيضاً -: إن نسبة أكبر من النساء الفرنسيات والأوربيات أصبحن مقتنعات بأنهن خسرن أمومتهن وأنوثتهن على مدى الخمسين سنة الماضية، في الوقت الذي زادت فيه أعباؤهن المادية والمعنوية. ومضت تقول: إن المرأة الغربية ظلت مطالبة بالمشاركة المادية على قدم المساواة، في الوقت الذي ما زال الرجل ينظر إليها ويتعامل معها على أنها سلعة ترفيهية - سواء في العمل أو في المنزل -، ناهيك عن أن المجتمعات الصناعية الغربية استخدمت المرأة لتحقيق أرباح أكبر، عن طريق دمجها بسوق العمل، مع منحها أجوراً أقل بكثير من تلك التي يحصل عليها الرجل. وقالت: إنه نظراً لوجود علاقة بين ما يدفعه رب العمل وبين جنس العامل، فإن تفضيل النساء في مهن عديدة دفع بكثير من الرجال خارج سوق العمل، مما ساهم في رفع حجم البطالة في المجتمعات الغربية. وأشارت إلى أن معظم المجتمعات الغربية تعاني من نسب بطالة متقاربة في حدود 9 و 12%، وهي تكاد تكون في غالبيتها موزعة بين أوساط الشباب خاصة والذكور بشكل عام؛ مما ساهم في إحداث اضطرابات خطيرة في المجتمعات الصناعية الغربية على الصعيد الاجتماعي، بما يهدد الاستقرار السياسي على المدى القصير والمتوسط، حسب تقديرات علماء الاجتماع والساسة في تلك الدول. وأوضحت أنه بالرغم من أن الحرب العالمية الثانية فجرت ما يسمى (قضايا تحرير المرأة في المجتمعات الغربية)، إلا أن تلك الحركات التي بدأت في التأكيد على حق الأنثى في التعليم والعمل، وانتهت بحقها في إقامة العلاقات الإباحية مع من تشاء دون ضوابط من دين أو أخلاق، هذه الحركات أصيبت بضربة قاصمة في الآونة الأخيرة بضغط من الشارع السياسي، ونزولاً عند الإفرازات الاجتماعية الضارة، التي تهدد استقرار وكيان هذه المجتمعات. وأخيراً اختتمت هذه الصحفية تقريرها بقولها: إن المجتمعات الغربية إذا ما كانت محتاجة لعودة المرأة إلى البيت فعليها أن ترتب لهذه التغييرات، من خلال إحداث تغييرات في شخصية ومفاهيم الرجل الغربي، ودفع التعويضات المناسبة للمرأة التي تتخلى عن عملها لصالح أسرتها؛ وذلك حتى تبقى كرامة المرأة محفوظة في هذه الأسرة)). [ المصدر: موقع المسلم ، مقال عمل المرأة انظر: صحيفة المسلمون، العدد (549) بتاريخ 15/3/1416هـ الموافق 11/8/1995م ] . * نساء مشهورات تركن الوظائف الكبيرة ، واخترن الوظيفة الأكبر : وتحت عنوان - عصر المرأة الخارقة ولّى - وصفت الصحف البريطانية ما فعله نساء مشهورات قررن الانحياز إلى الفطرة، وتفضيل الأمومة والأنوثة على الوظائف المجزية التي تدر الملايين، - فبراندا بارنيس - قررت أن تتخلى عن وظيفتها كرئيسة تنفيذية لشركة - بيبسي كولا - وعن راتب سنوي قدره مليونا دولار، وتوصلت إلى قناعة مفادها أن راحة زوجها وأولادها الثلاثة أهم من المنصب ومن ملايين الدولارات، وأن المنزل هو مكانها الطبيعي الأكثر انسجامًا مع فطرتها وتكوينها، وقبل رئيسة البيبسي كانت - بيني هاغنيس - رئيسة كوكاكولا المملكة المتحدة قد اتخذت القرار نفسه، لأنها تريد أن تنجب طفلًا وتصبح أمًا، ومثل ذلك فعلت – لنداكيسلي - رئيسة تحرير مجلة - هي- المعروفة بدفاعها عن خروج المرأة للعمل ، وكذلك نساء كثيرات يشغلن مناصب مرموقة ويتقاضين أجورًا عالية،و - براندا بارنيس - أطلقتها صيحة مدوية عندما صرحت : لم أترك العمل بسبب حاجة أبنائي لي بل بسبب حاجتي لهم. [ المصدر : موقع طريق الإسلام ، مقال : أقوال واعترافات بخطورة عمل المرأة ]. * أقوال واعترافات عربية: في جريدة السياسة الكويتية وفي مقال عن - مناهل الصراف - التي واصلت طريقها العلمي فحققت الماجستير والدكتوراه وسجلت اعترافها بقولها : من الممكن أن تحصل المرأة على حق التصويت حتى تزكي من ينوب عنها في الاهتمام بقضاياها ثم تترك تصريف شؤونها للرجل ؛ لأن مجرد وجودها في المجلس بما على النائب من تبعات يفقدها أنوثتها وخصوصيتها حتى وإن لم تكن متزوجة وأعتقد أن من يهللن مناديات بحقوق المرأة لسن أكثر من باحثات عن الشهرة، وعليهن أن يسألن أنفسهن قبل الحديث عن الترشيح :هل يقدرن على العطاء أم لا؟ وأن يكن صادقات في الإجابة التي لاشك أنها ستكون بالنفي، فالمسؤولية أعظم من أن تقوم بها امرأة، وليس هذا تقليلاً من شأن المرأة ولكن لأن هذا الدور لم تخلق له المرأة، وإنما خلقت لأدوار أعظم، وتضيف الصراف: أنها لو حصلت على حق الانتخاب فلن تعطي صوتها لامرأة مهما كانت، ولكنها ستعطيه لرجل وهذا ليس موقفاً ضد المرأة ولكنه معها ؛ لأني أريدها أن تظل في بيتها، وأرجو أن لا أتهم منهن بأني رجعية أو متخلفة، وأن تتقبل الرأي الآخر، فأنا أريدها زوجة حنوناًً، وأماً عطوفاً، تقوم على رعاية أسرتها، ولتبحث النساء من خلال تنظيماتهن عن حلول لمشكلات المجتمع، وتهمس الصراف في أذن الناشطات السياسيات أن المشوار لا يزال طويلاً وهناك مجالات أهم للمرأة وأدوار أخرى يمكن أن تقوم بها المرأة يجب أن تقوم على البحث عن حلول لها ولا تضيع وقتها في جدل نيابي قد يؤخذ في الاعتبار أو لا . [ المصدر : موقع طريق الإسلام ، مقال : أقوال واعترافات بخطورة عمل المرأة ]. ولك أن تعجب من تناقضات دعاة ( ترجيل المرأة ) ، فهذا الكاتب الروائي الشهير إحسان عبد القدوس الذي أغرق السوق الأدبية برواياته الداعية إلى خروج المرأة من البيت والاختلاط بالرجال ومراقصتهم في الحفلات والنوادي والسهرات، يقول في مقابلة أجرتها معه جريدة الأنباء الكويتية في عددها الصادر بتاريخ 18/1/1989: ( لم أتمن في حياتي مطلقًا أن أتزوج امرأة تعمل، فأنا معروف عني ذلك، لأنني أدركت من البداية مسؤولية البيت الخطيرة بالنسبة للمرأة!! . [ المصدر : موقع طريق الإسلام ، مقال : أقوال واعترافات بخطورة عمل المرأة ]. * وقبل أن أكتب خاتمة هذا المقال ، أقف معكم في هذه الاستراحة والتي يحدثنا فيها السفير الأمريكي لدى اليابان " أدوين رايشار" الحاصل على الماجستير والدكتوراه من اليابان عن مشاهداته وتجاربه مع المجتمع الياباني فيقول: التراث الياباني يشدد على التمسك بالقيم الجماعية والتكافل بين الأعضاء، لذلك فقد كانوا يحرصون على تنشئة البنت تنشئة ممتازة ، لتكون عنصرًا قيمًا لا تشوبه شائبة، وينظر اليابانيون إلى تحرر النساء كسلوك فوضوي هدام بمثابة " فخ " وقعت فيه المرأة ، والحياة الاجتماعية للمرأة اليابانية المتزوجة تقتصر في الغالب على البيت وعلى القليل من الأقارب والصديقات ! [ المصدر:موقع طريق الإسلام ، مقال : أما آن للمرأة المسلمة أن تحطم جدار الصمت؟! ]. * وختاما فقد سطرت هذه الكلمات لأصل أنا وأنت أخي القارئ وأختي القارئة لما يلي : 1- أن نعمة الهداية لدين الإسلام أعظم نعمة في الوجود ، قال تعالى : {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }الحجرات17 . فليحمد المسلم والمسلمة الله الذي جعلهما من خير أمة أخرجت للناس ، قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }آل عمران110 . وإيماننا بهذه الخيرية يجعلنا نعيش أعزاء بديننا فخورين بتمسكنا به ،ساعين لهداية العالمين إليه ، قال تعالى:{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }المنافقون8. فهذه الشريعة كاملة ، والإيمان بها نعمة لكل من استقرت في قلبه وانصبغت به حياته الخاصة والعامة ، قال تعالى :{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً }المائدة3. والإسلام الحق يتحقق بالعمل بسائر شرائعه ،قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }البقرة208. 2- المرأة في الإسلام مخلوق كريم كالرجل ، فقد نالت أعظم منزلة لها ، فأ كرمها الإسلام تكريمًا كبيرًا في جميع مراحل عمرها ، أكرمها طفلة صغيرة ، بل أمر الرجل أن يحسن اختيار الزوجة لتنشأ البنت وتتربى في أحضانها أزكى تربية ، وطالبه بحسن تسميتها ،ورحمتها وإكرامها، وأوجب تربيتها التربية الحسنة وأكد على أهمية ذلك ، ثم جعل لها حقها أختًا فاضلة يتشرف الرجل برعايتها ، وأكرمها عندما تكون زوجة فجعل لها من الحقوق مثل الذي عليها ، قال تعالى : { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ }البقرة228 . أما عندما تصبح أمًا فإنها تنال أعظم مكانة بأن قرن حقها في الإحسان بحق الله تعالى في توحيده ، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23.إنه دين عظيم أعطى المرأة حقوقها ، وطالبها بأداء الحق الذي عليها ،من عبادةٍ لله وحده ، وأداءٍ لحق الأسرة بدءًا بالزوج وانتهاءً بأبنائها . المرأة خلقها الله تعالى لأداء وظيفة محددة في الحياة ،وأعطاها من الصفات والخصائص ما يمكنها من الحياة بنجاح ،فوهبها بطنًا ينشأ الإنسان جنينا فيه، ووهبها حضنًا دافئًا يلتصق الإنسان رضيعًا به فيرضع حليبها الذي يمده بالقوة التي تجعل منه يحيا حياة تراحم وتعاون وتكامل معها ، لا حياة صراع وتحد لها !! ووهبها عاطفة جياشة تغمر أبناءها رحمة ، وزوجها مودة ، ووالديها عرفانًا ، وسائر المؤمنين تقديرًا ، فيسعد الرجل - الذي خلقه الله تعالى أيضًا لأداء وظيفة محددة ، وأعطاه من الصفات ما يمكنه من أداء ذلك الدور - بهذه العلاقة المقدسة ، لتصبح الحياة محطة للتزود بالصالحات في رحلة هانئة مطمئنة لنيل رضوان الله . إنه المنهج الوسط في تكامل الجنسين لتسير عجلة الحياة بتوازن بديع ، ولتعمر الأرض بالإنسان المعتدل في حياته ليعبد الله وحده لا شريك له . أما في مناهج البشر تحررت المرأة من كل شيء لتعرض نفسها للأذى والمخاطر ففقدت الأمن في حياتها ، وثارت شهوة الرجل الذي فطر على الميل إليها ثورة انحرفت عن المسار الآمن المتمثل في الشرائع والآداب التي نظم بها الله حياة الجنسين ، فانقلبت حياة الراحة والسعادة والأمن والاطمئنان إلى حياة تعاسة ، أفضل ما نصفها به هو أنها حياة الضنك لكل من في المجتمع وأولهم المرأة ، قال تعالى : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124. وما هذه الاعترافات التي سقتها عن حياة تلك المجتمعات الكافرة بالله تعالى إلا بيانًا لحياة الضنك رغم ما هم فيه من تقلب في النعم ، قال تعالى : {لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }آل عمران196- 197. وحياة الضنك هذه موجودة في بعض بلاد و مجتمعات المسلمين وذلك بقدر بعدهم عن شرع الله وإعراضهم عنه . وإن من كدر العيش تحت ظل التحرر من شرع الله ومحادة الله ومشاقته ، تلك الأمراض التي سلطها الله على المتجاوزين لحدوده المستبيحين للفواحش من إيدز وغيره من جند الله والتي كلفتهم ولا تزال تكلفهم الكثير والكثير من الأموال والأنفس. 3 - إن قاصمة الظهر للمرأة بل للمجتمعات المسلمة أن تقوم الخطط التنموية في مجتمعاتنا المسلمة على أساس تحويل المرأة نسخة مكررة للرجل في ميادين البناء والتنمية . إن من واجب العقلاء في أمتنا المسلمة أن يخططوا لمستقبل مجتمعاتهم على أساس المفهوم الشامل للحياة في ديننا العظيم ، خطط تراعي حق الجميع في الحياة السعيدة ، خطط لا تتأثر بما يسعى إليه الآخرون من إشغالنا بمعارك مصطنعة هدفها القضاء على هذه الأمة في ميدان تحرير المرأة على حساب مصادرة حق الآخرين في الحياة .خطط تنظر إلى الأمة بأنها الأحق في قيادة البشرية التائهة إلى بر الأمان . إن مشاركة المرأة إن لزمت فمن خلال مراعاة أن الأصل قرارها في بيتها لا خروجها إلى العمل ،وأنها مسلمة لها خصوصيتها ؛ فخديجة رضي الله عنها تاجرت وهي في منزلها بتوكيلها من تثق به ، فلم تعطل دورها في منزلها ، ولم تخرج تتحدى الرجال وتكون التكتلات النسائية لإثبات الوجود وكسب الأصوات في الانتخابات !!بل كانت نعم المعين للنبي صلى الله عليه وسلم في القيام بأعباء الرسالة الخاتمة ، وخالة جابر رضي الله عنهما أذن لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج لمزرعتها فعملت في نخلها لسد حاجتها وللتصدق منه ، فكان ذلك في حدود ملكيتها ، ولم تُقحم في مجامع الرجال لتعمل ، فأين هذه المعالم من خطط اليوم ؟!لماذا لا توفر للمرأة فرص عمل وهي في منزلها ؟ لا تتعجب ..فقد طرحت كثير من الأفكار والمشاريع لتحقق ذلك مثل ما طرحه محمد الهبدان في موقعه : عمل المرأة عن بعد ،و ستجد الرابط بالموقع في آخر المقال ) وغير ذلك مما عند الغرب نفسه في هذا التوجه والذي وصلت نسبة العاملين فيه عن بعد إلى 15%. وأن يراعى في مكان العمل خصوصية المرأة كإنسانة لها خصائصها الفسيولوجية والنفسية ، ولها دورها الاجتماعي المهم فتراعى في اختيار نوع العمل ، و في مكان العمل بعيدًا عن الرجال والاختلاط بهم ، وفي ساعات العمل بما يحقق قدرتها على أداء حق أسرتها عليها . كما أنه من اللازم أن يُهتم بتطوير المرأة إيمانيًا ، وعلميًا ، ونفسيًا ، وصحيًا ، ومهارايًا ، واجتماعيًا ، لتتعايش مع معطيات التقنية المعاصرة بما يحقق لها الرفاهية والسعادة ،ولتكون في مستوى التحدي الذي تعيشه الأمة اليوم ،وذلك وفق برامج وخطط تعد من خلال المنظور الشامل للحياة وبتعاون بين علماء الشريعة والمتخصصون في المعارف الإنسانية المختلفة . 4- يجب أن تعي المرأة الفرق العظيم بين امرأة اختارت التفرغ للوظيفة الأولى والعظمى لها في الحياة فأعطت أسرتها كل خبرتها التي نالتها من حياتها التعليمية ، واستغلت مواهبها ومهاراتها في بناء وتنشئة أغلى ثروة للمجتمع والأمة الذين هم أبناؤها ، فكانت عونًا لزوجها في تهيئة جنة الحياة له ولأبنائها ، وصنف آخر هي تلك المرأة التي تخرج من بيتها لعمل احتاجت الخروج له وهي مع ذلك منعقدة القلب على أن وظيفتها الأساسية والعظيمة هي في بناء أسرتها ، لم تخرج منافسة للرجل ، بل تعرف قدرها ومنزلتها التي جعله الله لها ،وأنها متى ما وجدت وسيلة لسد حاجتها فإنها ستبقى لأسرتها فقط ، فتخرج كما يريد الله الذي تؤمن به وتتقيه ، متحجبة محتشمة ، معتزة بإيمانها معلنة تميزها ، حذرة من مخالطة الرجال وإلانة القول لهم مهما كان الثمن ، وأنه متى ما تعرضت للمخالطة والمزاحمة من الرجل فإنها ستترك ذلك المكان لأنها لا ترضى أن تُفتن أو تفتن ، فهي على يقين أن من يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب ، قال تعالى : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }الطلاق2- 3 . أنه لفرق كبير بينها وبين تلك التي تخرج تتحدى الرجل وتصارعه ، فيبدأ إثبات الوجود بالتلاعب تدريجيًا في الحجاب ، وإعلان أن قوة الشخصية ليست في التمسك بالحجاب ( وهومما أمر الله به من شرائع لا لصيانة المرأة فحسب بل لصيانة المجتمع كله ) بل في حرية اللباس حتى ولو كان جذابًا لنظر الرجل وإثارة كوامن الشهوة فيه ،وفي حرية السلوك فتوأد وهي حية لتثبت أنها قوية في صراعها مع الرجل !! 5- أن نساعد المرأة على أن تتجاوز موقف الصمت إلى موقف الفاعلية ،والذي أخذ عليها بسببه الوصاية بعض النساء المغرورات ليتكلمن باسمها ، ويعبرن عن مشاعرها ، ويطالبن بحقوقها .لقد أثبتت المرأة المسلمة وجودها ، واعتزازها بتميزها على مدار تاريخ أمتنا ، فكانت من أعظم أسباب انتشار عدل الإسلام إلى كل بقاع الدنيا ، فمالها اليوم تضعف في مواقفها ؟! وإنه من الإنصاف أن نسطر أزكى عبارات التقدير لأولئك النسوة الأنصاريات في زمننا اللاتي نلمس ونرى ونسمع بما يقمن به في مجال مقاومة تغريب المرأة المسلمة اليوم ، كما نسجل تقديرنا الفائق وفخرنا بأولئك المسلمات اللاتي بلغن مستويات عالية من التعلم وهن لم يتنازلن عن أي معلم من معالم شخصية المرأة المؤمنة الآخذة لكل ما من شأنه الرقي بها ، مما لا يتعارض مع هويتها الإسلامية ،فلم يدخلهن الغرور ، فثبتن ورفضن كل أشكال الذوبان وفقدان الذات الإسلامية . 6- نصرة المرأة حق على كل مسلم ، فنصرة المظلوم مما أمر به الإسلام ، وأكده النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : (( انصر أخاك ظالما أو مظلومًا )) قالوا :يا رسول الله !هذا ننصره مظلومًا ،فكيف ننصره ظالمًا ؟ قال : (( تأخذ فوق يديه )).رواه البخاري حديث رقم 2312.وإن من العدل ألا ندعي الكمال في شأن وضع المرأة ، فصور الظلم الذي يقع عليها يجب رفعه عنها فالله جعل الظلم محرمًا ، فما نسبة الاهتمام الموجه لحل مشاكل المرأة الأسرية ؟ ومشاكلها المالية ؟ ومشاكلها الاجتماعية :من ترمل ، وطلاق ، وعنوسة ؟ ..إننا بحاجة لتلمس مواضع الألم في حياتها ليتم علاجه بالطريقة التي أمرنا الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، حينها نكون قد أنصفنا المرأة ، ولم نترك لمن يسعى للتغرير بها مجالًا للتأثير عليها ، ونكون قد رممنا ذلك الشرخ في تلك اللوحة الرائعة الجمال التي تشكل شامة تزين جبين الدهر ألا وهي صورة حياة المرأة المسلمة ، فنقطع الطريق على ضعاف البصر والبصيرة الذين لا يعرفون من تلك اللوحة الجميلة إلا وصف وتهويل ذلك الشرخ الصغير !!. ونكون قدأزلنا الكدر عن تلك اللوحة رائعة الجمال ......... الذين همهم تكدير تلك اللوحة لو استطاعوا ! 7- أن نقول لأصحاب تلك الأصوات : إلى أين تذهبون ؟! وأين عقولكم ؟! لماذا التركيز فقط على زهرة عمر المرأة ، وتناسي ما قبل شبابها وما بعده ؟ وتناسي احتياجاتها الأخرى ؟! لماذا العناية فقط بالمرأة ، والإعراض عن الأسرة ؟ وعن المجتمع بأسره ؟ أوليس للرجل حق في استقرار حياته الأسرية ليخرج إلى ميادين العمل و الإنتاج بقوة ونشاط فيحقق أعلى نسب الفاعلية والإنتاج ، مما يعود على بلده بالنماء والازدهار ؟! أليس للطفل حق في أن ينشأ في أسرة آمنة مطمئنة فينمو مكتمل الجوانب النفسية والعقلية والصحية والإيمانية ،بدلًا من وأده في صغره بحرمانه من حنان الأمومة ؟! ألا ما أشد أنانية الإنسان حينما يحيد عن نهج رب العالمين ليتخذ إلهه هواه ، قال تعالى : {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ }المؤمنون71. 8- أن نقول لكل مسلم ومسلمة واقف بين دعاة الرحمن ،ودعاة الشيطان،قال تعالى:{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } الأحقاف31. وتذكروا أن من واجبنا أن نزرع في نفوس بناتنا بذرة اسمها – أنت الأعلى – ونسقيها بماء الحنان والرحمة ، ونغذيها بالمعاملة الحسنة الكريمة ، والعدل ، حتى تثبت أمام قوة رياح التغريب ، وتسلم من الميل عن سراط رب العالمين ،قال تعالى:{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً }النساء27. فأعداء الدين لن يرضوا حتى نتبع ملتهم ، قال تعالى : {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120 ، وقال تعالى :{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة109. 9- أن نتذكر أن الحياة الحقيقية هي في الاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24 . ثم لنتواصى بعبادة رب هذا البيت ، الذي أطعمنا من جوع وآمننا من خوف ، قلِّبْ أخي بصرك ذات اليمين وذات الشمال لترى كيف حُرم غيرنا الخيرات وأعطيناها نحن ، وكيف خاف غيرنا وأمِنْنا نحن ، و...و.... فالحذر الحذر من كفران النعم ، فإن الإعراض عن شرع الله مؤذن بحلول النقم ،قال تعالى:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ .أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ .أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ .أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }الأعراف 96- 99. وأخيرا .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت41. {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ .هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }الصف 8-9 .