زيارتا فضيلة الدكتور/ على جمعة مفتى الجمهورية إلى بريطانيا (نوفمبر 2006 و فبراير 2007)

الناقل : SunSet | المصدر : www.mfa.gov.eg


 



قام فضيلة الدكتور/على جمعة مفتى الديار المصرية بزيارة إلى بريطانيا خلال الفترة من 1 إلى 5 نوفمبر 2006 تلبية لدعوة من الكنيسة الإنجليكانية (كنيسة انجلترا)، وذلك فى إطار برنامج التبادل الدراسى بين الأزهر الشريف والكنيسة الموقع فى سبتمبر 2005. والتقى فضيلته خلال الزيارة بوزير الدولة للشؤون الخارجية "كيم هاولز" وبكبير أساقفة كانتربرى "روان ويليامز"، كما ألقى فضيلته محاضرتين، الأولى أمام حشد من طلاب وأساتذة جامعة كمبردج وهدفت إلى إزالة اللبس والغموض حول حقيقة الإسلام وواقع المسلمين فى العالم وجاءت تحت عنوان "بناء جسور التفاهم"؛ والثانية أمام قساوسة كنيسة انجلترا تحت التأهيل تحت عنوان "التعريف بالأزهر الشريف ودار الإفتاء ومصادر الفتوى وأسلوب إعداد الخطبة".

وقد جدّد فضيلته خلال لقائه مع المسؤول البريطانى اقتراحه بتوقيع بروتوكول للتعاون بين مصر وبريطانيا يكون للأزهر الشريف بمقتضاه دور المرجعية الدينية للإسلام والمسلمين فى بريطانيا، باعتباره مؤسسة ضخمة تقوم بالفعل بدور المرجعية العلمية الموثوق فيها فى المسائل الإسلامية، وتحظى بالقبول العام من التيار العام للإسلام - السنى والشيعى - فى العالم، وتتسم فى الوقت نفسه بوسطية الإسلام الحقيقى واعتداله. وأوضح "هاولز" أن بلاده تبدى اهتماماً خاصا بالعلاقات مع مصر وبالذات فيما يخص القضايا المتعلقة بالإسلام، ونوه إلى أن ما أطلق عليه "عملية كمبردج" (التبادل الدراسى بين الأزهر وكنيسة انجلترا، وزيارة فضيلة المفتى) دليل على مدى اهتمام بريطانيا بهذه العلاقة، التى اعتبرها خطوة واسعة فى طريق تحقيق التناغم والتفاهم مع الإسلام.

كما التقى فضيلته السيد/ روان ويليامز كبير أساقفة كانتربرى و بحث معه ضرورة زيادة عدد مبعوثى الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى بريطانيا من خمسة إلى ثلاثين، وذلك لإتاحة قيام الأزهر- المؤسسة العريقة المعروفة بوسطيتها- بدورها كمرجع للعلم والفتوى لدى مسلمى بريطانيا، وكذلك الأهمية البالغة لمراجعة حركة ترجمة المراجع والكتب الإسلامية من العربية إلى الإنجليزية وزيادتها إلى المستوى الذى يعزز التعرف على الإسلام الحقيقى والتعريف به فى الغرب، ويليق بأهميته كدين عالمى مفتوح النسق يبلغ عدد أتباعه نحو 1,3 مليار شخص.

وشدد فضيلة المفتى خلال الزيارة على قضية "المرجعية" بوصفها من القضايا المهمة التى تواجه المجتمعات الدينية اليوم، والتى توجد ضرورة مُلِحة لإعادتها، عبر اللجوء إلى "العلماء المؤهلين الذين تمكنوا من فهم العلم الشرعى الصحيح"، وذلك لمحاصرة ظاهرة الإرهاب والتفكك الذى يهدد العالم.


وقام فضيلة المفتى بزيارة ثانية إلى بريطانيا فى شهر فبراير من العام الجارى بناء على دعوة من وزارة الخارجية البريطانية، حيث شارك فضيلته فى مؤتمر نظمه مركز "ويلتون بارك" البحثى التابع للخارجية البريطانية حول موضوع "تقريب الفجوة بين الإسلام والغرب". كما شارك فضيلته لاحقا فى مؤتمر نظمته إحدى مبادرات مسلمى بريطانيا للترويج للفكر المعتدل ولتفسيرات الإسلام البعيدة عن التطرف.