الحياة ساحة واسعة ونحن كبشر اعتدنا أن نختلط بالناس ونتعرف عليهم ونكون علاقات إجتماعية تختلف بين شخص وآخر .. لكن أقوى هذه العلاقات هي الصداقة فالصديق هو إنسان نحبه ونضحي براحتنا من أجله وهو موضع ثقتنا الكبيرة ولا يحلو لنا العيش بعيداً عنه فهو الملاذ الآمن ومستودع أسرارنا ومُخفف همومنا لكن.. إذا وصلنا في علاقتنا بصديقنا لمرحلة أصبحنا لا نتخيل أننا نستطيع أن نعيش بدونه .. فماذا نفعل إذا فرضت علينا الظروف أن نبتعد عنه ؟ كيف سنواصل السير في دروب حياتنا دون اليد التي كانت تسندنا وتراعينا .. عندها ستتساقط دموعنا .. نعم ولكن إذا بكينا هل سيعود الصديق من سفره أو من موته لا قدَّر الله .. علينا أن نكوِّن صداقات .. لكن لا يجب أن نضع كل أمالنا في شخص واحد نتعلق به قلباً وقالباً .. لأن الحياة ساحة تجارب وابتلاءات .. وفي لحظة قد تضطره الظروف للإبتعاد عنا .. يجب أن نأقلم أنفسنا على العيش في كل الظروف .. ومع مختلف الأشخاص .. وأن نوزع اهتماماتنا ولا نحصرها بشخص واحد .. نهتم بثقافتنا .. بأمور ديننا .. وبالكثير من الأمور.. لأن الأثر الذي سيتركه رحيل الأحبة سيجعل حياتنا تعيسة يكتنفها الهم والحزن .. الذي لا طاقة لنا على احتماله .. ومن الصعب علينا أن نعلق آمالنا على شخص لا يرغب بوجودنا .. فهذا شعور أليم علينا أن نتعلق بالقائم الذي لا يغفل .. بالحي الذي لا يموت .. بخالق الخلق .. الرحمن الرحيم .. الذي لا ينام .. فهو الذي سيبقى معنا دائماً ..