إنه سؤال الساعة يطرحه السياسيون والاقتصاديون والعامة، يطرحه العارفون بأبعاده وغير العارفين، وفي أذهان الجميع صورة واحدة لشكل هذه الضربة المتوقعة، انطلاقا مما اختزلته الذهنية العربية والإسلامية من تجربة احتلال العراق. ضربة تبدأ بتمهيد، عاشه الجميع منذ أواخر 2003 بعد فتح الملف الإيراني النووي مرورا بقدوم البارجات الحربية الأمريكية وقد حدث والخليج العربي يحمل من البارجات كثيرا، وصولا إلى دخول واحتلال وتداعيات وآثار كالتي انطبعت في ذهن ووجدان الجميع نتيجة ما حدث في العراق. يأتي السؤال في ظل ضياع بوصلة حسم الجواب، وحتى حسم المشاعر لا أحد يستطيع أن يدعي الإجابة عما إذا كانت أمريكا ستضرب إيران حتى في الداخل الأمريكي، فهناك انقسام مؤسساتي وشرعي، فالكونجرس يشترط موافقته قبل اتخاذ أي قرار وهو ذو أغلبية ديمقراطية، ومؤسسة الرئاسة وعلى رأسها بوش الذي يؤكد أن القرار في يده حتى لو تجاوز، فماذا يمكن أن يحدث له وأمامه شهران ونصف فقط ويغادر شرعا وقانونا. ولا أحد يستطيع أيضا أن يحسم مشاعره، فالمتحفظون على إيران وسياساتها ونظامها وممارساتها في العراق وغيرها يقولون: هذا شعب مسلم له من التاريخ والحضارة ما يجعله لا يستحق ما سيحدث له كما أن الشعب العراقي لا يستحق أيضا، وأمريكا كنموذج إمبريالي فقدت مريديها وتنامت شعبيةُ كارهيها. ولكن لماذا بات للسؤال أصداء وبريقا هذه المرة وهو يطرح منذ أغسطس من العام 2003 حين تفجرت أزمة الملف الإيراني النووي بعد أن أعلن الأمريكيون أنهم حصلوا على كمبيوتر محمول لأحد علماء الذرة الإيرانيين يثبت أنهم وصلوا إلى درجات عالية في التخصيب تؤهلهم لإنتاج قنبلة نووية؟ بعدها توالت نفس الخطوات، بنفس أبطالها الدراميين السابقين في العراق، الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعلى رأسها محمد البرادعي، الذي تولى حملات التفتيش في العراق، وبعدها جاء الدور الأوربي حين زار طهران وزراء خارجية كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ونتج عن ذلك وثيقة طهران وامتد حراك الترويكا الأوربية، ورغم أن هذا كان يدور في ظل حكم الدكتور محمد خاتمي الرجل الهادئ والمتزن، إلا أن التهديد الأمريكي لم يتوقف، بل أعلنه بوش صراحة قي واشنطن حين كانت منظمة المؤتمر الإسلامي تعقد مؤتمرها في إندونيسيا وتنامى التهديد واستمر حتى اللحظات التي نعيشها الآن. ولكن نكرر السؤال: لماذا لم يكن للتهديدات الأمريكية طوال السنين الماضية نفس الأثر الذي نلاحظه الآن رغم أن مبررات الخوف كانت أكبر؟ فوقتها نفذ الأمريكيون تهديداتهم في العراق، ومشروع الشرق الأوسط الكبير الذي طرحه كولن باول قبلها في أكتوبر 2002 كان حاضرا، وضرب العراق كان جزء مما سُرب وقتها عن خريطة شرق أوسطية جديدة؟ فلماذا ازدادت احتمالية الحدوث الآن؛ رغم تلاشي الحديث عن شرق أوسط كبير وشرق أوسط جديد وآخر وسيع، رغم تغير المفاهيم بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006؟ لماذا؟ في اعتقادي ومن معايشتي للداخل الإيراني لمدة زادت عن أربعة أعوام أقول: (إن احتمالية الحدوث خرجت هذه المرة من داخل إيران من خلال مجموعة من الممارسات والتحركات والانقسامات التي وصلتنا في صورة قلق إيراني لم نعتده، خصوصا الذين كانوا على احتكاك مباشر مع مؤسسات النظام وسياسييه، بدأ ذلك حين جاءت كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المنطقة ومعها ديك تشيني" بعدما أطلق بوش ما أسماه استراتيجيته الجديدة في العراق في بداية هذا العام وخصوصا حين التقت رايس مع وزراء خارجية دول الخليج العربي زائد مصر والأردن وهذا ما أسماه السياسيون تكوين حلف المعتدلين في الشرق الأوسط لمواجهة المتشددين والتحضير لضربة مؤكدة لإيران. في هذا الوقت كان الرئيس محمود أحمدي نجاد خارج إيران في جولة إلى دول أمريكا اللاتينية وكان يلقي خطابات نارية ضد الاستكبار العالمي بجوار تشافيز وكاسترو "ودانيل أورتيجا " في هذا الوقت شعر السياسيون داخل إيران خصوصا من المعارضة داخل وخارج البرلمان أن مؤسسة الرئاسة، وعلى رأسها أحمدي نجاد ومعها المرشد الأعلى علي خامنئي يغردون خارج السرب، لذا كانت هناك جلسة مساءلة للرئيس داخل البرلمان، ومن بعض الأعضاء الذين حضروها أكدوا أنها كانت شديدة السخونة ووُجهت انتقادات كبيرة جدا إلى الرئيس، أهمها كيف تكون رايس ومعها تشيني في المنطقة يرتبون المحيط العربي والرئيس ذاهب إلى تشافيز وأورتيجا وكاسترو الذين يحتاجون إيران ولا تحتاجهم إيران؟ ألم يكن من الأولى أن تكون هذه الجولة لدى دول الجوار العربي لخلق ترتيب مضاد؟ وإلى متى يظل الرئيس أحمدي نجاد يبعثر خطبه النارية دون حساب؟ وكيف له أن يكسب الود العربي ويعيد الثقة التي فُقدت في العراق من خلال ممارسات، الله وحده أعلم بها؟ ومن ضمن الطلبات أن يوقف المرشد على خامنئي دعمه غير المحدود لنجاد. بعدها خرجت إشاعة داخل إيران قوية جدا، لكن مسيطر عليها، وهي أن المرشد الأعلى علي خامنئي مريض، وفي بعض الأحيان مات، وأن هناك تكتما من قبل السلطة، والذي أكد ذلك وجعل الإشاعة تنتشر هو عدم ظهور المرشد في وسائل الإعلام لمدة كبيرة، ولكن العارفين بالذهنية السياسية الإيرانية نفوا هذه الإشاعة وأكدوا ما هو أهم، أن هناك فرزا في الداخل الإيراني وحراكا يتم في مجلس الخبراء الذي يتولي مهمة عزل وتعيين القائد أو المرشد، وهناك ضغط شديد على المرشد هدفه إزالة الغطاء والدعم عن الرئيس نجاد؛ لأن الوضع والتحرك الأمريكي يحتاج أسلوبا مختلفا، وطبعا عُرف بعد ذلك أن الذي كان وراء هذا الحراك، هو الأسد العجوز وشيخ السياسة في إيران الشيخ رافسنجاني، فلم يمض وقت إلا وجرت انتخابات مجلس الخبراء، وبعده تولى رئاسة مجلس الخبراء الذي يتكون من ستة وثمانين عضوا بالإضافة إلى رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي يتكون من واحد وثلاثين عضوا وهم من أهم المؤسسات الرسمية في إيران، فمجلس الخبراء يعين ويعزل الرجل الأول في النظام الإيراني، وهو المرشد. ومجلس تشخيص مصلحة النظام يقوم بحل الأزمات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور، ويقدم المشورة للمرشد الأعلى. إذن بهذا الحراك الجديد أصبح الشيخ رافسنجاني حلقة وصل مع مجلس صيانة الدستور الذي يتكون من 12 عضوا يحددون مدى توافق القوانين التي يجيزها البرلمان مع الشريعة الإسلامية، ومع البرلمان بكل أعضائه وكتله، ولكن ماذا يفيد تواجد رافسنجاني في هاتين المؤسستين؟ ومع علاقة ذلك بالموضوع الرئيسي وهو احتمالية ضرب إيران؟ هذا ما سنأتي إليه لاحقا. فقط أكمل الحراك الإيراني الذي جعلنا نشعر أن هناك تعاملا مع التهديدات الأمريكية مختلفا. الزيارات التي قام بها الرئيس نجاد بعد جلسة الاستجواب في البرلمان إلى المنطقة وخصوصا السعودية والإمارات والكويت وقطر وكانت واضحة الهدف، فهي محاولة لنزع فتيل ما فخخته رايس وهو التحالف الجديد، ولكن نجاد فوجئ بأجندة مليئة عن آخرها سٌميت في بعض الدول التي تخاف من سطوة النفوذ الإيراني مثل قطر والإمارات والكويت "بأجندة العتب أو العتاب" وسميت في السعودية التي تواجه هذا النفوذ "بأجندة التجاوزات" وكانت أولها ورقة حزب الله في لبنان وطُلب من الرئيس ومن على لاريجاني أن تمارس إيران نفوذها ودلالها على حزب الله لتنحل مشكلة لبنان ، وأيضا فتحت الورقة الكبرى وهي دور إيران في العراق بما فيها من فرق الموت والتصفيات وغيرها كثير، ولكن انتهت الزيارة وظلت كفة حلف المعتدلين قائمة لصالح أمريكا وليس لصالح إيران؛ لأن إيران واضح أنها فشلت في أن تزيل حالة عدم الثقة في العراق ولبنان والبحرين واليمن. الأمر الآخر الذي لا نستطيع أن نتجاهله في الداخل أيضا هو أمر الاستقالات التي بدأت بمجموعة وزراء في حكومة نجاد، إلى أن وصلت إلى د. علي لاريجاني" الأمين الأعلى للأمن القومي الإيراني وكبير المفاوضين الإيرانيين، والذي تولى الملف الإيراني النووي بعد مهندسه الكبير الدكتور حسن روحاني، فاستقالة لاريجاني لها دليل كبير جدا في التوقيت والطريقة، فلاريجاني ليس شخصا عاديا، فهو كان مرشحا قويا للرئاسة في مواجهة نجاد، وله ثقله كسياسي فاعل، ولكن فسر البعض الاستقالة تفسيرا أميل إليه (بأنه نتيجة لموقف سياسي وليس كونها نتيجة لخلاف سياسي مع الرئيس)، وإلا لماذا لم يستقل طوال المرات الخمسة الماضية؟ وكان جزء كبير من الخلاف بسبب المقترح الروسي الذي كان سببا في الاستقالة الأخيرة، بل كانت درجة الخلاف أكبر لأن لاريجاني يتعامل مع نجاد كقطب سياسي وليس كموظف، وهذا مهم في الصراع. إذن جاءت الاستقالة لتأكيد انحياز سياسي إلى الشيخ رافسنجاني اللاعب القديم الجديد أو لنتفق من الآن - وستثبت الأيام القادمة ما أقوله- لنتفق أن اسمه الرابح الجديد. لاريجاني أراد باستقالته الانفصال عن الفريق القديم فريق نجاد والمرشد والذهاب إلى رفسنجاني وخاتمي وأغلبية المعارضة والنخب ورجال الدين، رغم أنه لم يكن بعيدا عنهم في الهوى، وليس في المواقف السياسية ولهذا معنى كبير، وهنا أعيد التذكير بما وصل إليه رافسنجاني بسيطرته على مجلس الخبراء بالإضافة لتشخيص مصلحة النظام، وماذا بعد؟ هذه الأحداث تثبت أن الإيرانيين يتعاملون مع التهديدات الأمريكية على أنها ستقع وأن هناك انقسامات، ومن لا يريد أن يسميها هكذا يسميها اصطفاف أو حتى توزيع أدوار من خلال فريقين؛ فريق لا يخاف الضربة أو يرى فيها مصلحة للنظام تجعله يبقى ثمانية وعشرين عاما أخرى، كما فعلت الحرب الإيرانية العراقية لأنها وطدت النظام حين انشغل الشعب بعدو أو خطر خارجي، فالتف حول نظامه، وهذه طبيعة الشعب الإيراني، وخصوصا الطلاب، وهذا الفريق يمثله المرشد والرئيس وغلاة التيار المحافظ. والفريق المقابل هو الفريق المعتدل، الذي يملك بعض أوراق اللعبة المؤثرة، ويتزعمه الشيخ رافسنجاني ومعه خاتمي وأغلبية المعارضة، ويقف وراءهم الشعب، وتجار البازار ورجال الأعمال، خصوصا أن هذا الفريق لم يُظهر أية نقاط تفريط، لا بخصوص الملف النووي ولا التعامل مع الغرب ولا أمريكا، أي لم يعط للفريق الآخر أية أوراق للضغط عليه. ولكن ماذا يمكن أن يفعل هذا الفريق إذا وقعت الضربة وماذا عساه أن يفعل؟ علينا أن نوصّف بشكل دقيق طبيعة الضربة إن وقعت حتى نعرف الدور الذي يمكن أن يفعله الفريقان، حسب ما نشره السيد "كينز كاتسمان" مدير معهد أبحاث الكونجرس حين تحدث عن إمكانية الضربة ونشر خريطة المواقع يتضح أنها ضربة انتقائية ستُوجه إلى مجموعة من المواقع النووية الإيرانية المرصودة بدقة شديدة في أصفهان وفي طهران خصوصا "مجمع أراك" الذي افتُتح مباشرة بعد انتصار حزب الله ومعه إيران على إسرائيل في صيف العام الماضي، وهو مصنع يشتغل بالماء الثقيل ومفاعل نووي، وموقع بوشهر" وان كان هناك من يستبعد أن يُضرب موقع بوشهر لأن الروس هم الذين يشرفون على بنائه وأي اعتداء عليه سيكون اعتداء مباشرا على روسيا، وهذا يعني تدخل روسي مباشر مع أمريكا؛ لذا المتوقع ألا يُضرب حتى لا تفتح أمريكا بابا روسيا ضدها. طبعا هذه الضربة ستكون خاطفة وسيُستخدم فيها نوع من القنابل التي سعى وزير الدفاع السابق رامسفيلد أن يأخذ تصريحا من الكونجرس باستخدامها وهي نوع من القنابل خارقة الجبال تُستخدم لأول مرة ضخمة جدا، وقتها قال الجميع أنها أجيزت فقط لضرب إيران خصوصا مواقع أصفهان المبينة داخل الجبال. المشكلة الكبرى إذا ردت إيران - حسب ما أعلن رئيس الحرس الثوري الجديد بديل يحي رحيم صفوي، أن هناك أحد عشر ألف صاروخ سينطلقون في الدقائق الأولى، إذن نحن أمام اشتعال للمنطق؛ لأن هذه الصواريخ لن تذهب إلى أمريكا بسبب العامل الجغرافي وإنما ستذهب إلى السيلية- في قطر، والمواقع الموجودة في البحرين والكويت والبوارج الحربية المرابطة في الخليج، وهنا تبدأ المعركة الكبرى. ولكن نبقى كمحللين أمام قراءة الاحتمالات: أول احتمال أن الضربة ممكن ألا تحدث: وهناك من يرفض هذا الاحتمال، فتوقيت احتمالية حدوثها أصبح واردا بالقياس على الداخل الأمريكي، فهناك مصلحة للصقور الجمهوريين أن تحدث الضربة، فبوش صرح ذات خطاب أنه دخل التاريخ حين احتل العراق، ولكنه يريد أن يبقى في التاريخ؛ لذا سيضرب إيران" هذا التصريح مهم بالإضافة إلى ما هو أهم وهو قراءة ورقة المصالح. فبوش حتى لو كان ملاكا، فلن يبقى في ولاية ثالثة لأن الدستور الأمريكي لا يسمح للرئيس سوى بولايتين يعني في يناير القادم سيغادر بوش سيغادر، وسيأتي الرئيس من الديمقراطيين في الأغلب، وبوش من مصلحته ألا يسلم التركة نظيفة، بل يريد أن يفتح لهم مستنقعا آخر غير مستنقع العراق تحت عنوان إيران هذه المرة ليحقق مكاسب أخرى كثيرة أهمها: كسب ود اللوبي الصهيوني في أمريكا وجميع يهود العالم. ولكن ماذا سينفع الود وهو مغادر؟ نعم سينفع حزبه الحزب الجمهوري فبعد ولايته يستطيع واستنادا على ذلك الود أن يأتي اللوبي الصهيوني واليهودي بمرشح من هذا الحزب مرة أخرى على سدة الحكم هذا إن لم يتحرك لدعم أحد المستقلين في الانتخابات القادمة بعد شهرين ونصف، أخذا في الاعتبار أن الديمقراطيين أنفسهم يتفقون ويعلنونها صراحة أنهم يؤيدون ضرب إيران، وفعلت ذلك هيلاري كلينتون وباراك أوباما، رغم مواقفهم السابقة المغايرة، لكن هذه لعبة الانتخابات، وأكد ذلك الصحفي الأمريكي سيمور هيرش "إن ضرب إيران ورقة يتسابق عليها الديمقراطيون والجمهوريون، ومن يفوز بها سيفوز بود اللوبي الصهيوني ورأس المال اليهودي؟ هي حسب وهي في فم الرئيس بوش، فكيف له أن يتركها لفم الديمقراطيين. الاحتمال الثاني أنه إذا وقعت الضربة سترد إيران: وهذا احتمال مردود عليه، فالعارفون بالداخل الإيراني يقولون: إنه من الممكن أن يكون هناك حراك داخل إيران يحول دون وقوع الضربة، وهذا يتأتى من الشيخ رافسنجاني وتكتله المعتدل الجديد، الذي أشرنا إليه سابقا حين يتغير المرشد الأعلى لسبب مرضي في الغالب أو لأي سبب آخر ويتعين مرشد جديد، وهذا في يد الشيخ رافسنجاني باعتباره رئيس مجلس الخبراء، إذا تغير القائد من السهل أن يتغير الرئيس أو حتى يُلجم ويُسيطر عليه من خلال البرلمان حتى تنتهي ولايته أو تكون هناك انتخابات جديدة. وبعد ذلك يتم التعامل مع أمريكا برؤية أخرى دون مساس بالملف الإيراني النووي لأن المشكلة مع أمريكا ليست الملف، بل مشكلة ثقة، وأمريكا تريد الشيخ رافسنجاني وبشروطه هو يعني الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة منذ عهد الشاه وهي كثيرة وسيلعب من خلاله على مزاجية الشارع الإيراني المطحون تحت عجلات الفقر رغم ثراء بلده. بالإضافة تصفية ورقة مجاهدي خلق الذين ترعاهم أمريكا الآن مقابل ضمانات بسيطة لأمريكا وليست تنازلات، أولها: أن يتحول حزب الله إلى حزب سياسيي، وهذا أصلا تم خلال الأعوام الماضية. وقف الدعم لحماس والجهاد الإسلامي وورقة حماس بعد أحداث غزة أصبحت خاسرة لن يراهن عليها من يريد أن يشارك في اللعبة الجديدة بالمنطقة. هذه التحركات تجاه عزل المرشد ممكن تكون حتى إذا وقعت الضربة حسب رؤية البعض وإن كانت الأكثرية تميل إلى أن التحرك يجب أن يكون قبل الضربة، لأنه ممكن يفسر بعد الضربة على أنه خنوع ورجوع عن شعارات الثورة الإسلامية، وهذه ورقة لها هوى في الداخل الإيراني، ولن تقبل، بل الكل وقتها سيطالب بالرد والثأر والكرامة. إذن يبقى السؤال معلقا: هل ستضرب أمريكا إيران؟ ولأنه سؤال سياسي لا توجد إجابات قاطعة بل مقاربات أو توصيف وضع آني... فالسياسة لعبة الممكن، والمتاح تبعا لقاعدة المصلحة وليس تبعا لقاعدة اليقين!!! المصدر : العربية نت