استدعى القط «الزعيم» وزراءه كشكول وسحلول وشملول ومتوول ومسلول وبهلول وبلبول ومخبول ومقبول ومشغول.. فلما حضروا أجلسهم حوله وقال: هل تعلمون لِمَ جمعتكم اليوم؟.. أجاب الوزراء فى نفس واحد: كلا يا مولاى .. لكن الوزير متوول سارع وقال: من المؤكد أن جلالتكم استدعيتنا لأمر جلل.. وكما تعلم يا مولاى نحن نأتى عادة دون أن نعرف السبب.. الزعيم وقد بدا عليه شىء من التأثر: لقد جمعتكم من أجل موضوع مهم شغل بالى وأهمنى وأذهب النوم عن أجفانى.. الوزير بلبول: أقلقتنا يا مولاى.. لعله خيرا.. بالله عليك لا تدعنا حيارى.. الزعيم: إنه ولدى.. فلذة كبدى معلول.. الوزير شملول: سلامته يا مولاى.. هل لا قدر الله أصابه شىء، أو يشكو من شىء؟.. الزعيم: كلا كلا.. لكنه منذ شهور قليلة تأتيه أحلام مزعجة وكوابيس توقظه من النوم مفزوعا ويظل يصرخ، فنلتف حوله أنا وأمه المسكينة ومعنا الخدم والحشم لنهدئ من روعه، ونبقى إلى جواره ساعات إلى أن يعاوده النوم من جديد.. والمشكلة أن هذا الأمر يتكرر كل ليلة.. وفى النهار هو حزين على الدوام، معتل المزاج، مكتئب، لا يبتسم أبداً، لم يعد يقبل على الحياة، وقد أوجع قلبى كما أوجع قلب أمه.. الوزير مخبول: هذه حالة عارضة يا مولاى وكلنا يعانى منها، ولا يكاد يسلم منها أحد فى المملكة، وهى سمة العصر الذى نعيشه، ولو أنك سألت كل وزرائك لسمعت منهم نفس الإجابة.. فلا تقلق يا مولاى .. الوزير متوول: نعم نعم يا مولاى، ولو أن جلالتكم كلفت أحدنا بعمل إحصاء لوجدت أن غالبية الشعب القططى تشكو من نفس الحالة.. الوزير بلبول: هل تم عرضه على طبيب يا مولاى؟.. الزعيم: لا أخفى عليكم سرا.. لقد عرضته على أعظم الأطباء فى المملكة، لكنهم عجزوا عن تشخيص الداء.. استدعيت أطباء عباقرة ذائعى الصيت من مملكة الذئاب والكلاب، أجروا سيلا من الفحوصات، لكنهم أيضا حاروا فى معرفة السبب.. الوزير بهلول: عندى حل يا مولاى .. الزعيم: أسرع به.. بهلول: لدينا فى قريتنا قط مبروك يدعى رهوان، سره باتع ودعاؤه مستجاب ويشفى أمراضاً كثيرة ولا تقف أمامه علة، صغرت أم كبرت.. سحلول: ما هذا الهراء يا بهلول.. لم يعد عندنا سوى الدجل والشعوذة واللجوء إلى هؤلاء المهاويس.. بهلول: أنت لا تعرف بركات هذا القط يا سحلول.. إنه قط مشهور ويقصده القطط من كل فج، من داخل المملكة وخارجها، وكثير منهم من علية القوم.. ساسة ووزراء وكتاب وأدباء وشعراء وفنانون.. ثم نحن لن نخسر شيئا.. دعنا نجرب.. ثم وجه حديثه للزعيم وقال: ما رأى مولاى؟.. الزعيم: أنا فى حيرة.. بين شفاء ولدى والفضيحة والتجريس الذى يمكن أن يلحق بنا.. تدخل مسلول وقال: هل يأذن لى مولاى؟.. الزعيم: تكلم يا حكيم الغبراء.. مسلول: جميعنا يلاحظ أن حبة قلوبنا وبؤبؤ عيوننا معلول يجهد نفسه كثيرا، هو لا يكاد يستريح من عناء العمل، ليس لديه وقت للترويح عن النفس، هو يصل الليل بالنهار والنهار بالليل، كأنه فى سباق مع الزمن.. لذا أرى يا مولاى أن يأخذ إجازة من العمل ولو لفترة محدودة، يجدد فيها نشاطه ويستعيد حيويته، ولا بأس يا مولاى أن يقضى معك هنا فى منتجع شخلول بضعة أيام للاستجمام.. أرى أيضا يا مولاى أن نبحث له عن قطيطة سنيورة نزوجه إياها، فهى الوحيدة التى يمكن أن تخرجه من وحدته وتدخل السرور على قلبه، والقطيطات الجميلات عندنا كثيرات، كما الهم على القلب.. صدقنى يا مولاى .. القطيطات يملكن مفاتيح القلوب والعقول ويحققن ما لا يمكن تصوره من اتزان نفسى وعصبى ووجدانى.. وخلال بضعة أيام سوف ترى أثر ذلك، سوف تجد معلول قطا آخر، طبعة جديدة ومحسنة، «نيولوك» كما يقول الذئاب والكلاب.. هلل الوزراء وكبروا للفكرة.. حينئذ قال بلبول: ولِمَ لا يا مولاى ؟.. إن فكرة تغيير الجو فكرة عظيمة، لكن ليس هناك داع لأن تكون فى منتجع شخلول.. لابد من تغيير كل شىء يا مولاى، الجو والأماكن والمشاهد والوجوه، حتى تلك التى يألفها، وأقترح يا مولاى أن نستضيفه فى أى بقعة من البقع التى أقطعتنا إياها.. والألسنة كثيرة، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.. أما بالنسبة لفكرة القطيطة السنيورة، فأنا أؤيدها بشدة ومعها بكل قلبى ومشاعرى.. ثم استدرك قائلا: صحيح أننا نلقى الهوان على أيدى قطيطاتنا، ونرى النكد فى الصباح والمساء، لكننا مع ذلك كله سعداء.. سعداء جدا يا مولاى .. الزعيم: أرى أننا وصلنا إلى نتيجة جيدة ويمكن أن نستكمل المناقشة بعد تناول طعام الغذاء والراحة.. هيا بنا. ■ ■ ■ اجتمع الوزراء حول الزعيم الذى استفتح الجلسة الثانية بقوله: هل لأحد منكم ملاحظات حول ماقيل فى الجلسة الأولى؟.. الوزير كشكول: أرى يا مولاى أننا لم نضع أيدينا على جوهر المشكلة.. الزعيم مقاطعاً: كيف؟.. كشكول: لم يسأل أحدنا يا مولاى ما هى طبيعة الأحلام والكوابيس التى يراها ولدنا معلول؟ ولم يسأل أحدنا أيضا لماذا بدأت هذه الأحلام تنتابه منذ شهور قليلة فقط؟.. الزعيم: هذا صحيح يا كشكول، لكن أنت معنا فى فكرة تغيير الجو وأهمية الزواج.. كشكول: نعم نعم يا مولاى، لكنها لن تحل المشكلة، وأرى أن تقص علينا جلالتكم فحوى هذه الأحلام.. الزعيم: معلول يرى أنه يمسك بكلتا يديه بهبرة عظيمة، حتى إذا ما أوشك أن ينشب فيها أسنانه وأنيابه، فوجئ بقط آخر ينازعه إياها وحوله مجموعة من القطط البرية المستأسدة تحفزه وتظاهره، وفى خلفية المشهد تقف تجمعات كثيرة من الذئاب والكلاب والخنازير كأنها تنتظر ما تسفر عنه المنازعة.. كشكول مستفسرا: ألا يوجد حول قطنا معلول أحد؟.. الزعيم: يقول إنه دائما ما يلحظ خلفه الوزير سحلول وبقية العسس، وقليلا من القطط السمان.. كشكول: وعموم القطط؟.. الزعيم: ظاهر الأمر أنهم غير مهتمين بما يجرى.. كشكول: هل للقط الآخر سمات أو علامات مميزة يا مولاى؟.. الزعيم: أبدا.. هو قط عادى، وليست عليه أى آثار للمعاناة التى يضج منها عموم القطط فى المملكة.. كشكول: المسألة واضحة يا مولاى ولا تحتاج إلى تفسير أو تأويل.. إنه القط سعفان الذى هبط على أرض المملكة منذ شهور.. وأما الهبرة الكبرى فكلنا يعرفها يا مولاى .. والسؤال الذى لا أدرى له إجابة هو: من هؤلاء الخبثاء الذين أدخلوا فى رأس القط سعفان فكرة المنازعة على الهبرة؟.. لاشك يا مولاى أن هذا هو ما يعانى منه معلول.. سحلول: أنا أتفق مع كشكول فى هذا الرأى يا مولاى، وأرى أن ثمة جهة ما هى التى أوعزت وأقنعت سعفان بهذه الفكرة، وأن هذه الجهة مستفيدة من عرقلة معلول فى التهام الهبرة الكبرى، فكل معلوماتنا تؤكد أن سعفان لم تكن لديه أى تطلعات.. الوزير مسلول: الغريب فى الأمر يا مولاى أن سعفان غير رأيه بعد ذلك، فقد كان من الممكن أن يسعى إلى الهبرة الكبرى من خلال إحدى القبائل، تعززه وتناصره، لكنه آثر أن ينأى بنفسه عن المضى فى هذا الطريق، بل إنه أعلن يا مولاى عن عدم رغبته فى الهبرة وتعلل بالقيود التى فرضناها بشأنها، ثم فوجئنا به يتكلم فى موضوع آخر أثير وتصدعت به رؤوسنا من قبل، هو يعلم أن الباب موصد أمامه تماما.. هذا الوضع يا مولاى سوف يطمئن القط معلول ويجعله يستعيد حيويته ونشاطه، وأظن يا مولاى أن الأحلام المفزعة والكوابيس لن تعاوده مرة ثانية.. الزعيم: أزلتم عن صدرى هما ثقيلا وبدأت أشعر بالراحة والاطمئنان، والسؤال الآن: هل تجرى الأمور فى مسارها المأمول أم أن هناك معوقات تمنع من الوصول إلى الهبرة الكبرى؟.. ثم أردف قائلا: قبل أن تجيبوا سوف نستريح قليلا ثم نعود إلى الاجتماع مرة ثالثة لنناقش هذا الأمر. فى الجلسة الثالثة قام الوزير سحلول باستعراض نقاط القوة لديه، فقال: نحن جميعنا يا مولاى، أنا وكل العسس، نقف خلف معلول بكل إمكاناتنا المادية والمعنوية، الظاهرة والخفية، ونتحكم فى بعض الأدوات المؤثرة والفاعلة على المستوى الجوى، ولدينا كمية لابأس بها من السحالى والزواحف والحشرات القارصة واللاسعة والماصة على المستوى البرى، وجميعها يا مولاى على أهبة الاستعداد لتنفيذ ما تأمرون به جلالتكم.. ثم نهض الوزير متوول وقال: وأنا يا مولاى أستطيع تدبير الأمور الخارجية، إقليميا ودوليا، ولدينا سفراؤنا وقناصلنا فى كل مكان، وهؤلاء يستطيعون حشد وتهيئة الأجواء لدى إدارات الذئاب والكلاب والثعالب والخنازير، فضلا عن جالياتنا القططية، لتكون فى صف معلول.. الزعيم: أخشى أن يكون ما قلته كلاما فى الهواء الطلق، خاصة أنه معروف عنك أن «قطك جمل»، وأنك «تصنع من الحبة قبة».. إحمر وجه متوول خجلا وقال: فى هذه المرة سوف ترى يا مولاى ما تقر به عينك.. بعد ذلك قام الوزير مخبول، فقال: أقترح يا مولاى أن تجند كل الوزارات، بإداراتها وأقسامها المركزية واللامركزية وفروعها فى كل مكان داخل المملكة للتخديم على مشروع الهبرة الكبرى، وفى ظنى أن جميع القطط سوف تستبسل فى الدفاع عن هذا المشروع لما له من فوائد عظيمة سوف تعود عليهم وعلى المملكة بالخير العميم.. الزعيم: أنا لا أريد كلام إنشاء.. أريد عملا.. منذ متى وأنا أسمع هذا الغثاء؟ امتقع وجه مخبول ورد متلعثما: أنا.. أنا.. أنا مجرد خادم مطيع يا مولاى، وما تأمرنى به جلالتكم مستعد لتنفيذه فورا.. أشاح عنه الزعيم بوجهه ونظر إلى الوزير مقبول وقال: وأنت يا مقبول ألا يوجد لديك شىء تقوله؟.. مقبول: كنت منتظراً أن تأذن لى يا مولاى، والموضوع الذى سأتكلم فيه يتعلق بإخواننا فى المملكة، وهم كما تعلم جلالتكم يمثلون كتلة لا بأس بها، والحقيقة التى لا مراء فيها أنهم مع معلول بكل مشاعرهم وعواطفهم، لكنهم يشعرون يا مولاى ببعض الغبن ولهم بعض الطلبات، ولو أننا نظرنا إليهم بعين العطف فسوف يكون ذلك محفزا ودافعا لهم.. الزعيم: أنا لا أبخل عليهم بشىء وهم يتمتعون بأكثر مما يتمتع به الآخرون.. مقبول: نعم نعم يا مولاى وهم لا ينكرون ذلك، لكنهم يطمعون فى كرم جلالتكم.. الزعيم موجها حديثه إلى الوزير مشغول: ماذا عن القطط السمان؟.. مشغول: هؤلاء أهلنا وناسنا يا مولاى، وجميعهم طوع بنان معلول، فخيره وكرمه سابغ عليهم، ويشعرون هم ومن وراءهم أن حياتهم ومصائرهم مرتبطة به، فلا تقلق من ناحيتهم.. حينذاك صاح الوزير بهلول وكأنه قام من غفوة: ما هذه الأراجيف التى نسمعها يا مولاى ؟.. كأننا فى كوكب آخر.. إن سمعتنا أصبحت فى الحضيض، فهى تنافس القطران وتتفوق على الزفت فى سواده ولزوجته.. ثار الوزراء وتصايحوا وشوحوا بأيديهم فى وجهه.. تدخل الزعيم وقال: اتركوه يقول كل ما عنده.. بهلول: عموم القطط يا مولاى أصبحت فى حالة يرثى لها، وهى تئن وتتوجع، وتشير بأصابع الاتهام إلى معلول وحاشيته، ولا أظن أن الأرض سوف تكون مفروشة بالورود أمام معلول كما يزعم إخوانى الوزراء.. لا ينبغى أن نضحك على أنفسنا يا مولاى، لا تصدق أن القطط المستأسدة هى فقط الرافضة لمشروع الهبرة الكبرى، بل يشاركها فى ذلك عموم القطط.. كشكول: مولاى، لقد نسى بهلول أن عموم القطط فى واد والقطط المستأسدة فى واد آخر، بل إن عموم القطط غير منشغلة بهذا الأمر من أصله وما يهمها هو قوت يومها.. مسلول: صحيح أن هذا هو حال عموم القطط يا مولاى، لكننا يجب ألا نتجاهل مظاهر الرفض وعدم الإستجابة لكل ما هو حكومى أو متعلق بالنظام.. لا أخفى عليك يا مولاى، مشروع الهبرة الكبرى دونه عقبات كثيرة، وما كان بالأمس يدور همسا أصبح اليوم على الملأ وفى الطريق العام.. الزعيم: لنتجاوز هذه النقطة.. ما هى أخبار أحبابنا الذين سيقومون بدور الكومبارس، وهل تم الترتيب معهم؟.. سحلول: طبعا يا مولاى، وهم فى شوق وحنان للقيام به وفق توجيهات جلالتكم.. الزعيم: والقطط المستأسدة؟.. سحلول: هى رافضة بصرامة وإصرار لمشروع الهبرة الكبرى، وتدعى أن المملكة زاخرة بقطط واعدة.. عموما هى لا تعدو أن تكون ظاهرة صوتية، وسوف يتم التعامل معها بالأسلوب الذى يرضى عنه مولاى.. الزعيم: وماذا عن قبيلة السلوان؟.. أراها تلعب دوراً خطراً هذه الأيام.. سحلول: لا تحمل هما حيالها يا مولاى .. أنا أعرفها جيدا ولى معها صولات وجولات.. هى غير منشغلة على الإطلاق بالهبرة الكبرى، ولا بما دون ذلك من الهبر.. همها الأول والوحيد أن نسمح لها بشىء من البحبحة لتتواصل مع عموم القطط، وأن تجد لنفسها موطئ قدم فى الحياة العامة.. الزعيم: لكنى أعرف أنها لا تتوقف عند حد، وهى دائما تطمع فى المزيد، ويقال إن أعطيتها أصبعك ابتلعت ذراعك، وإن سمحت لها بذراعك أكلت كتفك.. هى تريد أن تقلب الطاولة علينا وتثير الدنيا من حولنا.. نعم قدراتها محدودة وإمكاناتها متواضعة، ولا تستطيع أن تحول دون تحقيق أهدافنا ومرامينا، لكنها تزعجنا بتوجيه سهامها إلينا وتأليب الرأى العام علينا، خاصة فى مسألة الهبرة الكبرى.. سحلول: أنا معك يا مولاى إنها لا تتوقف عن مهاجمة استبدادنا وملاحقة فسادنا، كما أن لها موقفا مغايرا لموقفنا فيما يجرى حولنا، إلا أنها تحت السيطرة تماما، ولا تستطيع أن تقوم بعمل إلا فى حدود ما نسمح به، وفى إطار المساحة التى نريدها.. ثم نحن نلاحقها بالقضايا العسكرية والحبس الاحتياطى والاعتقالات والتضييق على الأرزاق وما إلى غير ذلك.. لا تنس يا مولاى أنها من أهم عوامل الإتزان فى المملكة، ولولاها لأصبحت معدلات الجريمة والعنف الاجتماعى لا تطاق.. كما لا أخفى عليك يا مولاى أنها لا تمثل فى الحقيقة فزاعة لأى طرف، وجلالتكم تعلمون أننا ندعى ذلك.. مسلول: إذا كان السلوان تحت السيطرة الكاملة كما تقول يا سحلول، فلماذا لا نسمح لهم برخصة قبيلة، كما وفدان وجمعان وجبهان وخسران؟.. سحلول: يبدو أن الأمر ملتبس لديك يا مسلول.. هل تريد أن نسمح لهم بقبيلة قانونية فتتجمع المملكة كلها وراءها؟.. ثم من يضمن لنا أن مشروع الهبرة لن يقع فى أيديهم؟!.. استطرد قائلا: عزيزى مسلول.. هذا معناه أننا نضع نهايتنا بأيدينا.. وأنت طبعا لا يرضيك ذلك.. نحن نريد قبيلة السلوان بوضعها الحالى، جزء ظاهر وآخر خفى، وهذا الأخير نعرف عنه كل شىء.. هذا الوضع يلائمنا للغاية، حيث يتيح لنا فرصة الضغط عليها وتوجيه ضربات انتقائية نوعية إليها بهدف تحجيمها وتخويف عموم القطط منها.. الزعيم: أنا سعيد بهذا الكلام الذى أسمعه من سحلول، وهو ما يجعلنى أتشبث به، وأرى أن يستمر فى استراتيجيته التى أوضحها لنا، وحبذا لو كان الضغط محسوبا لتحقيق أمرين، أولهما: بقاء جسم القبيلة على حاله من الترقب والخوف من الرصد والملاحقة والمداهمة، فلا يمارس حريته فى الاجتماعات المفتوحة ولا يأخذ حظه فى المناقشة والحوار والنقد والمحاسبة من خلال شوراه، وبالتالى يفقد حيويته وقدرته على الابتكار والإبداع، وثانيهما: السماح بقدر محدود من الحركة فى المكان، فلا يقدر على التوسع والانتشار ولا يصيبه انكفاء كامل على الذات بما يؤدى إلى التصدع أو الانفجار.. سحلول: هذه توجيهات ثمينة يا مولاى سوف نضعها موضع التنفيذ، فلا تحرمنا منها جلالتكم، ونحن مهما تعلمنا سوف نظل تلاميذكم الأوفياء.. وليت القطط المستأسدة ترانا اليوم وجلالتكم تدير هذا الحوار الديمقراطى الرائع حتى تتعلم منه.. الزعيم: شكرا لكم.. انتهى الاجتماع، وسوف أتابعكم قطا قطا.. كل فى مجاله وميدانه.